مارك بوكانان

لا يمكن حل أزمة المناخ من دون أفريقيا

في غضون بضع سنوات، ستكون أفريقيا هي القارة الأكثر اكتظاظاً بالسكان، التي يبدو أنها قد حددت بحلول عام 2040 للمساهمة في طلب جديد على الوقود الأحفوري يعادل تماماً الطلب الصيني. على هذا النحو، فإن التقدم الدائم بشأن مشكلة تغير المناخ قد يعتمد على ما إذا كان يمكن لأفريقيا أن تجد طريقاً سريعاً إلى مستقبل الطاقة النظيفة.

المشاكل الناجمة عن التلوث

يعد غاز ثاني أكسيد الكربون السبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري الذي أطلقناه إلى غلاف الأرض الجوي منذ البدايات الأولى للعصر الصناعي. ويحبس غاز الاحتباس الحراري الحرارة في الجو، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة على الأرض. ومع ذلك، فإن نحو ربع حالات الاحترار التي شهدناها إلى الآن مرجعها إلى غازات ذات طبيعة دفيئة وإنما هي أقل شهرة من غاز ثاني أكسيد الكربون الشهير، ومن بينها غاز الميثان، وهو المكون الرئيسي للغاز الطبيعي.

ما نجهله عن التغيرات المناخية يقتلنا

على مدار ما يزيد على 30 عاماً، حاول العلماء إخبار الحكومات والرأي العام بحقيقة التهديد الذي تشكله ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض، وعملوا بجد ـ حسبما تتطلب المعايير العلمية ـ للاعتراف بأمانة بحدود ما يعرفونه في هذا الأمر. إلا أن الأمر لم ينجح. وحسبما يكشف تقرير صدر في وقت قريب عن البرنامج البيئي التابع للأمم المتحدة، فإن الانبعاثات العالمية من ثاني أكسيد الكربون ارتفعت، ولم تنخفض، حتى خلال السنوات القليلة التي أعقبت إبرام «اتفاق باريس».

إنقاذ العالم يعني قبول النمو الاقتصادي البطيء

علمنا خبراء وأساتذة الاقتصاد أن الموارد لا تنفد. فعندما يزداد شيء ما ندرة، يرتفع سعره، مما يؤدي إلى البحث عن إمدادات جديدة منه أو اكتشاف بدائل أخرى. ولقد رأينا ذلك يحدث خلال العقدين الماضيين في أسواق النفط، إذ أدى تراجع مستويات الاحتياطي منه في الولايات المتحدة إلى حدوث طفرة في النفط المشتق من الصخر الزيتي. وعلى نحو غير متوقع، تجاوزت الولايات المتحدة كلاً من روسيا والسعودية في ريادة إنتاج النفط الخام على مستوى العالم. وبرغم ذلك، فإن طفرة نفط الصخر الزيتي بدأت في التراجع، حيث إننا استغللنا معظم مخزون النفط المستخرج بسهولة، كما تشير إحدى الدراسات الشاملة أخيراً.

التغيّرات المناخية والتنمية المستدامة

عام 2015، أقرت الأمم المتحدة 17 هدفاً للتنمية المستدامة جديرة بكل تقدير، وذلك بهدف معاونة الإنسانية على بناء مستقبل أفضل يتضمن تقليص التفاوتات، والقضاء على الفقر المدقع وتناول قضية التغيّرات المناخية. وأملت الأمم المتحدة في تحقيق هذه الأهداف جميعاً بحلول عام 2030. في بعض المجالات، حققنا بالفعل تقدماً مبهراً، ومع هذا، من الواضح أن فكرة أننا قد نتمكن من إنجاز جميع الأهداف المقررة بحلول عام 2030 تنطوي على قدر كبير من الخيال، خصوصاً أننا لم نحقق أي تقدم على الإطلاق على صعيد تناول قضية التغيّرات المناخية، مع استمرار تفاقم معدلات انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.

تجاهل التغيرات المناخية خطيئة بشرية

أفاد تقرير حديث صادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية، بأننا ربما قد فقدنا الفرصة الأخيرة المتاحة للمحافظة على درجة حرارة كوكب الأرض ضمن الحدود الآمنة لسلامة البشرية، الأمر الذي يستلزم الحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى 1.5 درجة مئوية فقط (أو 2.7 درجة فهرنهايت) خلال العصور ما قبل الصناعية. والقيام بذلك يعني التحويل الكامل لنظام الغذاء الذي تتبعه البشرية على المستوى العالمي، وكذلك الممارسات الزراعية المعتمدة، والبنية التحتية للطاقة عبر عقدين من الزمان فحسب، وهو الأمر الذي لن يحدث قط.

نصيحة إلى الباحثين: اعترفوا بما لا تعرفونه

تكون الأبحاث في مجالات العلوم، أو الطب، أو الاقتصاد، أقيم ما تكون عندما تتخلص تماماً من التحيز، وعندما يصرح الباحثون بكل أمانة بمحددات نتائجهم. وتعد تلك الأبحاث أقل قيمة واعتباراً إذا بلغت حد المبالغة فيما هو معروف، وتزعم بلوغ «حد اليقين» أو الدقة الزائدة عن الحاجة، في محاولة لكسب الحجة أو إقناع الآخرين. وهذا يحدث كثيراً بطبيعة الحال؛ فالباحثون لم يخرجوا عن أنهم من بني البشر. ولكن أين تقع المشكلة بحدها الأقصى؟ لما يربو على عقد من الزمان، ظل الخبير الاقتصادي تشارلز مانسكي، من جامعة نورث ويسترن، عاكفاً على دراسة هذه المسألة، والتي يشير إليها في أبحاثه باسم «إغراء اليقين المذهل».

الحلول الطويلة الأمد للتغييرات المناخية

الضرائب المتعلقة بالانبعاثات الكربونية ستترك تداعيات على مستوى الأمن الغذائي التي هي بحاجة لجهود لتخفيف وطأتها شيئاً فشيئاً. وتكتسب التغييرات المناخية وجهاً مخيفاً بعض الشيء في الوقت الذي تتضح تداعياتها بسرعة أكبر عما توقعه معظم العلماء، وذلك في صورة ارتفاع شديد في درجات الحرارة العالمية، وحرائق غير مسبوقة بالغابات، والكثير من التأثيرات الأخرى. ويبدو العام الحالي في طريقه لأن يصبح العام الأكبر من حيث درجة الحرارة في تاريخ الأرض، ويأتي مباشرة خلف الأعوام الثلاثة السابقة. وفي تلك الأثناء لم تحقق الإنسانية إنجازاً يذكر على صعيد الإجراءات العملية.

الذكاء الصناعي والتحديات الأخلاقية

لم يبد أي كومبيوتر حتى هذه اللحظة ملامح من الذكاء الصناعي تكافئ مستوى الذكاء البشري، ناهيك عن الوعي والإدراك. ويعتقد بعض الخبراء أننا لن نعاين مثل هذا الأمر لفترة طويلة قادمة. ومع هذا، يفكر عدد من الأكاديميين والأخلاقيين والمطورين وصانعي السياسات بالفعل في اليوم الذي ستكتسب فيه أجهزة الكومبيوتر القدرة على الإدراك، ناهيك عن المخاوف إزاء الاستعانة بصورة أكثر بدائية من الذكاء الصناعي في مشروعات دفاعية. والآن، فكر ماذا لو أن علماء الأحياء يعكفون منذ فترة على زراعة «مخ صغير» من خلايا بشرية حقيقية.

كيف نتعامل مع الحقيقة البيئية؟

يعتقد بعض العلماء أن البشر لا يستطيعون التعامل مع الحقيقة فيما يخص الضرر الذي يجلبونه لبيئتهم، ولذلك فهم يرون أن الحقيقة يجب أن تكون مغطاة بالسكر لكي لا يفقد الناس الأمل الضروري لتحركهم. ينبغي على هؤلاء الناس الإنصات إلى علماء النفس وعدم التراجع. ففي بداية العام الحالي، قام الصحافي ديفيد والاس باختبار بعض النتائج المفرطة المحتملة بشأن التغيرات المناخية، ومنها تراجع كميات الغذاء، والحروب اللانهائية والحرارة بالغة الارتفاع التي تجعل المدن غير قابلة للسكنى. شعر المتشككون في البيئة بغضب شديد لتلك الأخبار كما هو متوقع، لكن بعض العلماء أيضاً انتقدوا المقال لما سببه للناس من ذعر.