الاحتفال بيوم 4 يوليو (تموز)، ذكرى يوم الاستقلال، بات وشيكاً. فهو أحد أيام العطلة المفضلة بالنسبة لي لكثير من الأسباب، أهمها انتشار الأعلام في كل مكان، وسماع الأغاني الوطنية، ومشاهدة الألعاب النارية. غير أنني لا أشعر بالراحة من وضع القوة العسكرية الأميركية في بؤرة تلك المناسبة.
ومن دون تحفظات، فأنا كلياً مع الاتفاق الذي توصلنا إليه عقب الحرب في فيتنام بأننا جميعاً مع الجيش بصرف النظر عن رأينا في الحرب التي خاضها.
مع انتهاء المؤتمرات السياسية، ينبغي لكلا المرشحين الرئاسيين أن يعكفا على العمل بجدية حول شيء لن نراه كثيرًا حتى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: الانتقال الرئاسي. وهو الإعداد الفعلي لحركة انتقال الإدارات الذي سيشهده إما دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون.
وفي واقع الأمر، كان الأول من أغسطس (آب) هو «يوم الخطوة الكبرى» في هذه العملية.
انتهى أطول تحقيق أجراه الكونغرس الأميركي حول مخالفات الفرع التنفيذي، والمفاجأة! - ليس هناك من جديد يُذكر حول القصة الأساسية لفشل إدارة الرئيس أوباما في قضية بنغازي.
بعبارة أخرى، لا تزال تلك القضية التي تدور حول الهجمات التي أسفرت عن مصرع أربعة مواطنين أميركيين تشكل الكارثة السياسية هنا - وهو الأمر الذي وافق الجميع عليه هنا عبر ما يقرب من أربع سنوات كاملة. وهي أيضًا القضية التي تابعتها السياسة اللبيبة من قبل الإدارة الأميركية والتي أسفرت عن أسوأ النتائج قاطبة، على الرغم من حدة المناقشات التي دارت حول ما إذا كان اتخاذ الإجراءات البديلة (أو عدم اتخاذها) كان سيخرج بأية نتائج أفضل.
وماذا وراء ذلك؟
نحتاج إلى بعض الوقت لاستيعاب ما حدث مساء الثلاثاء الكبير في المعسكر الجمهوري؛ إذ حاز دونالد ترامب أغلب الأصوات، وفاز في أغلب الولايات، وحاز جُل المندوبين. ولكن هل اقترب قيد أنملة للفوز بترشيح الحزب؟ ليس الأمر بمثل هذا الوضوح، حيث قال مندوب موقع «فايف ثيرتي إيت» المخضرم ديفيد واسرمان إن الخوض في تلك الليلة المخيبة لآمال ترامب، ربما يعني أي شيء أقل من الفوز بـ250 مندوبًا.
ظللت أردد على مدى عام أن هيلاري كلينتون سوف تفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، وأن حملة الدعاية القوية للمرشح برني ساندرز لن تغير من الأمر شيئًا.
يبدو أعضاء الحزب الديمقراطي متحدين خلفها، ففي الانتخابات الرئاسية يُعتبر هذا النوع من الدعم - وليس صناديق الاقتراع أو المال أو حتى نتائج فرز الأصوات المبكرة في بعض الولايات - هو ما يحدد الفائز بترشيح الحزب.
لا تزال هناك الكثير من الأمور على المحك بالنسبة للتصويت لمرشحي الحزب الديمقراطي في ولاية أيوا، حيث تتقدم كلينتون بفارق ضئيل عن منافسيها، وحيث احتلت في استطلاع حديث للرأي أجرته وكالة أنباء بلومبيرغ، القمة، لكن بفارق لا يتعدى ثلاثة في المائة عن منافسها س
مع تسليط الضوء على هجوم دونالد ترومب المتواصل على جون ماكين، قد يفوت المتابع للأحداث ملاحظة المناوشات التقليدية التي تصاحب عملية الترشح للانتخابات، والمقصود هنا الشجار المفتعل بين جيب بوش وسكوت ووكر حول الصفقة الأميركية مع إيران.
الجدل الآن قائم حول ما إذا كان الرئيس الجديد سوف يشرع في إبطال الاتفاقية في أول يوم عمل له بعد تسلم العمل على رأس إدارته الجديدة (حسب تعهد بوش)، أم أن الرئيس الجديد سوف يلغي اتفاقية التسليح النووي، ويتخذ إجراء عدوانيا تجاه إيران في اليوم الأول له في السلطة (موقف ووكر).
ففي المناظرات السياسية، وفى سبيل التفوق على المنافسين، يبحث المرشح الذي يتبنى نفس مواقف منافسيه عن ط
ما زال باراك أوباما ونواب الكونغرس الجمهوريون يبحثون عن مسار للمضي قدمًا على صعيد التجارة؛ ففي يوم الثلاثاء الماضي، وافق مجلس النواب على تأجيل أحد القرارات ذات الصلة لبضعة أسابيع، حيث أمهل أعضاء المجلس إلى حين نهاية يوليو (تموز) للتوصل إلى طريقة للحصول على أغلبية.
ولكي نجد تفسيرًا لذلك، نقرأ مقال الباحثة المتخصصة في شؤون الكونغرس، سارة بيندر، المنشور في مدونة «مانكي كيغ» (ملحق بصحيفة «واشنطن بوست»). وهي تقوم بتفسير الوضع الأولي، وتشير، وهو الأهم، إلى ما هو عرضة للخطر: بقاء صفقة طويلة الأمد تلزم الديمقراطيين بالمضي بأجندة مؤيدة للتجارة في مقابل مساعدات لمن تضرروا نتيجة الصفقات التجارية.
كيف يتصرف مرشحو الرئاسة عندما يتخذ حزبهم منحى بعيدا عن التيار السائد في قضية ما؟
لنأخذ موضوع العراق كمثال، ففي لقاء مع قناة «إم إس إن بي سي»، أشار مقدم البرامج والمحاور ستيفين بينين إلى أن مرشحي الانتخابات الجمهوريين ما زالوا على قناعة بأن غزو العراق في 2003 كان «قرارا صائبا من قبل الولايات المتحدة». وعلى الجانب الآخر، يجمع الديمقراطيون والمستقلون على أن قرار الغزو كان «خطأ».
بدأ الكاتب بريندان نيهان، صاحب عمود «أبشوت» في صحيفة «نيويورك تايمز»، نقاشا مثيرا للاهتمام بعنصر مهم عن كيفية إصابة رؤساء العصر الحديث بوباء التوقعات غير الواقعية. وأشار إلى أنه في عصر الرئيس المتحيز لحزب، يعد توقع تجاوز أي ساكن للبيت الأبيض للانقسامات توقعا في غير محله. وهذا أمر صحيح؛ فالرئاسة المتحيزة لحزب تعتبر ذات طابع هيكلي، أنشأتها القوة الشاملة للحزبين الديمقراطي والجمهوري. ولا يستطيع أي رئيس أن يعيدنا إلى الرئاسة ذات الطابع الشخصي مثل رئاسة ريتشارد نيكسون أو جون كيندي.
فلماذا إذن يظل الرؤساء يتعهدون بتجاوز التحزب؟