أكراد سوريا مستعدون للحوار مع دمشق

مسلحون أكراد يحتفلون بالنصر على تنظيم «داعش» في الرقة (أرشيفية- رويترز)
مسلحون أكراد يحتفلون بالنصر على تنظيم «داعش» في الرقة (أرشيفية- رويترز)
TT

أكراد سوريا مستعدون للحوار مع دمشق

مسلحون أكراد يحتفلون بالنصر على تنظيم «داعش» في الرقة (أرشيفية- رويترز)
مسلحون أكراد يحتفلون بالنصر على تنظيم «داعش» في الرقة (أرشيفية- رويترز)

أبدت الإدارة الذاتية الكردية، التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال وشمال شرقي سوريا، استعدادها للقاء الحكومة السورية؛ بهدف التوصل إلى حلّ للأزمة في البلاد، في خطوة تأتي على وقْع انفتاح عربي متسارع تجاه دمشق وتغيرات إقليمية.
وقالت الإدارة الذاتية، في بيان وزّعته، ليل الثلاثاء - الأربعاء: «نؤكد استعدادنا للقاء الحكومة السورية، والحوار معها ومع جميع الأطراف السورية؛ من أجل التشاور والتباحث لتقديم مبادرات وإيجاد حل للأزمة السورية».
وناشدت «الدول العربية والأمم المتحدة وجميع القوى الدولية الفاعلة في الشأن السوري... بأن يؤدوا دوراً إيجابياً وفعالاً يسهم في البحث عن حلّ مشترك مع الحكومة السورية».
خاضت الإدارة الذاتية، منذ عام 2018، جولات محادثات عدّة مع دمشق، من دون إحراز نتائج.
ويكرر الأسد اتهام الأكراد، الذين شكّلوا رأس حربة في التصدي لتنظيم «داعش»، وتمكنوا من دحره في مناطق واسعة في شمال وشمال شرقي سوريا، بدعم أميركي، بـ«العمالة» لواشنطن، التي تقود تحالفاً دولياً ضد التنظيم المتطرف.
وقال الأسد، في مقابلة، خلال زيارته الأخيرة لموسكو، الشهر الماضي، رداً على سؤال حول الوحدات الكردية، إن «أن أي جهة أو فرد يعمل لصالح قوة أجنبية هو خائن وعميل بكل بساطة».
وأكدت الإدارة الذاتية، في بيانها، تمسّكها بـ«وحدة الأراضي السورية»، مشددة على أهمية «تأسيس نظام إداري سياسي ديمقراطي تعددي لا مركزي يحفظ حقوق الجميع من دون استثناء».
وفي موقف لافت، طالبت بتوزيع الثروات والموارد الاقتصادية «بشكل عادل» بين المناطق السورية، بما فيها حقول النفط والغاز، التي يقع أبرزها في مناطق سيطرتها.
وقالت: «نؤكد، مرة أخرى، ضرورة مشاركة هذه الموارد، من خلال الاتفاق مع الحكومة السورية عبر الحوار والتفاوض»، شأنها شأن الموارد «الموجودة في مناطق أخرى».
ويخشى الأكراد من خسارة مكتسبات حققوها، خلال سنوات النزاع الأولى، بعدما عانوا لعقود من سياسة تهميش اتبعتها الحكومات المتعاقبة بحقِّهم، في حال التوصل لتسوية سياسية للنزاع تستثنيهم، خصوصاً بعد استبعادهم من جولات تفاوض عدة، أبرزها تلك التي تقودها الأمم المتحدة بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة في جنيف.
ويخشون كذلك من أي تقارب بين دمشق وأنقرة، التي تعتبر الوحدات الكردية منظمة «إرهابية»، وتعمل على إبعادها عن حدودها.


مقالات ذات صلة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

المشرق العربي «قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

أعلنت سوريا، أمس، سقوط قتلى وجرحى عسكريين ومدنيين ليلة الاثنين، في ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في محيط مدينة حلب بشمال سوريا. ولم تعلن إسرائيل، كعادتها، مسؤوليتها عن الهجوم الجديد الذي تسبب في إخراج مطار حلب الدولي من الخدمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

في حين أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تستطيع تأكيد ما أعلنته تركيا عن مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو الحسين الحسيني القرشي في عملية نفذتها مخابراتها في شمال سوريا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن قوات بلاده حيدت (قتلت) 17 ألف إرهابي في السنوات الست الأخيرة خلال العمليات التي نفذتها، انطلاقاً من مبدأ «الدفاع عن النفس».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم أمس (الأحد)، مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا خلال عملية نفذتها الاستخبارات التركية. وقال إردوغان خلال مقابلة متلفزة: «تم تحييد الزعيم المفترض لداعش، واسمه الحركي أبو الحسين القرشي، خلال عملية نفذها أمس (السبت) جهاز الاستخبارات الوطني في سوريا». وكان تنظيم «داعش» قد أعلن في 30 نوفمبر (تشرين الأول) مقتل زعيمه السابق أبو حسن الهاشمي القرشي، وتعيين أبي الحسين القرشي خليفة له. وبحسب وكالة الصحافة الفرنيسة (إ.ف.ب)، أغلقت عناصر من الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية المحلية المدعومة من تركيا، السبت، منطقة في جينديرس في منطقة عفرين شمال غرب سوريا.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

قالت الرئاسة التونسية في بيان إن الرئيس قيس سعيد عيّن، اليوم الخميس، السفير محمد المهذبي سفيراً فوق العادة ومفوضاً للجمهورية التونسية لدى سوريا، في أحدث تحرك عربي لإنهاء العزلة الإقليمية لسوريا. وكانت تونس قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا قبل نحو عشر سنوات، احتجاجاً على حملة الأسد القمعية على التظاهرات المؤيدة للديمقراطية عام 2011، والتي تطورت إلى حرب أهلية لاقى فيها مئات آلاف المدنيين حتفهم ونزح الملايين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
المشرق العربي شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

أثار تمسك سوريا بانسحاب تركيا من أراضيها ارتباكاً حول نتائج اجتماعٍ رباعي استضافته العاصمة الروسية، أمس، وناقش مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة.


هجوم إسرائيلي جديد على قوات «اليونيفيل» يسفر عن سقوط جرحى

آليات تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» تقوم بدورية في مرجعيون بجنوب لبنان 11 أكتوبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين «حزب الله» وإسرائيل (أ.ف.ب)
آليات تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» تقوم بدورية في مرجعيون بجنوب لبنان 11 أكتوبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين «حزب الله» وإسرائيل (أ.ف.ب)
TT

هجوم إسرائيلي جديد على قوات «اليونيفيل» يسفر عن سقوط جرحى

آليات تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» تقوم بدورية في مرجعيون بجنوب لبنان 11 أكتوبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين «حزب الله» وإسرائيل (أ.ف.ب)
آليات تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» تقوم بدورية في مرجعيون بجنوب لبنان 11 أكتوبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين «حزب الله» وإسرائيل (أ.ف.ب)

أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل»، اليوم الجمعة، أن جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي أسقطت حواجز في موقع الأمم المتحدة 1-31 بالقرب من الخط الأزرق في اللبونة، واقتربت دبابات إسرائيلية من موقع قوات الأمم المتحدة.

وحذّرت «اليونيفيل» من أن «الحوادث» الأخيرة في جنوب لبنان تُعرّض قواتها لـ«خطر شديد».

وفي وقت سابق، أعلنت «الخارجية» اللبنانية، في بيان، أن هجوماً إسرائيلياً جديداً على مقر الكتيبة السريلانكية في قوات «اليونيفيل» بجنوب لبنان أسفر عن سقوط جرحى، غداة هجوم مماثل أدى لإصابة جنديين إندونيسيين من القُبّعات الزرق بجروح، وأثار تنديداً دولياً.

وقالت الوزارة إن «قصفاً استهدف أبراج مراقبة في المقر الرئيسي لليونيفيل في رأس الناقورة، وفي مقر الكتيبة السريلانكية، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى في صفوف اليونيفيل»، منددة «بأشدّ العبارات، بالاستهداف المُمنهج والمتعمَّد الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي». في حين تستمر المواجهات بالمنطقة الحدودية بين إسرائيل و«حزب الله»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

من جهتها، أكدت إندونيسيا، الجمعة، إصابة اثنين من جنودها في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان بنيران إسرائيلية، وعدَّت الاستهداف الإسرائيلي لـ«اليونيفيل» انتهاكاً للقانون الدولي.

واتهمت قوات حفظ السلام، التابعة للأمم المتحدة، الخميس، الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار «بشكل متكرر» على مواقع لها في جنوب لبنان، ما أسفر عن إصابة اثنين من «القبعات الزرق» وأثار تنديدات دولية.

وأكد الجيش الإسرائيلي، ليل الخميس، أن قواته أطلقت النار في منطقة مقر قوات الأمم المتحدة في الناقورة بجنوب لبنان، مستهدفة عناصر من «حزب الله» في الموقع.

وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية، ريتنو مارسودي، في بيان، إن «اثنين من العناصر أُصيبا في الهجوم بالناقورة، وهما من إندونيسيا»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضحت أن الجنديين أصيبا بجروح طفيفة وهما في المستشفى. وتابعت أن «إندونيسيا تدين بشدةٍ الهجوم»، مؤكدة أن «مهاجمة طواقم وأملاك للأمم المتحدة هو انتهاك فادح للقانون الدولي الإنساني». ودعت جميع الأطراف إلى احترام مناطق وجود الأمم المتحدة في كل الظروف.

وإندونيسيا من أشدّ منتقدي إسرائيل ومن مؤيدي الفلسطينيين، وهي تنشر نحو 1232 عسكرياً حالياً في إطار «اليونيفيل».

وكثّفت إسرائيل غاراتها الجوية في لبنان، منذ 23 سبتمبر (أيلول) الماضي، مستهدفة ما تقول إنها بنى تحتية ومنشآت تابعة لجماعة «حزب الله»، ولا سيما في معاقله في ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان.