أظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرًا، أن صورة دونالد ترامب بصفته شخصًا متعصبًا بدأت تتبلور، وسبب التبلور المنطقي هو ببساطة أن هذا الرأي صحيح. فقد كشف استطلاع رأي أجرته جامعة «كوينيبياك» الأسبوع الماضي عن أن 59 في المائة من الأصوات المرتقبة بصفة عامة، و29 في المائة من الأصوات المرتقبة في الحزب الجمهوري يعتقدون أن الطريقة التي يتحدث بها ترامب لا تخلو من تعصب.
يشعر الناس بالمفاجأة أحيانًا، وربما بالارتباك، حول مقدار التفاؤل الذي أشعر به حيال الانتخابات المقبلة. أقول أحيانًا إن الأمر لا علاقة له بالتوقعات السحرية حول نتائج الانتخابات - فإنني لا أكتب تنبؤات سخيفة من هذا القبيل - ولكن يبدو الأمر كما لو كنت هنا من قبل. فإحدى الانتخابات التي أدليت فيها بصوتي كانت لمرشحين أكثر عيبًا ونقصًا وكانت أشبه ما تكون بالسيرك.
أحيانًا يكون من الصعب التخلص من شعور غير مريح بأننا نعايش حاليًا انحلال وتلاشي فكرة كانت تمثلها الولايات المتحدة يومًا ما. حتى الآن، لا تزال أميركا قوة عسكرية واقتصادية عظمى، ومحركًا اقتصاديًا جبارًا. ومع ذلك، يكشف الوقت أن مؤسساتنا إما معيبة على نحو جوهري أو تعاني من خلل عميق.
ظلت هذه الفكرة تغالبني أثناء مشاهدتي المناظرة التي عقدت الخميس بين المرشحين الجمهوريين في ديترويت.
يبدو أنه لا قعر لبالوعة الخطاب المعادي للإسلام القادم من مرشحي الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية.
إن لهجة الدعاية المعادية للمسلمين في أعقاب هجمات باريس بلغت مستوى من السمية، لا يشي بخروج أي شيء إيجابي منها.
وفي أحدثها، قال متصدر السباق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري دونالد ترامب إن الولايات المتحدة لن يكون لديها «مطلقًا أي خيار» إلا إغلاق بعض المساجد. وعندما سأله أحد الصحافيين، بدا أنه لا يجد أي غضاضة في تسجيل أسماء المسلمين، والذي أدانه كثيرون، وشبهوه بطريقة معاملة اليهود في الماضي.
يبدو أن عصرا جديدا من الحراك آخذ في الصعود، بدءا من حركة «احتلوا وول ستريت»، مرورا بمسيرة «توقفوا عن مراقبتنا»، ضد إجراءات المراقبة الحكومية ومظاهرات «الاثنين الأخلاقي» و«المسيرة الشعبية للمناخ»، وصولا إلى المظاهرات التي عمت أرجاء البلاد بسبب مقتل رجال وصبية ملونين على أيدي الشرطة. يبدو واضحا وجود مشاعر سخط بالبلاد بدأت تتدفق نحو الشوارع.
تتسم هذه الحركات الجديدة في الغالب بالانتشار، بجانب افتقارها بدرجة كبيرة إلى قيادة واضحة. وكثيرا ما تدور هذه الحركات حول حدث رئيس، مع وجود مناسبات أخرى ثانوية لا حصر لها.
يبدو أننا ننجرف في طريق لا رجعة فيه تجاه التصعيد مع تنظيم داعش، حيث تبحث إدارة الرئيس أوباما ما إذا كانت سوف تستمر في حملة القصف الجوي المحدودة في سوريا من عدمه.
إن جانبا من المنطق يدعونا للانتباه إلى السرعة والكفاءة التي من خلالها حقق تنظيم داعش – وهي الجماعة المتطرفة التي وصفها الرئيس باراك أوباما بالهمجية – مكاسب على الأرض في شمال العراق وصارت لديه حرية التحرك من وإلى الحدود السورية.
قدم بول رايان (عضو بالحزب الجمهوري، ورئيس لجنة الموازنة السابق بمجلس النواب) وجيب بوش (الشقيق الأصغر للرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش) في أحد الاجتماعات، التي عقدت الأسبوع الماضي بمعهد مانهاتن، وصفة تشبه إحدى الوصفات الطبية للدكتور مايبيري، من أجل التصدي لظاهرة الفقر في هذا البلد، فوفقا لهما، كل ما يتطلبه الأمر هو المزيد من الصداقة والزواج التقليدي.
وذكر رايان: «أفضل طريقة للتحول من حلقة اليأس المفرغة والعجز المكتسب والدخول في حلقة الأمل والازدهار، تكون من خلال تبني قيم الصداقة، والمساءلة، والمودة».
عزيزي السيد رايان.
يحاول الرئيس أوباما السير على حبل مشدود، رقيق كالخيط ومتدلٍّ فوق الخطر، بشأن غزو وضم روسيا لشبه جزيرة القرم. كما أن عليه إسكات النقاد في الولايات المتحدة إضافة إلى رفع معنويات حلفائه في الخارج. وليس أحد الأمرين بالسهل، ولا شيء مضمون. وقد أصبحت الصيحات في الداخل تصم الآذان، بينما الجمهوريون يرقبون.
نجح الكونغرس أخيرا في التوصل إلى اتفاق لإنهاء أزمة إغلاق الحكومة وتفادي التعسر، بيد أن ذلك الأمر لن يكون قبل أن يوضح الحزب الديمقراطي للأميركيين مدى تضارب ذلك وخطورته.
وفي هذا الأسبوع، وصف بنيامين ويتس، أحد الزملاء القدامى في دراسات الإدارة بمؤسسة بروكينغز، الكونغرس الحالي بأنه أشد خطرا على الأمن القومي من تنظيم القاعدة.
أحدث خطاب الدكتور مارتن لوثر كينغ «عندي حلم» اضطرابا كبيرا في بنية القوة الأميركية، حتى إن مكتب التحقيقات الفيدرالي بدأ التنصت عليه فيما وصفته «الواشنطن بوست» بأنه «إحدى كبرى عمليات المراقبة في تاريخها»، حتى إن الخطاب دفع رئيس قسم الاستخبارات الداخلية إلى وصف كينغ بـ«الزنجي الأكثر خطورة على مستقبل هذه الأمة من وجهة نظر شيوعية أو الزنجية أو الأمن القومي».
لم يكن كينغ، بطبيعة الحال، يشكل خطرا على الولايات المتحدة، بل كان خطرا على الوضع القائم، عندما طالب أميركا بتحمل عواقب أخطائها وأن تكون صادقة تجاه نفسها ووعد تأسيسها.
كان كينغ خطرا لأنه لم يرض - أو يسمح لمجتمع مظلوم بأن يرضى - بالوضع القائم آن