جون أوثرز

جون أوثرز
كاتب من خدمة «بلومبرغ»

الماضي في عيون الحاضر

انتقلت المملكة المتحدة من حالة الجدل الدائر بشأن مغادرة عضوية الاتحاد الأوروبي إلى حالة جديدة من الجدل السياسي تتعلق بالأغاني التي ينبغي الاستماع إليها في الليلة الأخيرة من حفلات التخرج في المدارس والجامعات، فيما يعتبر الفرصة السنوية الوحيدة للتلويح بشعارات النقابات والتحلي بالروح الوطنية البريطانية. وباتت أغنيتان من العصر الفيكتوري مثاراً للجدل إزاء المشكلات القائمة بعض الشيء في هذه الأيام. تقول إحدى هاتين الأغنيتين، وهي بعنوان «رول بريتانيا»، إن بريطانيا تتحكم في أمواج العالم، وإن الشعب البريطاني لن يكون عبداً أبداً لأمة من الأمم.

اللقاح يواجه الإنسانية باختبار أخلاقي جديد

أسفرت جائحة فيروس «كورونا» الراهنة عن اختبار شديد للإجهاد والضغوط على مستوى العالم. وبصرف النظر تماماً عن تحديات الثبات البشري في مواجهة الأوبئة والكوارث الطبيعية، والخدمات الصحية الوطنية، فلقد أُجبرنا على مواجهة سلسلة مدهشة من الخيارات الأخلاقية.

ما مدى خطورة فيروس «كورونا»؟

من الصعوبة للغاية عدم تفكير مختلف الأوساط بشأن فيروس «كورونا المستجد» وتداعياته المتعددة. ولقد أجريت مجموعة كبيرة من الأبحاث حول الأمر، بيد أن القليل منها ذلك الذي خضع لمراجعة وتقريظ النظراء حتى الآن. وبصرف النظر تماماً عن منطلق التحيز الأوليّ لديك بشأن الأمر، فهناك شخص ما في مكان ما قد أجرى دراسة بحثية ما، لتأكيد الأمر أو نفيه.

أميركا وتداعيات الوباء على الأسواق

في الوقت الحالي، يبدو أن الولايات المتحدة تقف في الجانب المهزوم في حربها ضد فيروس «كوفيد - 19». لم ينتهِ منتصف العام بعد، والمؤكد أن تاريخ فيروس «كوفيد - 19»، والسبيل المثلى لمحاربته، لن تجري كتابتهما قبل وقت طويل من الآن. وحتى هذه اللحظة، شهد عام 2020 بالفعل ظهور تكهنات حول أن الوباء سيكتب سطور النهاية للنظام الشيوعي في الصين، وأن نظام الرعاية الصحية الذي يتسم بطابع اشتراكي أو وطني أثبت فشله المؤكد أثناء الكارثة التي ضربت شمال إيطاليا في الشتاء. وأنا هنا أقول هذا كمقدمة للتحول نحو الحديث عن أزمة فيروس «كورونا» المستجد.

أسباب الخوف من مكاسب سوق الأسهم

وصفت على نطاق واسع سوق الأسهم الصاعدة التي تعطلت عن العمل لعشر سنوات بعد عام 2009 بأنها أكثر مسيرات السوق البغيضة في التاريخ. فقد فوجئ الكثيرون، وأنا منهم، بما جرى حتى مع تدفق الأموال إلى السندات. تعاملت أسواق الأسهم خارج الولايات المتحدة تقريبا، كما كان من المفترض أن تفعل بعد انهيار كبير، وقامت بتداولات جانبية في مجموعة واسعة لسنوات عديدة. وفي الولايات المتحدة صعدت الأسهم في الحال، وبعد فوات الأوان قلل الكثير منا من قوة وعزيمة بنك الاحتياطي الفيدرالي. يبلغ عمر المسيرة الحالية حوالي 10 أسابيع، لكنها ربما كانت الأكثر بغضاً في التاريخ.

الصراع التجاري الصيني ـ الأميركي وأثره على العالم

يعتقد الرئيس ترامب أن الحروب التجارية جيدة ومن السهل تحقيق الانتصار فيها، لكن يختلف معه الكثيرون في هذا الأمر. ماذا عن حروب رؤوس الأموال؟ كشفت وكالة أنباء «بلومبرغ نيوز» مؤخراً عن قيام البيت الأبيض بالنظر في اتخاذ إجراءات لتقييد حركة تدفق رؤوس الأموال إلى الصين. ومنذ ذلك الحين تم إيضاح أن هذا لا يعني منع الشركات الصينية من العمل داخل الولايات المتحدة، في وقت تتعهد فيه السلطات الصينية مواصلة فتح أسواقها أمام رؤوس الأموال الأجنبية.

الاتزان العقلاني يستحوذ على الأسواق

دعونا نذهب في رحلة عاطفية عبر محطة «بلومبرغ». فقد قضى الكثيرون منا وقتاً طويلاً في تحليل الخطوات التي قد تتخذها الحكومات الأميركية والصينية في الخلاف التجاري بينهما. قد يكون كل ذلك مجرد تكهنات لأننا لا نعرف كيف سينتهي الأمر، ولكن من الممكن تحليل كيف كان رد فعل الأسواق، وقياس الشعور في العمل ما بين المستثمرين، ويبدو أن الأسواق كانت تسير بهدوء شديد. شهد الأسبوع الماضي فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على مجموعة من السلع الصينية، وشهد كذلك انتقام الصين وسلسلة من الاستعدادات الفعلية لشن حرب محتملة مع إيران.

حروب الوكالة والنضال من أجل روح الرأسمالية

يبدو واضحاً أن تركيز الأموال داخل صناعة الاستثمار خلق الكثير من القوى بمحض المصادفة. وقد كشفت لنا الأزمة المالية عن قوة جهات التأمين على الاعتماد ووكالات التصنيف. وهناك ثلاث مؤسسات كبرى بمجال التصنيف («إم إس سي آي» و«إس آند بي غلوبال» و«إف تي إس إي رسل» التابعة لبورصة لندن)، وكذلك ثلاث مؤسسات كبرى في مجال إدارة الأصول الخاملة («بلاكروك إنك» و«ستيت ستريت كورب» و«فانغارد غروب»).

ترمب وشي أنعشا الأسواق

يا له من سيرك. يا له من عرض. اعتدنا من بوينس آيرس دائما على عرض الدراما السياسية، والأسبوع الجاري قدمت بوينس آيرس المسرح للصين والولايات المتحدة لقضاء ما يمكن اعتباره بلغة الرياضة، وقتا مستقطعا من حربهما التجارية المتفاقمة. فكلتاهما كانت في حاجة إلى فترة للراحة، وكلتاهما في حاجة لأن تشعر بأنها قد فازت بشيء ما. ولذلك كان توقيع الاتفاق أمرا مرجحا. ما حققتاه لم يكن أكثر مما توقعه الكثيرون، لكنه تضمن أيضا غالبية ما توقعه الكثيرون. وجاء ما اتُفق عليه في صالح دوائر انتخابية بعينها كانت لها مطالبها الخاصة، مثل مزارعي فول الصويا.