بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* كشف مبكر لانتشار الأورام
يعتبر انتشار (انبثاث metastases) السرطان عامة مرحلة خطيرة من مراحل المرض، وبالنسبة لسرطان الثدي بشكل خاص، يعد مهددا للحياة. ويعكف العلماء والباحثون على اكتشاف وسائل تمكنهم من اكتشاف هذه المرحلة في وقت مبكر يمكن معه تمديد عمر المريض.
وكانت دراسة سويدية نشرت في عام 2015 الماضي بمجلة «إيمبو للطب الجزيئي» التي تصدرها «الجمعية الأوروبية لعلم الحياة الجزيئي»، قد وجدت أنه يمكن إجراء اختبار دم للكشف عن كمية أو مستوى الحمض النووي (دي إن إيه DNA) الموجود طليقا حرا في الدورة الدموية «ctDNA»، الذي يمكن أن يستخدم في التشخيص المبكر للانتشار. وهو ما قد يزيد من فرص علاج وشفاء المرضى من الأورام.
وفي الوضع الصحي العادي للناس، يوجد لديهم في الدورة الدموية «كميات قليلة» من الحمض النووي الحر الخالي من الخلايا «cell - free circulating DNA»، وهو أمر طبيعي. ولكن في حالة وجود مرض مثل السرطان، فسوف ترتفع مستويات هذا الحمض النووي عن المستوى الطبيعي، كما قد يحتوي الحمض النووي الحر «ctDNA» على طفرات جينية نوعية يمكن من خلالها تحديد الورم.
قام علماء في جامعة لوند «Lund University» بالسويد بتحليل كل من عينات للورم وعينات للدم، كانت مأخوذة من مرضى سرطان الثدي، في دراسة قائمة ومستمرة منذ عام 2002. وعلى الرغم من أن هذه الدراسة شملت 20 امرأة فقط، فإن نتائجها كانت «واعدة» بالنسبة للعلماء والباحثين. وأوضح رئيس فريق البحث الدكترو لاو سال «Lao Saal» أنه وجد في الدراسة أن 19 امرأة من أصل 20 امرأة مشاركة، كان فحص الحمض النووي «ctDNA» في عينات الدم لديهن يعطي دلالة واضحة على مدى ثبوت الفحص من حيث كيف ستسير الأمور وتتحول المعايير. وأضاف أن جميع النساء اللاتي لديهن حمض نووي للورم في الدم تعرضن بالفعل في نهاية المطاف لانتكاسات مرضية ذات أعراض واضحة تم تشخيصها في العيادات الطبية إكلينيكيا. وقد أمكن أيضا الكشف عن علامات انتشار الورم (metastases) في الدم في مرحلة مبكرة. ففي المتوسط، كان تشخيص الانتشار ممكنا في مدة زمنية قدرها 11 شهرا قبل التشخيص السابق باستخدام الإجراءات السريرية القياسية، وفي بعض الحالات أمكنهم تشخيص الانتشار في وقت مبكر جدا وصل إلى 3 سنوات.
وقال الدكتور سال إن تمكن الأطباء من تشخيص احتمال عودة أو انتكاسة الورم مبكرا سوف، يمنحهم إمكانية التعامل معه بشكل أكثر نجاحا. وأنه بعد التأكد من فعالية الطريقة واستخدام هذا الفحص، سيكون فحص الدم العادي الاستكشافي ذا مغزى، حيث يمكن تجنب إعطاء العلاجات الكيميائية العنيفة للمريضات اللاتي لسن في خطر من حدوث الانتكاس.
* إنقاص الوزن والمزاج
حقيقة علمية لا يختلف عليها اثنان بأن فقدان الوزن مفيد للصحة بشكل عام، لكنه لا يعني بالضرورة تحسين المزاج؛ بل على العكس، فقد أشارت دراسة بريطانية إلى أن الأشخاص الذين فقدوا أكثر من 5 في المائة من وزن الجسم على مدى فترة أربع سنوات كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
وكان باحثون من جامعة «يونيفرسيتي كوليدج لندن» قد درسوا حالات 1979 شخصا من ذوي الوزن الزائد أو البدينين لمدة أربع سنوات، وقاموا بتحليل فقدان الوزن، وكذلك أجروا تقييما للصحة النفسية والجسدية لكل مشارك في الدراسة. وجد في نتائج هذه الدراسة أن 14 في المائة من المشاركين فقدوا أكثر من 5 في المائة من وزن الجسم الأولي. وبعد تعديل لمشكلات صحية خطيرة أو الوفاة، توصلوا إلى أن الأشخاص الذين فقدوا أكثر من 5 في المائة من وزنهم الأساسي كانوا أكثر تعرضا بنسبة 52 في المائة لاضطرابات المزاج، ومنها الاكتئاب، أكثر من غيرهم.
فهل هذا يدعو البدينين لعدم الإقدام على برامج التخسيس؟ تجيب الدكتورة سارا جاكسون Sarah Jackson التي ترأست فريق الدراسة، بأن هذه النتائج لا تعني تثبيط همة أي شخص بدين أو زائد الوزن عن محاولة إنقاص وزنه، فإنقاص الوزن له فوائد صحية وجسمية هائلة. ولا نقاش أبدا في موضوع تخفيف الوزن وإنقاصه، حتى وإن ترافق مع تغيرات مزاجية بسيطة. ولنا أن نتخيل شخصا أمضى يوما واحدا من حياته حاملا كيسا من الطحين وزنه 5 كيلوغرامات، فإننا سوف نقدر العبء الزائد الذي يضعه الوزن الزائد على الجسم والقلب، حيث إن كل جهاز في الجسم، مثل الرئتين والقلب وحتى العضلات والعظم، يجب عليه العمل بجهد كبير عند حمل مثل هذا الوزن الزائد.
ويكفينا حافزا ودافعا لتخفيف الوزن الفوائد التي يجنيها الجسم، مثل: تخفيض ضغط الدم، وتقليل خطر التعرض للسكتة الدماغية، ونقص كولسترول الدم العام، وزيادة تركيز الكولسترول الجيد أو الحميد (HDL)، ونقص الدهون الثلاثية، ونقص مستوى السكر، وخطر الإصابة بالسكري، وتحسين الدورة الدموية، وتحسين النوم، ونقص آلام المفاصل والتهابها، وزيادة الثقة بالنفس.
وتكمل الدكتورة سارا جاكسون بأنه في الوقت نفسه، ينبغي ألا نتوقع أن فقدان الوزن سيكون مقرونا بتحسين كل جوانب الحياة النفسية بشكل متساو. وأكدت على أن أي شخص لم يعتد على متابعة نظام غذائي خاص، سوف يحتاج إلى إرادة قوية لمقاومة الإغراءات المستمرة من المواد الغذائية غير الصحية في المجتمع. وأضافت أن «هذه الدراسة غطت فقط مدة أربع سنوات، ومن المثير للاهتمام أن نواصل الدراسة لفترة أطول لمعرفة كيفية تغير المزاج مرة ثانية عندما يتم تبديل المواد الغذائية المشمولة في النظام الغذائي، وأيضا عندما يصل الشخص إلى الوزن المطلوب ويتوقف عن تناول نوعيات محددة من الطعام».
* استشاري في طب المجتمع - مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



الوقت الذي تستغرقه لتنام قد يكشف مشكلات صحية خفية

الوقت المثالي الذي يحتاج إليه الجسم للنوم يختلف من شخص لآخر (أرشيفية - رويترز)
الوقت المثالي الذي يحتاج إليه الجسم للنوم يختلف من شخص لآخر (أرشيفية - رويترز)
TT

الوقت الذي تستغرقه لتنام قد يكشف مشكلات صحية خفية

الوقت المثالي الذي يحتاج إليه الجسم للنوم يختلف من شخص لآخر (أرشيفية - رويترز)
الوقت المثالي الذي يحتاج إليه الجسم للنوم يختلف من شخص لآخر (أرشيفية - رويترز)

بعد يوم طويل، قد يبدو النوم بسرعة نعمة حقيقية. فالحصول على القدر الكافي من النوم مهمة صعبة بحد ذاتها — خصوصاً إذا كنت تعاني ممّا يُعرف بـ«تأجيل وقت النوم الانتقامي».

لكن، وفقاً لاختصاصيي النوم، فإن النوم بسرعة كبيرة (أو ببطء شديد) قد يكون علامة على مشكلة أكبر. الزمن الذي يستغرقه الشخص للانتقال إلى النوم يُعرف طبياً باسم «كمون بدء النوم» (sleep latency)، ورغم أنه لا يوجد وقت «طبيعي» أو «صحي» محدّد يجب أن تستغرقه لتغفو، فإن هناك إرشادات عامة.

ووفق تقرير نشره موقع «هاف بوست»، تقول كريستين كيسي، الاختصاصية النفسية المرخّصة والمتخصّصة في الأرق: «الوقت المثالي الذي يحتاج إليه الجسم للنوم يختلف فعلاً من شخص لآخر». وتضيف: «المؤسسة الوطنية للنوم تقترح أن الشخص السليم قد يستغرق ما بين 15 و20 دقيقة. لكن الناس معقّدون، وقد تكون لدينا مشكلات تمنعنا من النوم بشكل مريح، وهي غالباً أمور خارجة عن إرادتنا». وتشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معيّنة قد يستغرقون 30 أو حتى 40 دقيقة للنوم.

يمكن لعادات النوم الصحية أن تساعد. يقول عالم الأعصاب والطبيب النفسي الدكتور ديف رابن إنّ من الجيد «قضاء نصف ساعة قبل موعد النوم في تهدئة أنفسنا ونحن لا نزال مستيقظين، والقيام بنوع من روتين ما قبل النوم». ويضيف أن الخلود إلى النوم «خلال نصف ساعة يعدّ هدفاً جيداً».

ماذا يعني أن تغفو بسرعة؟

النوم خلال دقائق من ملامسة رأسك للوسادة ليس دائماً سبباً للقلق، لكنه قد يكون في بعض الحالات إشارة إلى وجود أمر ما. ويختلف السبب الدقيق من شخص لآخر، حتى لو كان لديهم جداول نوم متشابهة أو ينامون في السرير نفسه. إليك أبرز الأسباب المحتملة، وفقاً للخبراء:

- أنت ببساطة بحاجة إلى مزيد من النوم: يقول رابن: «النوم بسرعة شديدة قد يكون علامة على الإرهاق، وعلامة على أننا نجهد أنفسنا أكثر من اللازم، أو أننا نعاني من احتراق نفسي، وبشكل عام هو مؤشر على أننا لا نقضي وقتاً كافياً في التعافي والراحة».

بالإضافة إلى ذلك، قد تنام لوقت كافٍ، لكن نوعية نومك سيئة — ما يُسمّى «النوم الرديء» (junk sleep) — أي نوم غير عميق وغير قادر فعلياً على تغذية الجسم واستعادته لقوته.

معالجة قلّة النوم أسهل قولاً من الفعل؛ لأسباب كثيرة. فكثيرون منا يعيشون انشغالات، أو يعانون القلق الذي يُبقيهم مستيقظين... والقائمة تطول. وبما أن تجربة النوم تختلف من شخص لآخر، فإن كل شخص يحتاج إلى علاج يناسب حالته بالضبط. توصي كيسي بمراجعة الطبيب. وتقول: «نختار العلاج الذي يكون مناسباً طبياً بناءً على سبب مشكلة كمون النوم». وتوضح: «على سبيل المثال، إذا كان شخص ما ينام بسرعة شديدة لأنه يمارس الرياضة بكثرة ويعمل 12 ساعة يومياً، فمن المحتمل أن تكون لديه رغبة نوم عالية جداً. ورغبة النوم هي الحاجة البيولوجية للجسم إلى النوم».

وتابعت كيسي قائلة إنه بالنسبة لهذا المريض، قد يشمل العلاج تخصيص وقت أكبر للنوم، وتعديل مستوى الجهد الذي يبذله خلال اليوم، وإجراء تحاليل مخبرية لدى الطبيب للتأكد من استبعاد جميع الأسباب المحتملة.

- لديك حالة صحية نفسية: سبب آخر محتمل ذكرته كيسي يتعلق بجانب آخر من جوانب صحتك العامة. وتقول: «قد يكون ذلك أيضاً أحد الآثار الجانبية للأدوية أو نتيجة لتشخيصات متعلقة بالصحة النفسية، مثل الاكتئاب». وهنا تظهر المفارقة؛ فالاكتئاب قد يجعلك تشعر بالنعاس، وكذلك تفعل بعض مضادات الاكتئاب.

ومع ذلك، وبالنظر إلى أن الاكتئاب غير المعالج يمكن أن يكون خطيراً، فمن الأفضل التعامل معه مباشرة. ومن مضادات الاكتئاب التي يُعتقد أنها أقل تسبباً بالنعاس، وفقاً للتجارب السريرية: بوبروبيون، وريبوتيوكسين، وفينلافاكسين.

- قد تعاني من انقطاع النفس أثناء النوم: قد يكون انقطاع النفس النومي — وهو أكثر شيوعاً بين كبار السن — أحد الأسباب المحتملة أيضاً. وتوضح اختصاصية النوم تيريزا شنورباخ: «انقطاع النفس أثناء النوم هو اضطراب نوم مزمن يُسدّ فيه مجرى الهواء العلوي كلياً أو جزئياً أثناء النوم، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الدم وتقطّع النوم».

إذا كنت تعاني من هذه المشكلة، فقد تلاحظ أيضاً تعباً خلال النهار وضعفاً في الوظائف الإدراكية، كما أشارت. أما بالنسبة للعلاج، فنصحت باتباع جدول نوم منتظم والتوقف عن التدخين — إن كان ذلك ينطبق عليك.

ماذا يعني أن تغفو ببطء؟

المثير للاهتمام أن بعض الأسباب قد تكون نفسها. وتوضح كيسي: «صعوبة البدء في النوم قد تكون عرضاً للأرق، أو الألم المزمن، أو حالة نفسية أو طبية». وتضيف: «غالباً ما يكون الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في النوم ليلاً قلقين، أو يعانون من الألم، أو لديهم انخفاض في (دافع النوم) لديهم في المساء».

بعض الأسباب الإضافية التي قد تفسّر صعوبة النوم:

- روتين نوم سيئ: مع الجداول المزدحمة، قد يحتاج الالتزام بروتين يسبق النوم — بدلاً من مجرد الاستلقاء على السرير — إلى جهد... لكنه يستحق العناء. ورغم صعوبة التعامل مع بعض الجوانب، فإن كثيراً منها قابل للتغيير.

تقول كاثرين يو، ممرضة ممارِسة في الصحة النفسية ومتخصّصة في الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم: «عدم الالتزام بموعد نوم ثابت، والعادات السيئة للنوم، والعمل بنوبات غير تقليدية (كالليلية أو المتناوبة)، والحالات الصحية غير المشخّصة أو غير المُدارة مثل التوتر، الاكتئاب، القلق، مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، أو النوم على سطح غير مريح — جميعها قد تساهم في تأخّر النوم».

وتشير إلى أسباب أخرى مثل: تناول الكثير من الكافيين أو شربه بعد الساعة الثانية ظهراً والنظر إلى الشاشات قبل النوم بساعة والنوم خلال النهار وتناول أدوية مزيلة للاحتقان والأكل أو ممارسة الرياضة مباشرة قبل النوم

ورغم أنك قد لا تستطيع تغيير مواعيد عملك أو بعض الحالات الصحية، يمكنك التفكير في تناول العلاج المناسب، أو التأمل قبل النوم، أو الالتزام بعدم الذهاب للفراش في وقت متأخر عن الضروري.

- التوتر: يشدد رابن على الجانب النفسي: «تقريباً كل اضطراب نفسي يبدأ غالباً بصعوبة في النوم». ويضيف: «هذا لا يعني أن أي شخص يعاني من صعوبة في النوم لديه اضطراب نفسي، لكنه يعني أن الجسم يواجه شيئاً يجعله يشعر بعدم الأمان أو غير قادر على الهدوء بما يكفي لدخول مراحل النوم — خصوصاً النوم العميق».

وتتفق معه شنورباخ، مشيرة إلى أن التوتر والقلق والمشكلات العاطفية الأخرى قد تسبّب الأرق من خلال تنشيط الجهاز العصبي الودّي المسؤول عن استجابة «القتال أو الهروب» وإفراز هرمون التوتر (الكورتيزول). وتذكر أيضاً الطبيعة الدائرية لذلك: «الأرق قد يؤدي إلى الاكتئاب، والاكتئاب قد يفاقم الأرق. الحل؟ طلب المساعدة الطبية».

تقول كيسي إن زيارة مقدم الرعاية الصحية هي أفضل خطوة. وتضيف: «قد نوصي بالعلاج النفسي لمعالجة القلق إذا كان السبب في صعوبة البدء بالنوم». وتقترح تقنية مفيدة تُسمى «وقت القلق»، وهي تخصيص 10 دقائق يومياً مسموح خلالها فقط بأن تقلق — ولا يُسمح لنفسك بالقلق خارج هذا الوقت.


كيف يؤثر تناول «فيتامين د» على ضغط الدم؟

مجموعة من كبسولات «فيتامين د» (أرشيفية - رويترز)
مجموعة من كبسولات «فيتامين د» (أرشيفية - رويترز)
TT

كيف يؤثر تناول «فيتامين د» على ضغط الدم؟

مجموعة من كبسولات «فيتامين د» (أرشيفية - رويترز)
مجموعة من كبسولات «فيتامين د» (أرشيفية - رويترز)

يُعدّ «فيتامين د» مهماً لعدة جوانب من صحتك، بما في ذلك صحة العظام والجهاز المناعي والعضلات. وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول مكملات «فيتامين د» يومياً قد يساعد أيضاً في خفض ضغط الدم، وفق ما أورده موقع «verywellhealth».

ماذا تقول الأبحاث؟

تُظهر الدراسات حول كيفية تأثير مكملات «فيتامين د» على ضغط الدم نتائج متباينة. فقد وجدت بعض الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في مستويات «فيتامين د» يميلون إلى تسجيل ضغط دم أعلى.

لكن عند دراسة ما يحدث عندما يتناول الأشخاص مكملات «فيتامين د» بانتظام، تكون النتائج مختلطة. فبعض الدراسات تُظهر فائدة بسيطة، بينما لا تُظهر دراسات أخرى أي تغيّر على الإطلاق.

ويبدو أن الاحتمال الأكثر وعداً هو أن «فيتامين د» قد يساعد في خفض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون ارتفاعاً في ضغط الدم ومستويات منخفضة من «فيتامين د» في الوقت نفسه. في هذه الحالة، يمكن أن يقدم المكمل فائدة بسيطة في إدارة ضغط الدم — لكن حتى هنا، لا يكون التأثير مضموناً دائماً.

وقد يستفيد كبار السن على وجه الخصوص — ممن لديهم نقص في «فيتامين د» ويرتفع لديهم ضغط الدم — من المكملات أكثر من غيرهم. بالنسبة لهؤلاء، قد يساعد تناول «فيتامين د» في تحسين ضغط الدم كجزء من خطة شاملة تشمل نظاماً غذائياً صحياً، وممارسة الرياضة، وربما الأدوية.

كم يجب أن تتناول من «فيتامين د»؟

لا توجد جرعة واحدة تناسب الجميع عندما يتعلق الأمر بـ«فيتامين د» بهدف خفض ضغط الدم. ففي الدراسات، تراوحت الجرعات المستخدمة بين 800 و4000 وحدة دولية يومياً. ومن المثير للاهتمام أن الجرعات الأعلى لا تؤدي دائماً إلى نتائج أفضل فيما يخص ضغط الدم.

إليكم التوصيات اليومية العامة:

- الرضّع (0–12 شهراً): 400 وحدة دولية يومياً

- الأطفال والبالغون (1–70 عاماً): 600 وحدة دولية يومياً

- البالغون فوق 70 عاماً: 800 وحدة دولية يومياً

قد يحتاج بعض الأشخاص إلى جرعات أعلى، خصوصاً الذين لديهم خطر أكبر لنقص «فيتامين د» — مثل من يتعرضون قليلاً للشمس، ذوي البشرة الداكنة، المصابين ببعض الحالات الصحية، أو كبار السن. ويوصي العديد من الخبراء لهؤلاء بتناول ألف إلى ألفي وحدة دولية يومياً.

وإذا لم تكن متأكداً من الجرعة المناسبة لك، فتحدث مع طبيبك، فقد يطلب إجراء فحص دم بسيط لمعرفة مستوى «فيتامين د» لديك.


دراسة: أدوية إنقاص الوزن قد تطيل عمر بعض مرضى السرطان

مجموعة من  أدوية «GLP-1» (رويترز)
مجموعة من أدوية «GLP-1» (رويترز)
TT

دراسة: أدوية إنقاص الوزن قد تطيل عمر بعض مرضى السرطان

مجموعة من  أدوية «GLP-1» (رويترز)
مجموعة من أدوية «GLP-1» (رويترز)

درس باحثون في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو أكثر من 6800 مريض كانوا يتناولون واحداً من هذه الأدوية الشائعة الخاصة بالسكري وإنقاص الوزن.

ووجدوا أن المرضى كانوا أقل عرضة للوفاة خلال خمس سنوات مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا هذه الأدوية. فقط نحو 15 في المائة من مستخدمي أدوية «GLP - 1» توفّوا خلال خمس سنوات مقارنة بـ37 في المائة من غير المستخدمين، وفقاً لبيان صحافي.

قال الدكتور رافاييل كومو، المؤلف الرئيسي للدراسة لشبكة «فوكس نيوز»: «الرسالة الأساسية هي أن أدوية (GLP - 1) ارتبطت بانخفاض كبير في معدل الوفيات خلال خمس سنوات بين مرضى سرطان القولون»، مشيراً إلى أن «هذا المؤشر كان أكثر وضوحاً لدى المرضى الذين يعانون من السمنة الشديدة، مع مؤشر كتلة جسم يبلغ 35 أو أكثر».

وأضاف: «عند النظر إلى النتائج مجتمعة؛ فهي تتوافق مع فكرة أن تحسين الصحة الأيضية وتقليل الالتهاب المرتبط بالسمنة يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل فيما يتعلق بالسرطان، وليس فقط تحسين التحكم في مستوى السكر».

وقال الباحث إن النتائج، التي نُشرت بمجلة «Cancer Investigation»، في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، كانت مفاجِئة.

وقال كومو: «كنت أتوقع بعض الفائدة لدى المرضى الذين يعانون من السمنة الشديدة، لأن علاجات (GLP - 1) تستهدف بشكل مباشر البيئة الأيضية والالتهابية التي تؤدي إلى نتائج أسوأ في سرطان القولون، لكن الفارق المطلق في معدل الوفيات خلال خمس سنوات كان أكبر مما قد يتوقعه العديد من الأطباء».

أشار البيان إلى أن أحد الأسباب المحتملة لهذا التأثير هو أن أدوية «GLP - 1» معروفة بقدرتها على تقليل الالتهاب، وخفض مستويات الإنسولين، وتعزيز فقدان الوزن، وهي عوامل يمكن أيضاً أن تبطئ نمو السرطان.

ويشتبه بعض العلماء أيضاً في أن هذه الأدوية قد تؤثر مباشرة على الخلايا الورمية، رغم أن ذلك لم يثبت بعد.

واتفقت الدكتورة سو ديكوتيس، وهي طبيبة متخصصة في خسارة الوزن الطبية في مدينة نيويورك، على أن أدوية «GLP - 1» معروفة بأنها «تقلل بشكل كبير» الالتهاب الجهازي عبر خفض السيتوكينات، وهي عوامل التهابية تنتجها الخلايا الدهنية. وهذا بدوره يساعد في الوقاية من مشكلات صحية مختلفة في أنحاء الجسم.

وقالت ديكوتيس، التي لم تشارك في الدراسة، لشبكة «فوكس نيوز»: «قد يكون ذلك تأثيراً مباشراً لدواء (GLP - 1) في تقليل الالتهاب في مناطق معينة، ولذلك ليس من المستغرب رؤية تحسن في بقاء المرضى المصابين بالسرطان».

أشار الدكتور مارك سيغل، كبير المحللين الطبيين في شبكة «فوكس نيوز»، الذي لم يشارك في البحث، إلى أن الدراسة رصدية، وبالتالي لا يمكنها إثبات العلاقة السببية، لكنها «مُثيرة جداً، لأنها تتماشى مع ما أصبح أوضح فأوضح حول هذه الأدوية».

وتابع: «وهي تحديداً عوامل مضادة للالتهاب على مستوى الجسم، تتغلب على مقاومة الإنسولين وتحسّن الوظيفة الأيضية. فالخلل في عملية الأيض، خصوصاً عندما يكون مصحوباً بمواد التهابية، يمكن أن يشكل مقدّمات لسرطان، بما في ذلك سرطان القولون».

القيود المحتملة

كانت هناك بعض القيود في الدراسة، وأبرزها أنها لم تستطع إثبات أن أدوية «GLP - 1» هي التي سببت تحسّن البقاء على قيد الحياة، بل أثبتت وجود ارتباط فقط.

وقال سيغل محذّراً: «هناك ملاحظة مهمة... قد لا تكون النتائج مناسبة لجميع الأشخاص. فبطء إفراغ المعدة الذي يصاحب هذه الأدوية يمكن أن يكون عاملاً مسرطناً لدى بعض المرضى، وربما أولئك الذين يعانون من أمراض التهاب الأمعاء».

وأشار كومو إلى أن عدد المرضى الذين كانوا يتلقون فعلياً أدوية «GLP - 1» كان محدوداً مقارنة بالمجموعة الكلية، وأن الباحثين لم يمتلكوا «معلومات كاملة تماماً» حول الجرعة أو مدة العلاج أو مدى الالتزام لدى كل فرد.

وأضاف كومو: «تأتي بياناتنا من نظام صحي أكاديمي واحد ومتكامل، لذا يجب اختبار قابلية تعميم النتائج في بيئات أخرى».

ويُحتاج إلى مزيد من الأبحاث والدراسات العشوائية لتأكيد ما إذا كانت أدوية «GLP - 1» تُحسّن بالفعل من معدلات البقاء لدى مرضى السرطان.

وقال كومو: «لا ينبغي للمرضى تفسير هذه النتائج على أنها دليل على أن أدوية (GLP – 1) هي أدوية مثبتة لعلاج السرطان. أما الآن، فالطريقة المناسبة للبناء على هذا العمل هي التأكد من أن الأشخاص المصابين بسرطان القولون والذين يعانون أيضاً من السمنة أو السكري يحصلون على العلاجات الأيضية المدعومة بالإرشادات، بما في ذلك علاجات (GLP - 1) عندما تكون مطلوبة سريرياً، وذلك كجزء من رعاية شاملة».