واصلت الأجهزة الأمنية الإيرانية الاعتقال في صفوف ناشطين شاركوا في مؤتمر نهاية الأسبوع الماضي، وناقش فرص الاستفتاء من أجل الانتقال السياسي السلمي إلى نظام علماني، عبر إجراء استفتاء بناء على مقترحات تقدّمت بها شخصيات سياسية بارزة خلال الشهور الأخيرة.
وأفاد ناشطون، على شبكه «تويتر» أمس، بأن الأجهزة الأمنية اعتقلت الناشط المدني والسياسي عبد الله مؤمني، صباح الخميس، في منزله بعد أيام من مشاركته في مؤتمر «الحوار لإنقاذ إيران».
وجاء اعتقال مؤمني غداة اعتقال علي رضا بهشتي شيرازي مستشار الزعيم الإصلاحي ميرحسين موسوي، الذي يبلغ من العمر 81 عاماً، والموضوع قيد الإقامة الجبرية منذ أكثر من 12 عاماً. وكان بهشتي من بين الناشطين الإصلاحيين الذين شاركوا في مؤتمر «الحوار لإنقاذ إيران» عبر تطبيق «كلوب هاوس».
وكانت السلطات قد اعتقلت الصحافي المخضرم كيوان صميمي (74 عاماً) بعد إعلان اسمه ضمن المشاركين بالمؤتمر. وقال صميمي: «يجب تشكيل جبهة إنقاذ وطني»، وأشار في كلمته، التي كانت عبر فيديو مسجل، إلى احتمال تعرض أعضائها للاعتقال، وقلل من تأثير أهميته.
وبحسب الرواية الرسمية التي أوردتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، نقلاً عن موقع صحيفة «جام جم» التابعة للتلفزيون الحكومي، فإنّه «في إطار حملة قضائية ضدّ العناصر المعادية للثورة، تمّ اعتقال الناشط علي رضا بهشتي شيرازي».
واتهمت السلطات مستشارين لموسوي بأنهم «المبادرين» وراء بيانه الذي دعا «إلى إنهاء نظام الجمهورية الإسلامية». وفي هذا الإطار، أشار الموقع إلى نص نُشر مطلع فبراير (شباط)، دعا فيه موسوي إلى «تغييرات جذرية في إيران» عبر تنظيم استفتاء على الدستور. ووصف «الهيكل المتناقض والنظام الأساسي الذي لا يمكن استدامته» بأنهما «أزمة الأزمات» في بلد يواجه أزمات عديدة.
وأشار موقع «جام جم» إلى أنّ الرجال الثلاثة شاركوا في «مؤتمر افتراضي بشأن موضوع قلب النظام ووضع دستور جديد» حسب التعبير الذي أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وكانت وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني، قد نقلت في 9 فبراير الماضي، عن مسؤول أمني مطلع أن ميرحسين موسوي «بات تحت سيطرة منظمة (مجاهدي خلق) المعارضة». وقال المسؤول الأمني، إن بيان موسوي الأخير «طبخة مباشرة» من «مجاهدي خلق»، متهماً، على وجه التحديد، مستشار موسوي، ومدير موقع «كلمة» الناشط السياسي الإصلاحي أردشير أمير أرجمند الذي يقيم في باريس، الذي لعب دوراً محورياً في تنظيم مؤتمر «الحوار لإنقاذ إيران». وشاركت به مجموعة من الناشطين الإصلاحيين، الذين يطالبون بالانتقال السلمي والتدريجي من النظام الحالي إلى نظام علماني.
وبالإضافة إلى هؤلاء، شارك عشرات الناشطين السياسيين ومن المجتمع المدني في الداخل والخارج في المؤتمر الذي ناقش سبل الانتقال من الحكم الديني إلى نظام سياسي ديمقراطي علماني.
وتولى موسوي رئاسة الوزراء في الجمهورية الإسلامية من عام 1981 إلى عام 1989، وترشّح للانتخابات الرئاسية في عام 2009، وتولى في ذلك الحين مع المرشح الآخر الرئيس السابق لمجلس الشورى مهدي كروبي، زمام الاحتجاج على إعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد، مستنكِراً تزويراً واسع النطاق.
لم يكن موسوي الوحيد الذي أصدر بياناً مثيراً للجدل بعد ذكرى ثورة 1979 في فبراير الماضي، فقد حاول الرئيس الأسبق محمد خاتمي النأي بنفسه عن هذا الخطاب بنشر عارض الإطاحة بالنظام. ورأى الإصلاح ممكناً في حال العودة إلى روح الدستور، في تأييد ضمني لطلبات الاستفتاء. وكرر خاتمي في وقت سابق من هذا الأسبوع، معارضته مطالب الإطاحة بالنظام السياسي.
كما كان الرئيس السابق، المعتدل حسن روحاني، من الداعين لتنظيم استفتاء على «الدبلوماسية» و«السياسة الداخلية» و«الاقتصاد».
ودعا أبرز رجل دين سني في إيران، إمام جمعة زاهدان، عبد الحميد إسماعيل زهي أكثر من مرة إلى إجراء استفتاء لاختيار طريقة الحكم التي تحظى بتأييد الأكثرية من أبناء الشعب. وقال: «إن الاستفتاء هو المَخرج من المشكلات الحالية في البلاد».
وفي 18 أبريل (نيسان)، رفض المرشد الإيراني علي خامنئي طرح إجراء استفتاء، من دون الإشارة مباشرة إلى هذه التصريحات.
وقال خامنئي، لدى استقباله جمعاً من الطلاب قبل عيد الفطر، «لا يمكن أن نُخضع مختلف قضايا البلاد للاستفتاء؛ لأن كلّ استفتاء يُشغل البلاد بأكملها ستة أشهر».
وأضاف خامنئي في تصريحات نشرها موقعه الإلكتروني الرسمي: «أين في العالم يجرون استفتاء في القضايا كافة؟». وشكك خامنئي في قدرة مَن يشاركون في الاستفتاء من الإيرانيين على تحليل تلك القضايا، عندما قال: «هل بإمكان المشاركين جميعاً في الاستفتاء تحليل هذه القضايا، أين في العالم يجرون استفتاء في القضايا كافة؟».
وفي خطبة عيد الفطر، السبت الماضي، حذر خامنئي المسؤولين الإيرانيين من مواجهة مع الشارع حول «القضايا الهامشية»، متهماً الأعداء بالسعي لإذكاء النزاع بين الإيرانيين بسبب اختلاف التوجهات والعقائد. وقال: «هناك مذاقات مختلفة في المجتمع، عقائد مختلفة، نظرات مختلفة للقضايا، لا مانع من أن يتعايشوا، ويعملوا معاً... ويكونوا لطفاء بعضهم مع بعض».
إيران تواصل اعتقال ناشطين شاركوا في مؤتمر يطالب بالاستفتاء
إيران تواصل اعتقال ناشطين شاركوا في مؤتمر يطالب بالاستفتاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة