بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

الوقاية من الالتهاب الرئوي

> تختلط لدى الكثيرين بعض الأعراض المرضية التي تتشابه عند الإصابة بأمراض محددة، بل وحتى الطبيب قد يصاب أحيانا بالحيرة عند كتابة التشخيص. ومن تلك الأعراض السعال والحمى والشعور بالتعب، وهي تعتبر من الأعراض الشائعة التي تدل في الغالب على الإصابة بالبرد أو الرشح أو الإنفلونزا، وهي حالات شائعة في مثل هذه الأيام وتستجيب للراحة وتعالج ذاتيا ولا تحتاج إلى التدخل الدوائي. كما أن نفس هذه الأعراض قد تشير إلى الإصابة بحالة أشد خطورة كالالتهاب الرئوي، وهو مرض شديد يحتاج إلى العلاج الدوائي الذي يعطى بالوريد أحيانا. وهذا هو الأمر المخادع بشأن العدوى التي تتسبب في التهاب الحويصلات الهوائية في الرئتين والإصابة بالالتهاب الرئوي، وهو مرض قاتل في حالة إهمال تشخيصه وتأخير علاجه.
ومما يعزز تشخيص الالتهاب الرئوي ويدعو لتأكيده كونه يكون مصحوبًا أيضًا بقصور في التنفس وقشعريرة، أو ظهور صديد في البصاق أو البلغم الذي يطرده الجهاز التنفسي أثناء السعال، وقد يخرج دم أحيانا. وهذه الأعراض دليل مؤكد على الإصابة بالالتهاب الرئوي ويجب العرض على الطبيب فورا للبدء في إعطاء العلاج المناسب. وفي هذا الصدد أوضح البروفسور الألماني توبياس فيلته عضو الجمعية الألمانية لأمراض الرئة والطب التنفسي أن الالتهاب الرئوي ينتج في الغالب عن بكتيريا، مثل المكورات الرئوية، وأحيانًا جراء فيروسات وغيرها من الجراثيم، وأن الأشخاص المعرضين بشكل أكبر للإصابة بالتهاب الرئة يكون جهازهم المناعي ضعيفًا.
ولتشخيص الالتهاب الرئوي يجب عمل اختبار دم للتأكد من كريات الدم البيضاء من حيث العدد ونسبة الخلايا المناعية، وكذلك إجراء أشعة سينية على الصدر والتي تظهر فيها الحويصلات الهوائية منتفخة بسبب الالتهاب في الرئتين مشيرة إلى الإصابة فعليا بالالتهاب الرئوي.
وعند ثبوت التشخيص يبدأ العلاج على الفور بإعطاء المضاد الحيوي المناسب مع المتابعة الدقيقة عن قرب. وللوقاية من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي يجب عمل الآتي:
* الحرص على أخذ التطعيم ضد المكورات الرئوية باعتبارها السبب الأكثر شيوعا للالتهاب الرئوي البكتيري. ويمكن إعطاء هذا التطعيم لكل الفئات العمرية اعتبارا من سن السنتين. ويُوصى بإعطائه بشكل خاص للأشخاص فوق الستين من العمر حيث تزداد احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة.
* العناية بالجهاز المناعي وذلك بتناول الطعام الصحي المتوازن والإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات.
* عدم التدخين
* ممارسة الرياضة البدنية بشكل منتظم.

سوء التغذية عند الأطفال

> أشار آخر تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف UNICEF الصادر في 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2016 - إلى أن خمسة من كل ستة أطفال من الشريحة العمرية دون السنتين لا يحصلون على الطعام المغذي بالطريقة الصحيحة بالنسبة لأعمارهم وبما فيه الكفاية لتغذيتهم جسديا وعقليا، على الرغم من احتياجاتهم الغذائية بدرجة كبيرة في هذه المرحلة العمرية، مما يحرمهم من الحصول على الطاقة والمواد المغذية التي تلبي احتياجاتهم.
وتشير البيانات إلى أن وجود ممارسات غذائية سيئة تجاه هؤلاء الأطفال، وعلى نطاق واسع، بما في ذلك تأخير إدخال الأطعمة الصلبة إلى وجباتهم اليومية، وعدم الانتظام في تقديم وجبات الطعام لهم، وعدم وجود تنويع في أصناف الأغذية المقدمة لهم.
كما تضمن تقرير منظمة اليونيسيف على أن واحدا من كل خمسة أطفال لا يحصل على الأطعمة الصلبة حتى سن 11 شهرا، وأن نصف عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر إلى سنتين لا يحصلون على الحد الأدنى لعدد وجبات الطعام المخصصة لسنهم، وأن ما يقرب من نصف الأطفال في سن ما قبل المدرسة يعانون من فقر الدم.
وأشار أيضًا التقرير إلى أن واحدا من كل ستة أطفال من الأسر الأشد فقرًا في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب آسيا، والذين تتراوح أعمارهم بين ستة إلى 11 شهرا يتناولون فقط الحد الأدنى من النظام الغذائي المتنوع المطلوب لهم، مقارنة مع واحد من كل ثلاثة أطفال من الأسر الغنية.
وعلق على ذلك الدكتور فرانس بيغن France Begin، كبير مستشاري التغذية في اليونيسيف، بأن الرضع والأطفال الصغار هم المحتاجون في هذه المرحلة العمرية للحصول على الاحتياجات الغذائية المتكاملة أكثر من أي مرحلة عمرية أخرى في حياتهم. وأن الملايين من الأطفال الصغار لا يكتمل نمو أجسامهم وعقولهم بطريقة طبيعية ولا يصلون إلى كامل إمكاناتهم لأنهم يتلقون من الغذاء القليل جدا وبعد فوات الأوان. والخلاصة أنه يجب علينا الاعتناء بتغذية الأطفال منذ الشهور الأولى من حياتهم، فسوء التغذية في هذه السن المبكرة يسبب ضررا عقليا وجسديا لا رجعة فيه، أي لا شفاء منه.



فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)
تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)
TT

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)
تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

يواجه معظم الأشخاص فيروس تضخم الخلايا (إتش سي إم في) أثناء الطفولة، وبعد العدوى الأولية يظل الفيروس في الجسم مدى الحياة، وعادة ما يكون كامناً.

بحلول سن الثمانين، سيكون لدى 9 من كل 10 أشخاص أجسام مضادة لفيروس تضخم الخلايا في دمائهم. ينتشر هذا الفيروس، وهو نوع من فيروس الهربس، عبر سوائل الجسم ولكن فقط عندما يكون الفيروس نشطاً.

وأظهرت الدراسة أنه في إحدى المجموعات، ربما وجد الفيروس ثغرة بيولوجية، حيث يمكنه البقاء نشطاً لفترة كافية ليمضي على «الطريق السريع» لمحور الأمعاء والدماغ، والمعروف رسمياً باسم «العصب المبهم» وعند وصوله إلى الدماغ، يكون للفيروس النشط القدرة على تفاقم الجهاز المناعي والمساهمة في تطور مرض ألزهايمر.

وأكد موقع «ساينس ألرت» أن هذا احتمال مثير للقلق، لكنه يعني أيضاً أن الأدوية المضادة للفيروسات قد تكون قادرة على منع بعض الأشخاص من الإصابة بمرض ألزهايمر، خصوصاً إذا تمكن الباحثون من تطوير اختبارات الدم للكشف السريع عن عدوى الفيروس المضخم للخلايا النشطة في الأمعاء.

في وقت سابق من هذا العام، أعلن بعض أعضاء الفريق من جامعة ولاية أريزونا عن وجود صلة بين نوع فرعي من الخلايا الدبقية الصغيرة المرتبطة بمرض ألزهايمر، والتي تسمى «سي دي 83+» بسبب غرائب ​​الخلية الجينية، وارتفاع مستويات الغلوبولين المناعي «جي 4» في القولون المستعرض؛ مما يشير إلى نوع من العدوى. وتعدّ الخلايا الدبقية الصغيرة هي الخلايا التي تقوم بمهمة التنظيف في جميع أنحاء الجهاز العصبي المركزي. فهي تبحث عن اللويحات والحطام والخلايا العصبية والمشابك الزائدة أو المكسورة، وتمضغها حيثما أمكن وتطلق الإنذارات عندما تصبح العدوى أو الضرر خارج نطاق السيطرة.

يقول بن ريدهيد، عالم الطب الحيوي والمؤلف الرئيسي من جامعة ولاية أريزونا: «نعتقد أننا وجدنا نوعاً فرعياً فريداً بيولوجياً من مرض ألزهايمر قد يؤثر على 25 إلى 45 في المائة من الأشخاص المصابين بهذا المرض». وتابع: «يتضمن هذا النوع الفرعي من مرض ألزهايمر لويحات الأميلويد المميزة وتشابكات (تاو) - وهي تشوهات دماغية مجهرية تستخدم للتشخيص - ويتميز بملف بيولوجي مميز للفيروس والأجسام المضادة والخلايا المناعية في الدماغ».

تمكن الباحثون من الوصول إلى مجموعة من أنسجة الأعضاء المتبرع بها، بما في ذلك القولون والعصب المبهم والدماغ والسائل النخاعي، من 101 متبرع بالجسم، 66 منهم مصابون بمرض ألزهايمر. ساعدهم هذا في دراسة كيفية تفاعل أنظمة الجسم مع مرض ألزهايمر، الذي غالباً ما يُنظر إليه من خلال عدسة عصبية بحتة.

وقد تتبع الباحثون وجود الأجسام المضادة لفيروس تضخم الخلايا من أمعاء المتبرعين إلى السائل الشوكي لديهم، وحتى أدمغتهم، بل واكتشفوا حتى الفيروس نفسه كامناً داخل الأعصاب المبهمة للمتبرعين. وظهرت الأنماط نفسها عندما كرروا الدراسة في مجموعة منفصلة ومستقلة. إذ وفَّرت نماذج خلايا الدماغ البشرية المزيد من الأدلة على تورط الفيروس، من خلال زيادة إنتاج بروتين الأميلويد والبروتين تاو الفوسفوري والمساهمة في تنكس الخلايا العصبية وموتها.

ومن المهم أن هذه الروابط لم يتم العثور عليها إلا في مجموعة فرعية صغيرة جداً من الأفراد المصابين بعدوى فيروس تضخم الخلايا المعوية المزمنة. ونظراً لأن الجميع تقريباً يتلامس مع فيروس تضخم الخلايا، فإن التعرض للفيروس ببساطة ليس دائماً سبباً للقلق.

يعمل ريدهيد وفريقه على تطوير اختبار دم من شأنه الكشف عن عدوى فيروس تضخم الخلايا المعوية حتى يمكن علاجها بمضادات الفيروسات، وربما منع المرضى من الإصابة بهذا النوع من مرض ألزهايمر.