تستعد القمة العالمية للحكومات التي تعقد في منتصف فبراير (شباط) المقبل لطرح عشر محطات جديدة في أجندتها للدورة الخامسة؛ وذلك لتفعيل دورها بصفتها تجمعا دوليا لخبراء ومختصين في مجال السعادة ومنتدى التغير المناخي والأمن الغذائي ومنتدى الشباب العربي.
وقال محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، رئيس القمة العالمية للحكومات، إن رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي هي في تحويل القمة إلى حراك عالمي لخير الشعوب، بعد أن أصبحت حدثا بارزا فيما يتعلق باستشراف المستقبل واستباق التحديات والجهوزية للمستجدات.
وأكد القرقاوي، أن القمة تشكل فرصة تاريخية لرسم مستقبل أفضل للإنسانية، حيث تحولت إلى مصدر أمل للشعوب، وتستجيب لتطلعات ملايين الشباب حول العالم الذين يبحثون عن مصدرٍ للإلهام، ومحفزٍ لطرح أفكارهم وتصوراتهم الجريئة حول ما يجب أن يكون عليه مستقبلهم.
وأوضح وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، أنه في ظل عولمة التحديات نتطلع إلى بناء منظومة عالمية متكاملة للتعاون الحكومي؛ فالقمة التي أصبحت منظومة دولية تضم تحت مظلتها أهم سبع منظمات عالمية، منوهًا بأن الدورة السابقة شهدت تحول القمة من حدث سنوي إلى مؤسسة عالمية مرموقة تدير حدثًا عالميًا نوعيًا، وتنشر المعارف بشكل مبتكر وجديد من خلال إنتاج المحتوى الفكري والمعرفي وتوثيقه. وتشهد فعاليات هذا العام جدول أعمال كاملا مخصصا للمنظمات الدولية تجري أعماله في مقر خاص بجلسات الشركاء الدوليين، حيث ستناقش الأمم المتحدة مستقبل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وسيناقش البنك الدولي مستقبل الحكومات والتعليم، أما صندوق النقد الدولي فسيتناول مستقبل التعاملات الرقمية وستتناول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مستقبل الابتكار في الحكومات.
جاء ذلك خلال «حوار القمة العالمية للحكومات» الذي شارك فيه إلى جانب القرقاوي كل من الدكتور ثاني الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، وعهود بنت الرومي، وزير الدولة للسعادة، نائب رئيس القمة العالمية للحكومات وشما المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب، والشركاء الرئيسيين للقمة وحشد من الإعلاميين المحليين والدوليين.
وقال القرقاوي: «إن رؤية قيادة دولة الإمارات القائمة على استشراف المستقبل وتبني آخر ما توصلت إليه العلوم ركيزة أساسية لتطوير العمل الحكومي جعلت من القمة العالمية للحكومات إحدى أهم مؤسسات استشراف المستقبل الدولية، وحولت الإمارات إلى الوجهة الأولى عالميًا لمختلف القادة والمتخصصين والخبراء الذين يعملون على تحديد معالم الطريق لمستقبل العمل الحكومي والشؤون العامة للجيل المقبل من الحكومات في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل»، مشيرًا إلى المستوى الكبير من المشاركة الدولية التي ستشهدها القمة لهذه السنة، حيث من المتوقع أن تشارك 150 دولة.
وأضاف: «إن الآليات التي تبنتها القمة وأرستها، والتي تركز على الشراكة في قراءة مستقبل الاقتصاد والتنمية والتطور التقني وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات القائمة والمحتملة، أحدثت تغييرًا جوهريًا كان لا بد منه على مستوى مفهوم السياسات الحكومية ووظيفتها، حيث حولتها من فن إدارة المصالح الفردية لكل دولة على حدة، إلى علم إدارة المصالح المشتركة للشعوب والحكومات حول العالم».
ونوه إلى أن القمة تنقل تجربة الإمارات إلى العالمية، وأن الابتكارات والإنجازات السباقة التي حققتها الإمارات العربية المتحدة خلال السنة الماضية تركت آثارها العميقة على أجندة القمة لهذه السنة.
وقال محمد القرقاوي إن القمة تستمر في عملها الدؤوب نحو تفعيل التعاون الدولي عبر الشراكات مع الحكومات ومع المنظمات الدولية، فإضافة إلى الشراكات القائمة مع أبرز المؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، تشهد القمة هذا العام شراكات جديدة مع صندوق النقد الدولي ومركز أميركا اللاتينية للإدارة العامة والتنمية.
وأكد القرقاوي، أن القمة هذه السنة ستشهد شراكات علمية بحثية مع مؤسسات علمية محايدة ومعتمدة في الكثير من المجالات، مثل هارفارد، أكسفورد، ماكينزي، إي تي كيرني، وإرنست أند يونغ، وأنه سيتم إطلاق 10 تقارير بحثية مع شركاء عالميين، إضافة إلى الكثير من المؤشرات التنموية وذلك مساهمة منها في دورها التنموي العالمي لاستشراف المستقبل بطريقة علمية ممنهجة تستند إلى الدراسات والمعلومات الموثوقة.
وستستضيف القمة دولة اليابان، ضيف الشرف لهذا العام؛ لتستعرض تجربتها في مجال الإدارة الحكومية والابتكار. وتشارك اليابان بوفد رسمي رفيع المستوى يضم كبار المسؤولين الحكوميين وقيادات القطاعين العام والخاص، وعددا من أبرز الخبراء والمفكرين. وستتم مناقشة الإدارة الحكومية، الإدارة المجتمعية وإدارة التغيير في اليابان وكيفية التخطيط للمستقبل وماذا يمكن أن نتعلم من التجربة التنموية اليابانية.
وتدخل قضايا التغير المناخي والبيئة في القمة بصفتها محورا جديدا، حيث أكد الدكتور ثاني الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، أن القمة العالمية للحكومات ستشهد انطلاق منتدى التغير المناخي والأمن الغذائي بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» التي ستمثل أول منصة من نوعها تجمع الحكومات والقطاع الخاص وصانعي القرار في وضع إطار عمل للتصدي للتغير المناخي، وضمان وضع الحلول اللازمة لمنظومة الأمن الغذائي العالمي.
من جانبها، أوضحت عهود الرومي، وزيرة دولة للسعادة، أن الفعاليات الرسمية للقمة تمتد على مدار ثلاثة أيام، وتسبقها فعالية الحوار العالمي للسعادة التي تستقطب أكثر من 300 خبير في مجال السعادة للتباحث في كيفية عمل الحكومة للانتقال من رضا الشعوب إلى سعادة الشعوب، وتتضمن فعاليات يوم السعادة ورش عمل وجلسات حوارية ستشكل مخرجاتها دليل عمل للحكومات الهادفة إلى رفع مستوى السعادة في العالم.
من جانبها، قالت شما المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب: إن منتدى الشباب العربي سيكون أول تجمع يقام على مدار 3 أيام، ويهدف إلى إشراك جيل الشباب العربي في العمل مع الحكومات وصناع القرار. وتستمر القمة في هذا التوجه في دورتها الحالية مع تخصيص مجموعة من الفعاليات ضمن منتدى الشباب العربي الذي يناقش دورهم المستقبلي عبر استضافة الرواد والمؤثرين من جيل الشباب والتفاعل المباشر بين شباب الدولة والعالم وإشراكهم في حوار بناء مع القادة والمسؤولين وصناع القرار.
القمة العالمية للحكومات تتطلع إلى حراك واسع بمشاركة هيئات دولية
قضايا المناخ والشباب ضمن محاور المنتدى المنعقد في دبي
القمة العالمية للحكومات تتطلع إلى حراك واسع بمشاركة هيئات دولية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة