إستشارات طبية

إستشارات طبية
TT

إستشارات طبية

إستشارات طبية

أعراض تضخم البروستاتا
> ما أعراض تضخم البروستاتا، وكيف يعالَج؟
محمود ط. - الكويت.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول متابعتك الطبية وتشخيص إصابتك بالتضخم الحميد في البروستاتا. ولاحظ معي أن البروستاتا هي بالأصل غدة صغيرة تقع في قاع المثانة ويمر من خلالها أنبوب نقل البول من المثانة إلى خارج الجسم عبر العضو الذكري. وهي غدة تُسهم في تكوين أجزاء من السائل المنوي. ومع التقدم في العمر، ينمو حجم البروستاتا، وإذا أصبحت بحجم كبير نسبيًا تنشأ عدة مشكلات لدى الرجل، خصوصا فوق سن الخمسين. تضخم البروستاتا يختلف عن حالات ورم البروستاتا. وتشمل أعراض تضخم البروستاتا كلا من تكرار التبول، خصوصا أثناء الليل، والحاجة المُلحّة المفاجئة للتبول في النهار أو الليل، وصعوبات في بدء عملية التبول، وحصول تبول متقطع كالتنقيط، وضعف تدفق جريان البول خلال عملية التبول أو توقفه ثم عودته للتدفق خلال عملية التبول الواحدة، والشعور بعد الفراغ من التبول أن ثمة بقية للبول في المثانة لم تخرج بعد، وربما خروج دم قليل مع البول.
عدم خروج البول براحة وبشكل كاف لإفراغ المثانة، بسبب تضخم البروستاتا، له عواقب صحية، مثل حصول التهابات البول أو تلف في الكلى نتيجة احتباس البول في المثانة ورجوع البول إلى الكلى.
والطبيب عند الشكوى من أحد الأعراض السابقة يُجري فحصا للبروستاتا عبر فتحة الشرج، كما يُجري تحليلات للبول وتحليلات للدم، خصوصا بعض مواد معينة لها علاقة بالبروستاتا، ويُجري أيضًا اختبارا لفحص جريان وتدفق البول حال عملية التبول. المعالجة الطبية تختلف حسب درجة شدة الحالة ونتائج الفحوصات، وفي حال الحاجة إلى المعالجة الدوائية، فإن هناك نوعين رئيسيين من فئات الأدوية التي تفيد في معالجة أعراض الحالة ويتم تناولها بشكل مستمر يوميًا. وتعمل هذه الأدوية على ارتخاء العضلات في منطقة البروستاتا وعنق المثانة البولية بما يُسهم في تسهيل خروج البول أثناء التبول. ولاحظ معي أن بعض أنواع هذه الأدوية يتعارض تناولها مع أدوية تنشيط الانتصاب مثل الفياغرا وغيرها، وهو ما تتأكد منه من طبيبك، وهناك أنواع أخرى لا تتعارض مع تناول أدوية تنشيط الانتصاب. وهناك نوع آخر من الأدوية يعمل على تقليص تضخم البروستاتا، بخلاف النوع الأول. وتختلف مدة الشعور بالتحسن مع تناول النوعين المختلفين من الأدوية، وهو ما تستفسر عنه من طبيبك وفق العلاج الذي نصحك بتناوله. كما تختلف التأثيرات الجانبية، خصوصا التأثيرات الجانبية على عملية الانتصاب والرغبة في ممارسة العملية الجنسية.

فوائد غسل الأنف

> ما فائدة غسل الأنف وكيف يتم؟
مي ج. - مكة المكرمة.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول غسول الأنف. ولاحظي معي أن غسل الأنف بالطريقة السليمة مفيد صحيًا، خصوصا عند وجود حساسية أو جفاف أو التهابات في الجهاز التنفسي العلوي وحالات الربو، ذلك أن «الغسول» بالماء والملح ينظف الأنسجة المخاطية التي تشكل بطانة الأنف مما يُساعد الأدوية المختلفة على العمل بكفاءة في تلك المناطق، كما أنه ينظف ويزيل المواد التي تتسبب في الحساسية بالأنف، وبالتالي يُخفف من تأثيرات تهيجها للحساسية، إضافة إلى ذلك يُساعد غسل الأنف على إزالة البكتيريا والفيروسات مما يُقلل من تأثيراتها المرضية، وأيضًا يُساهم الغسول بالماء والملح على تخفيف الانتفاخات المرافقة للالتهابات وبالتالي توسيع مجرى التنفس في الأنف والحلق.
وإرشادات المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض واتقائها للتحضير المنزلي لغسول الأنف بطريقة سليمة، تشمل البدء بغسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، والبدء بتحضير مزيح الماء والملح باستخدام ماء نقي وليس ماء من الحنفية مباشرة أو ماء العبوات البلاستيكية. والماء النقي هو الماء الذي تم غليه لمدة دقيقة كاملة ثم يُترك ليبرد. ويتم صنع المزيج بإضافة نصف ملعقة ملح غير محتو على عنصر اليود، إلى كأس من الماء بحجم 8 أونصات. وتتم إضافة كمية قليلة جدًا من صودا الخبز، أو «بيكنغ صودا»، بحجم ما يضعه المرء بين أصبعين، أي كمية قليلة جدًا. ملح الطعام المعزز بعنصر اليود قد يتسبب للبعض بتهييج داخل الأنف، ولذلك الملح الطبيعي المستخلص من البحر هو الأفضل.
وعند إجراء غسل جيد للأنف، استخدمي نصف الكمية تلك، وهو ما يكفي لغسل الأنف داخليًا بشكل جيد جدًا.
والمزيج يمكن أن يبقى لمدة أسبوع فقط في عبوة سائل تنظيف وغسول الأنف المحكمة الإغلاق والتي تعمل كالبخاخ، ثم بعد أسبوع يُصنع مزيج ماء وملح آخر. الطريقة الصحيحة لغسل الأنف هي بالانحناء إلى الأمام بالرأس والأنف، وليس العكس مطلقًا، على حوض الحمام. ثم اضغطي على العبوة إن كانت لا تعمل كالبخاخ، ثم استنشقي السائل جيدًا إلى أن تشعري بأنه يصل إلى الحلق. ثم استنثري لإخراج الماء من الأنف عبر فتحة الأنف، ثم كرري العملية ثلاث مرات على أقل تقدير. ويُمكن استخدام «سيرنج» بلاستيكي أو ما تُعرف بـ«المحقنة» البلاستيكية، التي تستخدم عادة لسحب الدم أو إعطاء الأدوية بالإبرة. وهناك طريقة أبسط ومعتمدة طبيًا، وهي وضع محلول الماء والملح في راحة الكف عند ضم الكف، ثم استنشاق الماء من الكف مباشرة إلى فتحتي الأنف لتسهيل دخول مزيج الغسول.

شبكية العين والسكري

> هل بالإمكان إزالة تغييرات السكري في شبكية العين؟
خ. جميل - الرياض.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. ولاحظ معي أن اعتلال أو مرض شبكية العين المرافق بوصفه أحد مضاعفات السكري، مشكلة بالغة الأهمية على مستوى قدرات الإبصار، وهي مشكلة تنشأ نتيجة لعدم الاهتمام بضبط نسبة السكر في الدم ضمن المستويات العلاجية، وهي من المضاعفات التي تنشأ بشكل بطيء ولكن حينما تحدث لا يمكن إزالتها. ولذا من المهم العمل على منع حصولها بالأصل. وعند ارتفاع نسبة السكر لفترات طويلة، أو عند اضطراب انضباط نسبة السكر، تنشأ هذه المشكلة في الأوعية الدموية الصغيرة نتيجة ضعف بنية جدران الأوعية الدموية الصغيرة ونمو أوعية دموية صغيرة وضعيفة ومثقوبة.
المهم لمنع الإصابة بهذا إجراء فحص العين لدى الطبيب بشكل سنوي، ومراجعة الطبيب عند الشعور بأي أعراض في قدرات الإبصار، والأهم العمل الجاد ودون كلل على ضبط نسبة سكر الدم وضبط ضغط الدم وضبط نسبة الكولسترول.



هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟
TT

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

ما سبب مرض ألزهايمر؟ أجاب عالم الأعصاب رودولف تانزي، مدير مركز ماكانس لصحة الدماغ بمستشفى ماساتشوستس العام، التابع لجامعة هارفارد، قائلاً: «قضيت معظم حياتي المهنية في محاولة الإجابة عن هذا السؤال».

وأكد تانزي أن السؤال مهم، ويتعين العمل على إيجاد إجابة له، خصوصاً أن مرض ألزهايمر يمثل الشكل الأكثر شيوعاً للخرف في كثير من البلدان. وعلى سبيل المثال، داخل الولايات المتحدة، يعاني ما لا يقل عن 10 في المائة من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من ألزهايمر.

ومثلما الحال مع معظم الأمراض، ربما يرجع مرض ألزهايمر إلى مزيج من الضعف الوراثي، ومعاناة المريض من حالات طبية أخرى، بجانب عوامل اجتماعية وأخرى تتعلق بنمط الحياة. واليوم، يركز العلماء اهتمامهم على الدور الذي قد تلعبه العدوى، إن وُجد، في تطور مرض ألزهايمر.

كشف الأسباب البيولوجية

جاء وصف مرض ألزهايمر للمرة الأولى عام 1906. ومع ذلك، بدأ العلماء في سبر أغواره والتعرف على أسبابه قبل 40 عاماً فقط. واليوم، ثمة اتفاق واسع النطاق في أوساط الباحثين حول وجود جزيئين بمستويات عالية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر: أميلويد - بيتا amyloid - beta أو «ببتيد بيتا النشواني»، الذي يشكل لويحات في الدماغ، وتاو tau، الذي يشكل تشابكات. ويساهم كلاهما في موت الخلايا العصبية الدماغية (العصبونات) المشاركة في عمليات التفكير؛ ما يؤدي إلى الخرف.

من بين الاثنين، ربما تكون الأهمية الأكبر من نصيب أميلويد - بيتا، خصوصاً أنه يظهر في وقت أبكر من تاو. وقد أظهر تانزي وآخرون أن الأشخاص الذين يرثون جيناً يؤدي إلى ارتفاع مستويات أميلويد بيتا يُصابون بمرض ألزهايمر في سن مبكرة نسبياً.

الملاحظ أن الأشخاص الذين يرثون نسختين من الجين APOE4. أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لأنهم أقل قدرة على التخلص من أميلويد بيتا من الدماغ.

الالتهاب العصبي

هناك قبول متزايد في أوساط العلماء لفكرة أن الالتهاب في الدماغ (الالتهاب العصبي Neuroinflammation)، يشكل عاملاً مهماً في مرض ألزهايمر.

في حالات الالتهاب العصبي، تحارب خلايا الجهاز المناعي في الدماغ الميكروبات الغازية، أو تعمل على علاج الإصابات. إلا أنه للأسف الشديد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة؛ ما يسفر بدوره عن المزيد من الالتهاب العصبي، لتظهر بذلك حلقة مفرغة، تتسبب نهاية المطاف في موت معظم الخلايا العصبية.

ويمكن أن تؤدي كل من لويحات أميلويد بيتا وتشابكات تاو إلى حدوث التهاب عصبي، وكذلك يمكن لكثير من الميكروبات (البكتيريا والفيروسات) أن تصيب الدماغ، وتبقى هناك، دون أن ينجح الجهاز المناعي بالدماغ في القضاء عليها تماماً؛ ما قد يؤدي إلى التهاب عصبي مزمن منخفض الحدة.

وحتى العدوى أو أسباب الالتهاب الأخرى خارج الدماغ، بأي مكان في الجسم، يمكن أن ترسل إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى حدوث التهاب عصبي.

العدوى ومرض ألزهايمر

ويعتقد بعض العلماء أن العدوى قد تسبب أكثر من مجرد التهاب عصبي، فربما يكون لها دور كذلك في تكاثر رواسب أميلويد بيتا وتشابكات تاو. وفي هذا الصدد، قال تانزي: «اكتشفت أنا وزميلي الراحل روب موير أن أميلويد بيتا يترسب في المخ استجابة للعدوى، وهو بروتين يحارب العدوى؛ ويشكل شبكة تحبس الميكروبات الغازية. وبعبارة أخرى، يساعد أميلويد بيتا في حماية أدمغتنا من العدوى. وهذا هو الخبر السار. أما الخبر السيئ هنا أن أميلويد بيتا يُلحِق الضرر كذلك بالخلايا العصبية، الأمر الذي يبدأ في غضون 10 إلى 30 عاماً، في إحداث تأثيرات واضحة على الإدراك؛ ما يسبب الخرف، نهاية المطاف».

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الترسب المزمن منخفض الدرجة لأميلويد بيتا إلى تشابكات تاو، التي تقتل الخلايا العصبية هي الأخرى وتزيد من الالتهاب العصبي، ما يؤدي إلى موت المزيد من الخلايا العصبية. وقد تتطور دورات مفرغة يصعب للغاية إيقافها.

ويمكن للعوامل المذكورة هنا (بشكل مباشر أو غير مباشر) أن تلحق الضرر بخلايا المخ، وتسبب الخرف. ويمكن لعدة عوامل أن تزيد سوء بعضها البعض، ما يخلق دورات مفرغة.

ميكروبات مرتبطة بمرض ألزهايمر

الآن، ما الميكروبات التي قد تشجع على تطور مرض ألزهايمر؟ عبَّر الدكتور أنتوني كوماروف، رئيس تحرير «هارفارد هيلث ليتر» الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، عن اعتقاده بأنه «من غير المرجَّح أن يكون نوع واحد من الميكروبات (جرثومة ألزهايمر) سبباً في الإصابة بمرض ألزهايمر، بل إن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن عدداً من الميكروبات المختلفة قد تؤدي جميعها إلى الإصابة بمرض ألزهايمر لدى بعض الناس».

ويتركز الدليل في نتائج دراسات أُجريت على أدمغة القوارض والحيوانات الأخرى التي أصيبت بالميكروبات، بجانب العثور على ميكروبات في مناطق الدماغ البشري الأكثر تأثراً بمرض ألزهايمر. وجاءت أدلة أخرى من دراسات ضخمة، أظهرت أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أعلى كثيراً لدى الأشخاص الذين أُصيبوا قبل عقود بعدوى شديدة. وتشير دراسات حديثة إلى أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، قد يتفاقم جراء انكماش الدماغ واستمرار وجود العديد من البروتينات المرتبطة بالالتهابات، في دم الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى في الماضي.

وفيما يلي بعض الميكروبات التي جرى تحديدها باعتبارها مسبِّبات محتملة للمرض:

فيروسات الهربس المتنوعة

خلصت بعض الدراسات إلى أن الحمض النووي من فيروس الهربس البسيط 1 و2 herpes simplex virus 1 and 2 (الفيروسات التي تسبب القروح الباردة والأخرى التناسلية)، يوجد بشكل أكثر تكراراً في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر، مقارنة بالأصحاء. ويبرز الحمض النووي الفيروسي، بشكل خاص، بجوار لويحات أميلويد بيتا. وخلصت الدراسات المنشورة إلى نتائج متناقضة. يُذكر أن مختبر تانزي يتولى زراعة «أدمغة صغيرة» (مجموعات من خلايا الدماغ البشرية) وعندما تُصاب هذه الأدمغة الصغيرة بفيروس «الهربس البسيط»، تبدأ في إنتاج أميلويد بيتا.

أما فيروس «الهربس» الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي varicella - zoster virus (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي)، قد يزيد مخاطر الإصابة بالخرف. وكشفت دراسة أُجريت على نحو 150000 شخص، نشرتها دورية «أبحاث وعلاج ألزهايمر» (Alzheimer’s Research and Therapy)، في 14 أغسطس (آب) 2024، أن الأشخاص الذين يعانون من الهربس الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي) قد يزيد كذلك من خطر الإصابة بالخرف. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أُصيبوا بالهربس النطاقي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ لاحقاً عن صعوبات في تذكُّر الأشياء البسيطة. وتعكف أبحاث جارية على دراسة العلاقة بين لقاح الهربس النطاقي وانحسار خطر الإصابة بألزهايمر.

فيروسات وبكتيريا أخرى:

* فيروس «كوفيد - 19». وقد يجعل الفيروس المسبب لمرض «كوفيد - 19»، المعروف باسم «SARS - CoV - 2»، الدماغ عُرضةً للإصابة بمرض ألزهايمر. وقارنت دراسة ضخمة للغاية بين الأشخاص الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» (حتى الحالات الخفيفة) وأشخاص من نفس العمر والجنس لم يُصابوا بـ«كوفيد»، ووجدت أنه على مدار السنوات الثلاث التالية، كان أولئك الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنحو الضعف.

كما جرى ربط العديد من الفيروسات (والبكتيريا) الأخرى، التي تصيب الرئة، بمرض ألزهايمر، رغم أن الأدلة لا تزال أولية.

* بكتيريا اللثة. قد تزيد العديد من أنواع البكتيريا التي تعيش عادة في أفواهنا وتسبب أمراض اللثة (التهاب دواعم السن)، من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وعبَّر تانزي عن اعتقاده بأن هذا أمر منطقي، لأن «أسناننا العلوية توفر مسارات عصبية مباشرة إلى الدماغ». وتتفق النتائج الأولية التي خلص إليها تانزي مع الدور الذي تلعبه بكتيريا اللثة. وقد توصلت الدراسات المنشورة حول هذا الموضوع إلى نتائج مختلفة.

* البكتيريا المعوية: عبر السنوات الـ25 الماضية، اكتشف العلماء أن البكتيريا التي تعيش في أمعائنا تُنتِج موادّ تؤثر على صحتنا، للأفضل أو للأسوأ. وعن ذلك قال الدكتور كوماروف: «هذا أحد أهم الاكتشافات الطبية الحيوية في حياتنا». هناك بعض الأدلة المبكرة على أن هذه البكتيريا يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الشخص بمرض ألزهايمر بوقت لاحق. ولا يزال يتعين تحديد كيفية تغيير تكوين بكتيريا الأمعاء، لتقليل المخاطر.

ربما يكون لها دور في تكاثر رواسب أميلويد بيتا المسببة للمرض

عوامل نمط الحياة ومرض ألزهايمر

يرتبط كثير من عوامل نمط الحياة المختلفة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وتتضمن الأمثلة التدخين (خصوصاً في وقت لاحق من الحياة)، والإفراط في تعاطي الكحوليات، والخمول البدني، وقلة النوم العميق، والتعرض لتلوث الهواء، والنظام الغذائي الغني بالسكر والملح والأطعمة المصنَّعة.

كما تزيد العديد من عوامل نمط الحياة هذه من خطر الإصابة بأمراض مزمنة شائعة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة.

وبحسب الدكتور كوماروف، فإنه «نظراً لأن إجراء تغييرات في نمط الحياة قد يكون صعباً، يأمل كثيرون في أن تثمر دراسة الأسباب البيولوجية وراء مرض ألزهايمر ابتكار دواء (سحري) يمنع المرض، أو حتى يعكس مساره. ويرى الدكتور كوماروف أن «ذلك اليوم قد يأتي، لكن ربما ليس في المستقبل القريب».

في الوقت الحالي، يقترح تانزي إدخال تعديلات في نمط الحياة بهدف التقليل من خطر الإصابة بألزهايمر.

بوجه عام، فإن فكرة أن الميكروبات قد تؤدي إلى بعض حالات ألزهايمر لا تزال غير مثبتة، وغير مقبولة على نطاق واسع، لكن الأدلة تزداد قوة. ومع ذلك، تتفق هذه الفكرة مع أبحاث سابقة أظهرت أهمية أميلويد بيتا، وتاو، وapoe4 والالتهاب العصبي، بوصفها أسباب مرض ألزهايمر.

عن ذلك، قال الدكتور كوماروف: «الإشارة إلى دور للميكروبات في بعض حالات مرض ألزهايمر لا تحل محل الأفكار القديمة، وإنما تتفق مع الأفكار القديمة، وربما تكملها».

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا».