اتفاق وقف النار في قطاع غزة يدخل حيز التنفيذ بعد جولة قتال سريعة

إسرائيل تبقي على جثمان عدنان محتجزاً... والفلسطينيون يسعون لمنع تشريحه

موقع غارة جوية إسرائيلية في بلدة دير البلح وسط قطاع غزة الأربعاء (رويترز)
موقع غارة جوية إسرائيلية في بلدة دير البلح وسط قطاع غزة الأربعاء (رويترز)
TT

اتفاق وقف النار في قطاع غزة يدخل حيز التنفيذ بعد جولة قتال سريعة

موقع غارة جوية إسرائيلية في بلدة دير البلح وسط قطاع غزة الأربعاء (رويترز)
موقع غارة جوية إسرائيلية في بلدة دير البلح وسط قطاع غزة الأربعاء (رويترز)

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، اليوم الأربعاء، منهيا جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في الجهاد الإسلامي خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما.
وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية-قطرية وعبر الأمم المتحدة، نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية. وبحسب المصادر، فإن الجهود بدأت حتى قبل أن تبدأ الجولة وتكثفت بعد الرشقة الأولى، لكن الفصائل كانت مصممة على الرد على اغتيال عدنان.
وأكد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، طارق سلمي، أن «جولة من جولات المواجهة انتهت لكن مسيرة المقاومة متواصلة ولن تتوقف». وتابع: «سيظل الشيخ خضر عدنان عنواناً للنهج الحر المقاوم الذي يأبى الخنوع والاستسلام، وسيظل اسمه راية وعلماً لكل السائرين في طريق الحرية».
وكان عدنان قد قضى فجر الثلاثاء في زنزانته بسجن إسرائيلي، بعد إضراب مفتوح عن الطعام استمر 78 يوما، قبل أن تطلق الفصائل صواريخ من قطاع غزة، سرعان ما ردت عليها إسرائيل، ثم دخل الطرفان في قصف متبادل حتى فجر الأربعاء.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيئيل هغاري، إن الجيش الإسرائيلي ضرب 16 هدفا منفصلا تابعا لحركتي الجهاد الإسلامي وحماس في قطاع غزة ليلا. وشملت الأهداف معسكر تدريب تابعا لحماس، وقاعدة أخرى تضم موقعا لإنتاج الأسلحة ومصنعا لإنتاج الإسمنت وموقعا للتدريب، وموقعا لقوات الكوماندوز البحرية التابعة للحركة، ونفقا تستخدمه حماس في جنوب غزة. وتابع: «ضربنا جميع الأهداف التي أردنا ضربها».
الهجوم المكثف على غزة أدى إلى إصابات. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن هاشم مبارك (58 عاما) قضى وأصيب خمسة مدنيين آخرين جراء الضربات الإسرائيلية بالقرب من مدينة غزة.
وجاءت الهجمات الإسرائيلية في وقت أطلق فيه المقاتلون الفلسطينيون 104 صواريخ من قطاع غزة، تضمنت إطلاق صواريخ وقذائف هاون وصواريخ تُطلق من على الكتف.
وقال هغاري إن منظومة الدفاع الجوي «القبة الحديدية» اعترضت 24 صاروخا، وهو ما يمثل 90٪ من معدل اعتراض الصواريخ المتجهة إلى مناطق مأهولة بالسكان. وسقط 48 صاروخا آخر في مناطق مفتوحة، و14 صاروخا في غزة، وسقط 11 في البحر، وسبعة صواريخ أخرى سقطت في مواقع غير معروفة.
وكان سقوط الصواريخ في سديروت قد أدى إلى غضب إسرائيلي واتهامات لمنظومة القبة الحديدية. وقال هغاري إن الجيش الإسرائيلي يحقق في الظروف التي أدت إلى سقوط صاروخين على الأقل في مناطق مأهولة، بما في ذلك موقع بناء في مدينة سديروت، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أجانب، أصيب أحدهم بجروح متوسطة والآخران بجروح طفيفة.
إلا أن الشرطة قالت إن عناصرها تعاملوا مع خمسة مواقع سقوط صواريخ على الأقل في المناطق الحضرية، سقط بعضها بالقرب من منازل، وهو ما لم يشمله الجيش الإسرائيلي في حصيلته. وقال هغاري: «لدينا ما نتعلمه بشأن [الصاروخ] الذي أصاب موقع البناء».
وتشير قوة النار التي استخدمتها إسرائيل في قصف غزة والفصائل في قصف المستوطنات القريبة إلى أنهما لم يخططا لتصعيد بعيد الأمد.
ومع بدء يوم الأربعاء عادت الحياة الطبيعية إلى قطاع غزة وكذلك إلى مستوطنات الغلاف، بما في ذلك فتح المدارس، لكن مع انتقادات إسرائيلية لاذعة للحكومة وكذلك من داخل الحكومة نفسها، من خلال أحزاب اليمين المتشددة التي لوحت بمقاطعة نشاطات رسمية بسبب ضعف الرد الإسرائيلي على غزة.
وقال رئيس بلدية سديروت، ألون دافيدي، لإذاعة 103: «أنا في حالة حرج، ولا أفهم حكومتي التي تتبنى سياسة منح الحصانة للإرهابيين وتدفن رأسها في الرمل. نتنياهو يرتكب خطأ فادحا».
ومع انتهاء جولة القتال أبقت إسرائيل على جثمان عدنان محتجزا لديها رغم أنه كان جزءا من المفاوضات. وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إنه تم إبلاغ كافة الوسطاء بضرورة تسليم الاحتلال لجثمان عدنان، لكن إسرائيل، بحسب مصادر إسرائيلية، رفضت. وقدمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين طلبا مستعجلا للعليا الإسرائيلية، لمنع تشريح جثمان عدنان، نزولا عند وصيته وعند رغبة عائلته، لكن من دون رد.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

طائرة شحن روسية تغادر قاعدة حميميم في سوريا إلى ليبيا

صورة التقطت بالأقمار الاصطناعية تظهر وحدة دفاع جوي من طراز «إس-400» في قاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية بسوريا (رويترز)
صورة التقطت بالأقمار الاصطناعية تظهر وحدة دفاع جوي من طراز «إس-400» في قاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية بسوريا (رويترز)
TT

طائرة شحن روسية تغادر قاعدة حميميم في سوريا إلى ليبيا

صورة التقطت بالأقمار الاصطناعية تظهر وحدة دفاع جوي من طراز «إس-400» في قاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية بسوريا (رويترز)
صورة التقطت بالأقمار الاصطناعية تظهر وحدة دفاع جوي من طراز «إس-400» في قاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية بسوريا (رويترز)

قال مسؤول أمني سوري متمركز خارج القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية إن طائرة شحن روسية غادرت القاعدة متجهة إلى ليبيا اليوم السبت. وأضاف المسؤول المتمركز عند بوابة القاعدة لوكالة «رويترز» للأنباء أن من المتوقع إقلاع المزيد من الطائرات الروسية من قاعدة حميميم الجوية في الأيام المقبلة.

وفي وقت سابق قال الكرملين إن تركيزه منذ سقوط نظام بشار الأسد ينصب على ضمان أمن قواعده العسكرية في سوريا وبعثاته الدبلوماسية.

وكانت صور أقمار اصطناعية نشرتها شركة «ماكسار» بعد الإطاحة بنظام الأسد مطلع الأسبوع الحالي أظهرت أن روسيا تجمع فيما يبدو عتاداً عسكرياً في قاعدة جوية بسوريا.

وتُظهر الصور التي التقطت، أمس (الجمعة)، ما يبدو أنهما طائرتان من طراز «أنتونوف إيه إن - 124»، إحدى كبرى طائرات الشحن في العالم، ومقدمتهما مفتوحة بقاعدة «حميميم» الجوية في محافظة اللاذقية الساحلية.

وقالت «ماكسار» إن القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، مركز الإصلاح والصيانة الوحيد لروسيا في البحر المتوسط، «ما زالت دون تغيير إلى حد كبير منذ تغطيتنا للصور في 10 ديسمبر (كانون الأول) مع استمرار رصد فرقاطتين قبالة سواحل طرطوس».

ومنحت روسيا، حليفة الأسد منذ فترة طويلة، الرئيس السوري المخلوع اللجوء الأسبوع الماضي بعد مساعدته على الفرار من بلاده مع اقتراب قوات المعارضة من دمشق.

وقالت موسكو إنها تأمل في الحفاظ على قاعدتيها في سوريا، وهما قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية وقاعدة بحرية في طرطوس، من أجل مواصلة الجهود ضد ما وصفته بالإرهاب الدولي. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف يوم الخميس إن الاتصالات مع اللجنة السياسية لهيئة تحرير الشام في سوريا «تسير بشكل بناء».