قادة ألمانيا وفرنسا وروسيا يؤكدون التزامهم بوقف إطلاق النار في أوكرانيا

شددوا على أهمية التطبيق الكامل لإجراءات مينسك

قادة ألمانيا وفرنسا وروسيا يؤكدون التزامهم بوقف إطلاق النار في أوكرانيا
TT

قادة ألمانيا وفرنسا وروسيا يؤكدون التزامهم بوقف إطلاق النار في أوكرانيا

قادة ألمانيا وفرنسا وروسيا يؤكدون التزامهم بوقف إطلاق النار في أوكرانيا

أكدت المستشارة الألمانية والرؤساء الفرنسي والروسي والأوكراني، أمس، «التزامهم» بوقف إطلاق النار، وسحب الأسلحة الثقيلة «بلا تأخير» من شرق أوكرانيا الانفصالي، وذلك في اتصال هاتفي استغرق نحو ساعتين، حسبما أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان.
وتطرق حديث أنجيلا ميركل وفرنسوا هولاند وفلاديمير بوتين وبترو بوروشنكو إلى «الإعداد لانتخابات محلية في منطقة دونباس يفترض إجراؤها مطلع العام المقبل».
ويعتبر ذلك ضمن الشق السياسي لاتفاقات «مينسك»، التي وقعت بحضورهم في العاصمة البيلاروسية في فبراير (شباط) 2015. وتابع البيان موضحا أن المسؤولين الذين لم يتناقشوا معا منذ عودتهم من باريس في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي «شددوا على أهمية التطبيق الكامل لإجراءات مينسك في 2016».
وبخصوص الانتخابات المحلية في مناطق سيطرة المتمردين، قالت الرئاسة الأوكرانية إن القادة الأربعة وجهوا دعوة إلى «تكثيف العمل مطلع 2016 بهدف تحديد سبل إجراء انتخابات محلية» في تلك المناطق.
ويفترض أن يعدل الأوكرانيون دستورهم لإعطاء المزيد من الحكم الذاتي لمناطق المتمردين وتنظيم هذه الانتخابات. لكن هذه الإجراءات تثير جدلا حادا في كييف، لأنها تعتبر بمثابة وسيلة لتشريع انفصال الشرق بحكم الأمر الواقع، وزعزعة استقرار باقي أنحاء أوكرانيا. فيما تصر كييف على أن مثل هذه الانتخابات لا يمكن أن تجري قبل السحب الكامل للأسلحة والقوات الأجنبية، وطالما أن أوكرانيا لم تستعد بعد السيطرة الكاملة على حدودها مع روسيا، والتي يسيطر المتمردون حاليا على 400 كلم منها ويعبر من خلالها، بحسب كييف والغربيين، أسلحة وجنود من روسيا.
ويبدو أن هذه الشروط غير متوافرة رغم أن اتفاقات مينسك المبرمة في فبراير 2015 بوساطة فرنسية ألمانية قد ساهمت في إنهاء المرحلة الناشطة من المعارك في شرق أوكرانيا، حيث أسفر النزاع بين القوات الأوكرانية والمتمردين الموالين للروس عن مقتل أكثر من 9000 شخص منذ شهر أبريل (نيسان) 2014.
لكن المناوشات تجددت ميدانيا في الأيام الأخيرة، التي شهدت مقتل ثلاثة أشخاص، هم عسكري أوكراني ومدنيان.
من جهتها، تؤكد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تشرف على الوضع في منطقة النزاع، أن أسلحة ثقيلة لا تزال موجودة في منطقة دونيتسك الانفصالية، رغم الإعلان الرسمي عن سحبها.
من جانب آخر، اتفق القادة الأربعة على اجتماع لوزراء خارجيتهم يفترض أن يتيح «تقييم مدى تطبيق حزمة إجراءات مينسك من الآن وحتى مطلع فبراير» المقبل، حيث أفاد بيان صادر عن المستشارية الألمانية أن الوزراء «سيبحثون التقدم المحرز في تطبيق اتفاق مينسك في نهاية يناير (كانون الثاني)، أو مطلع فبراير» المقبلين.



احتمالات تعرض مواقع إلكترونية سرية تابعة لـ«سي آي إيه» للكشف على يد «هاو»

مدخل مقر وكالة المخابرات المركزية " سي آي أي " في لانغلي بمقاطعة فيرفاكس فرجينيا ( رويترز )
مدخل مقر وكالة المخابرات المركزية " سي آي أي " في لانغلي بمقاطعة فيرفاكس فرجينيا ( رويترز )
TT

احتمالات تعرض مواقع إلكترونية سرية تابعة لـ«سي آي إيه» للكشف على يد «هاو»

مدخل مقر وكالة المخابرات المركزية " سي آي أي " في لانغلي بمقاطعة فيرفاكس فرجينيا ( رويترز )
مدخل مقر وكالة المخابرات المركزية " سي آي أي " في لانغلي بمقاطعة فيرفاكس فرجينيا ( رويترز )

أثار تقريرٌ شكوكاً جدية حول طريقة تعامل «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي إيه) مع إجراءات السلامة، بعد أن تسببت مجموعة من العيوب في تعريض مصادر للخطر. وخلص التقرير إلى أن الـ«سي. آي. إيه.» استخدمت مواقع إلكترونية للاتصالات السرية التي كان من الممكن أن يكتشفها «محقق هاوٍ». وتسببت هذه العيوب في مقتل ما يزيد على 20 مصدراً أميركياً داخل الصين خلال عامي 2011 و2012، وكذلك سجن إيران أو إعدامها أصولاً أميركية.
واستخدمت الـ«سي آي إيه» مئات المواقع الإلكترونية للاتصالات السرية التي كانت معيبة للغاية، ويمكن كشفها حتى من قِبل «محقق هاوٍ"، تبعاً لما أفاده باحثون أمنيون، بحسب «الغارديان»، أمس.
وجاء البحث على يد خبراء أمنيين في مؤسسة «سيتيزين لاب» بجامعة تورنتو، وبدأوا التحقيق في الأمر بعد تلقي معلومات من مراسل «وكالة رويترز» جويل شيكتمان.
وأفادت المؤسسة بأنها لم تنشر تقريراً تقنياً مفصلاً لكامل نتائجها؛ لتجنب تعريض أصول الـ«سي آي إيه» أو موظفيها، للخطر. ومع ذلك فإن النتائج المحدودة التي توصّل إليها الباحثون تثير شكوكاً جدية حول طريقة تعامل «وكالة الاستخبارات الأميركية» مع إجراءات السلامة.
وأعلنت مؤسسة «سيتيزين لاب» أنه بالاعتماد على موقع إلكتروني واحد ومواد متاحة للجمهور، نجحت في تحديد شبكة من 885 موقعاً عبر شبكة الإنترنت عزا الباحثون «بدرجة عالية من الثقة» أنه يجري استخدامها من جانب «الاستخبارات الأميركية».
وخلص الباحثون إلى أن المواقع الإلكترونية المعنية تزعم أنها معنية بالأخبار والطقس والرعاية الصحية ومواقع أخرى شرعية تماماً.
وقالت مؤسسة «سيتيزين لاب»: «بمعرفة موقع إلكتروني واحد، من المحتمل أنه بينما كانت المواقع على الإنترنت، كان باستطاعة أحد المحققين الهواة النشطين رسم خريطة لشبكة الـ(سي آي إيه) ونسبها للحكومة الأميركية».
كانت المواقع نشطة بين عامي 2004 و2013، وربما لم تستخدمها «وكالة الاستخبارات» في القترة الأخيرة. إلا أن «سيتيزين لاب» أعلنت أن مجموعة فرعية من المواقع كانت مرتبطة بموظفين أو أصول استخباراتية نشطة، بما في ذلك متعاقد أجنبي، وموظف حالي في وزارة الخارجية.
وأضافت «سيتيزين لاب»: «قيل إن البناء المتهور لهذه البنية التحتية من قِبل وكالة الاستخبارات المركزية أدى بشكل مباشر إلى تحديد الأصول والقضاء عليها، وخاطر دونما شك بحياة عدد لا يُحصى من الأفراد الآخرين. نأمل أن يؤدي هذا البحث وعملية الكشف المحدودة لدينا، إلى المساءلة عن هذا السلوك المتهور».
على الجانب الآخر، قالت المتحدثة باسم وكالة الاستخبارات المركزية تامي كوبرمان ثورب: «تأخذ وكالة الاستخبارات المركزية التزاماتها لحماية الأشخاص الذين يعملون معنا، على محمل الجد، ونعلم أن العديد منهم يفعلون ذلك بشجاعة، وفي مواجهة مخاطر شخصية كبيرة. إن الفكرة القائلة بأن وكالة الاستخبارات المركزية لن تعمل بجدية قدر الإمكان لحمايتهم، هي فكرة خاطئة».
ويعود أصل هذه القصة إلى عام 2018، عندما أبلغ المراسلان جينا ماكلولين وزاك دورفمان، من «ياهو نيوز»، لأول مرة، أن نظاماً تستخدمه «سي. آي. إيه.» للتواصل مع الأصول الخاصة بها، تعرَّض للاختراق من جانب إيران والصين عامي 2011 و2012.
كما أشارت «ياهو نيوز» إلى أن مصادر مطّلعة أعربت عن مخاوفها من أن المسؤولين عن هذا الأمر لم يحاسَبوا قط.
وبدأت مؤسسة «سيتيزين لاب» التحقيق في الأمر لدى حصولها على معلومات بشأن أحد الأصول التابعة لـ«سي. آي. إيه.» في إيران، والذي ألقي القبض عليه وقضى سبع سنوات في السجن بعد استخدامه ما وصفته «سيتيزين لاب» بأنه «شبكة غير آمنة على نحو قاتل».
ونشرت «رويترز» التقرير كاملاً بعنوان «جواسيس أميركا المنبوذون: كيف خذلت (سي آي إيه) عملاءها الإيرانيين في حربها السرية مع طهران»، الخميس.
وقالت المتحدثة باسم «وكالة المخابرات المركزية» تامي كوبرمان ثورب: «تأخذ وكالة المخابرات المركزية التزاماتها لحماية الأشخاص الذين يعملون معنا، على محمل الجد، ونعلم أن العديد منهم يفعلون ذلك بشجاعة، وفي مواجهة مخاطر شخصية كبيرة. إن الفكرة القائلة بأن وكالة المخابرات المركزية لن تعمل بجدية قدر الإمكان لحمايتهم، هي فكرة خاطئة».