وزير خارجية الصين: موقفنا من سوريا جدي ومدروس.. ومؤتمرات جنيف لن تحل عقدة الكراهية

وانغ يي قال في حوار مع «الشرق الأوسط» إن الأمير سلمان والرئيس تشي اتفقا على الارتقاء بعلاقات الصداقة الاستراتيجية

وزير الخارجية الصيني وانغ يي أثناء الحوار مع د. عادل الطريفي رئيس تحرير «الشرق الأوسط»
وزير الخارجية الصيني وانغ يي أثناء الحوار مع د. عادل الطريفي رئيس تحرير «الشرق الأوسط»
TT

وزير خارجية الصين: موقفنا من سوريا جدي ومدروس.. ومؤتمرات جنيف لن تحل عقدة الكراهية

وزير الخارجية الصيني وانغ يي أثناء الحوار مع د. عادل الطريفي رئيس تحرير «الشرق الأوسط»
وزير الخارجية الصيني وانغ يي أثناء الحوار مع د. عادل الطريفي رئيس تحرير «الشرق الأوسط»

خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز الرسمية للصين، التقت «الشرق الأوسط» وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وأجرت معه حوارا مستفيضا، تناول أهمية زيارة الأمير سلمان ومضامينها، بجانب طيف من القضايا الإقليمية والدولية.
أُجري اللقاء في «قاعة الشعب الكبرى»، المبنى الضخم الذي تُنظم فيه اللقاءات الرسمية الكبرى، وتُعقد في أحد أقسامه الثلاثة جلسات مجلس نواب الشعب.
تُعدّ «القاعة» (حسب التسمية الرسمية) أحد أشهر المعالم المعمارية في العاصمة الصينية بكين، بل في عموم الصين. وكان هذا الصرح اللافت المطلّ على ساحة تيان آن من في قلب بكين، قد شُيّد عام 1959 بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ويلقب بـ«أحد المباني العشرة العظام»، وهي عشرة مبان شيّدت في ذلك العام التاريخي. استغرق بناء هذا الصرح عشرة أشهر، وأُنجز بأيدي متطوعين.
ولي العهد السعودي التقى رئيس الدولة الصينية في إحدى ردهات «القاعة»، التي لا تغيب عنها صورة الزعيم المؤسس ماو تسي تونغ والنجمة الحمراء، بينما كانت «الشرق الأوسط» تنتظر الموعد المحدد مع الوزير وانغ.
جرى اللقاء مع الوزير مباشرة بعد نهاية اجتماع الأمير سلمان بالرئيس الصيني في الردهة المجاورة، وقد تجاوز موعده المحدد. وحين سألت «الشرق الأوسط» الوزير وانغ عن السبب، أجاب بأن الارتياح الذي ساد أجواء اللقاء دفع الطرفين للإسهاب في المواضيع. وقال أيضا، إن الزيارة حققت هدفين؛ الأول رفع مستوى التنسيق، والثاني توسيع مجالات التعاون الاستراتيجي وكامل الأبعاد. وأكد الأمير سلمان، خلال الاجتماع، مبدأ الصين الواحدة، وأدان الحادثة الإرهابية التي وقعت في الصين. كما تناول البحث بين الجانبين السعودي والصيني، مسائل إقليمية، في مقدمتها سوريا والقضية الفلسطينية والمشروع النووي الإيراني، وكانت الرؤى متفقة حيال معظمها. ولقد أثنى الرئيس الصيني على الزيارة، وأكد ضرورة قيام منطقة «تجارة حرة» مع الخليج، وكان هناك توافق ملحوظ حول مصر. وبالنسبة لسوريا، كان ثمة توافق في الرؤية العامة، مع تأكيد بكين رؤيتها الخاصة في هذا الشأن.
الوزير وانغ يي (60 سنة)، دبلوماسي مخضرم محترف، تتميز شخصيته بالتفاعل والانفتاح. يتكلم اللغة اليابانية بطلاقة، وتولى لفترة منصب السفير في طوكيو. وهو خريج جامعة بكين للدراسات الدولية (قسم اللغات الآسيوية والأفريقية) حيث درس اليابانية. وبعد التحاقه بالعمل الدبلوماسي، درس في معهد العلاقات الخارجية بجامعة جورجتاون في العاصمة الأميركية واشنطن. ثم حاز الماجستير في العلاقات الدولية في جامعة بكين للشؤون الخارجية. وفي فبراير (شباط) 2001، رُقّي إلى منصب نائب وزير خارجية للشؤون الآسيوية. وبعد توليه السفارة لدى اليابان، ثم إدارة شؤون تايوان، عُيّن في مارس (آذار) 2013 وزيرا للخارجية. وهو صهر تشيان جيادونغ، أحد كبار معاوني رئيس الوزراء الأسبق شو إن لاي. وفيما يلي نص المقابلة:

* كيف تقيّمون زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلمان لبلادكم؟
- هذه الزيارة التي جاءت بناء على دعوة من نائب الرئيس الصيني لي يوانتشاو، تُعدّ الزيارة الأرفع من نوعها، بعد زيارة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز لبلادنا في يناير (كانون الثاني) 2006، وبعد الزيارة الثانية لولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز بعد 15 عاما. فهي زيارة تاريخية نعلق عليها أهمية كبيرة. وقد جرى للأمير سلمان استقبال رفيع، إذ التقى كلا من الرئيس شي جينبينغ، ورئيس مجلس الدولة لي كتشيانغ، ومستشار الدولة ووزير الدفاع تشانغ وانتشيوان. كما أجرى نائب الرئيس لي يوانتشاو محادثات مع ولي العهد السعودي، توصل خلالها الجانبان إلى توافق كبير حول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ووقعا على مجموعة من وثائق التعاون الثنائي، وأصدرا بيانا مشتركا.
وقد أجمعت قيادتا الجانبين، على ضرورة الارتقاء بعلاقات الصداقة الاستراتيجية بينهما إلى مستوى أعلى في الظروف الراهنة، بما يفتح آفاقا جديدة لعلاقات ثنائية مستمرة، مما يستوجب من كل من الجانبين مواصلة التفاهم وتبادل الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر. والعمل على توسيع التعاون في مجالات العلوم والتقنية المتقدمة، مثل القطارات الفائقة السرعة، والاستخدام السلمي للطاقة النووية، والطيران، والفضاء. بالإضافة إلى توثيق التعاون في المجالات التقليدية مثل الطاقة، والاقتصاد، والتجارة، وغيرها. وتكثيف التبادل في المجالات الثقافية والإنسانية. والإسراع في إقامة منطقة التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي. والعمل على دفع إقامة «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير»، و«طريق الحرير البحري في القرن الـ21»، بما يضفي حيوية جديدة على صداقة الجانبين. وعليه، يمكن القول إن زيارة ولي العهد، الأمير سلمان بن عبد العزيز، للصين، تكللت بنجاح تام.
* كيف تقيّمون العلاقات الصينية - السعودية في ظل الوضع الراهن؟
- لقد شهدت العلاقات الصينية - السعودية، في السنوات الأخيرة، تطورا شاملا وسريعا، بفضل العناية الشخصية لقيادتي البلدين، وجهودهما المشتركة، حيث أقاما صداقة عزيزة وأخوة طيبة، وجعلا بلديهما شريكين وثيقي الصلة، يتعاملان مع بعضهما البعض على قدم المساواة، ويتبادلان الدعم والتأييد، ويتعاونان من أجل تحقيق مكاسب مشتركة. ويعود تطور العلاقات بين البلدين بشكل أساسي، كما يرى الجانب الصيني، إلى ثلاثة أسباب:
أولا، الاحترام والثقة المتبادلان اللذان يعدان أساسا مهما لتطوير العلاقات الثنائية. وعلى الرغم من اختلاف التاريخ والثقافة والنظام الاجتماعي والنمط التنموي بين الصين والسعودية، فإن البلدين تعاملا دائما مع بعضهما البعض، على قدم المساواة، وفي إطار من الثقة والاحترام المتبادل. الأمر الذي ضمن تطورا مستمرا للعلاقات الثنائية مضى في الاتجاه السليم.
ثانيا، يعدّ التعاون ذو المنفعة المتبادلة قوة دافعة مستمرة لتطوير العلاقات الثنائية، التي باتت تتميز بالتكامل الاقتصادي القوي، الذي يخلق في المجرى العملي توافقا على مستوى المصالح الأساسية للشعبين، وآفاقا واعدة.
ثالثا، تعدّ الصداقة الشعبية رابطة مهمة لتقريب العلاقات بين البلدين. إن الصداقة التقليدية التي تربط بين الشعبين الصيني والسعودي تشكل أساسا اجتماعيا وشعبيا متينا لتطوير العلاقات الثنائية.
إن تعزيز علاقات الصداقة الاستراتيجية بين الصين والسعودية، في الوضع الراهن، لا يتفق مع المصلحة الواقعية والطويلة المدى للبلدين والشعبين وحسب، بل يساهم في تدعيم أسس السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
* على مدى أكثر من ألف سنة، حافظت شعوب الخليج والشعب الصيني على علاقات ودية، عبر طريق الحرير الذي حقق التبادل التجاري والتواصل الثقافي بين الجانبين. فما البرامج التي سيجري تنفيذها لدفع التواصل الثقافي والأكاديمي بين البلدين؟
- للصداقة بين الصين والبلدان العربية جذور ضاربة في أعماق التاريخ. إذ ربط طريق الحرير الصين بالبلدان العربية قبل ألفي سنة. وتعمل الصين الآن على الدفع باتجاه بناء «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير»، و«طريق الحرير البحري في القرن الـ21»، اللذين يلتقيان في غرب آسيا حيث تقع السعودية وشمال أفريقيا، مما يخلق فرصا، ويؤسس لمستقبل واعد للصين ودول المنطقة، لتحقيق التنمية المشتركة والازدهار للجميع. إننا على استعداد للعمل مع الجانب السعودي من أجل بناء «الحزام» مع «الطريق»، وتوسيع مجالات التعاون، وتعميق تكامل المصالح، ورفع مستوى التعاون المتبادل المنفعة، وإحياء «طريق الحرير» الباهر.
* تجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين والسعودية 73 مليار دولار، هل ترون أن تجارة النفط أساس العلاقات بين البلدين؟ وما رأيكم في مستقبل التعاون الصيني - السعودي في مجال الطاقة؟
- نحن نسعى دائما إلى تعزيز التعاون المتعدد الأبعاد مع السعودية، الذي يحقق منفعة متبادلة ومكاسب مشتركة للطرفين. ومجال الطاقة، يعد فعليا، من أهم مجالات التعاون بين بلادنا والسعودية. وقد جاء انسجاما مع متطلبات التنمية في بلدينا، وحقق مصلحة مشتركة لشعبينا.
السعودية أكبر دولة منتجة للطاقة، واحتياجات الصين لها زادت بسبب نموها الاقتصادي. توجد إمكانيات ضخمة لتعاون متبادل المنفعة بين الجانبين. لكن تعاون بلادنا مع السعودية هو تعاون مميز، ولا يقتصر على مجال الطاقة، بل يشمل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها. وسنواصل تعزيز هذا التعاون المتبادل المنفعة بيننا في مختلف المجالات في المستقبل.
* ما رأيكم في التعاون الصيني - السعودي في مجال مكافحة الإرهاب؟
- التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب تعمق باستمرار في السنوات الأخيرة، وحقق تطورات إيجابية كثيرة. غير أن العالم ما زال يعيش وضعا معقدا وخطيرا على هذا الصعيد. من جانبنا، نرفض بشكل قاطع، الإرهاب بأشكاله كافة. وندعو المجتمع الدولي إلى التعاون في مكافحته، وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقواعد العلاقات الدولية المعترف بها. وندعو كذلك، إلى اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية ودبلوماسية لمعالجة ظاهرة الإرهاب بشكل شامل، بما يؤدي إلى تجفيف منابعه. كما نرفض اتخاذ معايير مزدوجة في مكافحة الإرهاب، أو ربطه بدولة معينة أو بعرق أو دين.
وفي هذا المجال، نقدر للسعودية إدانتها أعمال العنف الإرهابية الخطيرة، التي وقعت في أول مارس (آذار) في مدينة كونمينغ بمقاطعة يونان الصينية. إن كلينا متضرر من الإرهاب، ويواجه وضعا خطيرا ومعقدا في مكافحته. ونحن على استعداد لتعزيز التواصل والتعاون مع السعودية في هذا المجال وفقا لمبدأ الاحترام المتبادل والمساواة، من أجل حماية السلام والاستقرار في المنطقة، والعالم بأكمله.
* عبّرت الصين على الدوام عن اهتمامها بمنطقة الشرق الأوسط؛ فما الاعتبارات الجيوسياسية، عدا موارد الطاقة، التي تحفزكم على الاهتمام بالمنطقة؟
- منطقة الشرق الأوسط كتلة مهمة وفريدة من جميع النواحي الجيوسياسية والاقتصادية والثقافية والطاقوية وغيرها. ونحن نهتم بحماية السلام والاستقرار في هذه المنطقة، وتعزيز التنمية المشتركة مع دولها. يرى البعض أن مشاركة بلادنا في القضايا الشرق الأوسطية تجري بينما أعيننا على الطاقة. لكن الحقيقة هي أن بلادنا بدأت دعمها للقضايا العادلة للشعب الفلسطيني بكل قوتها، قبل أن تستورد النفط من المنطقة.
إن ما يهمنا في منطقة الشرق الأوسط، يتمثل في النقاط التالية:
أولا، العدالة، أي حماية القواعد الأساسية للعلاقات الدولية، واحترام خيارات الشعوب بإرادتها المستقلة.
ثانيا، السلام، أي حماية استقرار المنطقة، ودفع الحلول السياسية للقضايا الساخنة.
ثالثا، التنمية. إن التنمية السليمة في دول الشرق الأوسط تصب في مصلحة العالم، وفي مصلحة الصين أيضا.
رابعا، التواصل، أي تحقيق الاستفادة المتبادلة مما لدى الغير من مزايا، عبر الحوار بين مختلف الحضارات والتعلم المتبادل.
ونحن حريصون على تقديم المزيد من السلع إلى الشرق الأوسط في المستقبل، وتقديم مساهمات أكبر لتدعيم السلام والتنمية في المنطقة، وذلك تماشيا مع تنامي قدرتنا الذاتية.
* ما موقف الصين من البرنامج النووي الإيراني؟
- موقفنا من ملف إيران النووي واضح وثابت للغاية، إذ نرفض قيام إيران بتطوير وامتلاك الأسلحة النووية، ونؤيد منطقة الشرق الأوسط والخليج لأن تكون منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وقد جرى التوصل إلى أول اتفاق بين دول «5+1» وإيران، بعد عشر سنوات من المفاوضات، في جنيف نهاية العام الماضي. ويُعد ذلك تقدما مهما حققته الجهود الدبلوماسية منذ تفاقم موضوع ملف إيران النووي. وفي الآونة الأخيرة، أطلقت دول «5+1» مع إيران، المفاوضات حول الاتفاق الشامل، وعلى جميع الأطراف مراعاة هموم الآخرين، وتسوية الخلافات بشكل ملائم، والسعي إلى تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وصولا إلى اتفاق شامل يَحل ملف إيران النووي بشكل شامل ونهائي في يوم مبكر، أي يحل المشكلة من جذورها. وهذا يخدم مصلحة إيران ومصلحة المنطقة برمتها.
وبوصف بلدنا دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وعضوا في آلية دول «5+1»، فقد أوفينا بالالتزامات الدولية المطلوبة، وننصح بالتصالح والحث على التفاوض، ونسعى إلى إيجاد حل سلمي يراعي هموم جميع الأطراف. ونأمل من إيران ودول الخليج العربية تسوية الخلافات عبر التشاور والمفاوضات وحل المشكلات بشكل ملائم، بما يجعل العلاقات بينها أكثر وئاما وتناغما.
* فيما يتعلق بالصراع في سوريا، كان للصين موقف واضح للغاية يعارض التدخل العسكري الخارجي فيها. فما موقفكم من مباحثات جنيف وجهود التفاوض للتوصل إلى تسوية سياسية؟
- بعد أكثر من ثلاث سنوات من اشتعال فتيل الحرب في سوريا، أجمعت الأطراف الدولية كافة، على أن الحرب لن تحل المشكلة، وأن تحقيق الحل السياسي عبر المفاوضات يمثل الطريق الوحيد للخروج من الأزمة. وقد أجرت الحكومة السورية والمعارضة جولتين من المفاوضات، في إطار مؤتمر جنيف لغاية الآن، حيث أعرب كلاهما عن رغبته في مواصلة المفاوضات، على الرغم من وجود خلافات وصعوبات، وهذا ليس أمرا سهل المنال. كما قلتُ في مؤتمر «جنيف 2»، يجب أن يكون الحوار والتفاوض عملية متواصلة تستلزم جهودا مستمرة من دون انقطاع، إذ إنه من المستحيل التعويل على مؤتمر أو اثنين لفك عقدة الكراهية التي تراكمت خلال الاشتباكات الدموية الدائرة منذ ثلاث سنوات. كما يجب على المجتمع الدولي تشجيع الطرفين السوريين على إجراء الجولة الثالثة من المفاوضات في أسرع وقت ممكن وفقا لروح بيان اجتماع جنيف، والاستمرار في المفاوضات حتى الخروج بالنتائج وإيجاد «الطريق الوسط» الذي يراعي هموم الطرفين ويحظى بقبول لدى جميع الأطراف، بما يحقق السلام للبلاد، ويضمن مستقبل الشعب.
إننا كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ندرك تماما مسؤوليتنا والتزاماتنا في الحفاظ على السلام والاستقرار الدوليين. وإن موقفنا من المسألة السورية موضوعي ومنصف وجدي ومدروس، وجوهره يتمثل في: أولا، ضرورة الحفاظ على المقاصد والمبادئ لميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية، خاصة مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية بوصفه إحدى مسلمات العلاقات الدولية.
ثانيا، ضرورة الحفاظ على الاستقلال والسيادة وسلامة الأراضي للبلدان، فهو أساس النظام الدولي.
ثالثا، ضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، وحماية المصلحة الأساسية والبعيدة المدى للشعب السوري، وذلك من ثوابت سياستنا تجاه منطقة الشرق الأوسط.
على مدى ثلاث سنوات، بذلنا جهودا دؤوبة، سواء في الدفع باتجاه حل سياسي أو باتجاه تدمير الأسلحة الكيماوية في سوريا، أو تقديم المساعدات الإنسانية. شاركنا بشكل نشط في مؤتمر جنيف ومؤتمر جنيف 2، ولعبنا دورا بناء فيهما. وحافظنا على الاتصال مع جميع الأطراف السورية بأشكال مختلفة، ناصحين بالتصالح ومشجعين على التفاوض. كما شاركنا بنشاط في أعمال تدمير الأسلحة الكيماوية في سوريا، وفي هذه اللحظة بالذات، تقوم السفن العسكرية الصينية بحراسة النقل البحري للأسلحة الكيماوية في سوريا، في البحر الأبيض المتوسط. ونتابع الأوضاع الإنسانية في سوريا باهتمام بالغ. ونشاطر الشعب السوري معاناته. وبذلنا جهودا كبيرة لدفع مجلس الأمن الدولي إلى تبني القرار بشأن القضية الإنسانية في سوريا بالإجماع. وفي الوقت نفسه، قدمنا دفعات عديدة من المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري واللاجئين السوريين في الخارج، عبر قنوات مختلفة. كل هذه الجهود تهدف إلى إيجاد حل سياسي للمسألة السورية، وإعادة السلام والأمان إلى الشعب السوري.
* كيف يقيم الجانب الصيني عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل وآفاقها؟ وما الدور الصيني في هذا الصدد؟
- جرى استئناف مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل في السنة الماضية، وهذا أمر جيد جدا. لكن مع تطرق المفاوضات إلى المسائل الجوهرية، زادت الصعوبات. قد اتخذ الجانب الفلسطيني موقفا مرنا وعمليا من أجل استمرار المفاوضات، فنأمل من الجانب الإسرائيلي تجنب وضع مواضيع جديدة في جدول أعمال المفاوضات، وجعل أقواله وأفعاله وخطواته تعزز من القوة المساندة وتقلل من القوة المقاومة، بما يضمن تقدم المفاوضات وعدم انحرافها. كما يجب على المجتمع الدولي اتخاذ موقف منصف وعادل، والعمل على بذل جهود سلمية سعيا إلى تحقيق تقدم جوهري في المفاوضات في وقت قريب.
إننا كأصدقاء لفلسطين ولجميع الدول العربية، حافظنا على دعمنا الثابت لقضية الشعب الفلسطيني العادلة، وندعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وتلعب بلادنا باستمرار دورا إيجابيا في حل القضية الفلسطينية، إذ اتخذت، منذ العام الماضي، سلسلة من الخطوات المهمة في اتجاه النصح بالتصالح والحث على التفاوض، وفي مقدمتها الرؤية الصينية ذات النقاط الأربع لتسوية القضية الفلسطينية التي طرحها الرئيس شي جينبينغ، خلال مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حين زار الصين، التي تكتسب أهمية كبيرة في بلورة التوافق الدولي حول تعزيز السلام.
وفي نهاية العام الماضي، زرت فلسطين وإسرائيل، حيث بذلت مزيدا من الجهود لدى الطرفين وفقا لـ«الرؤية ذات النقاط الأربع» للرئيس شي جينبينغ. وقلت لهما إن الاعتراف المتبادل بحق الوجود للجانب الآخر هو شرط مسبق للمفاوضات، وإن المراعاة المتبادلة لهموم الجانب الآخر عنصر لا غنى عنه، وإن التفكير في مكان الجانب الآخر سبيل إيجابية لدفع المفاوضات. أعتقد أنه إذا استطاع الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي ترجمة هذه النقاط الثلاث على أرض الواقع، فسيكون هناك أمل بنجاح المفاوضات.
لقد ظلت فلسطين ومعها الدول العربية متمسكة جميعا بمفاوضات السلام كخيار استراتيجي، ونحن نقدر ذلك تقديرا عاليا. إن حل القضية الفلسطينية يتطلب جهودا مشتركة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكذلك حشد عقول وجهود المجتمع الدولي. إن الصين حريصة على توفير المزيد من «الطاقة الإيجابية» لدفع مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل، ومشاركة الأطراف كافة في بذل جهود دؤوبة لتحقيق حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية في أقرب وقت.
* كيف تنظرون إلى العلاقات الصينية - الأميركية حاليا، لا سيما بعد لقاء رئيسي البلدين، الذي ركز على التنافس في المحيط الهادي وبرنامج كوريا الشمالية النووية والأمن الإلكتروني؟
- في يونيو (حزيران) الماضي، عقد الرئيس شي جينبينغ والرئيس أوباما لقاء تاريخيا في منتجع اننبيرغ بولاية كاليفورنيا الأميركية، وتوصلا إلى توافق مهم حول إقامة نمط جديد من العلاقات بينهما كدولتين كبيرتين. وهذا خيار استراتيجي اتخذته كل من الصين والولايات المتحدة بشكل مشترك، وتعهد جدي قطعه الطرفان أمام العالم بعد الاطلاع على الظروف العالمية والوطنية، وزخم تطور العلاقات الصينية - الأميركية. كما يعبر هذا عن عزم الصين والولايات المتحدة على كسر ما يُسمى بـ«الفخ التاريخي»، المتمثل في انزلاق العلاقات بين الدول الكبرى إلى المواجهة والمجابهة، وشق طريق جديد في عصر العولمة يخلو من المواجهة، أو المجابهة، ويقوم على الاحترام المتبادل والتعاون والكسب المشترك.
لقد شهد التعاون بين الصين والولايات المتحدة تطورات جديدة ومستمرة في المجالات الاقتصادية والتجارية والعسكرية والمحلية والإنسانية والثقافية والطاقوية والبيئية وغيرها، في ظل التوافق المهم بين رئيسي البلدين. ويبقى البلدان على تواصل وتنسيق فعالين حول القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية، وملف إيران النووي، والمسألة السورية، والتغير المناخي، وأمن الإنترنت وغيرها. ويعمل الجانبان على إقامة منظومة التفاعل الإيجابي، التي يغلب فيها التعاون على المنافسة في منطقة آسيا والمحيط الهادي، حتى تصبح هذه المنطقة حقولا تجريبية لإقامة علاقات من نوع جديد بين الدول الكبيرة. ويمكن القول إن العلاقات بين البلدين مقبلة على فرص جيدة لتحقيق المزيد من التطور. الصين والولايات المتحدة دولتان كبيرتان تختلفان في النظام الاجتماعي والتاريخ والثقافة، وتعيشان مراحل مختلفة على مستوى التنمية، لذا توجد خلافات، وحتى مشاكل وتحديات في العلاقات بينهما بطبيعة الحال، ويتطلب هذا معالجة مدروسة وسليمة من الجانبين.
يصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ35 لإقامة علاقات دبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة. وخلال هذه الفترة، تحقق العلاقات تقدما تاريخيا، وفي الوقت نفسه، مرّت العلاقات بتعرجات وصعوبات كثيرة. إن أهم ما يمكن استنتاجه من هذه التجارب، ضرورة احترام المصالح الجوهرية، والانشغالات الكبرى، والسيادة، وسلامة الأراضي لبعضهما البعض. وكذلك احترام النظام الاجتماعي والطريق التنموي اللذين اختارهما الجانب الآخر، وإلا تعرضت علاقات البلدين للتشويش والأضرار. إننا على استعداد لبذل جهود مشتركة مع الجانب الأميركي، والتمسك بكل ثبات بإقامة نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى بوصفه الاتجاه الصحيح، والعمل على تعزيز التواصل والتنسيق والتعاون في المجالات كافة، وإيجاد حلول ملائمة للخلافات والملفات الحساسة، بما يدفع العلاقات الصينية - الأميركية إلى تحقيق تطور صحي ومستقر ومستمر لما فيه الخير للشعبين وشعوب العالم.
* سؤال أخير، ما تعليقكم على التوتر الذي تشهده العلاقات الصينية - اليابانية؟
- هذا التوتر غير مرغوب فيه. غير أنه جاء نتيجة خطوات استفزازية متكررة من جانب اليابان، تمس قضايا تاريخية، وكذلك قضية جزر دياويوي. قبل فترة ليست بعيدة، أصرت القيادة اليابانية على القيام بزيارة مبايعة لمعبد ياسوكوني الذي يقدس أرواح مجرمي الحرب العالمية الثانية، ضاربة بمعارضة شعوب مختلف الدول عرض الحائط، الأمر الذي لا يدمر الأسس السياسية للعلاقات الصينية - اليابانية بشكل خطير، ويجرح مشاعر الشعب الصيني وحسب، بل يمس بالثقة المتبادلة بين دول المنطقة على المستويين السياسي والأمني والسلام والاستقرار في المنطقة، وأثار الحذر والحيطة لدول الجوار في آسيا والمجتمع الدولي.
نحن نتمسك بالوسائل السلمية، ونلتزم سياسة الصداقة والشراكة مع دول الجوار. وندعو دائما إلى تطوير علاقات الصداقة والتعاون وحسن الجوار بين بلادنا واليابان، على أساس المبادئ الواردة في الوثائق السياسية الأربع بين البلدين، وبروح الاستفادة من عِبَر التاريخ، ونتوجه نحو المستقبل. وقد بذلنا ونبذل، منذ وقت طويل، جهودا جبارة من أجل تطوير علاقاتنا بطوكيو بطريقة صحية ومستقرة. ونحث الجانب الياباني على تصحيح موقفه من القضايا المتعلقة بالتاريخ والأراضي الإقليمية، والكف عن القيام بخطوات استفزازية، وتغيير نهجه، وكسب ثقة دول الجوار الآسيوية، من خلال اتخاذ إجراءات ملموسة، ولعب دور بناء في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.



مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان
TT

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

لم يصدف في التاريخ أن كانت الحرب معزولة عن السياسة. فالحرب هي السياسة، لكن بوسائل أخرى، حسب كارل فون كلوزفيتز. والحرب تُخاض لأهداف سياسية بحتة، شرط أن تكون هذه الأهداف قابلة للتحقيق. والعكس قد يعني أن استراتيجيّة الحرب المرسومة سوف تناقض طبيعتها. فاستراتيجيّة الحرب بشكل عام، هي تلك الطريقة (الكيف في التنفيذ) التي تربط الأهداف بالوسائل، شرط التوازن بين الاثنتين.
أن تدخل الحرب بثقة زائدة، متجاهلاً الكثير والكثير من متطلّبات النجاح، لهو أمر قاتل. وأن تدخل الحرب ومفتاح نجاحها بيد الأعداء، لهو أمر يعكس السطحيّة الاستراتيجيّة للمخطّطين. لكن المصيبة تكمن، بالثمن المدفوع لأي تعثّر. فمن يرِدْ أن يكون قوّة عظمى فعليه تجميع عناصر القوّة لمشروعه.
وإذا تعذّر ذلك، فعليه ابتكار استراتيجيّة فريدة من نوعها، تجمع «القوّة الطريّة» مع القوّة الصلبة، بهدف التعويض عن أيّ نقص من عناصر القوّة.

فشل منظومة بوتين
لردع الغرب!
لم يستطع الرئيس بوتين وبعد سنة على عمليته العسكريّة في أوكرانيا، تركيب منظومة ردعيّة فاعلة وقادرة على تسهيل حربه. بكلام آخر، لم تنفع استراتيجيّته والمُسمّاة استراتيجيّة الرجل المجنون (Mad Man Theory)، في ردع الغرب. فهو أراد حماية حربه التقليديّة بمظلّته النوويّة، مُظهراً نفسه لاعباً غير عقلانيّ (Irrational). فمن التهديد النوويّ المتكرّر من قبله، ومن قبل الرئيس الروسي السابق ميدفيديف، إلى وزير الخارجيّة سيرغي لافروف. كان ردّ الغرب عبر اتباع استراتيجيّة القضم المُتدرّج لخطوط بوتين الحمراء.
وللتذكير فقط، استعمل الرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون، وبالتعاون والتنسيق مع هنري كيسنجر، استراتيجيّة الرجل المجنون في حربه على فيتنام. فصوّر نيكسون نفسه آنذاك على أنه لاعب غير عقلاني قد يذهب إلى استعمال النووي في حال لم تلبَّ مطالبه، وذلك مقابل حركيّة كيسنجر العقلانيّة لإيجاد مخرج من مستنقع فيتنام.

من يريد كلّ شيء، قد
لا يحصل على شيء
وضع الرئيس بوتين لنفسه أهدافاً تعجيزيّة. من طلبه عودة وضع حلف «الناتو» إلى منتصف التسعينات، إلى إلغاء الدولة الأوكرانيّة، وضمّها إلى روسيا على أنها جزء لا يتجزّأ من مناطق النفوذ الروسيّ، إلى قيادة الانتفاضة العالميّة ضد الإمبرياليّة الأميركيّة، إلى رسم نظام عالميّ جديد تكون فيه روسيا لاعباً كونيّاً وقوّة عظمى على غرار أميركا والصين. كلّ ذلك، باقتصاد ودخل قوميّ يوازي الدخل القومي لمدينة نيويورك. كل ذلك مع تصنيع حربيّ متواضع، يعود أغلبه إلى أيام الاتحاد السوفياتيّ، ودون تصنيع محلّي للشرائح الذكيّة، التي تعد حيويّة لتشغيل أسلحة القرن الحادي والعشرين. كل ذلك مع جيش أغلبه من الأقليات التي تعيش في المناطق النائية وعلى هامش حياة الشعب الروسي في المدن الرئيسّية. جيش لا يحسن القتال المشترك للأسلحة (Combined). جيش مؤلّف من عدّة جيوش، منها الجيش الروسيّ الرسمي، إلى الفرق الشيشانيّة، وحتى شركة «فاغنر» الخاصة. حتى إن هذه الجيوش لا يقاتل بعضها مع بعض، وهي ليست على وفاق، لا بل تتصارع علناً، إن كان حول الاستراتيجيات العسكريّة، أو حتى في طريقة إدارة الحرب. جيش لم يخطط للسيناريو السيّئ، فوقع في فخ الرضا المسبق عن الذات.
بوتين الحائر
بين الاستراتيجيّة والتكتيك
في المرحلة الأولى للحرب حول كييف، خسر بوتين في الاستراتيجيّة والتكتيك. غيّر الاستراتيجيّة وتوجّه نحو إقليم الدونباس فحقق نجاحات تكتيكيّة، لكنها لم تُصَب وتتراكم لتؤمّن النجاحات الاستراتيجيّة.
بعد الدونباس، خسر الرئيس بوتين التكتيك في إقليم خاركيف، كما أجبر على الانسحاب من مدينة خيرسون. وبذلك، تراكمت الخسائر التكتيكيّة والاستراتيجيّة على كتف الرئيس بوتين لتعيده إلى مربّع الخسارة الأول حول العاصمة كييف.

التقييدات على سلوك بوتين
في المرحلة المقبلة
• لا يمكن للرئيس بوتين أن يخسر مرّتين متتاليتين في أوكرانيا.
• فالخسارة تعني بالحدّ الأدنى الإطاحة به سياسياً، حتى ولو لم تتظهّر معارضة داخلية حتى الآن.
• تاريخيّاً، لا مكان للضعفاء في الكرملين. فكلمة الكرملين وهي من أصل تتريّ، تعني القلعة المُحصّنة. وكلّما كان هناك تعثّر عسكريّ روسي في الخارج، كان التغيير السياسي في الداخل النمط المعتاد.
• لا بد للرئيس بوتين من تقديم نصر عسكريّ للداخل الروسي، حتى لو كان محدوداً. وقد يكون هذا النصر في إقليم الدونباس أولاً، وفي إقليم زابوريجيا ثانياً. فهو قد ضمّ هذين الإقليمين إلى جانب إقليم خيرسون.
• لكن السيطرة على الأقاليم الثلاثة: الدونباس وزابوريجيا وخيرسون، بأكملها، ليس بالأمر السهل، وذلك استناداً إلى التجارب السابقة مع الجيش الروسيّ. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لم يستطع الجيش الروسي، و«فاغنر» إسقاط مدينة بخموت حتى الآن، وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على العمليّة العسكريّة حولها.

المنتظر من بوتين
• بدل النوعيّة أغرق الرئيس بوتين الجبهات بالكميّة، خصوصاً من العسكر الجديد. ألم يقل الزعيم السوفياتي الراحل جوزيف ستالين: «إن للكميّة نوعيّة بحد ذاتها؟»، وبذلك يحاول بوتين اختبار جاهزيّة الانتشار الأوكراني على طول الجبهة لرصد نقاط الضعف.
• تقول المعلومات إن الجيش الروسي قد حشد كثيراً من الطائرات الحربيّة والطوافات على حدود أوكرانيا استعداداً لاستعمالها في المعركة المقبلة، خصوصاً أن جاهزيّة السلاح الجويّ الروسي تتجاوز نسبة 80 في المائة.
• كما تقول المعلومات إن التجمعات العسكريّة بدأت تظهر داخل الأراضي الروسيّة خصوصاً في مدينة كورسك، التي تقع خارج مدى راجمات «الهايمرس».
• يحاول الرئيس بوتين استرداد زمام المبادرة من يد الجيش الأوكراني، وذلك استباقاً لوصول المساعدات الغربيّة، خصوصاً الدفاعات الجويّة ودبابات القتال الرئيسيّة.
• وأخيراً وليس آخراً، قد يحاول الرئيس بوتين زرع الفوضى في المحيط الجغرافي لأوكرانيا، إن كان في مولدوفا، أو انطلاقاً من إقليم كاليننغراد الروسي والواقع على بحر البلطيق. هذا عدا إمكانيّة ضرب خطوط الإمداد لأوكرانيا على ثلاثة ممرات بريّة؛ تمرّ عبر كل من: سلوفاكيا ورومانيا وبولندا.
في الختام، هذه هي صورة الجبهّة الروسيّة. لكن رقصة «التانغو» بحاجة إلى شخصين كي تكتمل. فكيف ستكون عليه الجاهزيّة الأوكرانيّة؟ خصوصاً أننا عاينّا في هذه الحرب نماذج الحرب من العصر الزراعي، كما من العصر الصناعي، ودون شكّ من العصر التكنولوجيّ.
بعد عام على الحرب... هل باتت روسيا أكثر أمناً؟
مستقبل الحرب... واحتمالات توسعها وخروجها عن السيطرة
كيف أساءت روسيا تقدير موقف ألمانيا؟
أوروبا... تساؤلات حول مآلات الدعم لأوكرانيا
الأزمة... والدور «المشلول» لمجلس الأمن


سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)

وسط غابة خضراء في مكان مجهول، وقف رجل سبعيني ليخاطب الإيرانيين بالفيديو باقتباسات من كبار الشعراء الفارسيين، معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي، ملك الملوك وإمبراطور إيران، آخر المتبقين من سلالة السلاجقة، ومن الأتراك الإيرانيين».
قد تبدو مزاعم الرجل في حكم إيران مثار تندر، نظراً إلى أن إمبراطورية السلالة السلجوقية التي يدعي التحدر منها أفلت قبل أكثر من ثمانية قرون. لكنه مجرد متسابق بين كثيرين يحاولون طرح أنفسهم بديلاً للنظام الحالي، في ظل تزايد السخط الشعبي على أدائه.

وتداولت فيديوهات لأشخاص يزعمون انتسابهم إلى السلاسات التي حكمت إيران بعد سقوط الصفوية في القرن الثامن عشر، وبعضهم يرشح نفسه لاستعادة عرش أجداده.
وأصبح الشغل الشاغل للإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي تتبع أخبار من يتحدرون من السلالات التاريخية التي حكمت بلادهم قبل قرون، عبر فيديوهات مزاعم حق العرش التي تثير دهشتهم أو منشورات ساخرة.

صراع على تركة القاجار

ونشر شخص يدعي بابك ميرزا قاجار يقول إنه يتحدر من السلالة القاجارية التي حكمت البلاد من 1794 حتى 1925، قبل إطاحة آخر ملوكها أحمد شاه قاجار، على يد رئيس وزرائه رضا خان بهلوي الذي جلس على العرش وأسس الحكم البهلوي.
وقبل أيام، أعادت قناة «تي آرتي» التركية في خدمتها الفارسية التذكير بتقرير نشر في عام 2016 يزعم وجود أحد أحفاد السلسلة القاجارية في إسطنبول. ونقلت عمن وصفته بأنه «بابك ميرزا أحد الباقين من سلالة القاجار الإيرانية»: «في هذا التوقيت المضطرب، أرى تقارباً في العلاقة بين تركيا وإيران... أنا قادم من إيران وأتحدث التركية، وأكثر من نصف الإيرانيين قادرون على فهم اللغة التركية».

وتداول مغردون بياناً لـ«رابطة قاجار»، ومقرها جنيف وتقول إنها تمثل أبناء السلالة القاجارية، نفى أي صلة بين بابك ميرزا والقاجار. وقالت الرابطة: «اطلعنا على مزاعم شخص يدعى بابك بيتر بادار ويدعي وراثة العرش والتاج الملكي للقاجاريين، وينوي بهذه الأوهام القيام بأنشطة سياسية. هذا الشخص غير معروف للرابطة وأطلعت على وجوده عبر وسائل الإعلام».
وأضاف بيان الرابطة: «نحن كأسرة القاجار نقف إلى جانب الشعب الإيراني، ونطرد أي شخص يحاول انتحال هوية مزيفة للوصول إلى مصالح شخصية واستغلال الأوضاع الصعبة».

«دار المجانين»

وبينما انشغل الإيرانيون بمتابعة صور وفيديوهات بابك ميرزا، ظهر فيديو الرجل السبعيني الذي وقف في الغابة معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي ملك الملوك وإمبراطور إيران».
وكتب مغرد يدعى فريد خان: «بعد بابك ميرزا قاجار، ظهر أمير سلجوقي هو الأمير عباس سلجوقي كبير أسرة السلاجقة ومن دعاة إعادة تأسيس النظام الشاهي في إيران... البلاد تحولت إلى دار المجانين».
وقال مغرد آخر: «الأمير عباس سلجوقي مستعد للتنافس مع أربعة مرشحين من السلالة الصفوية والأفشارية والقاجارية والبلهوية الذين أعلنوا استعدادهم مسبقاً لإعادة تأسيس النظام الشاهي».
وكتبت مغردة تدعى شرارة: «في سباق العودة التاريخي، ظهر أمير سلجوقي... على أمراء السلاسات الأخرى الإسراع لأن الغفلة تؤدي إلى الندم، على رضا بهلوي الانتحار لأن منافسيه يزدادون».
ورضا بهلوي هو نجل شاه إيران السابق الذي يلتف حوله أنصار والده وبعض المشاهير، لطرح بديل لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران. لكن نجل الشاه يواجه معارضة من شريحة واسعة بين أبناء الشعوب غير الفارسية، مثل الأكراد والعرب والأتراك والبلوش.
وتأتي الظاهرة الجديدة بينما تحاول السلطات الإيرانية إخماد الاحتجاجات بأساليب من بينها التوسع في عقوبة الإعدام وتنفيذها حتى الآن في أربعة متظاهرين.
وكان لافتاً خلال الأيام الأخيرة نشر فيديوهات من قنوات «الحرس الثوري» تشبه النظام الحالي بالحكم الصفوي الذي حاول منافسة العثمانيين على حكم العالم الإسلامي.


السودانيون يتداولون أسماء لتولي رئاسة الحكومة المدنية

وصول مساعدات المعونة الأميركية إلى ميناء بورتسودان أمس (أ.ف.ب)
وصول مساعدات المعونة الأميركية إلى ميناء بورتسودان أمس (أ.ف.ب)
TT

السودانيون يتداولون أسماء لتولي رئاسة الحكومة المدنية

وصول مساعدات المعونة الأميركية إلى ميناء بورتسودان أمس (أ.ف.ب)
وصول مساعدات المعونة الأميركية إلى ميناء بورتسودان أمس (أ.ف.ب)

بدأ سباق إعلامي على خلفية التسريبات من الغرف المغلقة حول أسماء المرشحين لتولي منصب رئيس وزراء الحكومة المدنية المرتقبة في السودان، فيما أكدت مصادر موثوقة لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا الأمر سابق لأوانه، وأن البعض ربما يحاول تسويق بعض الأسماء، لكن الجهات المعنية بأمر العملية السياسية تتمسك بأن اختيار رئيس الوزراء يحتاج إلى توافق كبير بين الأطراف المختلفة التي تشكل الحاضنة الجديدة للسلطة الانتقالية التي لم تتشكل بعد.
وأفادت المصادر ذاتها بأن موضوع الأسماء غير مطروح في الوقت الحالي لأن العملية السياسية لا تزال في بداياتها ويمكن الحديث عن الترشيحات عقب التوقيع على «الاتفاق الإطاري» بين المدنيين والعسكريين. وأكدت أن «تحالف الحرية والتغيير، والمجموعات الأخرى، لم تبدأ في أي نقاش حول هذا الأمر، لكن هذا لا يمنع أي جهة كانت أن تتقدم بالمرشح الذي تراه مناسباً». وأوضحت أن المرشح لمنصب رئيس الوزراء سيخضع للتشاور بين أطراف كثيرة، وأن الوصول إلى التوافق على شخص لقيادة الحكومة المدنية في هذا الوقت لن يكون سهلاً، لكن ليس أمام قوى الانتقال مفر من التوافق على مرشح يجد قبولاً واسعاً وسط القوى السياسية وحراك الشارع.
ومن بين الأسماء التي ترددت لتولي منصب رئيس الوزراء، طه عثمان، وهو من قيادات تحالف «الحرية والتغيير» التي قادت المفاوضات مع قادة الجيش خلال الفترة الماضية حتى تم التوصل إلى «تفاهمات حول مسودة الوثيقة الدستورية، التي أعدتها نقابة المحامين»، والتي تحدد هياكل وصلاحيات مؤسسات وأجهزة السلطة الانتقالية المتفق عليها.
كما برز اسم وزير المالية الأسبق، إبراهيم البدوي، الذي عمل في حكومة رئيس الوزراء المستقيل، عبد الله حمدوك. وتردد أيضاً اسم وزير العدل الأسبق، نصر الدين عبد الباري، الذي عمل أيضاً في حكومة حمدوك، وتتردد إشاعات بأنه يحظى بدعم مقدر من قوى دولية. وتقول المصادر إنه بصرف النظر عن الأسماء، فلا شك أن هناك مجموعات ضغط (لوبيات) تدفع باتجاه تقديم المرشح الأقوى لرئاسة الحكومة الانتقالية المدنية، التي لا بد أن تتخذ قرارات صعبة، وربما مواجهات سياسية مع أنصار النظام المعزول من الإسلاميين المنتمين إلى حزب المؤتمر الوطني الذي كان يرأسه الرئيس السابق عمر البشير.
لكن غالبية المصادر أشارت إلى أن هذه الترشيحات لا تخرج عن كونها ترويجاً وسباقاً لبعض القوى السياسية والمدنية لرسم المشهد السياسي في البلاد قبل اكتمال العملية السياسية، التي تحتاج إلى خطوات كبيرة للوصول إلى الاتفاق النهائي. وقالت المصادر: «في الوقت الراهن لا يمكن الحديث عن أي حظوظ للأسماء المطروحة للتنافس على المنصب»، لكنها توقعت أن ترتفع وتيرة الحملات الإعلامية في الفترة المقبلة في محاولة للتسويق السياسي لهذه الأسماء.
ونصّت التفاهمات التي توصل إليها تحالف «الحرية والتغيير» مع القيادة العسكرية في البلاد، وفق مسودة الدستور المقترح، على أن يكون رئيس الوزراء ومجلسه من الكفاءات الوطنية المستقلة، بعيداً عن المحاصصات الحزبية، وأن تختارهم القوى السياسية التي ستوقع على «الإعلان السياسي الجديد، مع مراعاة التمثيل العادل للنساء والتنوع العرقي والجهوي دون الإخلال بمبدأ الكفاءة».
وأكد القيادي في تحالف «الحرية والتغيير» ياسر عرمان، في حديث أول من أمس، أن اختيار رئيس الوزراء «يجب أن يتم بالتشاور بين قوى الثورة، بما في ذلك أطراف عملية السلام (الفصائل المسلحة)، بالإضافة إلى قوى الانتقال الديموقراطي». وتنقسم العملية السياسية إلى مرحلتين، الأولى التوقيع على «الاتفاق الإطاري» بما تم التوصل إليه من توافق حول مسودة الدستور، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية بالتوقيع على «الاتفاق النهائي»، الذي يعقبه تشكيل الحكومة التنفيذية.


الجيش الصومالي يُكبد حركة «الشباب» مزيداً من القتلى

صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية لإنهاء قوات الأمن الهجوم على فندق كيسمايو
صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية لإنهاء قوات الأمن الهجوم على فندق كيسمايو
TT

الجيش الصومالي يُكبد حركة «الشباب» مزيداً من القتلى

صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية لإنهاء قوات الأمن الهجوم على فندق كيسمايو
صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية لإنهاء قوات الأمن الهجوم على فندق كيسمايو

أعلن العميد أذوا راغي، قائد الجيش الصومالي، مقتل 20 من عناصر حركة «الشباب» المتطرفة في عملية عسكرية بإقليم هيران وسط البلاد، بينما أكد مسؤول صومالي أمني ارتفاع عدد الضحايا في الهجوم الذي تبنّته الحركة واستمر 6 ساعات في فندق بمدينة كيسمايو في الجنوب.
ونقلت «وكالة الصومال الرسمية» عن العميد راغي، أن قواته شنت عمليات عسكرية بالتعاون مع السكان المحليين في منطقة قارفو بإقليم هيران وسط البلاد، ما أسفر عن مصرع 20 من عناصر الحركة، مشيراً إلى تكثيف قوات الجيش عملياتها بهدف القضاء على الإرهاب، وإحباط هجمات المتمردين.
كما نقلت عن عبد الرحمن العدالة، نائب وزير الإعلام، مقتل أكثر من 100 من مقاتلي حركة «الشباب» من بينهم زعماء، بالإضافة إلى تدمير ترسانة ضخمة وكثير من السيارات المحملة بالمتفجرات في عمليات منفصلة نفذتها قوات الجيش ومن وصفهم بالأصدقاء الدوليين في منطقة شبيلي الوسطى خلال الـ48 ساعة الماضية.
وزار وفد ضم عسكريين وبرلمانيين ووزراء في ولاية هيرشبيلى أمس، مدينة محاس بمحافظة بلدويني، للاطلاع على الأوضاع الأمنية وتشجيع العمليات العسكرية الرامية إلى القضاء على فلول الحركة.
بدوره، أكد يوسف حسين عثمان، وزير أمن الدولة في جوبالاند، مقتل 9 مدنيين بينهم طلاب، وإصابة 47 آخرين في الهجوم الإرهابي على فندق كيسمايو. وأضاف في تصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الصومالية الرسمية» مساء أمس، أن «الجناة 4؛ انتحاري و3 مسلحين قتلوا بالرصاص في العملية من قبل القوات».
ونجحت قوات جوبالاند الأمنية، في إنهاء حصار فندق «توكل» في بلدة كيسمايو الساحلية وتحييد جميع عناصر حركة «الشباب» المتورطين، كما أنقذت عشرات المدنيين. وقالت الشرطة الصومالية إن إطلاق النار بدأ بعد اصطدام سيارة محملة بمتفجرات ببوابة الفندق.
وأعلنت حركة «الشباب» المرتبطة بـ«القاعدة» أنها نفذت الهجوم. وأوضح عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم عملياتها العسكرية، أن الجماعة مسؤولة عن الهجوم الذي كان يستهدف القائمين على إدارة ولاية جوبالاند، الذين يباشرون عملهم من الفندق.
وزعمت «إذاعة الأندلس» الناطقة بلسان الحركة، مقتل أكثر من 20 ضابطاً وجندياً وأعضاء آخرين من جوبالاند، وبثت رسالة موجزة من داخل الفندق أرسلها أحد المتورطين في الهجوم.
وكيسمايو هي العاصمة التجارية لولاية جوبالاند في جنوب الصومال، وتقع على بعد 500 كيلو متر جنوب مقديشو، وشكلت معقلاً للحركة المتطرفة التي جنت أرباحاً كبيرة من نشاط الميناء، ومصدراً رئيسياً لإيراداتها من الضرائب وصادرات الفحم والرسوم على الأسلحة وغيرها من الواردات غير القانونية، قبل أن تستولي ميليشيات محلية مدعومة من القوات الكينية على المدينة في 2012. ومؤخراً، قالت قوات الأمن الصومالية إنها حققت مكاسب على الأرض ضد حركة «الشباب» في الأسابيع الأخيرة بدعم من جماعات محلية، لكن الحركة التي طُردت من المدن الرئيسية في البلاد وبينها العاصمة مقديشو في 2011، ما زالت متمركزة في مناطق ريفية واسعة، لا سيما في جنوب البلاد. وبالإضافة إلى تمرد هذه الحركة، يعاني الصومال خطر مجاعة وشيكة بسبب أشد جفاف تشهده البلاد منذ أكثر من 40 عاماً، حيث تضرر 7.8 مليون شخص، أي ما يقارب نصف السكان من الجفاف، منهم 213 ألفاً معرضون لخطر المجاعة، وفقاً للأمم المتحدة.


احتمالات تعرض مواقع إلكترونية سرية تابعة لـ«سي آي إيه» للكشف على يد «هاو»

مدخل مقر وكالة المخابرات المركزية " سي آي أي " في لانغلي بمقاطعة فيرفاكس فرجينيا ( رويترز )
مدخل مقر وكالة المخابرات المركزية " سي آي أي " في لانغلي بمقاطعة فيرفاكس فرجينيا ( رويترز )
TT

احتمالات تعرض مواقع إلكترونية سرية تابعة لـ«سي آي إيه» للكشف على يد «هاو»

مدخل مقر وكالة المخابرات المركزية " سي آي أي " في لانغلي بمقاطعة فيرفاكس فرجينيا ( رويترز )
مدخل مقر وكالة المخابرات المركزية " سي آي أي " في لانغلي بمقاطعة فيرفاكس فرجينيا ( رويترز )

أثار تقريرٌ شكوكاً جدية حول طريقة تعامل «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي إيه) مع إجراءات السلامة، بعد أن تسببت مجموعة من العيوب في تعريض مصادر للخطر. وخلص التقرير إلى أن الـ«سي. آي. إيه.» استخدمت مواقع إلكترونية للاتصالات السرية التي كان من الممكن أن يكتشفها «محقق هاوٍ». وتسببت هذه العيوب في مقتل ما يزيد على 20 مصدراً أميركياً داخل الصين خلال عامي 2011 و2012، وكذلك سجن إيران أو إعدامها أصولاً أميركية.
واستخدمت الـ«سي آي إيه» مئات المواقع الإلكترونية للاتصالات السرية التي كانت معيبة للغاية، ويمكن كشفها حتى من قِبل «محقق هاوٍ"، تبعاً لما أفاده باحثون أمنيون، بحسب «الغارديان»، أمس.
وجاء البحث على يد خبراء أمنيين في مؤسسة «سيتيزين لاب» بجامعة تورنتو، وبدأوا التحقيق في الأمر بعد تلقي معلومات من مراسل «وكالة رويترز» جويل شيكتمان.
وأفادت المؤسسة بأنها لم تنشر تقريراً تقنياً مفصلاً لكامل نتائجها؛ لتجنب تعريض أصول الـ«سي آي إيه» أو موظفيها، للخطر. ومع ذلك فإن النتائج المحدودة التي توصّل إليها الباحثون تثير شكوكاً جدية حول طريقة تعامل «وكالة الاستخبارات الأميركية» مع إجراءات السلامة.
وأعلنت مؤسسة «سيتيزين لاب» أنه بالاعتماد على موقع إلكتروني واحد ومواد متاحة للجمهور، نجحت في تحديد شبكة من 885 موقعاً عبر شبكة الإنترنت عزا الباحثون «بدرجة عالية من الثقة» أنه يجري استخدامها من جانب «الاستخبارات الأميركية».
وخلص الباحثون إلى أن المواقع الإلكترونية المعنية تزعم أنها معنية بالأخبار والطقس والرعاية الصحية ومواقع أخرى شرعية تماماً.
وقالت مؤسسة «سيتيزين لاب»: «بمعرفة موقع إلكتروني واحد، من المحتمل أنه بينما كانت المواقع على الإنترنت، كان باستطاعة أحد المحققين الهواة النشطين رسم خريطة لشبكة الـ(سي آي إيه) ونسبها للحكومة الأميركية».
كانت المواقع نشطة بين عامي 2004 و2013، وربما لم تستخدمها «وكالة الاستخبارات» في القترة الأخيرة. إلا أن «سيتيزين لاب» أعلنت أن مجموعة فرعية من المواقع كانت مرتبطة بموظفين أو أصول استخباراتية نشطة، بما في ذلك متعاقد أجنبي، وموظف حالي في وزارة الخارجية.
وأضافت «سيتيزين لاب»: «قيل إن البناء المتهور لهذه البنية التحتية من قِبل وكالة الاستخبارات المركزية أدى بشكل مباشر إلى تحديد الأصول والقضاء عليها، وخاطر دونما شك بحياة عدد لا يُحصى من الأفراد الآخرين. نأمل أن يؤدي هذا البحث وعملية الكشف المحدودة لدينا، إلى المساءلة عن هذا السلوك المتهور».
على الجانب الآخر، قالت المتحدثة باسم وكالة الاستخبارات المركزية تامي كوبرمان ثورب: «تأخذ وكالة الاستخبارات المركزية التزاماتها لحماية الأشخاص الذين يعملون معنا، على محمل الجد، ونعلم أن العديد منهم يفعلون ذلك بشجاعة، وفي مواجهة مخاطر شخصية كبيرة. إن الفكرة القائلة بأن وكالة الاستخبارات المركزية لن تعمل بجدية قدر الإمكان لحمايتهم، هي فكرة خاطئة».
ويعود أصل هذه القصة إلى عام 2018، عندما أبلغ المراسلان جينا ماكلولين وزاك دورفمان، من «ياهو نيوز»، لأول مرة، أن نظاماً تستخدمه «سي. آي. إيه.» للتواصل مع الأصول الخاصة بها، تعرَّض للاختراق من جانب إيران والصين عامي 2011 و2012.
كما أشارت «ياهو نيوز» إلى أن مصادر مطّلعة أعربت عن مخاوفها من أن المسؤولين عن هذا الأمر لم يحاسَبوا قط.
وبدأت مؤسسة «سيتيزين لاب» التحقيق في الأمر لدى حصولها على معلومات بشأن أحد الأصول التابعة لـ«سي. آي. إيه.» في إيران، والذي ألقي القبض عليه وقضى سبع سنوات في السجن بعد استخدامه ما وصفته «سيتيزين لاب» بأنه «شبكة غير آمنة على نحو قاتل».
ونشرت «رويترز» التقرير كاملاً بعنوان «جواسيس أميركا المنبوذون: كيف خذلت (سي آي إيه) عملاءها الإيرانيين في حربها السرية مع طهران»، الخميس.
وقالت المتحدثة باسم «وكالة المخابرات المركزية» تامي كوبرمان ثورب: «تأخذ وكالة المخابرات المركزية التزاماتها لحماية الأشخاص الذين يعملون معنا، على محمل الجد، ونعلم أن العديد منهم يفعلون ذلك بشجاعة، وفي مواجهة مخاطر شخصية كبيرة. إن الفكرة القائلة بأن وكالة المخابرات المركزية لن تعمل بجدية قدر الإمكان لحمايتهم، هي فكرة خاطئة».


القيادة السعودية تهنئ الملك تشارلز بمناسبة اعتلائه عرش بريطانيا

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (الشرق الأوسط)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (الشرق الأوسط)
TT

القيادة السعودية تهنئ الملك تشارلز بمناسبة اعتلائه عرش بريطانيا

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (الشرق الأوسط)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (الشرق الأوسط)

بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ببرقية تهنئة للملك تشارلز الثالث بمناسبة اعتلائه العرش في المملكة المتحدة لبريطانيا وإيرلندا الشمالية.
وقال الملك سلمان: «يسرنا بمناسبة اعتلائكم العرش في المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، أن نبعث لجلالتكم بأجمل التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد، كما يسرنا أن نشيد بمكانة العلاقات التي تجمع بلدينا، مؤكدين لكم حرصنا على توثيق التعاون الثنائي لما فيه مصلحة بلدينا وشعبينا الصديقين. متمنين لجلالتكم موفور الصحة والسعادة، ولبلدكم الصديق اطراد التقدم والازدهار».
كما بعث الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، ببرقية تهنئة، للملك تشارلز الثالث بمناسبة اعتلائه العرش في المملكة المتحدة لبريطانيا وإيرلندا الشمالية.
وقال ولي العهد: «يسعدني بمناسبة اعتلائكم العرش في المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، أن أعرب لجلالتكم عن أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد، ولبلدكم الصديق المزيد من التقدم والرقي».


«هاواي الصينية» توسع نطاق الإغلاق لمواجهة تفشي «كوفيد 19»

«هاواي الصينية» توسع نطاق الإغلاق لمواجهة تفشي «كوفيد 19»
TT

«هاواي الصينية» توسع نطاق الإغلاق لمواجهة تفشي «كوفيد 19»

«هاواي الصينية» توسع نطاق الإغلاق لمواجهة تفشي «كوفيد 19»

ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية أن إقليم هاينان الصيني، وهو جزيرة تعتمد اعتماداً أساسياً على السياحة، أغلق مزيداً من المناطق، الاثنين، في إطار مكافحة أسوأ تفشٍ لـ«كوفيد 19» يشهده بعد عامين، لم يرصد فيهما سوى عدد قليل جداً من حالات الإصابة، مقارنة بمناطق أخرى من البلاد.
وسجل الإقليم، الذي لم يرصد العام الماضي سوى حالتي عدوى محليتين ظهرت عليهما أعراض، أكثر من 1500 حالة عدوى محلية هذا الشهر، كان أكثر من 1000 منها مصحوباً بأعراض.
ورغم أن ذلك المعدل منخفض بالمعايير العالمية، فهو أكبر تفشٍ في هاينان، المعروفة باسم «هاواي الصينية»، منذ ظهور المرض للمرة الأولى في مدينة ووهان وسط الصين أواخر عام 2019.
وذكرت تقارير، بثّتها وسائل إعلام رسمية، أن هايكو عاصمة الإقليم التي يقطنها نحو 2.9 مليون نسمة و3 بلدات أصغر أمرت السكان بالالتزام بإجراءات إغلاق، الاثنين.
وبذلك تكون 9 مدن وبلدات على الأقل، يقطنها إجمالاً نحو 7 ملايين نسمة، أمرت سكانها بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة مثل إجراء فحوص «كوفيد 19» وشراء الاحتياجات الأساسية أو للوظائف الضرورية. كما أوقفت تلك المدن والبلدات خدمات المواصلات العامة.
وستستمر تلك الإجراءات لفترات متفاوتة، أقصرها لساعات، اليوم (الاثنين)، في هايكو وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية.
وحتى أمس (الأحد)، كان هناك نحو 25 ألف سائح عالقين في فنادق سانيا، أكثر مدن هاينان تضرراً من التفشي الأحدث والمركز السياحي الرئيسي في الجزيرة. فيما طُلب من نحو 50 ألف آخرين البقاء في شقق العطلات الخاصة بهم. وقالت سلطات المدن إنه بإمكان السياح المغادرة بعد إجراء فحوص الكشف عن «كوفيد 19».
وطلبت السلطات من الفنادق خفض أسعارها إلى النصف للسائحين العالقين، لكن كانت هناك بعض «الحالات القليلة» التي رفضت فيها الفنادق الامتثال لذلك، أو ضاعفت من أسعارها فجأة، بحسب ما ذكرته صحيفة «غلوبال تايمز» التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، مضيفة أنه سيتم معالجة هذه المشكلات.
وعلى مستوى البر الرئيسي، قالت لجنة الصحة الوطنية إن الصين سجلت 807 حالات عدوى محلية، (الأحد)، من بينها 324 حالة ظهرت عليها أعراض. ولم تكن هناك وفيات، ما أبقى حصيلة وفيات المرض على مستوى البلاد دون تغيير عند 5226.
وحتى الأحد، بلغ عدد الحالات المؤكدة والتي ظهرت عليها أعراض في بر الصين الرئيسي 231266 إجمالاً، بما يشمل حالات محلية، ولمسافرين قادمين من الخارج.
وسجلت بكين حالتين، الأحد، بينما قالت حكومة مدينة شنغهاي إن المركز التجاري الصيني لم يسجل أي إصابات جديدة منقولة محلياً بفيروس كورونا، يوم الأحد، دون تغيير عن اليوم السابق. ولم تسجل أيضاً أي وفيات مرتبطة بـ«كوفيد 19» يوم الأحد، دون تغيير عن اليوم السابق، حسبما أوردت «رويترز».


توتر في السويداء بعد خطف 4 مواطنين

صورة لقطع طريق دمشق السويداء الأحد نشرتها شبكة «السويداء 24»
صورة لقطع طريق دمشق السويداء الأحد نشرتها شبكة «السويداء 24»
TT

توتر في السويداء بعد خطف 4 مواطنين

صورة لقطع طريق دمشق السويداء الأحد نشرتها شبكة «السويداء 24»
صورة لقطع طريق دمشق السويداء الأحد نشرتها شبكة «السويداء 24»

استهدف مجهولون منتصف ليلة السبت - الأحد، فرع الأمن العسكري بمدينة السويداء جنوب سوريا ومفرزة الأمن العسكري في مدينة شهبا، بقنابل صوتية ورشقات من الرصاص، في ظل حالة من التوتر تعيشها المدينة منذ يومين، بحسب مصادر محلية.
وأقدمت مجموعة محلية مسلحة في بلدة عتيل تسمى «قوات الفجر»، وهي تابعة لجهاز المخابرات العسكرية في النظام السوري ويقودها راجي فلحوط، باحتجاز 4 أشخاص من مدينة شهبا من عائلة الطويل، أكبر عائلات السويداء في مدينة شهبا، وردت عائلة الطويل وأهالي شهبا بقطع طريق دمشق السويداء وجرت عمليات خطف متبادلة بين مدينة شهبا وبلدة عتيل، ونصب الطرفان حواجز مؤقتة وقطع عشرات الشبان من مدينة شهبا في السويداء، طريق دمشق السويداء منذ صباح يوم السبت، بعد أن اتهموا قوات الفجر بخطف 4 من أبناء المنطقة، واختطفت عائلة الطويل 2 من بلدة عتيل حيث تتواجد مجموعات راجي فلحوط، كل ذلك، وسط مخاوف من التصعيد، في حال عدم إطلاق سراح المخطوفين بين الطرفين.
واستمر احتجاج وإغلاق أبناء المدينة لطريق دمشق السويداء وبعض الطرقات داخل المدينة، حتى يوم الأحد، ما أدى إلى تعطيل حركة مركز انطلاق الحافلات في السويداء باتجاه العاصمة، كما تم تأجيل الامتحانات المقررة في جميع كليات فرع جامعة دمشق في السويداء إلى موعد آخر يحدد لاحقاً، وتأجلت أيضاً قضايا الصلح المدني في القصر العدلي بالسويداء، لتغيب عدد من القضاة نتيجة الأحداث وإغلاق الطرق الذي تشهده المدينة من الطرفين المتنازعين.
في المقابل، قالت شبكة السويداء 24 إن المجموعات المسلحة التابعة للمخابرات العسكرية، أقدمت يوم الأحد على خطف مواطنين اثنين أيضاً، من أهالي مدينة شهبا، بعد مداهمة محليهما، قرب كازية المرعي، وأن المجموعات المسلحة تواصل عمليات الخطف بحق أبناء مدينة شهبا، كما فرضت حواجز جديدة في محيط بلدة عتيل، على طريق دمشق السويداء، في حين تواصل المجموعات الأهلية في مدينة شهبا، إغلاق طريق دمشق السويداء.
في الأثناء، أعلنت قوات الفجر التابعة لشعبة المخابرات، احتجاز الشاب جاد حسن الطويل من شهبا، وفقاً لما نشرته المجموعة على معرفاتها الرسمية في وسائل التواصل الاجتماعي، واتهمت قوات الفجر المحتجز من عائلة الطويل، بأنه من أتباع حزب اللواء السوري، مدعية أنه مموَّل خارجياً من عدة أشخاص لتنفيذ عمليات ضد حركة قوات الفجر، وأهمها تفخيخ سيارة من سيارات قائد الحركة حسب اعتراف جاد الطويل المحتجز لديهم.
وترفض عائلة الطويل في شهبا الاتهامات الموجهة لابنهم، مطالبين بإطلاق سراحه وأخذ الدولة والقضاء دورهما الفعلي، ورفض تسلط المجموعات المدعومة من الأجهزة الأمنية وتنفيذها دور الدولة والقضاء في المحافظة. ورغم تدخل شخصيات محلية واجتماعية لحل المسألة وإطلاق سراح المخطوفين لدى مجموعة راجي فلحوط، فإن الأخير يرفض إطلاق سراحهم بحسب السويداء 24، ويدعي أنه سلم أحد المخطوفين لشعبة المخابرات العسكرية، وهذا ما يعقد المسألة، ويسبب تزايد الغضب الشعبي في منطقة شهبا، الذي قد يتطور لعصيان مدني.
وفي ريف درعا الشرقي، قتلت سيدة بإطلاق نار في بلدة الغارية الشرقية، صباح يوم الأحد، نتيجة خلاف بين عائلتين تطور إلى إطلاق نار باتجاه أحد المنازل القريبة من حاجز عسكري على أطراف البلدة. ورد عناصر الحاجز بإطلاق النار من أسلحة خفيفة ومتوسطة، ما أدى إلى مقتل السيدة، دون معرفة مصدر الطلقة التي أدت إلى مقتلها. وينتشر السلاح وظاهرة استخدامه في مناطق جنوب سوريا دون رادع، سواء في المشكلات العائلية أم الأفراح، حيث سجلت إحصائيات محلية إصابة 9 أشخاص بينهم نساء وأطفال في محافظة درعا، بالرصاص العشوائي قبل أسبوع، أثناء صدور نتائج التعليم الأساسي في سوريا.


المغرب يعلن تعميم «أوراش» للتشغيل المؤقت

رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش (الشرق الأوسط)
رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش (الشرق الأوسط)
TT

المغرب يعلن تعميم «أوراش» للتشغيل المؤقت

رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش (الشرق الأوسط)
رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش (الشرق الأوسط)

أعلن بيان لرئاسة الحكومة المغربية، مساء أول من أمس، أنه سيتم ابتداءً من فاتح مارس (آذار) الجاري تعميم برنامج «أوراش»، المتعلق بالتشغيل المؤقت على سائر التراب المغربي. وحسب البيان فسيشمل البرنامج مناطق ومدناً جديدة في مختلف جهات المغرب. وقال رئيس الحكومة خلال اجتماع اللجنة الاستراتيجية، التي تشرف على البرنامج، إن هدف البرنامج «تحسين قابلية التشغيل، وتعزيز حظوظ الإدماج المهني، وكذا خلق مناصب شغل مباشرة».
وقدم يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، خلال اللقاء عرضاً مفصلاً حول تطور تنفيذ البرنامج، وأشار إلى أن برنامج أوراش، الذي يهم التشغيل المؤقت، تم تعميمه بكل الجهات طبقاً لدورية رئيس الحكومة، الصادرة بتاريخ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، موضحاً أن الأوراش العامة المؤقتة التي تم إطلاقها في 37 عمالة وإقليماً (محافظات) ستكون موزعة على مرحلتين، على أن تتم تغطية بقية الأقاليم والمحافظات في الأسابيع القليلة المقبلة.
وأشار السكوري إلى أنه تم إعداد آليات ودلائل الاشتغال، ووضعها رهن إشارة اللجن الجهوية والإقليمية، التي تشرف على البرنامج للتواصل وتعزيز قدرات الفاعلين الترابيين.وبخصوص أوراش «دعم الإدماج المستدام»، التي تهم تقديم «منحة» للمقاولات والتعاونيات، والجمعيات لدعم تشغيل الفئات المستهدفة لمدة لا تقل عن سنتين، والتي تشرف عليها لجن جهوية، فقد تم تكوين ما يفوق 200 مسؤول جهوي حول البرنامج. وبهذا الخصوص قال الوزير السكوري إنه تم إعداد نماذج طلبات عروض المشاريع من أجل انتقاء المقاولات والتعاونيات، والجمعيات التي سوف تستفيد من هذا الإجراء.
وفيما يخص الأوراش العامة المؤقتة، التي تهدف إلى إدماج الفئات المستهدفة، من خلال عقود محددة المدة، فقد تم تكوين نحو 500 مسؤول إقليمي حول البرنامج. كما جرى إعداد نماذج طلبات عروض المشاريع من أجل انتقاء الجمعيات والتعاونيات، التي ستنجز الأوراش المؤقتة. وكانت الحكومة المغربية قد أعلنت في يناير الماضي عن برنامج أوراش، الرامي إلى إحداث 250 ألف فرصة شغل مباشرة في «أوراش مؤقتة»، تتراوح مدتها بين 6 أشهر و24 شهراً خلال عامي 2022 و2023، وهو برنامج يضم شقين: الشق الأكبر منه يحيل إلى «الأوراش العامة المؤقتة»، التي سيجري تفعيلها بشكل تدريجي خلال هذا العام، مع تحديد نهاية السنة لتحقيق الأهداف المسطرة. بينما يتعلق الشق الثاني بأوراش دعم الإدماج المستدام على الصعيد الوطني. وقد رصدت الحكومة لهذا البرنامج موازنة تقدر بـ2.25 مليار درهم (225 مليون دولار) خلال سنة 2022.
وتهدف الأوراش العامة المؤقتة، الموجهة إلى نحو 80 في المائة من العدد الإجمالي للمستفيدين من البرنامج، إلى الاستجابة لحاجات المواطنين من البنيات التحتية. كما تتوخى إنجاز أشغال وأنشطة ذات طابع مؤقت، تندرج في إطار المنفعة العامة والتنمية المستدامة، من قبيل إنجاز مسالك طرقية، وترميم المآثر والمنشآت العمومية، والتشجير وإعداد المساحات الخضراء، ومحاربة التصحر وزحف الرمال، ورقمنة الأرشيف، والتنشيط الثقافي والرياضي، والتأطير التربوي العرضي.
أما أوراش دعم الإدماج المستدام؛ فموجهة إلى نحو 20 في المائة من المستفيدين من البرنامج، وتهدف إلى الاستجابة إلى خدمات موجهة للأشخاص والأسر والمجتمع والمناطق، التي «تعرف نقصاً في بعض الخدمات»، من قبيل محو الأمية والتعليم الأولي، والاعتناء بالأشخاص المسنين، والأنشطة الرياضية والثقافية والمطعمة المدرسية، والخدمات شبة الطبية.


«الأزهر» على خط «الحد من الطلاق» بتدريب الأئمة

TT

«الأزهر» على خط «الحد من الطلاق» بتدريب الأئمة

واصلت مؤسسة «الأزهر الشريف» في مصر، مساعيها الرامية للحد من «الطلاق»، ودخلت على خط مواجهة الأزمة، عبر برنامجي تدريبي جديد، انطلق أمس، لعدد من الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى تحت عنوان «إعداد وتأهيل المصلح الأسري». وأفاد بيان عن «الأزهر»، أمس، بأن البرنامج الذي يستمر يومين، يستهدف «الحفاظ على تماسك المجتمع، ودعم استقرار الأسرة المصرية، والحد من ظاهرة الطلاق»، فيما أشار الدكتور حسن الصغير، رئيس «أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب» إلى أنه «مع وجود بعض المشكلات الأسرية وتعدّد مآسيها، تبقى المشكلة الكبرى والظاهرة العظمى؛ وهي مشكلة الطلاق التي تُقلق المجتمع كله». وعلى الرغم من أن أحدث إحصاء سنوي رسمي سجل توثيق 222 ألف حالة طلاق لعام 2020 مقابل 237 ألف حالة في عام 2019 ما يمثل تراجعاً بالمعدلات؛ فإن الحكومة والمؤسسات الرسمية لا تزال تعدها «نسبة كبيرة»، فضلاً عن وجود حالات طلاق غير موثقة. وقال الصغير إنه «انطلاقاً من مسؤولية أكاديمية عن تأمين المجتمع فكرياً وسلوكيّاً، ومبادرة الدولة المصرية لدعم استقرار الأسرة المصرية، تأتي هذه الدورة التدريبية لإعداد وتأهيل كفاءات دعوية من وعاظ وواعظات الأزهر الشريفة، قادرة على تولي مهام الإصلاح الأسري بشكل ناجح، بما يحقق حماية الأُسَر من التفكك والظواهر السلبية، التي تمثل تحدياً حقيقياً أمام بناء مجتمع مستقر وناهض، ما يقلل من حدّة نسبة الطلاق في المجتمع، ويساعد في حل المشكلات الأسرية بطريقة تضمن تأمين الأفراد والمجتمع.
وأضاف أنّ «هذا البرنامج يستهدف العمل على إعداد وتأهيل مدربين متميزين من الوعاظ والواعظات بالأزهر الشريف، وإكسابهم مجموعة من المعارف والمفاهيم المرتبطة بالعلاقات الزوجية واستقرارِها، واستشعار خطورة الأزمات المحيطة بالأسرة، وتشخيص المشكلات الزوجية بطريقة تتسم مع الواقع».