بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

الفواكه والخضراوات تحمي من أمراض القلب

* تتنوع أسباب أمراض سوء التغذية، من عدم تناول العناصر الغذائية الأساسية جميعها إلى الحرمان من بعض تلك العناصر. وفي كلتا الحالتين، يتعرض أصحابها لأمراض مزمنة منهكة للصحة قد تنتهي في كثير من الحالات بالوفاة.
إن تعزيز زيادة استهلاك الفواكه والخضراوات بين سكان العالم يمكن أن يوفر جهد سنوات طوال انقضت محملة بأعباء الأمراض والإعاقات والعجز، وحتى الوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية (CVD)، وفقاً لبحث جديد قدم في مؤتمر جمعية القلب الأميركية 2017 بإحدى الجلسات العلمية الخاصة بعلم الأوبئة والوقاية ونمط الحياة وصحة القلب.
استخدم الباحثون في دراستهم مسوحات الإنفاق الغذائية والاستهلاكية، فضلاً عن بيانات من دراسات سابقة عن تأثير انخفاض استهلاك الفاكهة والخضراوات على خطر الأمراض القلبية الوعائية بهدف حساب عدد سنوات العمر المصححة باحتساب مدة العجز بالسنوات، وذلك في 195 بلداً في العالم. (the number of disability - adjusted life years DALYs).
وجد الباحثون أن استهلاك الفواكه لدى سكان تلك الدول في عام 2015، كان يمثل انخفاضاً كبيراً جداً تلاه الانخفاض في استهلاك الخضراوات في السنة نفسها.
وبتحليل بيانات المسوحات المستخدمة في الدراسة، اتضح للباحثين أن عبء الأمراض القلبية الوعائية كان يعزى إلى محدودية تناول الفاكهة لأدنى مستوى في رواندا (5.1 في المائة)، ولأعلى مستوى في بنغلاديش (23.2 في المائة)، في حين كان عبء الأمراض القلبية الوعائية يعزى إلى محدودية تناول الخضراوات لأدنى مستوى في كوريا الشمالية (5.9 في المائة)، ولأعلى مستوى في منغوليا (19.4 في المائة).
وهناك دراسة أخرى أجريت في كلية إمبريال – لندن، قام بها فريق علمي بقيادة د. وايتون Wighton، ونشرت بعنوان «تناول الكثير من الفواكه والخضراوات يمكن أن يمنع ملايين الوفيات المبكرة»، نشرت نتائجها في الشهر الماضي (23 فبراير/ شباط 2017)، في المجلة الدولية لعلم الأوبئة the International Journal of Epidemiology.
ووجد الباحثون في تلك الدراسة أن هناك ما يقرب من 7.8 مليون حالة وفاة مبكرة تحدث سنوياً في جميع أنحاء العالم يمكن تجنبها ومنعها إذا أكل الناس 10 أجزاء، أو ما يعادل 800 غراماً، من الفاكهة والخضراوات يومياً.

مضاعفات السمنة وأمراض الكلى

* يعاني الكثيرون من مشكلات متنوعة في الكلى، كأمراض الكلى الحادة والأخرى المزمنة التي تنتهي في أغلب الحالات بالفشل الكلوي المزمن. وقد لوحظ أن نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى يعانون أساساً من السمنة المفرطة.
ومن المعروف أن للسمنة مضاعفات كثيرة تطال معظم أجهزة وأعضاء جسم الإنسان، وأنها تعتبر عاملاً خطراً كبيراً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.
إلا أن الربط بين السمنة وأمراض الكلى المزمنة لا يزال غامضاً، ولم يتم تسليط الضوء عليه على نحو كاف من قبل الخبراء في هذا المجال.
وقد أيدت ذلك كل من الجمعية الأوروبية للكلى (ERA)، والرابطة الأوروبية لغسيل وزرع الكلى (EDTA)، في تقاريرهما الصادرة في 1 مارس (آذار) 2017، التي نشرت في الموقع الطبي «يونيفاديس». ووفق هذه التقارير، فإنه على الرغم من الحقيقة العلمية المسلم بها من أن السمنة هي عامل خطر لمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وحدوث النوبات القلبية، وحتى الإصابة بالسرطان، فإنها لم يتم ربطها مع الإصابة بالأمراض المزمنة للكلى، أو على الأقل فإن تلك المعلومة لم تصل إلى أذهان الناس بعد.
وبمناسبة اليوم العالمي للكلى الذي صادف يوم 9 مارس، فقد دعا الخبراء والباحثون المتخصصون في مجال أمراض الكلى لأول مرة إلى توعية أفراد المجتمعات في العالم بالآثار الضارة الناجمة عن السمنة، وارتباطها مع أمراض الكلى، وإلى الاهتمام بتعزيز تدابير لأنماط الحياة الصحية السليمة.
وصرح المنظمون لفعاليات هذا اليوم العالمي بتزايد مجموعة الأدلة العلمية لديهم، التي تشير إلى أن السمنة تشكل عامل خطر قوياً لتطوير أمراض الكلى، والوصول إلى مرحلة الفشل الكلوي. كما أشاروا إلى أن السمنة أيضاً ترتبط مع زيادة مخاطر الإصابة بحصوات الكلى، وحتى سرطان الكلى. كما تم تسجيل حالات قصور كلوي حاد تحدث بشكل متكرر لدى الذين يعانون من السمنة المفرطة.
ومن المتوقع أن ترتفع نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة للكلى بنسبة 17 في المائة على مدى العقد المقبل، وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية التي تعتبر السمنة قضية عالمية تهدد الصحة العامة.



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».