مكملات غذائية للاضطرابات المعوية
* من الأخطاء الشائعة في كثير من المجتمعات أن يلجأ الشخص لاستخدام المضادات الحيوية ومضادات الإسهال من تلقاء نفسه أو بنصيحة من الآخرين بمجرد أن يصاب بوعكة مرضية مثل الإسهال، بهدف التغلب السريع على الحالة، متجاهلا أن عملية الإسهال هذه ما هي إلا رد فعل لاضطراب أصاب الأمعاء من الجهاز الهضمي، محاولا بذلك إعادة التوازن الذي فُقد فجأة.
إن الحل الأمثل في مثل هذه الحالة يكمن في استخدام ما يسمى البروبيوتيك (وهي كائنات حية دقيقة، ومتممات غذائية من البكتيريا الحية أو الخمائر التي عند تناولها بكميات مناسبة تعطي فائدة صحية)، وذلك لاستعادة توازن الجهاز الهضمي للمرضى، وبالأخص في بعض الحالات المرضية المزمنة المنهكة للصحة مثل مرض السكري والسمنة، حيث قد يتسبب الاستخدام غير الملائم للمضادات الحيوية مع هذه الحالات في إحداث اضطرابات معوية تسيء للحالة الصحية للمريض.
دراسة حديثة شارك فيها أستاذ أمراض الجهاز الهضمي، الدكتور أنطونيو غاسباريني، من شعبة الطب الباطني بالجامعة الكاثوليكية بمستشفى جيميلي في روما بإيطاليا، تؤكد على أهمية استخدام «البروبيوتيك» ضمن الجهود المبذولة للحفاظ على عدد صحي من البكتيريا المفيدة في الجهاز الهضمي، على الرغم من أننا جميعنا قد وُلدنا وهذه الكائنات الدقيقة بأجسامنا. وعليه فـ«البروبيوتيك» يعتبر جزءًا من العلاج الحيوي، وهو توجه يُسفر عن اتجاه طبي مُستحدث لعلاج التهابات واضطربات الجهاز الهضمي (الأمعاء).
وقد أطلق في السعودية أخيرًا أحد مركبات البروبيوتيك، المكمل الغذائي الذي يحتوي على البكتيريا الحية المفيدة التي تعرف باسم «عصية كلوسي وهي بذيرات العصية المغلفة Bacillus Clausii «أطلق على هذا المركب اسم «إنتروجيرمينا enterogermina»، ويتم استخدامه لاستعادة توازن البكتيريا المعوية المفيدة في حالة اضطرابات الأمعاء، إضافة إلى أنه يساعد على تحفيز الجهاز المناعي، وبالتالي يعزز حماية الجهاز الهضمي من العدوى أو الأمراض المعوية الأخرى، وهو يقدم عن طريق الفم في جرعة واحدة.
الجلوس الطويل يسيء إلى مرضى القلب
* من الأخطاء التي يقع فيها المرضى بشكل عام ومرضى القلب بشكل خاص توجههم الخاطئ إلى ملازمة الفراش لمدة طويلة عقب تعرضهم لأزمة مرضية وقضاء فترة الإجازة المرضية وكامل فترة النقاهة نومًا على السرير من دون حركة أو حتى بذل أي مجهود عضلي مما يعرضهم لزيادة ملحوظة في الوزن وخفض كبير في اللياقة الصحية.
هذه الظاهرة الخطيرة دعت عددًا من العلماء إلى القيام بدراسة للتأكد من مدى تأثير النوم طويلاً على فراش المرض على اللياقة الصحية بشكل عام بين مرضى القلب. وبالفعل خرجوا من تلك الدراسة بما يؤكد أن المرضى الذين يعانون من أمراض القلب وقضوا وقتًا طويلاً ملازمين السرير من دون حركة يصبحون أقل لياقة صحية ويكتسبون أوزانًا زائدة في أجسامهم، بغض النظر عن مقدار ما يمارسون من رياضة بدنية. وقد نشرت نتائج هذه الدراسة الطبية في «المجلة الأوروبية للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية». European Journal of Cardiovascular Prevention
شارك في هذه الدراسة 278 مريضًا من الذين يعانون من أمراض الشريان التاجي للقلب، تم تزويدهم بأجهزة خاصة بتسجيل كل أنواع أنشطتهم التي يقومون بها خلال ساعات يقظتهم لمدة تسعة أيام. بالإضافة إلى ذلك، قام الباحثون بتحليل عدد من المؤشرات الصحية بما في ذلك مؤشر كتلة الجسمBMI واللياقة القلبية التنفسية. واشترك المرضى في برنامج إعادة التأهيل، حيث تعلموا كيفية تحسين مستواهم من اللياقة البدنية على المدى الطويل.
وأظهرت النتائج أن المرضى كانوا يقضون ما معدله ثماني ساعات يوميا ملازمين الفراش دون أي نشاط جسدي. ووجد أن الرجال يقضون ساعة واحدة جلوسا أكثر من النساء، وقد يبرر ذلك بأن النساء يملن إلى القيام بأداء حركات خفيفة مثل بعض الأعمال المنزلية أو التسوق. ووجد أيضًا أن المرضى الذين يجلسون أكثر دون حركة يكون لديهم مؤشر كتلة الجسم أعلى من الآخرين كما ينخفض عندهم مستوى اللياقة القلبية التنفسية. تمت هذه الدراسة بما فيها من روابط للمؤشرات باستقلالية تامة عن الفئات العمرية أو الجنس أو مستوى النشاط البدني.
وعلقت على نتائج الدراسة رئيسة فريق البحث دكتورة ستيفاني برنس Stephanie Prince من جامعة أوتاوا - معهد القلب (أونتاريو، كندا) بأن الحد من مقدار الوقت الذي نقضيه جالسين قد يكون بنفس قدر أهمية ممارستنا للرياضة، وعليه أوصت أن يتم أخذ هذه النتيجة في الاعتبار عند التخطيط لبرامج إعادة التأهيل في المستقبل.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة