مستحضرات من مشتقات الإبل قد تصبح حاضنة لفيروس «كورونا»

تحذيرات من بعض المنتجات

مستحضرات من مشتقات الإبل قد تصبح حاضنة لفيروس «كورونا»
TT

مستحضرات من مشتقات الإبل قد تصبح حاضنة لفيروس «كورونا»

مستحضرات من مشتقات الإبل قد تصبح حاضنة لفيروس «كورونا»

بما أنه أصبح من المعروف أن الإبل هي من ثبت حملها لفيروس «كورونا» بنسبة 80 في المائة، فإن الاستقصاء الوبائي يجب أن يتوسع للبحث في منتجات تباع في الأسواق على هيئة مستحضرات تدخل فيها منتجات الإبل لمعالجة الشعر وغيرها.
ثمة مستحضرات هي من أصل بول الجمال تحتوي على بروتينات بولية من الإبل. وتحتوي هذه البروتينات البولية في جزء منها على بروتينات مناعة تضم تراكمات بروتينية مناعية محتضنة IMMUNECOMPLEX فيروس «كورونا التاجي الشرق أوسطي».

* مشتقات حاضنة للفيروس

* وقد شد ذاكرتي وأنا أتابع تزايد حالات الإصابة بفيروس «كورونا التاجي الشرق أوسطي» نحو حالات انتشار التهاب الكبد الفيروسي من نوع «بي» في أواخر السبعينات في ألمانيا الاتحادية، حيث كنت يومها في ختام دراستي الجامعية هناك.
ويكمن ذلك الفيروس في مشتقات البلازما، المصل المستخرج من دم المتبرعين بالدم.
وهذه المشتقات هي أصناف عدة أهمها مركز عامل التخثر 8 والذي يعطى لمرضى الهيموفيلياك (النزف) الوراثي، الذين لديهم القابلية لنزيف داخلي مثلا في المفاصل بهدف تعويض عامل التخثر بين حين وآخر، عندما يقل مستواه عن 10 في المائة. وكان السؤال المحرج للمراجع العلمية وصناع القرار من ذوي الاختصاص في نقل الدم ومشتقاته: من أين لهذا الفيروس الوصول إلى هذه المشتقات؟
وسرعان ما جاء الجواب، فالشركات المصنعة تشتري البلازما من مراكز التبرع بالدم. وآلاف من وحدات البلازما تخلط لتدخل مصنع فرز العوامل والمشتقات وأدوات التجميل وبروتينات المناعة لبعض الأمراض وغيرها من الأمصال وحدة واحدة، من هذه لم يستطع نظام التحليل أن يكشف أنها ملوثة بفيروس التهاب الكبد الوبائي من نوع بي B لكونها من النوع الذي صنفت قشرته HBSAG ما نسميه مختلفا متنوعا variant وقد كانت كافية لعمل تلك الزوبعة الصحية. وها نحن الآن بصدد مشكلة مماثلة، فهناك من يعتبر بول البعير علاجا ناجعا لعدة أمراض ويذهبون بزيارات ميدانية إلى الصحراء للتشافي ببول الإبل.
ولنقل إن هذه الحالات فردية، غير أن دخول التصنيع في إنتاج مستحضرات من بول البعير ومن دون تمريره على اختبارات الجودة لكشف خلوه من أي مسببات للأمراض، وبالخصوص الفيروسية والمسرطنة؛ يجب أن لا يكون البوابة التي دخل منها فيروس «كورونا».
إذن، فإن إفراز بعير واحد يحمل الفيروس إذا خلط كما يخلط البلازما، آنف الذكر، يكفي لصنع البلاء لآلاف من الناس. لذا تتوجه الأنظار إلى الجهات المختصة لتدارك الأمر ومنع مثل هذه المستحضرات، وإلى المواطنين لتفادي استخدامها.

* استشاري علم الأمراض



ارتفاع درجات الحرارة يهدد بانتشار فطريات قاتلة «تأكلنا من الداخل إلى الخارج»

الدراسة تتوقع انتشار الفطريات في نطاق أوسع مع ارتفاع درجة حرارة العالم (رويترز)
الدراسة تتوقع انتشار الفطريات في نطاق أوسع مع ارتفاع درجة حرارة العالم (رويترز)
TT

ارتفاع درجات الحرارة يهدد بانتشار فطريات قاتلة «تأكلنا من الداخل إلى الخارج»

الدراسة تتوقع انتشار الفطريات في نطاق أوسع مع ارتفاع درجة حرارة العالم (رويترز)
الدراسة تتوقع انتشار الفطريات في نطاق أوسع مع ارتفاع درجة حرارة العالم (رويترز)

تتوقع أبحاث جديدة أن تنتشر الفطريات المسببة للعدوى، والمسؤولة عن ملايين الوفيات سنوياً، بشكل كبير إلى مناطق جديدة مع ارتفاع حرارة الكوكب. وأكدت الأبحاث أن «العالم غير مستعد لذلك»، وفق ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.

والفطريات مملكة واسعة من الكائنات الحية منتشرة في كل مكان، تنمو في بيئات مثل التربة والسماد والماء، وتلعب دوراً مهماً في النظم البيئية، لكن يمكن أن يكون لها تأثير مدمر على صحة الإنسان، حيث تقتل العدوى الفطرية ما يقدر بنحو 2.5 مليون شخص سنوياً، ونقص البيانات يعني أن هذا العدد قد يكون أعلى بكثير.

ومع ذلك، ما زلنا بعيدين جداً عن فهمها، وخاصةً كيفية استجابة هذه «الكائنات الحية فائقة التكيف» لارتفاع درجة حرارة المناخ.

واستخدم فريق من العلماء من جامعة مانشستر المحاكاة الحاسوبية والتنبؤات لرسم خريطة للانتشار المستقبلي المحتمل للفطر الأخضر أو فطر الرشاشيات، وهو مجموعة شائعة من الفطريات موجودة في جميع أنحاء العالم ويمكن أن تسبب داء الرشاشيات، وهو مرض يهدد الحياة ويصيب الرئتين بشكل رئيسي.

وحسب الدراسة التي نُشرت هذا الشهر، وجد الباحثون أن بعض أنواع فطر الرشاشيات ستتوسع مع تفاقم أزمة المناخ، لتمتد إلى أجزاء جديدة من أميركا الشمالية وأوروبا والصين وروسيا. وتنمو فطريات الرشاشيات كخيوط صغيرة في التربة حول العالم. ومثل معظم الفطريات، تُطلق أعداداً هائلة من الجراثيم الصغيرة التي تنتشر في الهواء.

وقال نورمان فان رين، أحد مؤلفي الدراسة والباحث في تغير المناخ والأمراض المعدية بجامعة مانشستر: «الفطريات لا تحظى بأبحاث كافية نسبياً مقارنةً بالفيروسات والطفيليات، لكن الخرائط تُظهر أن مسببات الأمراض الفطرية ستؤثر على الأرجح على معظم مناطق العالم في المستقبل».

ويستنشق البشر الجراثيم يومياً، لكن معظمهم لا يعانون من أي مشاكل صحية؛ إذ يتخلص منها جهازهم المناعي. لكن يختلف الوضع بالنسبة لمن يعانون من أمراض الرئة أو يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

وصرّح فان رين بأنه إذا فشل جهاز المناعة في التخلص من الجراثيم، فإن الفطر «يبدأ في النمو ويأكل الجسم من الداخل إلى الخارج، بصراحة تامة». وأضاف أن داء الرشاشيات له معدلات وفيات عالية جداً تتراوح بين 20 و40 في المائة، كما أنه يصعب تشخيصه.

وأشار فان رين إلى أن مسببات الأمراض الفطرية تزداد مقاومة للعلاج. ولا تتوفر سوى أربعة أنواع من الأدوية المضادة للفطريات.

ووجدت الدراسة أيضاً أن فطر الرشاشيات الصفراء، وهو نوع يفضل المناخات الاستوائية الحارة، قد يزيد انتشاره بنسبة 16 في المائة إذا استمر البشر في حرق كميات كبيرة من الوقود الأحفوري. ومن المتوقع أن ينتشر في أجزاء من أميركا الشمالية وشمال الصين وروسيا. ويسبب هذا النوع من الفطريات عدوى شديدة لدى البشر، ويصيب مجموعة من المحاصيل الغذائية، مما يشكل تهديداً محتملاً للأمن الغذائي.

أيضاً من المتوقع أن ينتشر فطر الرشاشيات الدخناء، الذي يُفضّل المناخ الأكثر اعتدالاً، شمالاً نحو القطب الشمالي مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية. وقد وجدت الدراسة أن انتشاره قد يزداد بنسبة 77.5 في المائة بحلول عام 2100، مما قد يُعرّض 9 ملايين شخص في أوروبا للخطر.

وبالإضافة إلى توسيع نطاق نموها، قد يزيد الاحتباس الحراري من قدرة الفطريات على تحمل درجات الحرارة، مما يسمح لها بالبقاء على قيد الحياة بشكل أفضل داخل أجسام البشر.