بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* الإسراف في تناول مضادات الحموضة
حرقة المعدة عرض مرضي شائع، ليس خطيرًا عادة، يصيب الجزء العلوي من الجهاز الهضمي. وقد يؤدي في بعض الحالات إلى التهاب المريء، ويؤدي في بعض الحالات المزمنة، التي أهمل علاجها لفترة طويلة من الزمن، إلى سرطان المريء.
يكاد لا يخلو بيت من وجود نوع من الأقراص المضادة للحموضة، التي تقتنى دون وصفة طبية وتستعمل بطريقة عشوائية دون استشارة طبية. ومن أكثر هذه الأدوية شيوعًا مثبطات مضخة البروتون («proton pump inhibitors «PPIs) وهي أدوية تؤخذ عن طريق الفم، للحد من إنتاج الحمض الموجود في المعدة. وتشير إحصاءات عام 2013 إلى أن أكثر من 15 مليون أميركي استخدموا مثبطات مضخة البروتون لعلاج حموضة المعدة دون وصفة طبية.
وتشير دراسات حديثة إلى أن الإفراط في استخدام هذه الأدوية قد ارتبط مع مرض الكلى المزمن (CKD)، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى الفشل الكلوي. ومنها دراسة نشرت أخيرًا في المجلة الطبية للجمعية الأميركية (Journal of the American Medical Association، «JAMA»)، أشارت إلى ارتفاع أعداد الأفراد المشخصين بمرض الكلى المزمن (CKD) في السنوات الأخيرة، وعلاقة ذلك بزيادة عدد الأشخاص الذين يستخدمون مثبطات مضخة البروتون لعلاج الارتجاع الحمضي، حيث أوضح رئيس فريق الدراسة بنيامين لازاروس (Benjamin Lazarus) من جامعة كوينزلاند في بريسبان، أستراليا (the University of Queensland in Brisbane، Australia) أن ما يصل إلى 70 في المائة من الوصفات هي من دون استشارة طبية، وأن 25 في المائة من مستخدمي هذا الدواء لم يكونوا بحاجة إليه.
إن الهدف الرئيسي في علاج حرقة المعدة هو استعادة التوازن الطبيعي لحمض المعدة وتقليل تكاثر بكتيريا «هليكوبكتر بيلوري» (helicobacter pylori) المسببة للقرح، ويتم ذلك من خلال اتباع وسائل علاج آمنة، منها الآتي:
- الحد من تناول العناصر الغذائية التي تساعد هذه البكتيريا على النمو.
- تناول أغذية عضوية لإعادة تأسيس أمعاء صحية، ومكملات البروبيوتيك عالية الجودة.
- تناول مرق العظام لإعادة بناء نسيج بطانة المعدة، فهو يحتوي بشكل طبيعي على اللبنات الأساسية لنمو الأنسجة، مثل الجيلاتين والغضاريف.
- الابتعاد عن التدخين، والكحول، والكافيين، بما في ذلك القهوة منزوعة الكافيين، والمشروبات الغازية والحمضيات، والأطعمة الدهنية، والفلفل الحار، والبيتزا أو الكاري.
- تناول الأسبرين، والإيبوبروفين، والمهدئات، وبعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم بعد وجبة غذائية.
- عدم النوم مباشرة بعد تناول الوجبات الكبيرة.
- تناول فيتامين دي (D)، لمعالجة أي نمو زائد للبكتريا في الجسم، وفيتامين كيه2 (K2)، للحد من خطر تصلب جدران الشرايين.
- تنازل جذور الزنجبيل، فلها تأثير وقائي على الجهاز الهضمي.
* ارتجاج الدماغ
تشير الإحصاءات إلى زيادة نسبة حوادث إصابات الرأس عند الأطفال على المستوى العالمي، نتيجة الحوادث المرورية والسقوط والارتطام وأثناء أدائهم التمارين الرياضية، وأن أسوأ هذه الإصابات تلك التي تتضمن ارتجاج الدماغ في مرحلة الطفولة (childhood brain concussion). ويظل معظم هؤلاء الأطفال المصابين يعانون من مشكلات دراسية وتعقيدات في حياتهم الاجتماعية. وتستمر هذه المعاناة سنوات طويلة بعد الإصابة نتيجة ارتجاج الدماغ.
لاحظ العلماء المهتمون بهذا المجال أن للارتجاج آثارًا طويلة الأجل على ذاكرة الأطفال المصابين، وكانت حافزًا للبحث والتحري عن صحة تلك الملاحظة. وهذه دراسة أميركية نشرت في «المجلة الدولية لعلم النفس الفسيولوجي» (International Journal of Psychophysiology)، ونشر ملخصًا لنتائجها الموقع الطبي الإلكتروني «يونيفاديز» (univadis msd)، مؤكدًا حدوث ضعف في وظيفة الدماغ عند الأطفال المصابين يستمر لأكثر من عامين بعد الإصابة.
وقام علماء من جامعة إلينوي (the University of Illinois) في أوروبانا شامبين بمقارنة حالة 15 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات، كانوا قد تعرضوا لارتجاج في الدماغ ذي صلة بممارستهم الأعمال الرياضية قبل سنتين من بداية هذه الدراسة، مع حالة 15 طفلاً آخرين من نفس العمر سليمين دون ارتجاج. وقام العلماء بإجراء اختبارات لجميع الأطفال المشاركين في هذه الدراسة شملت الذاكرة، والانتباه، والسيطرة على الانفعالات، وتحليل إشارات الدماغ الكهربائية، في حين كان الأطفال يؤدون مهام محددة.
وأوضحت نتائج الدراسة أن الأطفال الذين لديهم تاريخ مرضي للارتجاج الدماغي كان أداؤهم الأسوأ في اختبارات الذاكرة العاملة والانتباه والسيطرة على الانفعالات، بالمقارنة مع الأطفال الآخرين في مجموعة التحكيم. وقد انعكس فرق الأداء هذا على نتيجة اختبار إشارات المخ. فقد وجد من خلال أعمار الأطفال المصابين، أنه كلما كان وقوع الإصابة مبكرًا في العمر، كانت الإعاقة الدماغية المستقبلية أكبر وأشد تعقيدًا.
وقال رئيس فريق الدراسة تشارلز هيلمان (Charles Hillman) إن هذه البيانات هي خطوة أولى هامة نحو فهم تغييرات مستديمة تطرأ على وظيفة الدماغ والإدراك عقب حدوث الارتجاج في مرحلة الطفولة. وأضاف أنه من الضروري إيجاد سبل لتحسين صحة الدماغ والقدرات المعرفية بعد تعرض الأطفال لإصابات في الرأس، وذلك لضمان الأداء الفعال للدماغ على المدى الطويل.

* مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
TT

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن أسلوب تناول الطعام الطازج المدعم بزيت الزيتون يمكن أن يعزز صحة الدماغ من خلال تعزيز بكتيريا أمعاء معينة، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».

وجد الباحثون في كلية الطب بجامعة تولين الأميركية أن الفئران المعملية التي اتبعت النظام الغذائي المتوسطي طوّرت أنماطاً مختلفة من بكتيريا الأمعاء عن تلك التي التزمت بالنظام الغذائي الغربي.

وجدت الدراسة، التي نُشرت في Gut Microbes Reports، أن التغييرات البكتيرية المرتبطة بالنظام الغذائي المتوسطي أدت إلى تحسن الأداء الإدراكي.

قالت الدكتورة ريبيكا سولش أوتايانو، المؤلفة الرئيسية للدراسة من مركز أبحاث الأعصاب السريرية بجامعة تولين: «لقد علمنا أن ما نأكله يؤثر على وظائف المخ، لكن هذه الدراسة تستكشف كيف يمكن أن يحدث ذلك».

وتابعت: «تشير نتائجنا إلى أن الاختيارات الغذائية يمكن أن تؤثر على الأداء الإدراكي من خلال إعادة تشكيل ميكروبيوم الأمعاء».

النظام الغذائي المتوسطي، الذي تُوج أفضل نظام غذائي على الإطلاق لمدة 8 سنوات متتالية من قبل US News & World Report، قائم على النباتات ويعطي الأولوية للخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والدهون الصحية والمكسرات والبذور مع الحد من اللحوم الحمراء والسكر.

وثبت أن النظام الغذائي المتوسطي يساعد في إنقاص الوزن وتحسين نسبة السكر في الدم وخفض ضغط الدم والكوليسترول. كما ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والخرف وأنواع معينة من السرطان.

هذه الدراسة الأخيرة في جامعة تولين هي الأولى التي تبحث في العلاقة بين النظام الغذائي المتوسطي والغربي، والميكروبات والوظيفة الإدراكية.

لنمذجة تأثيرات النظام الغذائي خلال فترة حرجة من التطور، استعان الباحثون بفئران. ووجدوا أن الفئران التي تغذت على نظام غذائي متوسطي، مع تناول كميات كبيرة من زيت الزيتون والأسماك والألياف، أظهرت زيادة ملحوظة في البكتيريا المعوية المفيدة مقارنة بتلك التي تناولت نظاماً غذائياً غربياً عالي الدهون ومنخفض الخضار وغني جداً باللحوم.

وقد ارتبطت التحولات البكتيرية في الفئران المتوسطية، التي تضمنت مستويات أعلى من البكتيريا مثل Candidatus Saccharimonas، بتحسن الأداء الإدراكي والذاكرة. وعلى النقيض من ذلك، ارتبطت المستويات المتزايدة من بعض البكتيريا، مثل Bifidobacterium، في الفئران التي اتبعت نظاماً غربياً بضعف وظيفة الذاكرة.

وقد أثبتت دراسات سابقة وجود صلة بين النظام الغذائي الغربي والتدهور المعرفي، فضلاً عن السمنة والقضايا العاطفية والسلوكية.

ولاحظ الباحثون أن مجموعة النظام الغذائي المتوسطي أظهرت أيضاً مستويات أعلى من المرونة المعرفية، أي القدرة على التكيف واستيعاب المعلومات الجديدة، مقارنة بمجموعة النظام الغذائي الغربي.

وتشير الفوائد الواضحة للالتزام بالنظام الغذائي المتوسطي إلى أن التأثيرات المماثلة قد تنعكس على الشباب الذين لا تزال أدمغتهم وأجسامهم في طور النمو.

وقال المؤلف المشارك الدكتور ديميتريوس م. ماراجانوري: «تشير نتائجنا إلى أن النظام الغذائي المتوسطي أو تأثيراته البيولوجية يمكن تسخيرها لتحسين الأداء الدراسي لدى المراهقين أو أداء العمل لدى الشباب».

وتابع: «في حين أن هذه النتائج تستند إلى نماذج حيوانية، إلا أنها تعكس الدراسات البشرية التي تربط النظام الغذائي المتوسطي بتحسين الذاكرة وتقليل خطر الإصابة بالخرف».

واستناداً إلى هذه النتائج، يدعو الباحثون إلى إجراء دراسات بشرية واسعة النطاق للتحقيق في العلاقة بين الوظيفة الإدراكية والنظام الغذائي وبكتيريا الأمعاء.