الشرق الأوسط

ليبيا.. الخيار للميليشيات

كان لا بد لليبيا من أن تشهد حالة استثنائية من الفوضى والاضطرابات إثر سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، ذلك أن النظام السابق كان قد حكم ليبيا حكما فوضويا صرفا، ورثته ليبيا الجديدة بعد انتفاضتها. اليوم وبعد أن دخلت البلاد في العام الرابع لنجاح الليبيين في استعادة كرامتهم وحريتهم، ها هم يقعون مرة أخرى تحت براثن ميليشيات كاسرة حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق. وما الهجوم المتكرر الذي يتعرض له مطار طرابلس في منطقة «بنغشير» خلال الأيام الماضية إلا مثال واحد واضح على حالة الفوضى والتردي الأمني اللذين يوضحان مدى الصراع الذي آل إليه الوضع في ليبيا..

وفاق وطني أم اختطاف للقرار الفلسطيني؟

اليوم، تكون المواجهة الإسرائيلية - الفلسطينية قد دخلت أسبوعا ثانيا من التصعيد الذي اتخذ شكل عدوان شامل على قطاع غزة، بعد أن استغلت إسرائيل اختطاف ثلاثة مستوطنين، الشهر الماضي، وقتلهم لتحقيق عدد من الأهداف السياسية، في مقدمها القضاء على البنية التحتية لحركة حماس في القطاع، والمنظمات الفلسطينية المسلحة الأخرى، ووقف عمليات إطلاق الصواريخ التي وصلت هذه المرة إلى مسافات لم تصلها في مواجهات سابقة، وضرب حكومة الوفاق الوطني التي أعلن عنها في 2 يونيو (حزيران) الماضي، برئاسة رامي الحمد الله.

الانتفاضة الثالثة و«موت» عملية السلام

وضعت استقالة كبير المبعوثين الأميركيين، مارتن إنديك، من منصبه أواخر الشهر الماضي، بعد أقل من سنة من تكليفه من جانب وزير الخارجية، جون كيري، بلعب دور في الجهود التي بذلتها الإدارة الأميركية على امتداد تسعة أشهر، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاتمة لتلك الجهود. وكانت آخر المحاولات الأميركية لإعادة المفاوضين من الطرفين إلى طاولة المفاوضات قد اصطدمت بإعلان حكومة نتنياهو الإسرائيلية، في أبريل (نيسان) الماضي، عن خطة لبناء سبعمائة وحدة سكنية، ورفضها إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين بعدما أطلقت سراح عدد منهم في وقت سابق.

الإرهاب مرض عالمي وخطر إقليمي

مسؤولية مكافحة الإرهاب لم تعد مهمة خاصة بدولة أو دولتين، أو حتى بمنظمة إقليمية لبعض الدول، لأن الإرهاب صار مرضًا عالميًّا وخطرًا كونيًّا، يجب أن تتضافر قدرات كل دول العالم على مكافحته ومحاصرته. عندما ظهر وباء «سارس» (أو حمى الخنازير) لم يقل العالم إن هذه مسؤولية دولة بعينها، أو توجه سهام اللوم والاتهام إلى دولة واحدة بجريرة المرض، بل اتجهت الهمة لتكثيف التعاون الدولي من أجل الحرب على المرض، وبذل أقصى الجهد في مكافحته. داء الإرهاب أعظم خطرًا وكارثية من أمراض الجسد، ورمي التهم السياسية على هذه الدولة أو تلك ليس تصرفا مسؤولا ولا نافعا، لأن الواجب حقًّا هو الشروع عمليًّا في محاربة الإرهاب وتخليص ا

رحيل المالكي هو الأساس

لا يختلف عاقلان على أن ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) جماعة إرهابية، جاءت من كل حدب وصوب لتنشر الرعب والخراب حيثما حلّت. هذا التقدم على الأرض في العراق لعناصر «داعش» ومَن والاهم، لا يمكن اختزاله بالزعم أنه لقوة فيهم أو نتيجة لدعم خارجي، أو تنفيذًا لمؤامرة تُحاك على العراق ووحدته.

مستقبل العراق.. مستقبل المنطقة

يشهد العراق مرحلة اضطراب وارتباك شبهها سكان البلاد بحالة الفوضى التي تبعت انهيار النظام العراقي في حرب سنة 2003. الغموض ما زال يلف الظروف التي دفعت بالجيش إلى التخلي عن مواقعه أمام زحف قوات غير نظامية بصورة مستغربة لا تليق بجيش محترف في مدن حساسة مثل الموصل وكركوك وبيجي وغيرها، وحتما يفرض هذا التطور علامات استفهام حول المسؤولية المفترض أن يتحلّى بها حكام بغداد. العقد الماضي كان صعبا على العراق، وأتى بعد عقود عدة لحقت خلالها به، شعبا ودولة خسائر بشرية ومادية فادحة نتيجة الحروب والسياسات الخاطئة.

عرس العالم الكروي

مرة كل أربع سنوات تشخص أنظار محبي الرياضة في العالم إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم، أو «المونديال»، كما باتت تُعرف في أركان المعمور الأربعة. «مونديال 2014» تستضيفه اعتبارا من اليوم دولة ضخمة طموحة، كانت تعد حتى الأمس القريب من «الدول النامية»، غير أنها اليوم تقرع الباب لدخول مجلس الأمن الدولي. البرازيل تتبوأ حاليا مكانة بارزة، ليس فقط على الصّعد الديموغرافية أو الاقتصادية أو السياسية، بل غدت لاعبا مؤثرا في مجال التفاعل الحضاري بين الشعوب.

الإسلاميون والديمقراطية في تركيا

أثارت حادثة تعنيف رئيس الوزراء التركي رجب إردوغان، لمتظاهر أمام الملأ، جدلا واسعا، بعدما تقاسمت الكثير من المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية بث الفيديو الذي يصور الحادثة. وتأتي الحادثة أياما قليلة على واقعة مشابهة، بطلها مستشار رئيس الوزراء، الذي انهال هو الآخر ضربا على متظاهر سلمي أمام العموم. البعض أعطى تفسيرا للمشهد اعتمادا على أن الفيديو لم ينقل الواقعة كاملة. افتراضا، يمكن لحركة إردوغان تلك، أن تكون حالة طبيعية من حالات الدفاع عن النفس، أمام تهجم محتمل، من طرف متظاهر عنيف. ربما..

مصر تعبر والسعودية تساند

إنه تحالف المصير المشترك، والمستقبل المعقود بعضه ببعض، إنها علاقة لا تفصم عراها. هذا هو وصف الحال بين السعودية ومصر الآن، بعد أن عبرت مصر أمواجا من الفتن والاضطراب، واجتازت من خلال الأعاصير والرياح العاتية لتصل إلى ضفة الأمان. ما جرى في مصر ليس مجرد قدوم رئيس جديد عوض رئيس قديم، بل إنقاذ لهوية مصر ودورها وموقعها، إنقاذ حققته القوات المسلحة المصرية، ونادى به عموم الشعب المصري الذي ترجم رغبته هذه من خلال تصويت كثيف لصالح خارطة الطريق السياسية المصرية، التي تمثلت بخطوة التعديلات الدستورية، وقد وافق عليها المصريون بحماسة وشفافية، ثم انتخاب المُعبِّر عن طبيعة المرحلة وهو الرئيس المشير عبد الفتاح ال

الجمهورية الثالثة

إذا أخذنا بالتوصيف القائل بأن مصر تدخل مع انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسا عهد الجمهورية الثالثة، فإن هذه الجمهورية تبدأ عهدها، كما قال عمرو موسى في حواره لهذه الصحيفة أمس، في ظروف صعبة للغاية، وجدول أعمال رئيسها ثقيل للغاية. لقد جاء السيسي بغالبية واضحة، وسط مؤشرات لا تخطئها العين في الشارع المصري بأنه يريد رئيسا قويا يقود البلاد إلى الخروج من حالة عدم الاستقرار السياسي التي سادت أكثر من ثلاث سنوات وانعكست بشكل واضح على الاقتصاد إلى الدرجة التي يقال فيها إن العودة إلى مستوى الأداء الذي كان عليه الاقتصاد قبل 2011 سيحتاج إلى بضع سنوات.