أسواق العالم مرتبكة بانتظار مزيد من التقييمات العميقة

مخاوف القطاع المصرفي تعود للواجهة

أحد المشاة ينظر إلى لوحة تداول مؤشرات في طوكيو باليابان (إ.ب.أ)
أحد المشاة ينظر إلى لوحة تداول مؤشرات في طوكيو باليابان (إ.ب.أ)
TT

أسواق العالم مرتبكة بانتظار مزيد من التقييمات العميقة

أحد المشاة ينظر إلى لوحة تداول مؤشرات في طوكيو باليابان (إ.ب.أ)
أحد المشاة ينظر إلى لوحة تداول مؤشرات في طوكيو باليابان (إ.ب.أ)

تراجعت الأسهم الأوروبية يوم الثلاثاء فيما يعكف المستثمرون على تقييم مزيد من نتائج الشركات والتعليقات الصادرة عن صانعي السياسة في «البنك المركزي الأوروبي» بشأن توقعات أسعار الفائدة.
وهبط مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.4 في المائة بحلول الساعة 07:18 بتوقيت غرينيتش، متأثراً بتراجع قطاعي التعدين والبنوك 1.8 و1.5 في المائة على التوالي، فيما زاد مؤشر المواد الغذائية والمشروبات 0.2 في المائة.
وارتفع سهم «نستله» 1.6 في المائة بعدما سجلت مبيعات أفضل من المتوقع في الربع الأول. بينما عادت مخاوف القطاع المصرفي إلى الواجهة بعدما أعلن بنك «فيرست ريبابليك» الأميركي أن ودائعه تراجعت بأكثر من 100 مليار دولار في الربع الأخير، وأنه يدرس خيارات مثل إعادة هيكلة ميزانيته العمومية. كما هبط سهم بنك «يو بي إس غروب» 2.8 في المائة بعدما خصص مزيداً من الأموال لتسوية علاقته برهون عقارية عالية المخاطر؛ الأمر الذي تسبب في ضربة قوية لأرباحه في الربع الأول.
وقال فيليب لين، المسؤول في «البنك المركزي الأوروبي»، لصحيفة فرنسية، إن «البنك المركزي» سيحتاج إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماع السياسة النقدية المقرر الأسبوع المقبل، فيما ذكرت إيزابيل شنابل، عضو «المجلس التنفيذي» لـ«المركزي الأوروبي» لصحيفة «بوليتيكو» أن رفع سعر الفائدة 50 نقطة أساس ليس مطروحاً على الطاولة.
وفي المقابل، سجلت الأسهم اليابانية ارتفاعاً طفيفاً، ولامس مؤشر «نيكي» أعلى مستوى في 8 أشهر، وسط تفاؤل إزاء نتائج مجموعة من الشركات وتوسيع الدعم الحكومي لإنتاج الرقائق. وتراجع الزخم في جلسة ما بعد الظهيرة متأثراً بأسهم شركات إنتاج الصلب وسط مؤشرات على ضعف الطلب من الصين.
وصعد مؤشر «نيكي» 0.09 في المائة ليغلق عند 28620.07 نقطة، مواصلاً الارتفاع للجلسة الثانية على التوالي. وسبق أن قفز المؤشر في التعاملات المبكرة 0.75 في المائة إلى 28806.69 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ 19 أغسطس (آب) 2022. كما زاد مؤشر «توبكس الأوسع نطاقاً» 0.24 في المائة إلى 2042.15 نقطة.
وصعدت أسهم الرقائق بعدما قال وزير الصناعة، ياسوتوشي نيشيمورا، إن اليابان تعتزم تقديم دعم إضافي لشركة «رابيدوس» لتصنيع الرقائق، التي تخطط لبناء مصنع حديث في جزيرة هوكايدو في الشمال. وهبط سهم «نيبون ستيل» 3.8 في المائة، فيما تراجع سهم «كوبي ستيل» 3 في المائة ليكونا أكبر الخاسرين على مؤشر «نيكي». وانخفضت الأسعار المرجعية لخام الحديد والصلب يوم الاثنين إلى أدنى مستوياتها منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
من جانبها، ارتفعت أسعار الذهب في مستهل التعاملات الآسيوية مدعومة بتراجع الدولار، بينما ينتظر المستثمرون بيانات اقتصادية أميركية هذا الأسبوع للتنبؤ بخطوة «مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)» التالية فيما يخص سعر الفائدة.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 1996.99 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00:37 بتوقيت غرينتش، بينما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المائة مسجلة 2005.50 دولار.
وانخفض مؤشر الدولار 0.1 في المائة، وهو ما يزيد جاذبية الذهب بالنسبة إلى المشترين من حائزي العملات الأخرى. وأظهر تقرير لـ«بنك الاحتياطي الفيدرالي» في دالاس يوم الاثنين انكماش نشاط قطاع الصناعات التحويلية في تكساس خلال أبريل (نيسان)، وهو ما سلط الضوء على الآثار الاقتصادية لدورة التشديد النقدي التي ينفذها «المركزي الأميركي».
ورغم أن الذهب يعدّ أداة للتحوط من التضخم وعدم التيقن الاقتصادي، فإن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل جاذبية المعدن النفيس الذي لا يدر عائداً. وتظهر خدمة «فيدووتش» من «سي إم إي» أن الأسواق تتوقع بنسبة 90.5 في المائة أن يرفع «الاحتياطي الفيدرالي» الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعه يومي 2 و3 مايو (أيار) المقبل.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في السوق الفورية 0.2 في المائة إلى 25.22 دولار للأوقية، بينما زاد البلاتين 0.5 في المائة إلى 1087.70 دولار، وارتفع البلاديوم 0.1 في المائة إلى 1536.56 دولار.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

ألمانيا تطالب أوروبا بزيادة الضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية

شعارات شركات تكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلال عدسة مكبرة (رويترز)
شعارات شركات تكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلال عدسة مكبرة (رويترز)
TT

ألمانيا تطالب أوروبا بزيادة الضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية

شعارات شركات تكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلال عدسة مكبرة (رويترز)
شعارات شركات تكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلال عدسة مكبرة (رويترز)

قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إنه حال نشوب نزاع بشأن الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة تحت حكم الرئيس دونالد ترمب، سيتعين على أوروبا الرد «بقوة».

وقال مرشح «حزب الخضر» للمنافسة على منصب المستشار، في مقابلة مع صحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية وصحيفة «أويست فرانس» الفرنسية، إن إحدى أفكار الرد هي فرض ضرائب أعلى على شركات التكنولوجيا الكبرى.

وأضاف هابيك، الذي يشغل أيضاً منصب نائب المستشار: «هناك مقولة مفادها بأن البيانات هي النفط الجديد... إذا اتبعناها، فسنجد أننا نقوم حالياً بمنح قدر كبير من البيانات لشركات أميركية وغيرها من الشركات الكبرى دون أن تدفع مقابل ذلك».

ومن أبرز شركات التكنولوجيا الأميركية: «ألفابيت» المالكة لـ«غوغل»، و«ميتا» المالكة لـ«فيسبوك» و«واتساب»، و«أمازون» و«أوبر» و«مايكروسوفت» و«أبل».

كان ترمب أعلن مراراً خلال حملته الانتخابية أنه سيزيد الرسوم الجمركية لحماية الاقتصاد الأميركي. وهدد برفع التعريفات الجمركية على دول الاتحاد الأوروبي ما لم تزيد من مشترياتها من النفط والغاز الأميركيين لتضييق الفجوة التجارية مع الولايات المتحدة.

وقال ترمب منتصف الشهر الماضي: «أخبرت الاتحاد الأوروبي أنه يجب عليهم تعويض عجزهم الهائل مع الولايات المتحدة من خلال زيادة شراء نفطنا وغازنا. وإلا، فإن التعريفات الجمركية ستطبق كاملة». وواصل ترمب استخدام التهديد بالتعريفات الجمركية كتكتيك تفاوضي مع الدول الأجنبية التي يعتقد أنها تعامل الولايات المتحدة بشكل «غير عادل».

وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، هدد بفرض تعريفات جمركية ضخمة بنسبة 25 في المائة على جميع السلع المستوردة من كندا والمكسيك، ما لم تكثف تلك الدول ما عدّه تساهلاً في تطبيق قوانين المخدرات والحدود.

وقال هابيك: «نحن على تواصل وثيق داخل الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة، ونقوم بإعداد السيناريوهات المحتملة»، مؤكداً أن الهدف يجب أن يكون الرهان على التعاون، وأضاف: «ولكننا مستعدون لخلاف ذلك».

ومع اقتراب موعد تنصيب ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية في 20 يناير الحالي، دعا زعيم كتلة «حزب الشعب» في البرلمان الأوروبي، مانفريد فيبر، إلى اتخاذ إجراءات أوروبية مضادة تجاه أميركا، حال زيادة الرسوم الجمركية على الواردات إلى الولايات المتحدة.

وقال السياسي الألماني، الأسبوع الماضي، إن هذا من شأنه أن يؤثر على الشركات الرقمية الأميركية، ضمن شركات أخرى. وأضاف: «علينا أن نفترض أن ترمب سينفذ بالضبط ما أعلنه: سيكون من الممكن فرض رسوم جمركية بنسبة 20 في المائة على المنتجات الأوروبية قريباً للغاية».

وذكر فيبر أنه يتعين على أوروبا أن تستعد لخطط ترمب «بثقة في النفس»، وقال: «نحن في نفس الحجم الاقتصادي للأميركان، فكل منا يمثل أكثر من 20 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي. نحن قادرون أيضاً على اتخاذ تدابير مضادة... تجني الشركات الرقمية الأميركية الكثير من الأموال في الاتحاد الأوروبي، ولا تدفع أي ضرائب تقريباً - وقد يكون ذلك بالتأكيد نقطة انطلاق».

وفي المقابل، أوضح فيبر أن الاتحاد الأوروبي لا يريد حرباً تجاريةً، لأن هذا من شأنه أن يؤدي فقط إلى إضعاف الغرب بوجه عام أمام الصين، على سبيل المثال. وأوضح: «ما نحتاجه هو حلف شمال أطلسي اقتصادي. يجب أن نعرض على ترمب الوقوف معاً ضد الصين».

وذكر فيبر أن السياسة بالنسبة للرئيس الأميركي المنتخب «نوع من مصارعة الأذرع»، وأضاف: «لن يحترم ترمب أوروبا إلا إذا بدت واثقة وموحدة»، وأضاف: «الاتحاد الأوروبي وحده مسؤول عن القضايا الجمركية، ولا يوجد حق نقض من دول منفردة، وهذا يجعلنا أقوياء».