انفراجة في أزمة التحويلات المالية إلى السودان بعد رفع الحظر الأميركي

الخرطوم تتفق مع عدد من الدول العربية على فتح نوافذ مصرفية جديدة

انفراجة في أزمة التحويلات المالية إلى السودان بعد رفع الحظر الأميركي
TT

انفراجة في أزمة التحويلات المالية إلى السودان بعد رفع الحظر الأميركي

انفراجة في أزمة التحويلات المالية إلى السودان بعد رفع الحظر الأميركي

علمت «الشرق الأوسط» أن الرحلات والمباحثات التي أجراها كبار مسؤولو المالية والاستثمار في السودان خلال الشهر الأخير من العام الماضي، أثمرت عن تقدم كبير في تجاوز الحظر الأميركي على التحويلات البنكية المالية للسودان المفروض منذ عام 1997، حيث اتفق السودان مع عدد من الدول العربية على فتح نوافذ جديدة وتحديد قنوات مصرفية وبنكية لتسهيل الإجراءات، وتجاوز مشكلة التحويلات البنكية التي تواجه المستثمرين.
وقالت مصادر في بنك السودان المركزي لـ«الشرق الأوسط» إن نتائج اجتماع لندن الذي انعقد بالعاصمة البريطانية لندن الشهر الماضي، لتنوير مراسلي البنوك العالمية بالقرارات الأميركية التي صدرت أخيرا لرفع الحظر عن التحويلات المالية البنكية إلى الخرطوم، تعتبر مبشرة. حيث أبدت الإدارة الأميركية المسؤولة عن ملف العقوبات الاقتصادية، حرصها على دعم مسيرة الاقتصاد السوداني، وأبلغت المصارف والمؤسسات الدولية المالية بالشرح والتفصيل بالقرارات التي صدرت أخيرا في واشنطن برفع الحظر عن التحويلات المصرفية إلى الخرطوم.
وأضافت المصادر أن المباحثات التي أجراها محافظ بنك السودان المركزي الأسبق عبد الرحمن حسن عبد الرحمن مع عدد من نظرائه العرب دخلت مرحلة التنفيذ، فيما يتعلق بالاتفاق على الارتكاز على جهاز مصرفي كفء، من أجل تسهيل تسجيل المعاملات كافة وأن تجد طريقها للنفاذ، خاصة فيما يخص التحويلات وتدفق الاستثمارات وحركة التجارة.
وعلى صعيد تحويلات المغتربين عبر المصارف الرسمية، أوضحت المصادر أن بنك السودان المركزي أنهى التشغيل التجريبي لتأسيس وبناء آلية وشبكة مصرفية جديدة، تتيح للمغتربين السودانيين المقدرة أعدادهم بنحو ستة ملايين، بتحويل أموالهم بالعملات الصعبة عبر شبكة مصرفية خارجية للتسلم وداخلية للتسليم، تشمل فروع بعض المصارف في السودان، والصرافات الآلية، ونقاط البيع، وهواتف المشتركين في خدمات الدفع عبر الهاتف الجوال.
وأضافت المصادر أن هناك مؤشرات إيجابية لسياسة الحافز التي أطلقها بنك السودان المركزي لاستقطاب موارد بالعملات الصعبة من المغتربين العاملين بالخارج، عبر المكاتب والمراسلين، حيث تقوم سياسة الحافز على مساواة سعر الجنية الرسمي كسعره الموازي، وسمح للبنوك المحلية، بناء على منشور يومي منه، ببيع وشراء الدولار والعملات الحرة الأخرى، بما يقارب سعره في السوق الموازية.
وفي حين لم يرغب أسامة فيصل وزير الدولة بوزارة الاستثمار في السودان الحديث حول تفاصيل وموعد تنفيذ الاتفاق مع عدد من الدول العربية لفتح منافذ مصرفية للتحويلات المالية، قال لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده على استعداد لاستقطاب بنوك ومؤسسات مالية للاستثمار والدخول في شراكات تخص هذا الاتفاق، بما يساهم بشكل كبير في تسهيل عمليات التمويل والتحويل المالي.
وأشار فيصل إلى أن المشكلات التي كانت تواجه المستثمرين في مجال التحويلات المالية والأراضي على وجه الخصوص، قد تم إيجاد حلول لمعظمها من خلال اتفاقات بين الوزارة وحكومات الولايات.



الشركات البريطانية تخفض التوظيف بأكبر وتيرة منذ الجائحة بسبب الضرائب

حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
TT

الشركات البريطانية تخفض التوظيف بأكبر وتيرة منذ الجائحة بسبب الضرائب

حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)

خفضت الشركات البريطانية أعداد موظفيها بأكبر وتيرة منذ جائحة «كوفيد - 19»، وسجلت أدنى مستوى من الثقة منذ فترات الإغلاق، وفقاً لنتائج مسحين ألقيا باللوم بشكل رئيس على الزيادات الضريبية التي فرضتها الحكومة الجديدة.

وأظهرت البيانات الصادرة عن مؤشر مديري المشتريات العالمي الأولي لشهر ديسمبر (كانون الأول)، إلى جانب استطلاع ربع سنوي أجرته هيئة التصنيع «ميك يو كيه»، مزيداً من الإشارات على تباطؤ الاقتصاد المرتبط بموازنة وزيرة المالية، راشيل ريفز، التي أُعلنت في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

وبالإضافة إلى الامتناع عن استبدال الموظفين الذين غادروا، قامت بعض الشركات بتقليص ساعات العمل، واستكمال عمليات إعادة الهيكلة المخطط لها مسبقاً. وباستثناء الوباء، يعد هذا أكبر انخفاض في التوظيف منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2009.

ورغم تراجع التوظيف، ارتفع مقياس مؤشر مديري المشتريات للأسعار التي تفرضها الشركات، مما قد يثير قلق لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، التي تراقب تأثير زيادات مساهمات الضمان الاجتماعي على أرباب العمل. وعقب نشر البيانات، شهد الجنيه الإسترليني زيادة مؤقتة، حيث ركز المستثمرون على الضغوط السعرية التي وردت في التقرير.

وقال توماس بوغ، الخبير الاقتصادي في شركة المحاسبة «آر إس إم يو كيه»: «تواجه لجنة السياسة النقدية الآن معادلة صعبة بين النمو البطيء وارتفاع التضخم، مما سيضطرها إلى خفض أسعار الفائدة بشكل تدريجي العام المقبل». وأضاف: «من غير المرجح أن يقدم بنك إنجلترا هدية عيد الميلاد المبكرة هذا الأسبوع»، في إشارة إلى قرار البنك بشأن أسعار الفائدة لشهر ديسمبر، الذي يُتوقع أن يبقي تكاليف الاقتراض ثابتة.

واستقر مؤشر مديري المشتريات الرئيس عند 50.5 متجاوزاً بقليل مستوى الـ50 الذي يشير إلى الاستقرار، لكنه جاء أقل من توقعات الخبراء التي كانت تشير إلى ارتفاعه إلى 50.7.

وفيما يتعلق بالقطاعات، انخفض نشاط التصنيع إلى أدنى مستوى له في 11 شهراً، رغم تحسن قطاع الخدمات. ومع ذلك، تراجعت معدلات التوظيف في كلا القطاعين بأكبر قدر منذ يناير (كانون الثاني) 2021، وفي المقابل، شهدت الأسعار التي تفرضها الشركات أكبر زيادة خلال تسعة أشهر، مدفوعة بارتفاع تكاليف المدخلات، بما في ذلك الأجور.

وقال كريس ويليامسون، كبير الخبراء الاقتصاديين في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركتس إنتليجنس»: «لقد فقد الاقتصاد الزخم الذي شهده في وقت سابق من العام، حيث استجابت الشركات والأسر بشكل سلبي لسياسات حكومة حزب (العمال) المتشائمة».

من جانب آخر، أظهرت مسوحات «ميك يو كيه» انخفاضاً أشد في الثقة بين الشركات المصنعة منذ بداية الجائحة، حيث قال فاهين خان، كبير خبراء الاقتصاد في «ميك يو كيه»: «بعد مواجهة الارتفاع المستمر في التكاليف طوال العام، يواجه المصنعون الآن أزمة حقيقية في التكاليف».

بالإضافة إلى زيادة قدرها 25 مليار جنيه إسترليني (32 مليار دولار) في مساهمات الضمان الاجتماعي التي فرضها أصحاب العمل وفقاً لموازنة ريفز، من المقرر أن يرتفع الحد الأدنى للأجور في بريطانيا بحلول أبريل (نيسان) بنسبة 7 في المائة.

وأظهرت استطلاعات حديثة أيضاً انخفاضاً في نيات التوظيف من قبل أصحاب العمل، في حين أظهرت البيانات الرسمية الأسبوع الماضي انكماش الاقتصاد البريطاني في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ عام 2020.