زهير الحارثي
كاتب وبرلماني سعودي. كان عضواً في مجلس الشورى السعودي، وكان رئيساً للجنة الشؤون الخارجية، وقبلها كان عضواً في مجلس «هيئة حقوق الإنسان السعودية» والناطق الرسمي باسمها. حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة القانون من جامعة كِنت - كانتربري في بريطانيا. وهو حالياً عضو في مجلس أمناء «مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني». عمل في النيابة العامة السعودية إلى أن أصبح رئيساً لدائرة تحقيق وادعاء عام. مارس الكتابة الصحافية منذ نحو 3 عقود.

بوح في الفكر العربي... بين التوهج والتشنيع!

سؤال يطرح نفسه: هل ثمة ضعف في تواصل العرب مع الغرب؟ هناك إجابات بطبيعة الحال ولكن أغلبها مكررة ورتيبة وتدور في الفلك ذاته والدائرة نفسها.

هل يتجه العالم إلى الأسوأ؟

يبدو أن الأمر كذلك استناداً إلى المعطيات الراهنة، وهذا هو الواقع إن أردنا الحقيقة وإن بدا قاسياً ومقلقاً ومفجعاً بدليل، ولكن لأن هناك قراءات وآراءً وتصورات عدة وصلت إلى قناعة بأن المشهد يتبلور ويسير إلى صورة مظلمة لما قد يحدث من تداعيات وأحداث. وهي مرحلة فاصلة يعيشها عالمنا الآن حرفياً على خلفية المتغيرات الإقليمية والدولية، ومليئة بتحولات واستحقاقات مختلفة عما واجهته هذه الدول قاطنة هذا الكوكب من قبل. ورغم تسليمنا بعدم وجود حقيقة مطلقة في رؤية وتحليلات المفكرين والمثقفين وأصحاب الرأي، فإن القراءة لهذا الشخص أو ذاك لا تبقى سوى حقيقة نسبية.

في الثقافة الذكورية... الذبح ليس وسيلة للإقناع!

أحداث تقشعر لها الأبدان أخذت مكانها في دول عربية. مشاهد بشعة وسوداوية وإجرامية طفت على السطح في الآونة الأخيرة وعادت بنا إلى شريط ذكريات مزعج ومحزن ومؤلم لما اعتادت أن تقوم به الجماعات المتطرفة من ذبح وقتل وترهيب. القصص التي شهدناها وسمعنا عنها انتهت بالذبح.

لا للتسييس... لا للتعصب... لا للمزايدة!

مناسبة الحج حدث ديني مهيب واستثنائي للعالم الإسلامي له شروطه وواجباته وأركانه ويتابعه المليارات من قاطني هذا الكوكب، ولذلك كان من الطبيعي أن تعلن السعودية بوضوح وحزم رفضها تسييس الحج، وأنها ستتصدى لأي عمل أو سلوك يمكن أن يسبب الفوضى أو يهدد سلامة الحجاج، وبالتالي لن تسمح بـ«الخروج عن النص». غير أن هذه الشعيرة لا يلبث البعض أن يستغلها في ترويج شعاراته السياسية وحساباته الحزبية التي لا صلة لها بأقدس فرائض الإسلام.

بين عزلة إيران وحراك ضفة الخليج الأخرى!

لو كنت إيرانياً واقفاً على ضفة الخليج العربي وتتأمل بهدوء وعمق شديدين ما يحدث في داخل بلدك ثم تشخص بناظريك إلى ما يجري على الضفة الأخرى، حيث دول الخليج بقيادة السعودية، فما الشعور الذي يلفك؟ هذا الشخص يرى بلاده تنهار فيتساءل: لماذا إيران تتدحرج إلى الخلف وتتراجع على الصعد كافة من وضع معيشي مزرٍ وتردي خدمات وانهيار اقتصادي مروع وتفكك مجتمعي متسارع مع غضب شعبي متزايد، ناهيك عن استبداد سلطوي للنظام وقطيعة وعزلة عن العالم؟

الدبلوماسية السعودية... قراءة المتغيرات وإغلاق الاختراقات

صارت توجهات السياسة السعودية الخارجية ترتكز على توسيع آفاق التعاون السياسي والاقتصادي مع دول العالم، وتربطها صداقات مع الجميع منطلقةً من مفاهيم الاعتدال والعقلانية والبراغماتية، ما شكّل لها نموذجاً في فكرها السياسي جنّبها التورط في التجاذبات الدولية. أضف إلى ذلك أن السعودية أيضاً هي ضمن دول مجموعة العشرين، وعضويتها فيها ومشاركتها في اجتماعاتها السنوية تعكسان اعترافاً بدورها في وضع سياسات وصياغات اقتصادية مؤثرة. عندما تتحرك الدبلوماسية السعودية فالهدف بكل تأكيد هو دعم الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.

تدخلات طهران والعرب: الحال هو الحال!

والعالم يتجه إلى تشكل حالة تشبه بزوغ نظام عالمي متعدد الأقطاب بدليل ما يترجَم الآن على الأرض وما نشاهده من مماحكات وتعليقات بين القوى المؤثرة على سطح الكوكب، لا يزال العالم العربي رغم كل شيء يدور في حلقته المفرغة. تأمل المشهد. فالمرحلة التي تعيشها المنطقة العربية على خلفية المتغيرات الإقليمية والدولية هي قديمة - جديدة؛ إذ لا تلبث أن تتشكل من جديد حالما تصل إلى نقطة الذروة. تكرار المشهد ثابت وإن كان بصور وشخوص وسيناريوهات مختلفة، ومع ذلك تصل إلى ذات النتيجة في نهاية المطاف.

في الفكر والوجدان والحقيقة... وما من حيلة سوى الرضوخ

الفلسفة كباب للتأمل والتساؤل، تقودك إلى عوالم الكبار، منذ عهد سقراط وكانط وهيغل، مروراً بابن رشد والكندي، وانتهاء بريتشارد روتي وزكي نجيب محمود وعبد الرحمن بدوي وفوكوياما، بتعدد مدارسهم وتنوع مناهجهم وقدرتهم التحليلية والمنطقية. طبعاً المسألة هنا لا تتعلق باستنتاجاتهم من حيث الصحة أو الخطأ، بقدر ما أنها تهدف إلى توليد الفكر وتفتيق الذهن وتوسيع المدارك، مما جعل التجربة والملاحظة أساساً لتفسير الأشياء، فالظاهرة -على سبيل المثال- لا يمكن تفسيرها إلا بربط العلة بالمعلول، فالمُثل العليا لدى أفلاطون، والفكر المطلق عند هيغل انتهى بهما المطاف عند قانون العلم، ولعل هذا ما يميز الفلسفة عند استخدامها لتب

الإمارات... نموذج لافت ومسيرة متجددة

مَن كان في الإمارات وقت رحيل الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، يشعر بالذهول، لطبيعة التعاطي مع الحدث بكل انسيابية وعقلانية وهدوء. أسى ولوعة فقدان وحزن عميق عمَّ البلاد لرحيل رئيس البلاد الذي وضع بصماته وإنجازاته، وقد كان لصيقاً بالمؤسسين الكبار ومن خريجي مدارسهم الباذخة بالتجربة وعراك الحياة ومصاعبها. غير أن اللافت أن الحياة سارت وفق طبيعتها المعتادة، رغم توافد قادة وزعماء العالم للإمارات للتعزية في وفاة الشيخ خليفة، وكذلك التهنئة بتقلد الشيخ محمد بن زايد رئاسة دولة الإمارات. تمت الترتيبات والإجراءات بهدوء ودقة ومهنية، فلا صخب ولا شغب ولا إعلان للطوارئ ولا نزول للأجهزة الأمنية في الشوارع.

قيادات دينية تلتقي في الرياض... ما الذي يحدث؟

رغم وجود أصوات مغالية في تكريس العداء بين الشعوب والأمم فإن أصوات الاعتدال لا تزال تعتلي المشهد في العالم وهذا لحسن الحظ بدليل مناداتها للحوار والتعايش واحترام قيمة الأديان ومكانة الثقافات. على سبيل المثال هذه السعودية الجديدة في عهد الملك سلمان استضافت قبل أيام ملتقى «القيم المشتركة بين أتباع الأديان» بحضور ومشاركة قادة دينيين من أرجاء العالم كافة، وبإشراف منظمة رابطة العالم الإسلامي.