بانكاج ميشرا

«الوحدة» الغربية تزيد الحرب الأوكرانية سوءاً

لم يتسبب أكثر من 100 يوم من الحرب في أوكرانيا في إثارة أزمات سياسية واقتصادية وبيئية متعددة فحسب، وإنما أدى الاجتياح الروسي الذي شنّه الرئيس فلاديمير بوتين كذلك إلى إحياء أوهام خطيرة في الغرب. قبل بضعة أشهر، ضربت انقسامات حادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعلاقات بينهما. وفي الوقت الذي طورت فيه ألمانيا، الدولة الرائدة في أوروبا، علاقة قائمة على المنفعة المتبادلة مع روسيا، كانت بولندا، وهي دولة في خط المواجهة متحالفة الآن ضد روسيا، تنزلق أكثر فأكثر نحو الاستبداد؛ ما دعا شركاءها في الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات عقابية ضدها.

بريطانيا بين الحرية الفردية وانتشار الوباء

رغم تفجر حالات الإصابة بفيروس «كورونا» مجدداً في المملكة المتحدة، فإن حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون المحافظة، التي يهيمن عليها الآيديولوجيون الذين يقدمون مفهوم الحرية الفردية على الصالح العام، تبدو غير مستعدة مرة أخرى لفرض التدابير اللازمة، رغم الأرواح التي لا تعد ولا تحصى التي زُهقت جراء موجات «كوفيد» السابقة. في الأسبوع الماضي، صوّت نحو مائة عضو من أعضاء حزب المحافظين في البرلمان ضد خطة حكومية متواضعة للغاية تنص على ارتداء الأقنعة والحصول على شهادات اللقاح في بعض الأماكن.

إسرائيل تواجه أخطاراً أكبر من «حماس»

دخلت إسرائيل وحركة «حماس» في حالة حرب مفتوحة من جديد. ومرة أخرى تجددت مشاهد الهجمات الصاروخية التي تطلقها «حماس» ضد أراض إسرائيلية، لتقابلها ضربات جوية انتقامية في غزة، بينما كرر من جديد السياسيون الغربيون الصيغة القديمة: «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها». ما من شك في أن هذا صحيح، لكن من الواضح كذلك أنه من غير المحتمل أن تفلح الإجراءات الإسرائيلية في ردع «حماس».

بريطانيا وفرنسا وحسابات الأعراق

ظهر قسم جديد داخل ما كان يُعرف باسم «الغرب». وإثر نزع الشرعية السياسية عن التفوق العنصري الأبيض، شرعت الولايات المتحدة في مراجعة دقيقة لماضيها المعروف من العبودية، وبدأت في الاعتراف الهادف بالتنوع الديموغرافي على أراضيها. وفي الأثناء ذاتها، بدأت النخب الحاكمة في كل من فرنسا وبريطانيا في التراجع عن الفحص العلني للذات، إثر السعي إلى إرجاء عمليات إعادة صياغة الهوية الوطنية التي تشتد الحاجة إليها. ولقد تفجرت حالة من الغضب المستمر طويلة الأمد داخل الولايات المتحدة بسبب المظالم العنصرية في العام الماضي، إثر مقتل المواطن الأسمر جورج فلويد.

ماكرون ورؤيته للمجد الفرنسي

آخر ما يحتاج إليه العالم وسط تفشي وباء، اشتعال صدام بين الحضارات. ومع ذلك، هذا ما يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عازم على فعله. وتشير جميع الروايات إلى أن المراهق المولود في الشيشان الذي قتل مدرساً في فرنسا الشهر الماضي بشكل وحشي يمثل حالة أخرى من اعتناق الفكر المتطرف عبر الإنترنت. إلا أن ماكرون اختار الرد على الجريمة المروعة بحملة إجراءات غير مسبوقة. وبعد أن أكد أن الإسلام «في أزمة في جميع أنحاء العالم اليوم»، ذهب ماكرون إلى أبعد من ذلك. وتلقف من نصبوا أنفسهم حماة للإسلام، الذين تعثروا كثيراً في الفترة الأخيرة، بشغف، شريان الحياة الذي ألقاه لهم ماكرون.

أميركا ودرس ألمانيا النازية

ثمة ثورة ثقافية تجتاح بريطانيا العظمى والولايات المتحدة. وفي خضم تحطيمهم تماثيل لمُلاك عبيد يطالب المتظاهرون بتعويضات أخلاقية، واعتراف بأن العبودية والإمبريالية شكلا أساس ثروة وقوة اثنتين من أبرز دول العالم، ودفعا بملايين الأشخاص من أصحاب البشرة الداكنة نحو أجيال من الفقر والمذلة. ونجح محطمو التماثيل في تحويل قطاع كبير من الرأي العام لصفهم، مثلما يتجلَّى في المشهد المذهل (وإن كان سخيفاً بعض الشيء) لمشرعين ديمقراطيين في كينت يجثون على ركبهم تضامناً مع ضحايا العنف العنصري.

ثورة مضادة داخل أوروبا

خلف عناوين الأخبار التي تتحدث عن «بريكست»، هناك ثورة مضادة تعتمل في هدوء داخل المملكة المتحدة خلال السنوات الأخيرة. وكان في حكم المؤكد أن تمتد تأثيرات هذه الثورة إلى ما وراء القنال الإنجليزية، عندما نُصبت المشانق على نحو غير متوقع مؤخراً لساجد جاويد، وزير الخزانة البريطانية. جدير بالذكر أن جاويد من التلاميذ الأوفياء للفيلسوف الليبرتاري أين راند، وكان يعمل سابقاً لدى «دويتشه بنك».

مذبحة نيوزيلندا ناقوس الخطر للبشرية

أشار المسلح الأسترالي المولد الذي قتل 50 شخصاً الأسبوع الماضي في مدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب باعتباره «رمز تجدد هوية، والهدف المشترك للبيض» ليربط بينه وبين أفكاره الدموية العنصرية القائمة على تفوق العرق الأبيض. من جهته، ندد الرئيس ترمب بالمذبحة وقال إنه يجري توجيه اللوم إليه ظلماً عنها في إشارة إلى وجهة النظر الشائعة التي ترى أنه يميل باستمرار لتأجيج مخاوف وجودية في نفوس الكثير من البيض بمختلف أرجاء العالم. وقد تحدث ترمب بالفعل مثل مرتكب المذبحة عن المهاجرين باعتبارهم «غزاة» والإسلام باعتباره «مشكلة».

هل بمقدور عمران خان خلق باكستان جديدة؟

منذ أربع سنوات مضت، تحديداً يوم انتخاب ناريندرا مودي رئيساً للوزراء، كتبت أن الهند تدخل أخطر حقبها منذ الاستقلال. وبنيت رأيي هذا على مخاوف موضوعية راودت أي شخص لاحظ تشبث مودي الشديد بفكرة تميز الهندوس بمرتبة أعلى والحالة الهشة للاقتصاد الهندي. اليوم، في ظل إخفاق مودي في خلق وظائف أو القضاء على الفساد، لجأت حكومته إلى تأجيج أعمال العنف ضد الأقليات. وفي الوقت الذي يتهيأ فيه عمران خان ليصبح رئيس وزراء باكستان الجديد، يبدو من المنطقي أن يخالج المرء الخوف من أن تزحف جنوب آسيا نحو أكثر حقبها توتراً منذ عام 1947. ورغم أنه على خلاف الحال مع مودي، لا يملك خان سجلاً ملوثاً في الحكم.

إعجاب الهند الساذج باليابان

زار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليابان مرتين خلال عقد طويل نبذه فيه الغرب. وهو واحد من ثلاثة فقط يتتبع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أخبارهم على موقع تويتر.