«فيتش» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية

خبراء لـ «الشرق الأوسط» : استمرار برامج دعم القطاع الخاص ساهم في نمو الإيرادات غير النفطية

الوكالات الائتمانية الدولية تستمر في منح الاقتصاد السعودي نظرة مستقبلية مستقرة نظراً للجهود الإصلاحية في البلاد (الشرق الأوسط)
الوكالات الائتمانية الدولية تستمر في منح الاقتصاد السعودي نظرة مستقبلية مستقرة نظراً للجهود الإصلاحية في البلاد (الشرق الأوسط)
TT

«فيتش» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية

الوكالات الائتمانية الدولية تستمر في منح الاقتصاد السعودي نظرة مستقبلية مستقرة نظراً للجهود الإصلاحية في البلاد (الشرق الأوسط)
الوكالات الائتمانية الدولية تستمر في منح الاقتصاد السعودي نظرة مستقبلية مستقرة نظراً للجهود الإصلاحية في البلاد (الشرق الأوسط)

بينما رفعت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للسعودية إلى A مع نظرة مستقبلية مستقرة انعكاساً لقوتها المالية وحجم أصولها السيادية، قال خبراء لـ«الشرق الأوسط»، إن منح الوكالات الائتمانية الدولية أفضل تصنيف للاقتصاد السعودي يؤكد على استمرار الخطط الإصلاحية والدعم الحكومي للقطاع الخاص الذي أصبح شريكا رئيسيا في تنمية الاقتصاد الوطني من حيث الإيرادات، ونتيجةً لجهد متراكم بدأت آثاره تظهر من خلال تلك التقارير.
وكشفت الهيئة العامة للإحصاء مؤخراً، عن تحقيق الاقتصاد السعودي نمواً بمقدار 8.7 في المائة خلال العام المنصرم، ونمو في الربع الرابع بمعدل 5.5 في المائة على أساس سنوي.
وقالت وزارة المالية تعليقاً على تقرير وكالة «فيتش»، إن الزيادة الأخيرة في التصنيف الائتماني للمملكة تعكس قوة ميزانياتها المالية والخارجية، وصافي الأصول الأجنبية السيادية الكبيرة، فضلاً عن الثقة في قدرة الاقتصاد السعودي على التكيف مع الأحداث العالمية.
واستندت وكالة «فيتش» أخيراً، على جوانب داعمة عدة برفع التصنيف الائتماني للمملكة، تتركز في القوة المالية والأصول السيادية المنعكسة في إجمالي احتياطاتها الأجنبية مقارنة بمتوسط AA، وكذلك نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي الأقل من نصف متوسط A.
وافترضت الوكالة استمرار المملكة بالإصلاحات المالية والاقتصادية والحوكمة، مشيرةً إلى قوة الاحتياطيات الخارجية للبلاد التي تتمتع بإحدى أعلى نسب تغطية بين الجهات السيادية المصنفة من «فيتش».
وأشارت الوكالة إلى أن القرارات الاستراتيجية للحكومة توازن بين تمكين مشاريع رؤية 2030 والاستجابة لارتفاع التضخم بحصافة مالية.
وتوقعت الوكالة في تقريرها نمو القطاع الخاص غير النفطي بمعدل يصل إلى 5 في المائة خلال العام الجاري، واستمرار ارتفاعه بمعدل 4 في المائة في الفترة من 2024 إلى 2025.
وقال الدكتور أسامة العبيدي، المستشار القانوني وأستاذ القانون التجاري لـ«الشرق الأوسط»، إن رفع وكالة «فيتش» التصنيف الائتماني للسعودية جاء نتيجة جهد متراكم بدأت آثاره تظهر في تقارير الوكالات الائتمانية الدولية التي أصبحت تعطي نظرة متفائلة للاقتصاد المحلي ونمو القطاع غير النفطي.
وطبقاً للدكتور أسامة العبيدي، تقدم الحكومة كافة التسهيلات والدعم لتوسيع أعمال القطاع الخاص وليصبح شريكا في تنمية الاقتصاد الوطني، من خلال عدة برامج ومبادرات ساهمت كثيراً في زيادة حجم الصادرات غير النفطية.
من جانبه، أوضح عبد الرحمن الجبيري، المحلل الاقتصادي لـ«الشرق الأوسط»، أن وكالة «فيتش» رفعت التصنيف الائتماني للمملكة نظراً للرؤية السليمة من الحكومة التي تمكنت من وضع خطط استراتيجية جعلت الاقتصاد المحلي يعبر في أسوأ الظروف التي كانت وما زالت تواجه الاقتصادات العالمية، إلا أن السعودية مستمرة في التنمية وتنفيذ مشاريعها العملاقة للوصول إلى تطلعاتها المستقبلية.
وبين عبد الرحمن الجبيري أن الحكومة قدمت كافة وسائل الدعم ومهدت الطريق أمام القطاع الخاص لكي يتوسع في الأنشطة ويحقق مبتغاه لينعكس إيجاباً على الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصاد السعودي، وهي نظرة ثاقبة شجعت أيضاً على جذب الاستثمارات الأجنبية التي أصبحت تشاهد تطورات البلاد وتطالب بالدخول والمشاركة في هذه البرامج والمشاريع الكبرى.
ووفقاً لتقديرات الهيئة العامة للإحصاء السعودية، مؤخراً، فقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 5.5 في المائة خلال الربع الأخير من العام الماضي، قياساً بالفترة المماثلة من 2021، بالمقارنة مع الربع الثالث من 2022 فقد حقق زيادة بلغت 1.3 في المائة، ويعود هذا النمو إلى الارتفاع الذي حققته الأنشطة النفطية.
وأبانت الهيئة أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي حقق خلال العام المنصرم معدل نمو قدره 8.7 في المائة، حيث نتج هذا الارتفاع من خلال نمو الأنشطة النفطية بمعدل 15.4 في المائة وغير النفطية 5.4 في المائة، بالإضافة إلى النمو الذي حققته الأنشطة الحكومية 2.6 في المائة.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
TT

بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ليل الجمعة - السبت، إطلاق عملته المشفرة التي تحمل اسمه، ما أثار موجة شراء زادت قيمتها الإجمالية إلى عدة مليارات من الدولارات في غضون ساعات.

وقدّم ترمب، في رسالة نُشرت على شبكته الاجتماعية «تروث سوشيال» وعلى منصة «إكس»، هذه العملة الرقمية الجديدة بوصفها «عملة ميم»، وهي عملة مشفرة ترتكز على الحماس الشعبي حول شخصية، أو على حركة أو ظاهرة تلقى رواجاً على الإنترنت.

وليس لـ«عملة ميم» فائدة اقتصادية أو معاملاتية، وغالباً ما يتم تحديدها على أنها أصل مضاربي بحت، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوضح الموقع الرسمي للمشروع أن هذه العملة «تحتفي بزعيم لا يتراجع أبداً، مهما كانت الظروف، في إشارة إلى محاولة اغتيال ترمب خلال حملة الانتخابات الأميركية في يوليو (تموز) التي أفضت إلى انتخابه رئيساً».

وسرعان ما ارتفعت قيمة هذه العملة الرقمية، ليبلغ إجمالي القيمة الرأسمالية للوحدات المتداولة نحو 6 مليارات دولار.

ويشير الموقع الرسمي للمشروع إلى أنه تم طرح 200 مليون رمز (وحدة) من هذه العملة في السوق، في حين تخطط شركة «فايت فايت فايت» لإضافة 800 مليون غيرها في غضون 3 سنوات.

ويسيطر منشئو هذا الأصل الرقمي الجديد، وبينهم دونالد ترمب، على كل الوحدات التي لم يتم تسويقها بعد، وتبلغ قيمتها نظرياً نحو 24 مليار دولار، بحسب السعر الحالي.