* الحمية قليلة الدهون.. وخفض الوزن
من الأخطاء الشائعة عند راغبي خفض أوزانهم، اللجوء إلى أنواع من الحمية الغذائية بناء على توصيات يتلقونها من الأهل والأصدقاء أو من مواقع الإنترنت غير المتخصصة. ومن تلك الحميات الغذائية المشهورة تناول أنواع الطعام قليلة الدهون باعتبار أن المعروف أن الدهون مرتبطة بزيادة الوزن.
هذه الظاهرة شدت انتباه العلماء والمتخصصين فقاموا بمناقشة فعالية النظم الغذائية منخفضة الدهون من أجل إنقاص الوزن على المدى الطويل ولعقود من الزمن، مع الكثير من التجارب التجريبية العشوائية المضبوطة randomised controlled trials (RCTs)، التي روجعت أخيرا وأعطت خليطا من النتائج المختلفة. وكان هدف الباحثين تلخيص مجموعة كبيرة من الأدلة المبنية على تلك التجارب RCTs لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي قليل الدسم يساهم بالفعل في فقدان الوزن أكثر من الغذاء المعتاد، أو من الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، أو التدخلات الغذائية عالية الدسم.
وعلى المدى الطويل، وجد أن الوجبات الغذائية القائمة على مبدأ قليل الدسم لم تكن أكثر فعالية من الوجبات الغذائية الأخرى. ونشرت نتيجة التحليل في «مجلة لانسيت للسكري والغدد الصماء» The Lancet Diabetes & Endocrinology وفي الواقع، فإن النظام الغذائي قليل الدسم يؤدي بالفعل إلى المزيد من فقدان الوزن عندما لا يكون مصحوبا بتناول أي أطعمة من نظام غذائي آخر على الإطلاق.
قام باحثون من جامعة هارفارد في كمبردج بولاية ماساتشوستس الأميركية، بتحليل 53 دراسة عشوائيا تشتمل على 68128 مشاركًا من البالغين. وقارنت هذه الدراسات فعالية أنواع مختلفة من الوجبات الغذائية (بما في ذلك الضوابط مع أي نظام غذائي) على المدى الطويل (لمدة سنة على الأقل). وأخذ الباحثون في الاعتبار كثافة الوجبات الغذائية - التعليمات التي أعطيت لهم فقط في بداية الدراسة، أو إعطاء المشاركين برامج مكثفة مثل جلسات المشورة، والبرامج الغذائية اليومية ودورات الطبخ، إلخ.
وأظهرت النتائج أنه لا فرق في متوسط فقدان الوزن بين الوجبات الغذائية منخفضة الدهون أو عالية الدهون. وفي الواقع، كان فقدان الوزن أكبر فقط عندما تمت المقارنة مع الضوابط دون أي نظام غذائي على الإطلاق، أو مع الوجبات الغذائية الأخرى مثل النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات، فأدى إلى خسارة أكبر في الوزن. وكانت الفروق في تغير الوزن صغيرة، تصل أحيانا إلى أكثر بقليل من كيلوغرام واحد. أما عندما جرت مقارنة الوجبات الغذائية دون أن يكون هناك هدف لفقدان الوزن، فقد وجد أن متوسط فقدان الوزن الذي أمكن تحقيقه مع حمية قليل الدسم وغيرها من أنواع الحميات، متماثلة.
* فيتامين «دي» يرفع اللياقة ويقاوم أمراض القلب
من المظاهر الصحية الغريبة في كثير من مجتمعات العالم تشخيص النقص في مستوى فيتامين دي D عند غالبية الناس الذين يبدون أصحاء، وإن كانوا يعانون من الخمول والتعب السريع عند القيام بأي مجهود جسدي، ولو كان بسيطا. وهذا مما وجه أنظار العلماء والباحثين لدراسة هذه الظاهرة والتعرف على علاقتها بهذا الفيتامين، الذي أطلق عليه البعض منهم اسم «هرمون»، وذلك لطيف فوائده الواسع.
وقد وجد أن هناك من الدلائل ما يشير إلى الارتباط بين نقص فيتامين «دي» D وعوامل الخطر القلبية الوعائية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) المفرطة. أيضا، وقد تترافق مستويات فيتامين دي مع الجودة في أداء التمارين الرياضية. وبالتالي، وجب على العلماء والمتخصصين القيام بالتحقق من آثار تناول هذا الفيتامين على: عوامل الخطر القلبية الوعائية، الكورتيزول الحر المفرز عبر البول، وكذلك أداء التمارين الرياضية.
ولا بد عليهم إثبات أو نفي تأثيرات تناول المكملات المحتوية على فيتامين دي يوميا على تحسين أداء التمارين الرياضية وتخفيف خطر الإصابة بأمراض القلب. وقد ورد ذلك ضمن توصيات دراسة تجريبية قدمت في «مؤتمر جمعية الغدد الصماء» ES 2015 Society for Endocrinology BES 2015 Conference في أدنبره (المملكة المتحدة).
وقام علماء من جامعة الملكة مارغريت في أدنبره بدراسة حالات عدد 13 شخصا من البالغين الأصحاء وتمت مراعاة بعض العوامل المهمة في الدراسة مثل العمر والوزن. وعلى مدى أسبوعين، تلقى خلالها المشاركون إما 50 ميكروغراما من فيتامين دي يوميا أو دواء وهميا. قام الباحثون، قبل وبعد الدراسة، بفحص عوامل مختلفة تضمنت أداء التمارين وضغط الدم وفحص البول.
وأظهرت الدراسة أن المشاركين الذين تناولوا فيتامين دي انخفض لديهم ضغط الدم وقلت كمية الكورتيزول المفرزة في البول. وعلاوة على ذلك، كان بإمكانهم السير بالدراجة مسافة 6.5 كيلومترا في 20 دقيقة، ولوحظ أنه لم يعترِهم التعب بالمقارنة بالتجربة نفسها قبل تناولهم المكمل المحتوي على الفيتامين، عندما ساروا بالدراجات مسافة 5 كيلومترات فقط في المدة الزمنية نفسها.
تشير الدراسة التجريبية إلى أن تناول مكملات (حبوب) فيتامين دي دي يوميا يمكن أن يحسن من مستوى اللياقة البدنية وأن يخفض من تأثير عوامل الخطر القلبية الوعائية بما في ذلك حصول انخفاض في معدل ضغط الدم، وزيادة النشاط والجودة في أداء التمارين عند الأشخاص الأصحاء. وأوصى رئيس الفريق الطبي في هذه الدراسة د. راكيل ريفولتا Raquel Revuelta أن تكون الخطوة التالية من الدراسة القيام بإجراء تجربة سريرية أكبر ولفترة زمنية أطول وأن تشمل كلا من مجموعة من الأشخاص الأصحاء ومجموعة كبيرة من الأشخاص الرياضيين، مثل راكبي الدراجات أو عدّائي المسافات الطويلة. كما أوصى الباحثون في هذه الدراسة بإجراء دراسات واسعة النطاق للتحقق من النتائج التي توصلوا إليها من باب الأمانة العلمية.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]