ليونيل لورانت
كاتب من خدمة «بلومبيرغ»

أوروبا والجائحة... دروس وعبر

بدت حملة توزيع اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا المستجد» في بلدان الاتحاد الأوروبي كما لو أنَّها عبارة عن مزيج من المزاح السيئ مع الأحلام الكابوسية المريعة. فكل ما كان متوقعاً له أن يحدث بصورة خاطئة تقريباً قد حدث: من حالات التأخير في الإمدادات، والحادثة الدبلوماسية الغريبة، والسمعة السيئة للغاية التي لازمت لقاح أسترازينيكا. وذلك فضلاً عن دخول اقتصاد منطقة اليورو، الذي تضرر أيما تضرر من الموجات المتتالية لهجوم الفيروس وتحوراته، في حالة من الركود المزدوج في فترة سابقة من العام الجاري. ومع ذلك، نجحت الكتلة الأوروبية مجتمعة في مجاوزة منعطف بالغ التأزم في الأيام الأخيرة.

الصراع الأوروبي حول اللقاحات

يزداد الخلاف بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة حول إمدادات لقاح فيروس «كوفيد 19» حدة، مع إبداء الاتحاد الأوروبي استعداده لوقف صادرات جرعات لقاح «أسترازينيكا» إلى بريطانيا لحين الانتهاء من تلبية احتياجاته. الواضح أن ثمة دروساً خطأ يجري استخلاصها في خضم المساعي المحمومة للحصول على اللقاح. وفي قلب المحاولات الرامية للإسراع من وتيرة جهود توزيع اللقاح في أوروبا والتي تعاني اليوم من بطء شديد، فإنَّ فرض حظر على صادرات اللقاح من غير المحتمل أن يحدث تغييراً راديكالياً في الوضع القائم اليوم.

شعبوية اللقاح لعبة ليس بمقدور أوروبا تحمل خسارتها

يتابع العالم ما يجري في أوروبا بصدمة بالغة، ذلك أن حملة توزيع اللقاحات داخل الاتحاد تعاني من الفوضى، وأخفقت في التحرك بسرعة أكبر من موجة جديدة من الإصابات بفيروس «كوفيد19»، والتي تفرض ضغوطاً هائلة على المستشفيات وتدفع نحو فرض مزيد من القيود التي تلزم المواطنين التزام منازلهم.

موجات «كوفيد ـ 19» قد تدمر صيف 2021

لقد مر عام منذ أن أدى وباء كوفيد - 19 لإغلاق جزء كبير من أوروبا للمرة الأولى، والآن قد باتت علامات الاستعداد للعالم في مرحلة ما بعد الجائحة موجودة في كل مكان، وهو ما يظهر في النقاش المحتدم حول جواز سفر اللقاح، وبدء المملكة المتحدة في مسارها الأخير للخروج من الإغلاق، حيث يؤمن سكان العالم بأن حملات التطعيم الحالية، والتي تعتد الأكثر طموحاً في التاريخ، ستؤدي إلى إعادة فتح الاقتصادات هذا الصيف. وصحيح أن هناك الكثير من الأدلة التي تدعم هذا الرأي، ولكن هناك أيضاً جدل حول ما إذا كانت الأزمة ستنتهي بمجرد الحصول على جرعة اللقاح، حيث يبدو أن انتشار المتغيرات الأكثر مقاومة لبعض اللقاحات الحالية قد يكون س

مقارنة توزيع اللقاحات تمنح الفوز لـ«كوفيد»

لا بد أن العالم المسؤول عن إطلاق اللقاح الفرنسي آلان فيشر يشعر أحياناً وكأن رمز العذاب الأبدي في الأساطير اليونانية «سيزيف» سيستمر في دحرجة صخور التل إلى الأبد. فبعد شهور من العمل الدؤوب لكسب قبول الجمهور المتشكك في لقاحات «أر إن إيه» الرائدة التي أنتجتها شركة «فايزر» وكذلك لقاح شركة «موديرنا»، فإن هذا العالم يكافح الآن أيضاً لإقناع الأطباء الفرنسيين بتقديم لقاحات شركة «أسترازينيكا» لمرضاهم. فالمقاومة تزداد شراسة مع تراكم الجرعات، وها قد ظهرت المزيد من البيانات حول الفاعلية، ويحاول الرئيس إيمانويل ماكرون مع قادة الاتحاد الأوروبي الآخرين بشكل محموم تسريع وتيرة التطعيمات. لا يكمن التحدي في تبديد

الصين وروسيا تتفوقان على الغرب في دبلوماسية اللقاح

كان أمراً مشجعاً رؤية زعماء دول مجموعة السبعة، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون، جميعاً على نفس الجانب فيما يتعلق بلقاحات فيروس «كوفيد ـ 19». ومع عودة الولايات المتحدة إلى دائرة التعاون العالمي بالمجال الصحي باعتبارها عضواً في مبادرة «كوفاكس» المؤلفة من 92 دولة، اتفقت الدول الأعضاء جميعاً على المعاونة في توزيع جرعات اللقاحات بمختلف أرجاء العالم للبدء في رأب الفجوة التي كشفها الوباء بين الدول الغنية والأخرى الفقيرة. إلا أنه فيما وراء هذه المشاعر الإيجابية، تكمن حالة مثيرة للقلق من غياب الفعل على الأرض.

الحماس للقاح يفسح المجال لنزاعات الدول والكآبة

مر شهر منذ أن منح الاتحاد الأوروبي موافقته الأولى على لقاح (كوفيد - 19)، غير أن تلك الحماسة تراجعت لتحل محلها الكآبة. تركت البداية المتوترة المواطنين في فرنسا غاضبين مع تسابق إسرائيل الدولة الصغيرة وبريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي للوصول إلى اللقاح. فقد سارت ألمانيا بمفردها فعلياً، حيث حصلت على المزيد من الجرعات للالتفاف حول اتفاق مشترك مع الاتحاد الأوروبي علق السياسيون الألمان عيوبه على الفرنسيين. وتعرض مسؤولو الاتحاد الأوروبي لانتقادات شديدة بسبب طريقة تعاملهم مع هذه العملية، حيث طاردوا المصنعين وهددوا بالحد من صادرات اللقاحات إذا لم تصل الطلبات من الخارج في الوقت المحدد.

المتشككون ولقاح «كوفيد ـ 19»

يقترب البشر من التوصل إلى لقاح مضاد لمرض «كوفيد-19»، وتستعد الحكومات لتجاوز التحدي المالي واللوجيستي في عملية تطعيم خلال فترة قصيرة، حيث يعتمد الأمل في ازدهار النمو الاقتصادي العالمي خلال العام المقبل على هذا الأمر. ومع ذلك، يتمثل التحدي الأكبر في العامل النفسي، وهو كيفية إقناع الناس بتلقي اللقاح. وربما يحتاج تحقيق مناعة القطيع إلى تطعيم 80 في المائة من الناس على الأقل، مع وضع هامش خطأ في الحسبان. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن فرنسا، وهي موطن لويس باستور الرائد في مجال اللقاحات، سوف تكون الدولة التي ستكون في بؤرة الضوء.

كبح جماح «بريكست»... العقبات لا تزال كبيرة

ارتفعت معنويات التفاؤل بشأن صفقة البريكست البريطاني مع استئناف المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي المحادثات التجارية بعد تداعيات درامية كبيرة خلال الفترة الماضية، مع وعود بزيادة الوتيرة وتكثيف المفاوضات بغرض صياغة مسودة الاتفاق بحلول الشهر المقبل. وصرح ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في الأسبوع الماضي قائلاً إن الاتفاق بات في متناول اليد، الأمر الذي أسفر عن ارتفاع قيمة الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى مسجل له مقابل الدولار الأميركي منذ شهر أغسطس (آب) من العام الحالي. ويعتبر المزاج العام جيداً للغاية، غير أن الواقع الحقيقي مفعم بكثير من التعقيد.

عقدة «بريكست» تطلُّ برأس آخر

يستطلع الدبلوماسيون الأوروبيون أفق الأجواء السياسية من حولهم بكل عناية وحذر تحسباً لظهور زعيم سياسي صلب المراس، وعنيد الطبع، ولا يحظى بشعبية كبيرة، ذلك الذي يحاول العصف بمحادثات التجارة ذات الصلة بمغادرة المملكة المتحدة لعضوية الاتحاد الأوروبي، تماماً كما يبدو الاتفاق المبدئي المحتمل في المستقبل المنظور.