رامي الريس

رامي الريس
كاتب وصحافي وأستاذ جامعي من لبنان، وباحث ومترجم، يكتب في القضايا العربية والدولية، يحمل شهادة ماجستير في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت، وله مشاركات في العشرات من المؤتمرات وورش العمل في لبنان والخارج.

هل يجوز أن ينتهي لبنان؟

ليست الأزمة الحادة التي يمر بها لبنان راهناً الأولى من نوعها، وإذا كُتب له الخروج منها سالماً، فمن المرجح ألا تكون الأخيرة. فهذا الوطن الصغير كان دائماً محط الأنظار إما سلباً أو إيجاباً. يسحر أبناؤه العالم أحياناً بنجاحاتهم الفردية الباهرة التي غالباً ما يحققونها خارج أراضيه، كما يُدهش بعض مسؤوليه العالم أيضاً بلا مبالاتهم وقلة اكتراثهم إلا لمصالحهم الخاصة، حتى لو اهتز الهيكل وسقط على رؤوس الجميع، بما فيه رؤوسهم. إنه بلد الظواهر المتناقضة إلى حد التشرذم السياسي والمجتمعي.

لبنان: القرار السياسي المخطوف وانكسار الدولة

لطالما كانت إدارة الأنظمة التعدديّة تفرض إشكاليّات كبيرة لناحية إيجاد الآليّات الدستوريّة والسياسيّة التي تتيح التمثيل السياسي لمختلف مكونات المجتمع المتنوع من دون أن تطغى قوّة بعض منها على سائر القوى الأخرى، ومن دون أن تشعر قوى معيّنة بأنها مهمشة ضعيفة لا تمتلك إمكانيّة الوصول إلى السلطة أو إيصال صوتها وموقفها من الواقع القائم. لبنان يُعد من أبرز المجتمعات التعدديّة، وقد نال اهتماماً كبيراً في أوساط الباحثين في علوم السياسة والاجتماع، نظراً لتكوينه المعقد وللإشكاليّات السياسيّة والعمليّة التي تحول دون انتقاله من مجتمع الإدارة الطائفيّ ة والمذهبيّة إلى مجتمع المساواة والعدالة الاجتماعيّة، مع م

لبنان بين العروبة و«المشرقية»

يُرفع بين الحين والآخر في لبنان شعار «المشرقيّة»، فتنادي به بعض الأطراف السياسيّة من دون أن تحدد له مفهوماً أو إطاراً نظريّاً أو فكريّاً أو عمليّاً معيّناً، ومن دون أن تشرح للرأي العام اللبناني وغير اللبناني المقاصد الحقيقيّة من خلال الطرح الظرفي لهذا الشعار، المرتبط بلحظة سياسيّة محددة وبشكل متقطع وغير منتظم، ما يعكس بوضوح أن الأهداف الحقيقيّة تتمّثل في بعث الرسائل للأطراف المعاكسة للطرح المشرقي، وليس السعي الحثيث لمتابعته واعتناقه واعتماده.

صيغة التعددية اللبنانية في خطر

ثمة من يقول إن الأوطان لا تنتهي، ولكن ما يعيشه لبنان راهناً لا يوحي بأن أزماته العميقة ومآزقه المتعددة ستصل إلى خواتيم سعيدة في أوقات قريبة. ليست ثمة قيادة سياسية وطنية قادرة على العبور به نحو مرحلة منضبطة السقوف السياسية ومحددة الخسائر الاقتصادية والمالية.

من يتهم من بالعمالة والخيانة السياسيّة؟

ازدهرت ثقافة التخوين والاتهام بالعمالة في السنوات الأخيرة في لبنان، وصارت بمثابة وصفة جاهزة تُلصق بكل من يدلي برأي مغاير للتوجه السائد الذي لا يُبنى وفق مندرجات المنطق السياسي بالضرورة، إنما وفق موازين القوى الغالبة التي تتحكم بخيوط اللعبة ومسار الأحداث ونتائجها المباشرة وغير المباشرة. ولا يقتصر إطلاق التهم الجاهزة والمعلبة بالعمالة على المواقف المعلنة، بل إن شرارته تمتّد إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءاً مهماً وأساسيّاً في الحياة السياسيّة وفي عمل الأحزاب والتنظيمات.

بناء مقاربات عربية جديدة ليس ضرباً من الخيال!

لا يمكن لأي مراقب عربي يتابع مجريات الأحداث السياسية في المنطقة العربية وتدهور الأوضاع فيها على أكثر من مستوى، إلا أن يتوسم خيراً من نتائج قمة العلا العربية الخليجية التي رأبت الصدع بين مكونات الأسرة الخليجية ووضعت حداً لخلافات وانقسامات امتدت لأكثر من 3 سنوات تبعثرت خلالها الجهود لمتابعة القضايا والمشكلات والهموم العربية، وما أكثرها في السياسة والاقتصاد والمجتمع والمعرفة والتصحر والبيئة وسواها. لا شك أن المفهوم التقليدي القديم للعروبة قد سقط، ليس لأن الرابط التاريخي والجغرافي والمنطقي الذي يرتكز عليه هذا المفهوم قد تغير، بل لأن الممارسات التي حصلت على مدى عقود تحت شعاره دجنته وأصابت به مقتلاً

هواة السياسة في لبنان: أثمان باهظة في المجتمع والاقتصاد... والأخلاق

لبنان الذي كان فيما مضى ملتقى العرب، ومستشفاهم وجامعتهم ومركز اصطيافهم يتلاشى وتتساقط مرتكزاته بشكل دراماتيكي وحزين. ففي هذا البلد كل المقومات التي تتيح له أن يلعب دوراً متقدماً في المنطقة، كما فعل في الماضي، من الموارد البشريّة إلى المرافق والمنشآت، والمؤسسات التربوية ودور النشر.

التجربة السلبية لرئاسة ميشال عون

بعد مرور عام على ثورة السابع 10 من أكتوبر (تشرين الأول) التي اجتاحت شوارع العاصمة اللبنانيّة بيروت وسائر المناطق الأخرى، هل يمكن الوصول إلى استنتاج بأن لبنان بلد عصي على الإصلاح؟

موسم الهجرة من لبنان

لسنا في عام 1966 عندما أصدر الأديب السوداني الراحل الطيّب صالح روايته الشهيرة «موسم الهجرة إلى الشمال»، التي تُرجمت إلى عدد من اللغات، ونالت جوائز أدبيّة رفيعة.

هل تغيير الصيغة السياسيّة اللبنانيّة قفزة في المجهول؟

يتنامى الحديث في لبنان عن التغيير الجذري في الصيغة السياسيّة لناحية إعادة تركيبها وفق أسس ومعطيات جديدة تحت ذريعة أن الصيغة الراهنة قد سقطت ولم تحقق المطلوب على المستوى الشعبي إن كان لناحية مشروع قيام الدولة أو توفير الحد الأدنى من الحقوق البدهيّة للمواطنين الذين يعيشون في هذه المرحلة أقسى أزمة اقتصادية واجتماعيّة منذ استقلال لبنان سنة 1943 بسبب تراكم الفساد بشكل غير مسبوق وإبقاء الملفات الحيويّة من دون حلول، ما أفقد الثقة بكل البنيان السياسي والتنظيمي اللبناني. إن الاتفاق الناظم للحياة الدستوريّة والسياسيّة في لبنان هو اتفاق الطائف الذي أُقر بمسعى دولي وعربي قادته المملكة العربية السعودية بال