وزيرا خارجية فرنسا وإيران يبحثان «النووي» في بكين

كولونا طالبت عبداللهيان بإطلاق سراح مواطنيها المحتجزين

کولونا خلال لقاء مع نظيرها الصيني في بكين أول من أمس (رويترز)
کولونا خلال لقاء مع نظيرها الصيني في بكين أول من أمس (رويترز)
TT

وزيرا خارجية فرنسا وإيران يبحثان «النووي» في بكين

کولونا خلال لقاء مع نظيرها الصيني في بكين أول من أمس (رويترز)
کولونا خلال لقاء مع نظيرها الصيني في بكين أول من أمس (رويترز)

أبلغت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، نظيرها الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في بكين، بقلق باريس من مواقف طهران حيال ملفات عدة، على رأسها البرنامج النووي الإيراني، ومصير ستة فرنسيين محتجزين في إيران.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان (الجمعة)، إنّ الوزيرة التي كانت ترافق الرئيس إيمانويل ماكرون في زيارته إلى الصين، «أجرت محادثات (الخميس) مع نظيرها الإيراني»، الذي كان في بكين للقاء نظيره السعودي.
وأضاف البيان أنّ كولونا «جدّدت مطالبتها الملحّة بالإفراج فوراً عن الفرنسيين الستّة الذين تحتجزهم إيران بشكل تعسّفي».
وبحسب البيان الفرنسي، فإنّ الاجتماع بين كولونا وعبداللهيان «تناول أيضاً الأوضاع في إيران وجميع القضايا الإقليمية والبرنامج النووي الإيراني». وأضاف أنّ «الوزيرة أعربت عن قلق فرنسا إزاء موقف السلطات الإيرانية من هذه الموضوعات المختلفة».
وقال عبداللهيان في تغريدة على «تويتر» إنه أجرى حواراً «صريحاً ومثمراً» مع نظيرته الفرنسية على مدى ساعتين، حول العلاقات الثنائية، والاتفاق الأخير مع السعودية، وأوكرانيا والقضايا الإقليمية بما في ذلك فلسطين ولبنان، والاتفاق النووي.
وأشار إلى أنه انتقد سلوك الحكومة الفرنسية في العمل بالتزاماتها في الاتفاق النووي، لافتاً إلى أنه شدد على ضرورة احترام حقوق المواطنين الفرنسيين المحتجين. وقال: «اتفقنا على استمرار المفاوضات والاحترام المتبادل لتخطي التحديات».وتحتجز إيران عشرات الغربيين الذين تقول دولهم إنّهم أبرياء تستخدمهم طهران ورقة ضغط ومساومة في علاقاتها الدولية. وتحاول طهران والقوى الغربية الكبرى عبثاً إعادة إحياء الاتفاق الذي أبرم في 2015 حول الملف النووي الإيراني. في غضون ذلك، قال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، إن العقوبات بـ«ذريعة البرنامج النووي وصلت إلى ذروتها خلال العام الماضي عبر العمليات النفسية والسياسية».
وكان إسلامي يشير إلى الفترة بين 20 مارس (آذار) العام الماضي، و20 مارس الماضي، وفق التقويم الرسمي المعتمد في إيران.
وفضلاً عن الخلاف بين الغرب وطهران حول الملف النووي وقضية المحتجزين، فرض الغرب سلسلة عقوبات ضد المسؤولين المتورطين في قمع حركة الاحتجاج الشعبية التي اندلعت في إيران احتجاجاً على وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) بعدما أوقفتها «شرطة الأخلاق» بدعوى «سوء الحجاب». ومنذ الصيف الماضي، فرضت الدول الغربية سلسلة من العقوبات استهدفت برنامج المسيّرات الإيرانية، بعدما رصدت مسيّرات إيرانية، أطلقتها روسيا على مدن أوكرانية.
ولم تصدر أي عقوبات غربية تستهدف إيران بسبب برنامجها النووي، خلال العام الماضي، رغم أن المفاوضات النووية توقفت في مارس العام الماضي، وفشلت آخر محاولات الاتحاد الأوروبي في سبتمبر الماضي، لإعادة المفاوضات إلى مسارها بعدما طرح مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مسودة نهائية على أطراف الاتفاق.
وعلى مدى الفترة التي أشار إليها المسؤول الإيراني، أصدرت الدول الغربية قرارين أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لحض طهران على التعاون مع عملية التفتيش في منشآتها النووية، وكذلك التحقيق بشأن ثلاثة مواقع غير معلنة، وتشترط طهران إغلاق التحقيق للقبول بمسودة إحياء الاتفاق النووي.
وقال إسلامي في خطاب أمس قبل خطبة الجمعة في طهران: «رغم أنهم (الأطراف الغربية) قالوا إنهم يريدون العودة إلى التفاهم النووي، وإن الحل الوحيد هو الحل الدبلوماسي، والاتفاق النووي أفضل طريق، لكن رغم ذلك لا يزالون يصرون على منطقهم، وزادت ضغوطهم عن حدها، لقد واجهنا عاماً مليئاً بالتوتر مع سلوكيات معقدة».
وأضاف: «يواصلون الإيحاء بشكل مستمر بأن إيران ليس لها هدف سوى الحصول على قنبلة نووية، يكررون هذه الاتهامات منذ 20 عاماً»، وتابع: «هذا الضجيج يصب في مصلحتهم لمواصلة الضغوط القصوى على إيران».
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أفاد موقع «أكسيوس» الإخباري نقلاً عن مصادر إسرائيلية وغربية، بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ناقشت مع شركائها الأوروبيين والإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة، اقتراحاً بشأن اتفاق مؤقت مع إيران، ويتضمن تخفيف بعض العقوبات مقابل تجميد طهران لأجزاء من برنامجها النووي، خصوصاً تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة.
وأشار الموقع إلى أن النهج الجديد لإدارة بايدن، يظهر مدى قلق الولايات المتحدة بشأن التقدم الأخير في برنامج إيران النووي. وقال مسؤول إسرائيلي ودبلوماسي غربي إن «الإيرانيين على علم بالمناقشات الأميركية، بيد أنهم يرفضون الفكرة حتى الآن».
وذكر الموقع في تقرير آخر أن تصريحات رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي حول برنامج إيران النووي، أزعجت مسؤولين إسرائيليين ودفعتهم إلى طلب توضيحات من الإدارة الأميركية. وكان ميلي قد قال في إفادة أمام اللجنة الفرعية للمخصصات الدفاعية في مجلس النواب، إن الولايات المتحدة «تظل ملتزمة كسياسة بمنع إيران من نشر سلاح نووي في الميدان»، مضيفاً أن إيران تحتاج إلى أسبوعين لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لصنع سلاح نووي. وأضاف أن الأمر «سيستغرق منها عندئذ عدة أشهر فقط لإنتاج سلاح نووي فعلي». ونقل «أكسيوس» عن أربعة مصادر قولها إن استخدام ميلي لتعبير «في الميدان» خلق انطباعاً لدى المسؤولين الإسرائيليين بأن الولايات المتحدة غيرت سياستها تجاه إيران، وأنها ستتسامح مع امتلاك طهران لبرنامج أسلحة نووية. وقال موقع «أكسيوس» إن هذا التقييم أزعج أيضاً المسؤولين الإسرائيليين؛ إذ إن عبارة «عدة أشهر» تشير إلى مدى زمني أقصر بكثير مقارنة مع تقييم المخابرات الإسرائيلية، فضلاً عن قلق الإسرائيليين من عدم إبلاغ الولايات المتحدة لهم بهذا التقييم.
وبعد عدة أيام من إفادته أمام اللجنة الفرعية للمخصصات الدفاعية في مجلس النواب، قال ميلي في اجتماع للجنة القوات المسلحة بالمجلس، إن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان عدم حصول إيران أبداً على سلاح نووي.
ولم يستخدم هذه المرة عبارة «نشر سلاح نووي في الميدان»، غير أنه كرر تصريحاته بأن إيران سوف تحتاج بضعة أشهر لإنتاج سلاح نووي فعلي إذا خصّبت ما يكفي من اليورانيوم إلى مستوى 90 في المائة.
واعتبر المسؤولون الإسرائيليون تصريحات ميلي أمام لجنة القوات المسلحة بمثابة التوضيح الذي كانوا يأملون فيه. وقال مسؤول إسرائيلي: «طلبنا من إدارة بايدن إصلاحها (التصريحات)، وقد فعلوا ذلك».


مقالات ذات صلة

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

شؤون إقليمية «الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التقارير بشأن إعادة وضع كاميرات مراقبة في إيران، في سياق الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. وقال فريدريك دال، المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن «العمل جار» دون تحديد عدد الكاميرات أو المواقع التي وصلتها الوكالة الدولية. وأفادت «جمعية الحد من التسلح» التي تراقب امتثال لدول لمعاهدة حظر الانتشار النووي ومقرها واشنطن، بأن الوكالة الدولية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض منشآت إيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي في طهران بداية مارس

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أفادت «جمعية الحد من التسلح» بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض المنشآت النووية الإيرانية بموجب الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة رافائيل غروسي، وإيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي طهران في بداية مارس (آذار) إلى اتفاق مع المسؤولين الإيرانيين بشأن إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في مواقع نووية عدة وزيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو. وتسبب الاتفاق في تفادي مجلس محافظي التابع للوكالة الدولية إصداراً جديداً يدين طهران بسبب عدم تجاوبها مع مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خصوصاً تلك المتعقلة بالتحقيق في ثلاثة مواقع سرية، عثر فيها على آثا

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

بعد نحو 5 أشهر على إعدام علي رضا أكبري، النائب السابق لوزير الدفاع الإيراني، على خلفية اتهامه بالتجسس لصالح بريطانيا، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر إسرائيلية وإيرانية أن المسؤول السابق «كان جاسوساً غير متوقع» بسبب ولائه الشديد للنظام، لكنه لعب دوراً رئيسياً في الكشف عن منشأة فوردو التي ضمت أنشطة سرية لإيران قبل أن تعترف طهران بوجود موقع تخصيب اليورانيوم الواقع تحت الأرض في عام 2009. وأعدم أكبري (62 عاماً)، الذي يحمل الجنسية البريطانية، فجر 14 يناير (كانون الثاني)، بعد ثلاثة أيام من تسريب قضية اعتقاله لوسائل الإعلام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس من ضياع فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وحمّل الغرب مسؤولية تعثر المفاوضات. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في نيويورك أمس: «سيكون من الخطأ الفادح تفويت فرصة استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج إيران النووي»، وحمّل «تصرفات الغرب» المسؤولية إذ قال «في هذه المرحلة، لا يعتمد استئناف الاتفاق، على إيران أو روسيا أو الصين... الذين دمروه يجب عليهم إعادته إلى الحياة الآن». وانتقد لافروف «متطلبات جديدة لم يتم ذكرها في المسودة الأولى للاتفاق». وأضاف «لنفترض أنه تم التوصل إلى اتفاق لاستئنافه منذ فترة طويلة.

شؤون إقليمية عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

أعلن وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان، أمس أن بلاده تلقت أفكاراً بشأن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 عن إيران، معرباً عن امتنانه للدور البناء لسلطان عمان ونواياه الصادقة في هذا الصدد. وفي اليوم الثاني لزيارته إلى عمان التي اختتمها أمس متوجهاً إلى بيروت، قال عبداللهيان عقب لقائه مع نظيره العماني إن مسقط «تلعب دائماً دوراً بناء» في محادثات النووية، وأضاف «قد أجرينا المشاورات اللازمة في هذا الصدد». وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء العمانية عن عبداللهيان القول إن سلطنة عُمان لديها «مبادرات جدية» فيما يخص الملف النووي الإيراني «ستسهم» في عودة المفاوضات. وذكرت وزارة الخارجية العما

ميرزا الخويلدي (مسقط)

إيران تكشف عن موقع لتخزين السفن والزوارق تحت الأرض

زوارق مجهزة برشاشات وصواريخ في أنفاق تحت الأرض في إيران (لقطة من فيديو بثه التلفزيون الإيراني الرسمي)
زوارق مجهزة برشاشات وصواريخ في أنفاق تحت الأرض في إيران (لقطة من فيديو بثه التلفزيون الإيراني الرسمي)
TT

إيران تكشف عن موقع لتخزين السفن والزوارق تحت الأرض

زوارق مجهزة برشاشات وصواريخ في أنفاق تحت الأرض في إيران (لقطة من فيديو بثه التلفزيون الإيراني الرسمي)
زوارق مجهزة برشاشات وصواريخ في أنفاق تحت الأرض في إيران (لقطة من فيديو بثه التلفزيون الإيراني الرسمي)

كشفت القوة البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، السبت، عن موقع لتخزين السفن تحت الأرض في «المياه الجنوبية» لإيران، وفق لقطات بثها التلفزيون الرسمي.

وأظهرت اللقطات، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، عشرات السفن الصغيرة المجهزة برشاشات وصواريخ في أنفاق المنشأة تحت الأرض.

وأوضح التلفزيون الرسمي أن «هذه المنشأة، حيث تخزن قطع بحرية هجومية وقطع قاذفة للصواريخ، تقع على عمق 500 متر في المياه الجنوبية لإيران»، دون مزيد من التفاصيل حول الموقع.

وتفقّد المنشأة قائد «الحرس الثوري» اللواء حسين سلامي، وقائد القوة البحرية في «الحرس الثوري» العميد علي رضا تنكسيري، وفق اللقطات التلفزيونية.

وقال سلامي: «نؤكد للأمة الإيرانية العظيمة أن شبابها قادرون على الخروج بشرف وتحقيق النصر من أي معركة بحرية ضد الأعداء الكبار والصغار».

وكُشف عن الموقع قبل يومين من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الذي اعتمد خلال ولايته الأولى سياسة «ضغوط قصوى» على إيران.

وأكد التلفزيون الرسمي أن «بعض هذه السفن قادر على ضرب سفن ومدمرات أميركية».

وكان التلفزيون الرسمي عرض في 10 يناير (كانون الثاني) مشاهد نادرة ظهر فيها سلامي يزور قاعدة صاروخية تحت الأرض استخدمت، حسب القناة، في أكتوبر (تشرين الأول) لشن هجوم على إسرائيل بنحو 200 صاروخ، تضمنت لأول مرة صواريخ فرط صوتية.

وقالت طهران يومها إن هذه الضربات أتت رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران في يوليو (تموز)، وعلى مقتل جنرال إيراني في الضربة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية التي أودت في 27 سبتمبر (أيلول) بالأمين العام السابق لـ«حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران حسن نصر الله.

وأعلنت إسرائيل نهاية أكتوبر أنها شنت ضربات على مواقع عسكرية في إيران، رداً على هجوم طهران.