الصوم المتقطع... هل يفيد في إنقاص الوزن؟

نوع من الحمية الغذائية يحد من عدد السعرات الحرارية المتناولة

الصوم المتقطع... هل يفيد في إنقاص الوزن؟
TT

الصوم المتقطع... هل يفيد في إنقاص الوزن؟

الصوم المتقطع... هل يفيد في إنقاص الوزن؟

س: قرأت عن نوع من الحمية الغذائية الذي يجري فيه الصوم عن الأكل ليوم واحد يتبعه تناول الطعام بشكل طبيعي لباقي أيام الأسبوع. هل هناك فوائد من مثل هذه الحمية الغذائية؟
ج: كل أنواع الحمية الغذائية تهدف إلى إنقاص الوزن بواسطة المعادلة نفسها؛ خفض العدد الكلي للسعرات الحرارية من الأغذية المتناولة، مقارنة بعدد السعرات اللازمة للحفاظ على الوزن الحالي.
صوم متقطع
وتؤدي طريقة الصوم المتقطع هذه المهمة، للحد الشديد من تناول السعرات الحرارية عند الصوم ليوم أو يومين في الأسبوع (إما بالامتناع عن تناول الطعام وشرب الماء فقط، أو تقليل عدد السعرات إلى مقدار 600 سعر حراري فقط)، يتبعها نظام غذائي أقل حدة في الأيام اللاحقة. وهناك أنماط أخرى في هذه الحمية الغذائية، إلا أن ما ذكرناه هو المنطلق الأكثر شيوعا لتنفيذها.
والمبدأ الذي تقوم عليه الطريقة نظريا هو أن الحمية الغذائية هذه، تقلل الشهية بإبطائها لعملية الأيض (التمثيل الغذائي).
هل تؤدي هذه الحمية الغذائية دورها المطلوب؟ ظلت الدراسات حول الصوم المتقطع محدودة ومقتصرة على اختبارات استغرقت عدة أشهر، لذا فلا تعرف فوائدها أو أخطارها بعيدة المدى. ويبدو أنها تؤدي مثل أنواع الحمية الغذائية الأخرى، إلى إنقاص الوزن.
ومع هذا، فإنها ليست الأفضل من الأنواع الأخرى للحمية الغذائية في إنقاص الوزن. ولا يوجد دليل على أن الصوم المتقطع يحقق فوائد أخرى مثل درء الإصابة بالأمراض أو إبطاء عملية الشيخوخة.
وإن فكرت في تطبيق هذا النوع من الحمية الغذائية، فعليك مناقشته مع الطبيب؛ إذ إن الامتناع عن تناول الطعام والحد بشدة من تناول السعرات الحرارية يمكن أن يتسم بالخطورة للأشخاص المصابين بمشكلات صحية مثل مرض السكري.
كما أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية مدرات البول لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب يتعرضون إلى اختلال في تركيز المحاليل الإلكتروليتية في أجسامهم عند الصيام.

* رئيس تحرير «رسالة هارفارد» - «مراقبة صحة الرجل» - خدمات «تريبيون ميديا»



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».