ناغيلسمان وصل إلى مرحلة حرجة في مسيرته التدريبية... ولا يصلح لقيادة توتنهام

الفريق بحاجة إلى مدير فني لديه رغبة كبيرة في إثبات ذاته وتكون مسيرته الكروية في اتجاه تصاعدي

هل أدت هزيمة بايرن ميونيخ أمام باير ليفركوزن وفقدان صدارة الدوري إلى إقالة ناغيلسمان (رويترز)
هل أدت هزيمة بايرن ميونيخ أمام باير ليفركوزن وفقدان صدارة الدوري إلى إقالة ناغيلسمان (رويترز)
TT

ناغيلسمان وصل إلى مرحلة حرجة في مسيرته التدريبية... ولا يصلح لقيادة توتنهام

هل أدت هزيمة بايرن ميونيخ أمام باير ليفركوزن وفقدان صدارة الدوري إلى إقالة ناغيلسمان (رويترز)
هل أدت هزيمة بايرن ميونيخ أمام باير ليفركوزن وفقدان صدارة الدوري إلى إقالة ناغيلسمان (رويترز)

لو لم يصبح جوليان ناغيلسمان مديراً فنياً لبايرن ميونيخ، لاعتقد العالم أجمع أنه سيكون مديراً فنياً جيداً للغاية لبايرن ميونيخ! لقد كان هذا المنصب يبدو في انتظاره دائماً منذ أن أصبح أصغر مدير فني في تاريخ الدوري الألماني الممتاز في عام 2016، حيث تولى قيادة هوفنهايم وهو في التاسعة والعشرين فقط من عمره. وكان ناغيلسمان قبل ذلك قد قاد فريق هوفنهايم تحت 19 عاماً للفوز بلقب الدوري الألماني للشباب. لقد بدا ناغيلسمان موهوباً بشكل غير طبيعي، وفي ألمانيا ينتهي الأمر بالموهوبين دائماً إلى بايرن ميونيخ، خصوصاً عندما يأتون من بافاريا.
تولى ناغيلسمان قيادة هوفنهايم وهو يعاني بشدة وليس لديه سوى 7 نقاط، لكنه تمكن من إبقائه في «البوندسليغا»، قبل أن يقوده في الموسم التالي للمشاركة في دوري أبطال أوروبا. وبعد الحصول على المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الألماني الممتاز في موسم 2017 - 2018، استمرت رحلة ناغيلسمان التصاعدية وقاد لايبزيغ للوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. وبعد ذلك، تولى المدير الفني الشاب قيادة بايرن ميونيخ وقاده للحصول على لقب الدوري في أول موسم له مع العملاق البافاري.
ومع ذلك، كانت هزيمة لايبزيغ بثلاثية نظيفة أمام باريس سان جيرمان بقيادة توماس توخيل في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا في عام 2020، مدمرة (أُقيم هذا الدور من مباراة واحدة بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا). لقد ظهر لايبزيغ بشكل ضعيف للغاية منذ بداية المباراة وحتى نهايتها، ولم يلعب بالشراسة نفسها التي أظهرها ضد أتلتيكو مدريد وتوتنهام في الجولات السابقة. من الواضح والمعروف للجميع أن باريس سان جيرمان يعاني بشدة أمام الأندية التي تعتمد على الضغط العالي والمتواصل بطول الملعب، نظراً لأن خط هجوم النادي الباريسي لا يقوم بواجباته الدفاعية كما ينبغي، وبالتالي فإن الفرق المنافسة القوية تتفوق عليهم بشكل واضح في خط الوسط. مع ذلك، لم يستغل لايبزيغ هذا الأمر، وظهر بشكل متواضع للغاية.
صحيح أنها مباراة واحدة، وصحيح أنه يمكن لأي فريق أن يخسر، خصوصاً عندما يلعب في مرحلة لم يصل إليها من قبل، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن هذه الخسارة جاءت في إطار نمط معين ومتواصل، وهو أن ناغيلسمان دائماً ما يخسر في المباريات الكبيرة ضد الأندية غير الألمانية. وقد بدأ هذا الأمر عندما أوقعت القرعة هوفنهايم في مواجهة ليفربول في الأدوار الإقصائية في دوري أبطال أوروبا في موسم 2017 - 2018.
لقد فاز ليفربول بنتيجة ستة أهداف مقابل ثلاثة في مجموع مباراتي الذهاب والعودة، وكان من الممكن أن ينهي النادي الإنجليزي الأمر بنتيجة أكبر. وعلاوة على ذلك، لم يُظهر لايبزيغ كثيراً من القوة والشراسة عندما لعب مجدداً أمام ليفربول في دور الـ16 في موسم 2020 - 2021. صحيح أن لايبزيغ كان الفريق الأقل حظاً وفرصاً في هاتين المواجهتين بسبب فارق المستوى والخبرات الذي يصب في مصلحة ليفربول، لكن المشكلة لا تكمن في الخسارة بقدر ما تكمن في طريقة اللعب والمستوى الذي يقدمه الفريق. وخلال الموسم الماضي، ودع بايرن ميونيخ دوري أبطال أوروبا بعد الخسارة أمام فياريال في الدور ربع النهائي.

من الواضح أنه إذا ركزت فقط على الهزائم فسيبدو المدير الفني سيئاً، خصوصاً أن العينة التي نتناولها صغيرة جداً. لكن هذه هي طبيعة كرة القدم الألمانية الحديثة، خصوصاً بالنسبة للمدير الفني لبايرن ميونيخ، الذي يبدو لقب الدوري الألماني مضموناً له بشكل شبه مؤكد كل عام. وبالتالي، فإن المحك الحقيقي هو البطولات الأوروبية، التي لم ينجح ناغيلسمان فيها حتى الآن.
ومع ذلك، فاز بايرن ميونيخ بالمباريات الثمانية التي لعبها في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم جميعها، وأطاح بباريس سان جيرمان، لكن حتى في مباراة الذهاب لدور الـ16 كان هناك شعور بأن النادي الألماني أضاع فرصة سهلة ومحققة بإنهاء الأمور مبكراً والفوز بنتيجة كبيرة. كان من الممكن أن يستغل ناغيلسمان المستوى المتواضع للغاية الذي قدمه باريس سان جيرمان في الشوط الأول ويتحكم في زمام ورتم المباراة تماماً ويحسم الأمور مبكراً، بدلاً من مجرد الاستحواذ السلبي على الكرة.
لقد نجا بايرن ميونيخ من الاستفاقة المتأخرة لباريس سان جيرمان بعد مشاركة النجم الفرنسي كيليان مبابي في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، وعلى الرغم من أن الأمر انتهى بمرور بايرن ميونيخ إلى الدور التالي بشكل مريح، فإن تهاونه منح النادي الباريسي أملاً في العودة.
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن من الغريب والسخيف للغاية أن تُقيل مديراً فنياً لم يخسر سوى 3 مرات فقط من أصل 36 مباراة لعبها هذا الموسم. لكن هذا هو واقع كرة القدم الألمانية الحديثة. تشير الأرقام إلى أن الإيرادات السنوية لبايرن ميونيخ أعلى بنسبة 83 في المائة من إيرادات أقرب منافس له، ومن هذا المنطلق يكون ناغيلسمان ضحية للفوارق المالية الهائلة بين العملاق البافاري وغيره من الأندية الأخرى مثل هانزا روستوك أو أرمينيا بيليفيلد، لأن هذا يجعل الجميع يعتقد بأن الفوز وحده لا يكفي، وأنه يجب على بايرن ميونيخ أن يهيمن تماماً على كل شيء، وأن هذا هو الشيء الطبيعي مع أي مدير فني!
وقال الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ، أوليفر كان: «منذ نهاية كأس العالم ونحن نلعب بشكل أقل نجاحاً وأكثر جاذبية». لم تكن العروض فقط هي التي أدت إلى إقالة ناغيلسمان، أو حتى الهزيمة أمام بوروسيا مونشنغلادباخ وباير ليفركوزن التي أدت إلى ابتعاد بايرن ميونيخ عن صدارة جدول ترتيب الدوري، لكن السبب الحقيقي يتمثل في تنامي الشكوك والاعتقاد المتزايد بأن المدير الفني الألماني الشاب لم يعد قادراً على التعامل مع الضغوط.
وهكذا، فقد ناغيلسمان، الذي دخل عالم التدريب في سن العشرين بعد اعتزاله بسبب الإصابة ووصل إلى القمة في سن مبكرة، فقد الوظيفة التي كان يحلم بها. وعندما أُقيل يوهان كرويف - بعد أن قاد أياكس بالفعل - من القيادة الفنية لبرشلونة في عام 1996، كانت هذه هي بداية النهاية لمسيرته التدريبية وهو في التاسعة والأربعين من عمره، أما ناغيلسمان فيبلغ من العمر الآن 35 عاماً! لقد ظل كرويف في برشلونة يكتب أعمدة في الصحف عن النادي، لكنه كان قد سبق أن قاد برشلونة للفوز بأربعة ألقاب للدوري - في وقت كانت فيه كل بطولة مهمة حقاً لبرشلونة - كما قاده للحصول على أول بطولة لدوري أبطال أوروبا، وغيّر شكل كرة القدم في العالم كله. لكن ناغيلسمان لم يحقق مثل هذه الإنجازات، على الرغم من أنه مدير فني واعد بالفعل، وسوف يواصل مسيرته التدريبية ويقود أندية أخرى خلال الفترة المقبلة.
لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: أين سيعمل ناغيلسمان، وهل سيواصل العمل بالحماس نفسه؟
تشير تقارير إلى أن ريال مدريد وتوتنهام يرغبان في التعاقد معه. لكن كيف سيصبح ناغيلسمان مناسباً لثقافة ريال مدريد؟ وبالمثل، فإذا تولى قيادة توتنهام، بعدما قاد بايرن ميونيخ وأصبح مرشحاً لقيادة ريال مدريد، فإن هذه ستبدو خطوة إلى الوراء في مسيرته التدريبية. لقد عانى توتنهام بما فيه الكفاية مع المديرين الفنيين الذين يتعاملون مع هذا المنصب كما لو كانوا يفعلون معروفاً بالنادي! ما يحتاجه توتنهام حقاً هو مدير فني يشبه ما كان عليه ماوريسيو بوكيتينو في عام 2014، بمعنى أنه بحاجة إلى مدير فني لديه رغبة هائلة في إثبات نفسه وقدراته، وأن تكون مسيرته التدريبية في اتجاه تصاعدي، وليس مديراً فنياً - بغض النظر عن صغر سنه – يعاني بشدة، وربما يتطلع في النهاية إلى العودة المريحة إلى بايرن ميونيخ. تتمثل المشكلة الكبرى بالنسبة لناغيلسمان في أنه وصل لنقطة أزمة في مسيرته التدريبية، رغم أن كثيراً من اللاعبين في سنه نفسها لا يزالون يلعبون حتى الآن! وعلاوة على ذلك، قد تكون أفضل سنواته التدريبية قد مرت بالفعل، وهذه هي مشكلة الأشخاص الذين يتفوقون في سن مبكرة!


مقالات ذات صلة

مدرب بايرن: تركيزنا منصبّ على أوغسبورغ رغم تكدس المباريات

رياضة عالمية فينسن كومباني مدرب بايرن ميونيخ (أ.ب)

مدرب بايرن: تركيزنا منصبّ على أوغسبورغ رغم تكدس المباريات

قال فينسن كومباني، مدرب بايرن ميونيخ، متصدر دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم، إنه يركز على مباراة غدٍ الجمعة أمام أوغسبورغ، رغم ازدحام جدول المباريات.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية نوري شاهين (أ.ف.ب)

كوبل وأنتون جاهزان للمشاركة مع دورتموند أمام فرايبورغ

قال نوري شاهين، المدير الفني لفريق بوروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم، إن وضع الإصابات بالفريق يتحسن حيث يستعيد الفريق خدمات غريغور كوبيل، حارس المرمى.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية يأمل بايرن ميونيخ في مواصلة صحوته عندما يستضيف جاره أوغسبورغ (أ.ف.ب)

«ديربي بافاري» لبايرن قبل 3 اختبارات نارية متتالية

يأمل بايرن ميونيخ في مواصلة صحوته عندما يستضيف جاره أوغسبورغ، الثالث عشر، الجمعة في افتتاح المرحلة الحادية عشرة من بطولة ألمانيا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية فينسنت كومباني (د.ب.أ)

كومباني: مشاركة نوير أمام أوغسبورغ «غير مؤكدة»

أثار فينسنت كومباني المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم الشكوك حول مشاركة مانويل نوير في مباراة الفريق المقبلة بالدوري الألماني

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية البرازيلي دييغو خلال مشاركته مع فريقه السابق فيردر بريمن الألماني (الشرق الأوسط)

فيردر بريمن يقيم مباراة وداعية للبرازيلي دييغو

أعلن نادي فيردر بريمن الألماني لكرة القدم الأربعاء أنه سيستضيف مباراة وداعية للاعب خط وسطه السابق البرازيلي دييغو مارس المقبل.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.