حقائق مهمة عن الإمساك

تغيير نمط الحياة يساعد في تحقيق الراحة منه

حقائق مهمة عن الإمساك
TT

حقائق مهمة عن الإمساك

حقائق مهمة عن الإمساك

لا ينبغي عليك تجاهل الإمساك، وعدم القيام بشيء حياله، فتغيير نمط الحياة قد يساعدك في العثور على الراحة. قد يكون الإمساك أمراً غير محبب، بل ومحرجاً، لكن لا ينبغي تجاهله أبداً. يشكو نحو ثلث عدد البالغين في عمر الستين أو أكثر من الإمساك، على الأقل في بعض الأحيان، وهو ما قد يسبب لهم الانتفاخ، والشعور بعدم الراحة، والكسل.
تقول الدكتورة جودي ني، أخصائية الجهاز الهضمي في مركز شماسة بيت إسرائيل الطبي، التابع لجامعة هارفارد: «إنها مشكلة شائعة جداً، خصوصاً بين الرجال كبار السن، لكن من الضروري التعامل معها ومعالجتها، حيث يمكنها أن تؤثر على التغذية وجودة الحياة».

أساسيات الإمساك
يعني الإمساك وجود صعوبة في حركة الأمعاء، مثل تعثر خروج البراز، ووجود كتل فيه، والشعور بعدم إفراغ الأمعاء، وقلة عدد مرات الإخراج عن 3 مرات في الأسبوع. وهناك نوعان من الإمساك: المتقطع (الذي يحدث أحياناً، أو في أوقات محددة، مثل وقت السفر، حين يحدث ارتباك في نظامك الغذائي)، والمزمن الذي يستمر لأشهر أو سنوات.
ما سبب الإمساك؟ أثناء عملية الهضم، يتحرك الطعام من خلال القولون، ويتم امتصاص الماء منه، ويكون الجزء المتبقي هو الفضلات الصلبة. وإذا تم التخلص من كمية كبيرة من الماء، يصبح البراز صلباً جداً وجافاً، ويكون من الصعب خروجه. النبأ السار هو أنه في أكثر الحالات يكون من السهل علاج الإمساك والتحكم فيه من خلال تغيير نمط الحياة.

الألياف والماء
• الألياف: للألياف أهمية كبيرة، حيث تحتفظ بالمياه في أمعائك، مما يجعل البراز أكثر نعومة، وبالتالي يكون خروجه أسهل. مع ذلك، لا يأكل أكثر البالغين ما يكفي من الألياف. وتوصي جمعية القلب الأميركية بتناول ما بين 25 و30 غراماً من الألياف من الغذاء يومياً، لكن أكثر البالغين يتناولون في المتوسط 15 غراماً فقط. وهناك كثير من الأغذية المنتشرة التي تحتوي على قدر كبير من الألياف، مثل البقول والتوت والبازلاء والتفاح.
مع ذلك، تحذر الدكتورة ني الناس من تناول مقدار كبير من الألياف مرة واحدة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية، ويتسبب في حدوث إمساك، وتوضح قائلة: «يمكن أن تتحول الكمية الكبيرة من الألياف إلى كرة من الطعام في مسار الجهاز الهضمي، وتبطئ حركة كل شيء». وتوصي بزيادة الألياف من خلال إضافة المزيد من الفواكه والخضراوات والبقول والحبوب تدريجياً إلى نظامك الغذائي.
• الماء: يساعد تناول قدر كاف من المياه على تحرك المواد الغذائية بطول المسار الهضمي، ولا ينبغي التركيز على تناول كمية محددة ثابتة من المياه، مثل تناول 8 أكواب من الماء يومياً، حيث يمكن أن يسبب ذلك التوتر. وعوضاً عن ذلك، ينبغي أن تضع الماء بالقرب منك في زجاجة كبيرة على سبيل المثال، وتتناول المياه منها على مدار اليوم.
• المكملات الغذائية: هناك طريقة أخرى للحصول على الألياف والمياه، وذلك من خلال ميثيل السليولوز methylcellulose (سيتروسيل Citrucel)، وساليوم psyllium (ميتاموسيل Metamucil)، وهي مسحوق يتم خلطه بالماء، وتناوله يومياً. وتقول دكتورة ني: «الغذاء هو أفضل مصدر للألياف، لكن يمكن أن تعمل تلك المنتجات كمكملات غذائية لتساعدك في تناول المزيد من المياه»، مشيرة إلى أنه ينبغي ملاحظة أن تلك المكملات تعمل على مدى زمني ممتد، وليس لها تأثير فوري.

الرياضة البدنية
• التمرينات الرياضية: إضافة إلى نظامك الغذائي، يمكن السيطرة على الإمساك بممارسة التمرينات الرياضية. تقول الدكتورة ني: «حركة الجسم من الخارج تساعد حركته في الداخل». لا يهم نوع التمرينات الرياضية، ولا يهم التركيز على كثافته، لكن على استمراره، وتشير إلى أن المشي لمدة 15 دقيقة بعد تناول الطعام يمكن أن يصنع الأعاجيب.
إذا لم تفلح تلك التغييرات في نمط الحياة، أو إذا كنت تعاني من إمساك مزمن، قد تكون بحاجة إلى علاج طبي أقوى، مثل «ملين أسموزي osmotic laxative» (لبن ماغنيسيا Milk of Magnesia، ميرالاكس Miralax)، أو «ملين براز stool softener» (كولاس Colace، سورفاك Surfak).
ويمكنك استشارة طبيبك المعالج قبل تجربة أي من تلك العقاقير، حيث يمكن أن ينصحك بالأفضل، ومراقبة جرعتك. وتقول الدكتورة ني: «يمكن لطبيبك المعالج وصف وسائل علاج أقوى، إن دعت الحاجة إلى ذلك».

أمور ملحة أخرى
كثيراً ما يكون الإمساك من الأعراض الجانبية لبعض العقاقير، مثل مسكنات الألم (أشباه الأفيونات)، ومضادات الاكتئاب، وعقاقير ضغط الدم، مثل حصارات قنوات الكالسيوم، ومكملات الحديد، ومضادات الحموضة، التي تحتوي على الألمنيوم والكالسيوم. وتعمل تلك العقاقير على التأثير على أعصاب المسار الهضمي، أو تجعل البراز أكثر صلابة. ينبغي عليك استشارة طبيبك المعالج بشأن ما إذا كان تغيير جرعة تلك العقاقير، أو عدد مرات تناولها، سوف يساعد في تحسين الحالة.
يمكن أن يساعد توقيت وكيفية استخدام الحمام في الوقاية من الإمساك. تقول الدكتورة ني: «لا تتجاهل الشعور بالحاجة إلى الذهاب إلى الحمام، فكلما ظلت الفضلات في أمعائك لمدة أطول، أصبحت أكثر صلابة، وبالتالي يصبح خروجها أصعب».
كذلك ينبغي أن تحاول وضع قدميك على مقعد قصير لرفع ركبتيك لمستوى أعلى من الفخذين، حيث يمكن أن يساعد ذلك في الحد من التوتر.

طرق علاج بديلة
قد تساعد بعض طرق العلاج التكميلية في تحسين صحة حركة الأمعاء. على سبيل المثال، تشير دراسة في عام 2014، نشرت في دورية الطب الباطني العام، إلى أن 72 من بين 100 مريض يعانون من الإمساك قد شعروا بالارتياح بعد الوخز بالإبر الذاتي لمنطقة العجان perineum الفاصلة بين فتحة الشرج والعضو التناسلي.
كذلك تشير دراسة نشرت على الإنترنت، في 12 سبتمبر (أيلول) 2016، في دورية «حزليات الطب الباطني»، إلى أن الوخز الكهربائي بالإبر الصينية electroacupuncture يمكن أن يكون مفيداً. ويستخدم هذا الإجراء إبر وخز، وقدراً ضئيلاً من شدة التيار الكهربائي، لتحفيز نقاط محددة في الجسم يُعتقد في وجود صلة بينها وبين الإمساك. وبعد 28 جلسة على مدى 8 أسابيع، تزايدت حركة الأمعاء لدى 31 في المائة من الأشخاص الذين شاركوا ضمن المجموعة التي تلقت علاج الوخز بالإبر، لتصبح 3 مرات أو أكثر في الأسبوع، مقارنة بـ12 في المائة في المجموعة المعيارية التي تلقت علاجاً وهمياً.

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»
خدمات «تريبيون ميديا»



الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين
TT

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19» نُشرت أحدث وأطول دراسة طولية عن الأعراض الطويلة الأمد للمرض أجراها باحثون إنجليز في مستشفى غريت أورموند ستريت للأطفال Great Ormond Street Hospital for Children بالمملكة المتحدة بالتعاون مع عدة جامعات أخرى؛ مثل جامعة لندن ومانشستر وبريستول. وأكدت أن معظم الأطفال والمراهقين الذين تأكدت إصابتهم بأعراض كوفيد الطويل الأمد، تعافوا بشكل كامل في غضون 24 شهراً.

أعراض «كوفيد» المزمنة

بداية، فإن استخدام مصطلح (أعراض كوفيد الطويل الأمد) ظهر في فبراير (شباط) عام 2022. وتضمنت تلك الأعراض وجود أكثر من عرض واحد بشكل مزمن (مثل الإحساس بالتعب وصعوبة النوم وضيق التنفس أو الصداع)، إلى جانب مشاكل في الحركة مثل صعوبة تحريك طرف معين أو الإحساس بالألم في عضلات الساق ما يعيق ممارسة الأنشطة المعتادة، بجانب بعض الأعراض النفسية مثل الشعور المستمر بالقلق أو الحزن.

الدراسة التي نُشرت في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة Nature Communications Medicine أُجريت على ما يزيد قليلاً على 12 ألف طفل من الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً في الفترة من سبتمبر(أيلول) 2020 وحتى مارس (آذار) 2021، حيث طلب الباحثون من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم، تذكر أعراضهم وقت إجراء اختبار «تفاعل البوليمراز المتسلسل» PCR المُشخص للكوفيد، ثم تكرر الطلب (تذكر الأعراض) مرة أخرى بعد مرور ستة و12 و24 شهراً.

تم تقسيم الأطفال إلى أربع مجموعات على مدار فترة 24 شهراً. وتضمنت المجموعة الأولى الأطفال الذين لم تثبت إصابتهم بفيروس الكوفيد، والمجموعة الثانية هم الذين كانت نتيجة اختبارهم سلبية في البداية، ولكن بعد ذلك كان نتيجة اختبارهم إيجابية (مؤكدة)، فيما تضمنت المجموعة الثالثة الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية، ولكن لم يصابوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً، وأخيراً المجموعة الرابعة التي شملت الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قام الباحثون باستخدام مصطلح كوفيد الطويل الأمد عند فحص بيانات ما يقرب من ألف طفل من الذين تأكدت إصابتهم بالمرض ووجدوا بعد مرور عامين أن نحو 25 - 30 في المائة فقط من إجمالي المراهقين هم الذين لا يزالون يحتفظون بالأعراض المزمنة، بينما تم شفاء ما يزيد على 70 في المائة بشكل كامل. وكان المراهقون الأكبر سناً والأكثر حرماناً من الخدمات الطبية هم الأقل احتمالية للتعافي.

25 - 30 % فقط من المراهقين يظلون محتفظين بالأعراض المزمنة للمرض

استمرار إصابة الإناث

كان اللافت للنظر أن الإناث كن أكثر احتمالية بنحو الضعف لاستمرار أعراض كوفيد الطويل الأمد بعد 24 شهراً مقارنة بالذكور. وقال الباحثون إن زيادة نسبة الإناث ربما تكون بسبب الدورة الشهرية، خاصة أن بعض الأعراض التي استمرت مع المراهقات المصابات (مثل الصداع والتعب وآلام العضلات والأعراض النفسية والتوتر) تتشابه مع الأعراض التي تسبق حدوث الدورة الشهرية أو ما يسمى متلازمة «ما قبل الحيض» pre-menstrual syndrome.

ولاحظ الباحثون أيضاً أن أعلى معدل انتشار للأعراض الطويلة الأمد كان من نصيب المرضى الذين كانت نتائج اختباراتهم إيجابية في البداية، ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قال الباحثون إن نتائج الدراسة تُعد في غاية الأهمية في الوقت الحالي؛ لأن الغموض ما زال مستمراً حول الآثار التي تتركها الإصابة بالفيروس، وهل سوف تكون لها مضاعفات على المدى الطويل تؤدي إلى خلل في وظائف الأعضاء من عدمه؟

وتكمن أهمية الدراسة أيضاً في ضرورة معرفة الأسباب التي أدت إلى استمرار الأعراض في الأطفال الذين لم يتماثلوا للشفاء بشكل كامل ونسبتهم تصل إلى 30 في المائة من المصابين.

لاحظ الباحثون أيضاً اختلافاً كبيراً في الأعراض الملازمة لـ«كوفيد»، وعلى سبيل المثال هناك نسبة بلغت 35 في المائة من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم في البداية، ثم أصيبوا مرة أخرى بعد ذلك، لم تظهر عليهم أي أعراض على الرغم من إصابتهم المؤكدة تبعاً للتحليل. وفي المقابل هناك نسبة بلغت 14 في المائة من المجموعة التي لم تظهر عليها أي أعراض إيجابية عانت من خمسة أعراض أو أكثر للمرض، ما يشير إلى عدم وضوح أعراض كوفيد الطويل الأمد.

هناك نسبة بلغت 7.2 في المائة فقط من المشاركين عانوا بشدة من الأعراض الطويلة الأمد (5 أعراض على الأقل) في كل النقط الزمنية للدراسة (كل ثلاثة أشهر وستة وعام وعامين)، حيث أبلغ هؤلاء المشاركون عن متوسط خمسة أعراض في أول 3 أشهر ثم خمسة في 6 أشهر ثم ستة أعراض في 12 شهراً ثم خمسة في 24 شهراً بعد الإصابة، ما يؤكد ضرورة تقديم الدعم الطبي المستمر لهؤلاء المرضى.

بالنسبة للتطعيم، لم تجد الدراسة فرقاً واضحاً في عدد الأعراض المبلغ عنها أو حدتها أو الحالة الصحية بشكل عام ونوعية الحياة بين المشاركين الذين تلقوا التطعيمات المختلفة وغير المطعمين في 24 شهراً. وقال الباحثون إن العديد من الأعراض المُبلغ عنها شائعة بالفعل بين المراهقين بغض النظر عن إصابتهم بفيروس «كورونا» ما يشير إلى احتمالية أن تكون هذه الأعراض ليست نتيجة للفيروس.

في النهاية أكد العلماء ضرورة إجراء المزيد من الدراسات الطولية لمعرفة آثار المرض على المدى البعيد، وكذلك معرفة العواقب الطبية للتطعيمات المختلفة وجدوى الاستمرار في تناولها خاصة في الفئات الأكثر عرضة للإصابة؛ أصحاب المناعة الضعيفة.

* استشاري طب الأطفال