متطرفو إسرائيل يعدون تراشق الصواريخ مع غزة «مسرحية»

الجيش يفحص إخفاقات في أداء «القبة الحديدية»

جنود إسرائيليون بجانب دباباتهم بالقرب من حدود إسرائيل مع غزة الثلاثاء (أ.ب)
جنود إسرائيليون بجانب دباباتهم بالقرب من حدود إسرائيل مع غزة الثلاثاء (أ.ب)
TT

متطرفو إسرائيل يعدون تراشق الصواريخ مع غزة «مسرحية»

جنود إسرائيليون بجانب دباباتهم بالقرب من حدود إسرائيل مع غزة الثلاثاء (أ.ب)
جنود إسرائيليون بجانب دباباتهم بالقرب من حدود إسرائيل مع غزة الثلاثاء (أ.ب)

في الوقت الذي ساد فيه الاعتقاد بأن تبادل القصف الصاروخي بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يمكن أن يقود إلى حرب واسعة على عدة جبهات، وجاءت مفاجأة وقف إطلاق النار صبيحة الأربعاء، خرج اليمين المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو بحملة انتقادات شديدة له وللجيش، وعدوا العملية «مسرحية بمشاركة الطرفين».
وأعلن وزير الأمن القومي، ايتمار بن غفير، أن كتلته البرلمانية ستقاطع الكنيست وتقيم خيمة اعتصام في بلدة سديروت التي تلقت أكبر عدد من الصواريخ. فيما هاجمه نواب حزب الليكود واتهموه بطعن نتنياهو في الظهر، وتحدوه أن يفرط الائتلاف الحكومي.
وقد انضم عدد من القيادات السياسية المحلية في البلدات اليهودية المحيطة بقطاع غزة إلى هذه الانتقادات. وتذمروا من أن «حكومة اليمين المطلق التي وعدت بسياسة قبضة حديدية ضد غزة تعود لتكرار سياسة حكومات اليسار ولا تفعل شيئا حقيقيا لمنع الصواريخ ووقف حالة حرب الاستنزاف التي نعيشها»، وفقا لرئيس بلدية سديروت، ألون دافيدي. كما انضم عدد من نواب الليكود نفسه إلى الانتقادات، مثل داني دنون، الذي قال إنه كان يتوقع أن يستيقظ في الصباح ويقرأ أخبارا عن اغتيال عدد من قادة التنظيمات الفلسطينية التي أطلقت الصواريخ، ولكن حكومة الليكود خيبت أمله.
وكان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن الفلسطينيين أطلقوا باتجاه إسرائيل، خلال ليلة الثلاثاء الأربعاء، 104 قذائف صاروخية سقطت 11 منها في البحر و14 منها سقطت في قطاع غزة، و48 سقطت في مناطق مفتوحة ولم تكن هناك حاجة لإطلاق صواريخ لتدميرها، و7 منها سقطت في أماكن غير معروفة و24 منها أسقطت بصواريخ القبة الحديدية. وأكد أن الجيش باشر في عملية فحص لسبب التراجع في أداء القبة الحديدية، التي دمرت 90% من الصواريخ الفلسطينية، أي أقل من المرات الأخيرة التي بلغت فيها نسبة النجاح 95%.
وقال الناطق، إن الجيش الإسرائيلي رد بتنفيذ 16 غارة استهدفت مواقع عسكرية لحركة حماس ولبطاريات الصواريخ التي استخدمت في القصف ولعدة مشاغل لصنع السلاح. وقال العميد دانئيل هاجري، إن حماس لم تشارك في القصف على إسرائيل والقذائف صدرت بالأساس من خلايا تابعة لـ«الجهاد الإسلامي» ومنظمات أخرى صغيرة.
إلا أن المنتقدين أشاروا إلى نواقص وإخفاقات عديدة، منها أن أحدا من قادة التنظيمات الفلسطينية لم يصب. وعد نواب اليمين المتطرف الرد الإسرائيلي «مائعا ولينا لا يرقى إلى مستوى الردع المطلوب». وحسب النائب الموغ كوهن، وهو ضابط في جيش الاحتياط، فإن «الرد الإسرائيلي جاء بضرب مواقع فارغة غادرها قادة حماس وجنودها كما لو أنهم كانوا يعرفون مواقع القصف مسبقا، وهذا يشجع حماس على الاستعداد جيدا للحرب القادمة، التي ستخوضها بجرأة أكبر».
وقال الرئيس الأسبق للدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع، الجنرال عاموس غلعاد، إن ما جرى في هذه الجولة «هو اختبار لإسرائيل». فإيران وأذرعها في قطاع غزة وفي لبنان وسوريا، قرروا استغلال الشرخ الحاصل في المجتمع الإسرائيلي نتيجة خطة الحكومة للانقلاب على الحكم وإضعاف الجهاز القضائي، ليلقنونا درسا ويفحصوا مدى استعدادنا للحرب. وهم يلاحظون أننا صرنا أضعف من ذي قبل. والأمر يحتاج إلى دراسة معمقة. ودعا غلعاد رئيس الوزراء، نتنياهو، إلى إجراء دراسة استراتيجية حول آثار خطته المدمرة وإيجاد الطريقة الأسرع والأنفع للتراجع عنها وإعادة قوة الردع إلى سابق عهدها.
ولكن حزب «عوتصما يهوديت»، الذي يقوده الوزير بن غفير، عد التوتر الأخير «فرصة ضيعتها الحكومة للبطش بالتنظيمات الفلسطينية وقادتها، ووضع المعارضة الإسرائيلية عند مسؤوليتها في حربها على الحكومة بسبب الإصلاح القضائي».
وقال النائب يتسحاك كرويزر، إن «الصدفة فقط منعت إصابة إسرائيليين في هذه الجولة (أصيب ثلاثة عمال صينيين)». واتهم الجيش بالإخفاق والحكومة بالإهمال.
وهاجم قادة حزب الليكود، بن غفير ورفاقه «الذين لا يدركون الفرق بين قادة سياسيين في المعارضة يقولون كل ما يحلو لهم، وقادة سياسيين مسؤولين عن دولة ينبغي لهم أن يديروا شبكة علاقات ويتخذوا سلسلة قرارات ويأخذوا في الاعتبارات كل الحسابات الدولية والإقليمية، قبل اتخاذ القرارات». وقال مقرب من نتنياهو إن «هناك مسؤولية عالية للحكومة إزاء الوضع الأمني والسياسي والاستراتيجي. فالخروج إلى الحرب لا يتم من خلال قرارات غير مسؤولة».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«حزب الله» يحتمي بالطائف وينصرف لترتيب البيت الداخلي

أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خلال خطابه الأخير بعد اتفاق وقف إطلاق النار (إ.ب.أ)
أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خلال خطابه الأخير بعد اتفاق وقف إطلاق النار (إ.ب.أ)
TT

«حزب الله» يحتمي بالطائف وينصرف لترتيب البيت الداخلي

أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خلال خطابه الأخير بعد اتفاق وقف إطلاق النار (إ.ب.أ)
أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خلال خطابه الأخير بعد اتفاق وقف إطلاق النار (إ.ب.أ)

تغيب النبرة «الحربية»، وللمرة الأولى، عن الكلمة المتلفزة التي ألقاها الأمين العام لـ«حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم، فور التوصل لوقف النار بين لبنان وإسرائيل، وشكّل مناسبة أراد من خلالها التأكيد على مضيّه بالتحول السياسي بتموضعه تحت سقف اتفاق الطائف؛ كونه يؤمّن حماية لظهير الحزب، برغم أن بعض خصومه سارعوا للتشكيك باستعداده للانخراط في مشروع إعادة بناء الدولة وانضمامه للحراك السياسي لإخراج انتخاب رئيس الجمهورية من التأزم ووقوفه خلف رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الاتفاق الذي توصل إليه مع الوسيط الأميركي آموس هوكستين لإنهاء الحرب.

فخطاب قاسم، كما يقول مصدر سياسي بارز، يدور في فلك الثنائي الشيعي، وينقسم إلى قسمين: الأول خص به جمهور الحزب والمقاومة في آن معاً، بقوله إن الأخيرة حققت انتصاراً يفوق الانتصار الذي حققته في حرب «تموز» (يوليو) 2006، وبالتالي لا يستطيع أن يتوجه إليه بخلاف ذلك؛ لأن هناك ضرورة لاستيعابه في رده على حملات التشكيك التي قادها خصومه بتحميل الحزب مسؤولية حيال ما ترتب على إسناده لغزة من خسائر بشرية ومادية فاقت كل التقديرات.

ويسأل المصدر السياسي: هل يمكن لقاسم، وهو يحاكي جمهوره ومحازبيه أن يقول عكس ذلك؟ ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن لا خيار أمامه سوى استيعابه ليكون في وسعه الانصراف لإعادة ترتيب البيت الداخلي لسد الثغرات التي لم تعد خافية على أحد، وتمثلت باغتيال كبار قياداته وعلى رأسهم أمين العام حسن نصر الله، وتفجير إسرائيل أجهزة الاتصال اللاسلكية والـ«بيجرز»، ويشدد على ضرورة قيام الحزب بمراجعة شاملة منذ أن شارك بإسناده لغزة، لتحديد أين أصاب وأين أخطأ.

ويلفت إلى أن كلمة قاسم خلت من عبارات تحمل التهديد والوعيد، وركّزت على توصيفه، ولو من موقع المنتصر، لطبيعة المرحلة التي تلي التوصل لوقف النار. ويؤكد أن الحزب بالتوافق الكامل مع الرئيس بري لن يقع في فخ استدراجه من قبل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو للانقلاب على الاتفاق المدعوم دولياً وعربياً، وقرر أن يمارس ضبط النفس، ويترك لحليفه ملاحقة هوكستين والطلب منه التدخل لوضع حد للخروق الإسرائيلية والانتهاكات اليومية التي تبلغت بها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا من خلال ممثليها في لجنة الرقابة المولجة بالإشراف على تنفيذ ما نص عليه اتفاق وقف النار.

ويؤكد أن الحزب يتصرف طوال فترة تقطيع الوقت، إلى أن تبدأ لجنة الرقابة ممارسة المهام الملقاة على عاتقها، بضبط النفس، تأكيداً منه على أنه يتعاطى مع اتفاق وقف النار على أنه يشكل خريطة الطريق تمهيداً لانتشار الجيش اللبناني بمؤازرة «اليونيفيل» في جنوب الليطاني بوصفه ممراً إلزامياً لتطبيق القرار 1701، ويقول إنه باشر بانتشار تدريجي يُفترض أن يكتمل فور انتهاء مفعول الهدنة ومدتها 60 يوماً.

وبالنسبة إلى الشق الثاني لكلمته، يدعو المصدر للتعاطي بإيجابية مع النقاط الخمس التي تمسك بها قاسم في معرض دفاعه عن اتفاق وقف النار واهتمامه باكتمال عقد المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية، آملاً بأن يتم في الموعد الذي حدده الرئيس بري بالتلازم مع استعداد الحزب للحضور في الحياة السياسية بالتعاون مع القوى التي تؤمن بأن الوطن لجميع أبنائه.

ويسأل المصدر: لنفترض أن قاسم يناور لتقطيع الوقت للالتفاف على الضغوط التي تستهدفه للسير في التسوية السياسية، بخلاف ما يضمره في كلمته التي تمايزت بالتحول السياسي، فما المانع من منحه الفرصة لإتاحة المجال أمامه لالتقاط الأنفاس، ليس لإعادة ترتيب البيت الداخلي فحسب، وإنما لضمان تموضعه تحت سقف الطائف للانتقال بالبلد إلى مرحلة التعافي، خصوصاً أن المرحلة الجديدة توفر له الحماية السياسية، بديلاً عن فائض القوة الذي كان يتمتع به، والذي لم يعد يُصرف في مكان؟ ويضيف أن دخول لبنان في مرحلة جديدة، يعني حكماً أنه لم يعد من مكان لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ويبقى التذكير فيها للاستهلاك المحلي؛ لأن التمسك بها يتعارض مع روحية الطائف وما نص عليه الـ«1701» في آن معاً.

ويرى أن لا مشكلة من ملاقاة الحزب في منتصف الطريق بدلاً من التشكيك سلفاً بنياته، قبل التأكد من مصداقية ما تعهد به قاسم لجهة الانتظام في الحياة السياسية من بوابة الطائف، الذي وحده يؤمن الحماية للجميع، وهنا يتوقف أمام مبادرة قاسم في تصويبه الإيجابي لعلاقة الحزب بالجيش قيادة وضباطاً وأفراداً بخلاف مساءلته واستيضاحه العماد جوزف عون للظروف المؤدية لاختطاف إسرائيل للقبطان البحري عماد أمهز في البترون، ويصنفها على خانة استعداده لفتح صفحة جديدة للتعاون مع المؤسسة العسكرية وهي تباشر بنشر الجيش في جنوب الليطاني لتثبيت وقف النار وتطبيق الـ«1701».

ويدعو بعض المعارضة؛ في إشارة إلى موقف حزب «القوات اللبنانية»، إلى عدم حشر الحزب بإصدار الأحكام المسبقة عليه، إفساحاً في المجال أمام التحاقه بملء إرادته بمشروع الدولة للتأكد من مدى استعداده للسير فيه، وعندها يكون في وسع حزب «القوات» أن يبني على الشيء مقتضاه؛ خصوصاً أن قاسم تجنّب أي حديث عن وحدة الساحات أو ربط وقف النار في الجنوب بغزة.

كما يدعو المعارضة إلى عدم التصرف سلفاً، وكأن الفرصة متاحة لإضعاف الحزب والاستقواء عليه، ويقول إن إعادة تركيب البلد بانتظام مؤسساته تتطلب استيعاب الحزب واحتضانه ومد يد العون له، طالما أنه قرر العبور من الإقليم إلى الداخل. ويراهن المصدر على أن أمام الحزب فرصة لإضفاء مزيد من «اللبننة» على مواقفه وهو يستعد لطي صفحة وقف النار للتفرغ لإعداد جمهوره ليكون على أهبة الاستعداد للتكيف مع متطلبات المرحلة السياسية الجديدة.

فقاسم باهتمامه بانتخاب الرئيس لم يدخل بالتفاصيل؛ ما يعني أنه أراد الوقوف وراء دعوة الرئيس بري للتوافق على رئيس لا يشكل تحدياً لأي فريق، مع أن المصدر السياسي لاحظ أن تحديد موعد الجلسة لانتخابه يأتي قبل 10 أيام من وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، فهل تثمر جلسة الانتخاب عن إنجاز الاستحقاق الرئاسي؟ أم أن تعذر التوافق على رئيس سيؤدي إلى تمديد الشغور؟ وما مدى صحة ما يتردد نيابياً بأن حلول العام الجديد سيشهد بداية اكتمال عقد المؤسسات بوصول الرئيس إلى القصر الجمهوري في بعبدا؟