هي جولة يمكنك أن تقوم بها في شوارع «أسواق بيروت» بحيث لا تشبه غيرها لا بزمانها ولا مكانها ولا عطر التاريخ الذي يكتنف تفاصيلها. فضمن «معرض السيارات الكلاسيكية» لعام 2017 والذي يبدأ في 7 سبتمبر (أيلول) ويستمر حتى17 منه، أنت مدعو لمشاهدة أقدم السيارات وكذلك الجديد منها وذلك على امتداد 5 من أهم شوارع «أسواق بيروت» وهي: فخري بك، وأسواق الطويلة، وأروم، والجمل، وساحة السوق.
وبين سيارة «أودي» تعود إلى السبعينات وأخرى من نوع «مرسيدس» استخدمت في الستينات وثالثة من نوع «فورد» تذكّرك بأول السيارات التي وصلت لبنان ووطأت أرضه، ستعيش تجربة جديدة من نوعها لا سيما إذا كنت من هواة جمع السيارات أو الاطلاع على تاريخ صنعها.
«إن السيارات المعروضة تعود لأشخاص يهوون جمع القديمة منها وبعضها يمثّل تاريخ وصول هذا الاختراع إلى لبنان، بعد أن استقدمتها عائلات أصبحت اليوم معروفة في هذا المجال وتملك معارض لماركات سيارات معروفة». تقول كريستيل زيادة المشرفة على تنظيم هذا المعرض لـ«الشرق الأوسط».
وتعدّ عائلات كتّاني وسعد وطراد وآل قرم ورسامني من أوائل اللبنانيين الذين أخذوا على عاتقهم شراء السيارات وجلبها إلى لبنان من نوع «أودي» و«جاغوار» و«فورد» و«فولفو» وغيرها. ولا يمكن تحديد سعر هذه السيارات التي باتت تعدّ كنزا بالنسبة لمالكيها كونها أصبحت نادرة الوجود، ويمكن أن يدفع الشخص الراغب في اقتنائها ثروة للحصول عليها. وكانت بيروت قد سبق وشهدت معرضا مشابها في عام 2013 عندما لاقى إقبالا ملحوظا من قبل هواة جامعي السيارات.
ومن بين السيارات المشاركة في هذا المعرض واحدة من نوع «مرسيدس» موديل (Benz 230) ذات سقف متحرّك، يعود تاريخ صنعها إلى عام 1938 واستخدمها الممثل الكوميدي الفرنسي الراحل لويس دي فينيس في الفيلم السينمائي الشهير «La grande vadrouille» الذي لعب بطولته في عام 1966. ولمن يتذكّر المسلسل البريطاني (ذا سانت) أو «Le saint» بالفرنسية والذي كان بطله الراحل روجر مور وعرفه المشاهد اللبناني باسم (سيمون تامبلار)، فهو على موعد لمشاهدة إحدى سياراته المعروفة في هذا العمل وهي من نوع فولفو (P 1800 s) وقد رافقت بطل المسلسل على مدى سنوات (1962 - 1969) وهو يتجوّل فيها. وتعدّ هذه السيارة السريعة من نوع «السبور» الأشهر للماركة المذكورة وقد اعتمدت في عام 1998 كصاحبة أعلى رقم تسجّله بالأميال كونها قطعت خلال استخدامها من قبل مالكها ثلاثة ملايين ميل (4.8 مليون كيلومترا).
ومن السيارات الأخرى التي يمكنك مشاهدتها في هذا المعرض «سيتروان دي إس» السوداء والتي كانت مخصصة لتنقلات رؤساء الجمهورية الفرنسيين في السبعينات أمثال فاليري جيسكار ديستان. صنّفت هذه السيارة في عام 1999 بـ«سيارة العصر» واختيرت كأجمل سيارة في زمنها لموديلها الحديث والذي ترك أثره الكبير على الزبائن.
«هدفنا من إقامة هذا المعرض هو التذكير بالدور المهم الذي لعبه لبنان في استيراده السيارات قبل غيره من البلدان المجاورة له كفلسطين والأردن وسوريا». تضيف كريستيل زيادة في سياق حديثها وتتابع: «أما العنوان العريض للمعرض هذه السنة فهو إلقاء الضوء على تطوّر صناعة السيارات منذ بداياتها حتى اليوم».
ومن السيارات الفاخرة القديمة التي يتضمنها «معرض السيارات الكلاسيكية 2017» واحدة تخص أحد رؤساء جمهورية البرازيل القديمين وهي كناية عن «رولس رويس» سوداء. والجولة في المعرض تشمل مشاهدات سيارات قديمة وأخرى جديدة من نوع «كامارو» و«موستانغ» و«بنتلاي» و«ألفا روميو» وغيرها.
أما أقدم سيارة في استطاعتك أن تتعرّف إليها في هذا المعرض فهي من نوع «فورد باكيت» أو «أبو دعسة» كما هي معروفة في لبنان. صنعت هذه السيارة في عام 1923 ويملكها أحد الأشخاص من آل قرم بعد أن اشتراها من متحف في أميركا.
الدخول إلى هذا المعرض الذي يمتد على فترة 10 أيام هو مجاني وسيتم افتتاحه برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وهو من تنظيم شركة «إيفنتس برودكشن»، وتعدّ هذه النسخة الثالثة له منذ تأسيسه حتى اليوم.
وتجدر الإشارة إلى أن جميع السيارات المشاركة تمّ التأمين عليها ويمنع منعا باتا لمسها من قبل الزوّار، حسب شروط منظمي المعرض.
معرض للسيارات الكلاسيكية في شوارع بيروت
تسعون منها تعود لرؤساء جمهوريات ونجوم عالميين
معرض للسيارات الكلاسيكية في شوارع بيروت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة