زهير الحارثي

زهير الحارثي
كاتب وبرلماني سعودي. كان عضواً في مجلس الشورى السعودي، وكان رئيساً للجنة الشؤون الخارجية، وقبلها كان عضواً في مجلس «هيئة حقوق الإنسان السعودية» والناطق الرسمي باسمها. حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة القانون من جامعة كِنت - كانتربري في بريطانيا. وهو حالياً عضو في مجلس أمناء «مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني». عمل في النيابة العامة السعودية إلى أن أصبح رئيساً لدائرة تحقيق وادعاء عام. مارس الكتابة الصحافية منذ نحو 3 عقود.

روسيا والعالم الإسلامي... الاختلاف لا يعني الخلاف!

النخب الروسية في يومنا الحاضر لا تنكر احترامها لتاريخ بلادهم أي الاتحاد السوفياتي، ولكنها تؤكد في كل مناسبة وعلانيةً انفكاكها من قيوده وهاجسه وفق طرح موضوعي وعقلاني. تغيَّر الروس فكراً وثقافة ورؤية وباتوا أكثر انفتاحاً وانسلخوا من مأزق الآيديولوجيا.

نهاية تاريخ فوكوياما... انهيار أميركا والتعددية القطبية!

هناك شعور لدى حلفاء الولايات المتحدة بأن ثمة حالة من نمو الشعور المتعالي لدى الإدارات الأميركية المتلاحقة؛ بدليل حالة الجفاء في الحلف الغربي والانكفاء إلى الداخل وتجاهل ملفات حساسة على الأمن العالمي. ولعل الأزمة الأفغانية مثال حي على التهرب الأميركي من المسؤولية، وهي التي لم تنسق مع الحلفاء ولم تقدم تنازلات ولم تضع في الاعتبار مآلات المستقبل. نظريات مثل ما طرحه مفكرون أمثال هنتنغتون وفوكوياما لا تلبث أن تطفو على السطح، ويتم تداولها بشكل واسع كلما كان هناك صدام ثقافات أو عمل إرهابي أو اعتداء بين مسلمين وغير مسلمين، خصوصاً إذا كان المكان ينتمي إلى عالم الغرب.

بغداد وبيروت... أوجه التشابه والشعور الوطني

القراءة الموضوعية للحالة العراقية واللبنانية تقودنا لنتيجة واحدة تتمثل في أن المتهم واحد وتمت إدانته. تأمّلْ الملامح والمشاهد والسيناريوهات والإعداد والإخراج، فتجد أوجه التشابه على الصعد كافة بين البلدين المرتهنين لسلطة خارجية، وهي المعنية بالإشراف والسياسات، بدليل أن المخرج الذي يدير المشهد في البلدين هو واحد وبالاسم ذاته.

أزمة في لبنان... الأزمة هي إيران!

هناك من يعتقد أن لبنان قد دخل فعلاً في منزلق خطير غير مسبوق، وربما يكون الأخير، حيث المحصلة لا دولة ولا هيكل مؤسسات ولا اقتصاد وإنما أجواء صراع ومناخ حرب. من يحب لبنان يستغرب حالة الاستكانة والسلبية والاستسلام والصمت التي يعيشها أهله إزاء من اختطف الإنسان والتاريخ والجغرافيا في لبنان. الحالة اللبنانية نموذج تم استنساخه في دول عربية أخرى، وإخضاعها بقوة سلاح ميليشيا إرهابية تستقوي بقوى إقليمية. صحيح أن هناك أزمة في لبنان منذ عقود تخبو حيناً وتظهر حيناً آخر، ولكن الأكثر صحة أن المسألة برمتها تتعلق بارتهان القرار السياسي اللبناني لسلطة حزب إرهابي يأخذ أوامره من الخارج.

الناس والكوكب والازدهار

وهذه هي الركائز الثلاث لقمة مجموعة العشرين التي تعقد اليوم في إيطاليا، والهدف كما يقول رئيس الوزراء الإيطالي «من أجل انتعاش اقتصادي أكثر مساواة وإنصافاً لمحاربة الظلم القديم والجديد». كلمة السر تكمن في التعاون بين الأعضاء لمواجهة أزمات كوكب الأرض المتلاحقة.

لبنان و«حزب الله»... ما بعد التهديد

«اللبنانيون سئموا من (حزب الله) وممارساته والوضع الذي وصلنا إليه، وهذه نتيجة السياسات الخاطئة». جملة لافتة في الصميم قالها سمير جعجع زعيم حزب «القوات اللبنانية».

نزعات الانفصال... مقومات الدولة الجاذبة!

ما الذي يدفع أقاليم بعينها نحو الانفصال والاستقلال عن محيطها الأكبر وانتمائها الأصيل؟ الحقيقة أن نزعة الانفصال عن الوطن الأم ليست بالأمر الجديد وإن طفت على السطح وكأنها فيروس ينتقل من مكان لآخر، لا سيما في وجود أرضية وبيئة مناسبة فينمو فيها ويكبر لينتهي به الأمر محققاً الهدف الذي زُرع من أجله.

تلاقح ثقافات أم توجس وفقدان هوية؟

تراكم التجارب الإنسانية يساهم في القدرة على التنبؤ وقراءة المستقبل من دون أن تشعر، ومع ذلك تبقى هي في نهاية المطاف قراءات تحتمل الخطأ أو الصواب؛ فهذا المفكر هيغل سبق أن تنبأ بنهاية التاريخ في القرن التاسع عشر بقيام الدولة القومية البروسية، وجاء بعده ماركس ليعلن أن الشيوعية هي بداية التاريخ الحقيقي، وستتلاشى الرأسمالية، ولكن ها نحن اليوم نعيش في عصر يقول لنا إن التاريخ لا يمكن أن يتوقف ما دام علم الطبيعة الحديث لا يتوقف وبالتالي لا نهاية له؛ ولذا انهارت تلك الفرضيات، ومع هذا لا يمنع من أن ينجح بعضها، لا سيما وقد طُرح في القرن الماضي عدد من النظريات، ومنها آراء المفكرين هنتغتون وفوكوياما إزاء ال

العرب والمواطنة... السياسة والمعتقد والعادات!

على امتداد التاريخ الحديث والمعاصر فإن التحولات والأحداث والمتغيرات أدت إلى ظهور مفاهيم جديدة وقضايا وأولويات للنظام العالمي ما لبثت أن انعكست على طبيعة النظام الدولي وأسهمت في هز مفاهيم تقليدية كالدولة والسيادة المطلقة بشكل غير مسبوق.

أميركا والصين: سباق تسلح وانقسام العالم

أخْذ العالم لحرب باردة جديدة لا يخدم أحداً. وفي الوقت الذي تتطلع فيه الشعوب إلى الاستقرار والتعايش والأمن والسلام نرى أن عدداً من الدول تتجه بحماس منقطع النظير إلى الولوج إلى عالم التسلح النووي. الرئيس الأميركي والرئيس الصيني أكدا في كلمتيهما بالأمس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه لا رغبة لبلديهما في حرب باردة جديدة، ومع ذلك ما نشاهده على الأرض لا يتسق مع تلك التصريحات الناعمة.