منذ مطلع شبابي إلى يومنا هذا، بليت بتتبع الأحداث السياسية والتعليق عليها، وأعترف اليوم بأن هذا العمل الذي كان يثيرني ويسرني ويكسبني في الماضي بات اليوم يتعبني ويعذبني. على الرغم مما توفره وسائل الإعلام الحديثة، من سعة اطلاع وسهولة في الحصول على المعلومات وما لم يكن متوفرا من قبل.
لم يكن للمحللين والمعلقين العرب من مصادر للأخبار، في أواسط القرن العشرين، سوى نشرة أخبار وكالات أجنبية لا تزيد صفحاتها على العشر، وأجهزة الراديو والمراسلين (إذا كانت ميزانية الصحيفة أو المجلة تسمح). وكانت الأخبار المحلية هي التي تحتل عادة أعمدة الصحف، في غياب حدث دولي مهم.