كلارا فيريرا ماركيز

بإمكان العالم أن يتجنب معركة بوتين الغذائية

قصفت القوات الروسية صوامع الغلال والمزارع ونهبت القمح الأوكراني الذي يقول دبلوماسيون أميركيون إن موسكو تسعى الآن إلى بيعه. تم إغلاق موانئ أوكرانيا على البحر الأسود بسبب الألغام لحماية الخط الساحلي من هجوم البحرية الروسية، التي تقوم أيضاً بتعبئة الشحنات. ورغم ذلك، في حال تصديق الرئيس فلاديمير بوتين، فإن الأنانية والعقوبات الغربية هي المسؤولة عن أزمة الغذاء الحالية التي أدت إلى ارتفاع الأسعار - وليس الاجتياح الروسي لواحد من أكبر مصدري القمح والذرة وزيت دوار الشمس في العالم. يحاول الرئيس بوتين ابتزاز الغرب لرفع الإجراءات العقابية، وهو أمر متوقع.

من تنبأ بانهيار الاتحاد السوفياتي؟

في 25 ديسمبر (كانون الأول) 1991، استقال ميخائيل غورباتشوف من منصبه، لعجزه عن تحمل الضربة التي تلقاها جراء وقوع انقلاب من جانب قوى متشددة قبل أشهر وحركات الاستقلال داخل جمهوريات سوفياتية. كان الزعيم السوفياتي الأخير يرغب في إصلاح الشيوعية، وليس استبدالها، لكنه وقف عاجزاً عن احتواء قوى الطرد المركزي التي أطلقتها إصلاحاته. وبذلك، وصل الاتحاد السوفياتي، المريض والممزق، إلى محطة النهاية. وقال غورباتشوف في خطابه الأخير: «لقد انهار النظام القديم قبل أن يتوفر للنظام الجديد الوقت لبدء العمل»، داعياً روسيا إلى الحفاظ على الحريات الديمقراطية التي اكتسبتها بشق الأنفس.

الواقع الاقتصادي يدفع روسيا نحو القبول بحقائق التغيّر المناخي

هل تدق أجراس الإنذار المناخي في الكرملين؟ تشير التصريحات الرسمية والحاجة الملحة المكتشفة حديثاً إلى أن واقع الطلب العالمي الأكثر اخضراراً قد يرغم عملاق الوقود الأحفوري على قبول ما لا مفر منه في نهاية المطاف. في الأسبوع الماضي، وفي اجتماع وزاري تطرق إلى المراقبة البيئية، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولين من أن درجات الحرارة قد ارتفعت في روسيا على مدى العقود الأربعة الماضية أو نحوها بما يقرب من ثلاثة أضعاف سرعة ارتفاع المتوسط العالمي. وأشار إلى أن التغيرات المناخية هي السبب في حرائق الغابات التي تجتاح سيبيريا.

حساب الوفيات غير المرئية للوباء

بعد 18 شهراً من تفشي وباء «كورونا»، لا نعرف بالضبط عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم. إن الحصيلة العالمية الحقيقية ليست متأخرة فحسب. وإنما هي حيوية للغاية. وهذه مهمة مهولة، لأن قسماً كبيراً من العالم يناضل من أجل تسجيل معلومات أساسية عن الوفيات حتى في الأوقات العادية. ولكن من دون التوصل إلى فهم أفضل للخسائر، فسوف نبلغ الجهد في تقييم التأثير الحقيقي والدقيق للقاحات، وغير ذلك من التدابير الوقائية، أو إدراك مدى خطورة المتغيرات.

آلام كوبا ليست في مصلحة واشنطن

فرض الواقع على أبناء كوبا موهبة اجتياز الصعاب، لكن لقدراتهم حدود لا يمكنهم تجاوزها. وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، خرج المواطنون الذين فاض بهم الكيل إلى الشوارع في أضخم مظاهرة تشهدها الجزيرة، اعتراضاً على نقص الغذاء والدواء والوقود. وأثبتت الأيام أن ألم الجائحة التي تسببت في وقف نشاط السياحة، بجانب تأثير ارتفاع أسعار الغذاء العالمية وضعف الاقتصاد الذي تهيمن عليه الدولة والحظر الأميركي الخانق وحالة التأزم السياسي التي تعيشها البلاد، شكلت جميعها ضغوطاً هائلة على كاهل المواطنين.

روسيا: نمو متفجر في عدد الإصابات

قد تكون الموجة الثالثة للفيروس في روسيا مكلفة للغاية، وهي بمثابة تحذير لحكومات أخرى تأمل في تجاهل التردد في الحصول على اللقاح، أو عدم الثقة في السلطات المحلية. قبل وصول الآلاف إلى سانت بطرسبرغ لحضور المنتدى الاقتصادي السنوي لروسيا خلال هذا الشهر، تباهى الحاكم المحلي أمام مستمعي الإذاعة بأنه لم يسبق لأحد أن عقد حدثاً مماثلاً على نطاق كبير منذ تفشي الوباء.

بيلاروسيا تتحدى الغرب

حتى قياساً بمعايير زعيم بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، يعتبر الإقدام فعلياً على اختطاف طائرة في طريقها بين عاصمتين داخل الاتحاد الأوروبي من أجل إلقاء القبض على صحافي معارض، عمل يتسم بتهور جامح. وحتى هذه اللحظة، لا يزال الغموض يكتنف الكثير من التفاصيل، منها الدور - إذا ما وجد - الذي لعبته روسيا.

ماذا يحدث عندما لا تكون حوافز التطعيم كافية؟

في الوقت الذي تناضل فيه كثير من دول العالم للحصول على لقاحات ضد مرض «كوفيد - 19»، بدأت حفنة من الدول الثرية تواجه مشكلة تمثل العكس تماماً. على سبيل المثال، نجد أنه على الرغم من وجود برنامج تطعيم مجاني سهل الوصول إليه متاح أمام جميع البالغين منذ أبريل (نيسان)، حصل فقط ما يزيد قليلاً على 10 في المائة من سكان هونغ كونغ، البالغ إجمالي عددهم 7.5 مليون نسمة، على جرعتي اللقاح كلتيهما، مع انخفاض معدلات الإقبال على تلقي التطعيم حتى بين السكان الأكبر سناً.

كيفية التعامل مع المترددين في أخذ اللقاحات

حصل أكثر من 910 ملايين إنسان في العالم على جرعات لقاح «كوفيد - 19» والعدد في ازدياد يومياً. ورغم ذلك، فإن الغالبية العظمى ممن تم تصويرهم واستهدافهم بالحملات يشتركون في شيء واحد هو أنهم بالغون. كان هذا هو المكان المناسب لبدء أكبر حملة تطعيم في العالم لكنه ليس المكان الذي يجب أن نتوقف فيه. صحيح أن الأطفال أثبتوا أنهم أقل عرضة للإصابة بفيروس «كورونا» حتى الآن، وهي من تجليات رحمة الله بتلك الفئة صغيرة السن، حتى وإن كان نقص التقارير يلعب دوراً في هذا الصدد. لكن لم يفلت الجميع من الإصابة بأذى، إذ نعلم أن صغار السن من المصابين قد نقلوا المرض عن غير قصد إلى الآخرين.

موسكو وبكين وحرب اللغات المحلية

رغم كل حرياتهم المُهددة، فإنه لا تزال الأغلبية الساحقة من سكان هونغ كونغ يتحدثون اللغة الكانتونية، مع استخدام اللغة الإنجليزية والماندرين بشكل هامشي فقط، وهو ما يرجع لارتباط اللغات الأم ارتباطاً وثيقاً بالشعور بالذات، وهو السيناريو الذي يبدو كحقيقة واقعة في مناطق مثل منغوليا الداخلية والتبت وشينجيانغ، وهي المناطق التي تتمتع بالحكم الذاتي ولكن يتم فيها خنق اللغات المحلية، والثقافة، والدين باسم التقدم الاقتصادي والأمن القومي. ويعد الجدل حول اللغة أمراً محفوفاً بالمخاطر في أي مكان، ولكن بالنسبة للصين وروسيا، فإن الأمر يعد أكثر من ذلك بكثير، فقد أصبحت كل من بكين وموسكو بمثابة ساحات قتال يتم استخدا