في «أولاد آدم» حصل أول تعاون بين ريان الحركة والمخرج الليث حجو. يومها لفتت الممثلة اللبنانية الشابة المشاهد العربي بأدائها العفوي والمتقن. بعد مرور نحو ثلاث سنوات على هذا التعاون عاد المخرج السوري واتصل بها. هذه المرة أرادها للمشاركة في مسلسل «سفر برلك»، الذي يعرض حالياً في موسم رمضان الدرامي.
وتؤدي ريان دور مي، الفتاة التي تغرم بشاب غير مرغوب به من قبل عائلتها، وبالتحديد من شقيقها. وتطل ريان في هذا العمل التاريخي ناضجة وواثقة من نفسها وافية بوعدها لمحبيها بأنه حان الوقت كي تحلق خارج فضاء «للموت». فهي شاركت في هذا الأخير ضمن أجزائه الثلاثة في شخصية لميس، فأثبتت موهبتها التمثيلية الفذة مما فتح أمامها فرصاً أوسع.
وتخبرنا ريان عن كيفية مشاركتها في «سفر برلك»، الذي يقدم كتكريم لروح المخرج الراحل حاتم علي، كما يذكر في مقدمته. «صورت هذا المسلسل منذ نحو سنة ونيف بين لبنان وسوريا. يومها اتصل بي المخرج حجو عارضاً علي دور مي. وأسرّ لي أنه مشروع ضخم يتشارك فيه مع حاتم علي. ولكن بعدها تعثرت الأمور ورحل حاتم علي فجأة، وتغيرت كل عناصر النص وأشياء أخرى، وتأخر موعد تصويره».
أبدت ريان موافقتها بسرعة على هذا الدور «فمع الليث حجو من غير الممكن عدم الاستجابة أو الرفض. فهو مخرج مبدع وتجربتي الأولى معه علمتني الكثير».
وتصف ريان تجربتها في «سفر برلك» بالممتعة، التي وفرت لها فرصة التعرف إلى نجوم كبار أمثال شادي صفدي وفادي صبيح. كما أن قصة العمل المليئة بالإثارة والتشويق جذبتها منذ قراءاتها الأولى لها. «المحزن في الموضوع هو غياب حاتم علي عن هذا المشروع فعندما اتصل بي الليث حجو أول مرة كان بمعيته وكانا معاً متحمسَين جداً. ولذلك أعتبر هذا المسلسل بمثابة لفتة تكريمية للمخرج الراحل لأنه كان يتمسك بتنفيذه».
وتشير ريان إلى أن الحلقات المقبلة من «سفر برلك» تحمل أحداثاً ومفاجآت كثيرة. وتشير إلى أنها تعتبر نفسها محظوظة كي تشارك فيه إلى جانب نخبة من الممثلين العرب وفي مقدمهم عابد فهد، الذي يجسد دور جمال باشا. «كنت محاطة بممثلين تربيت على أدائهم كسميرة بارودي والراحل بيار جماجيان. وهو ما أسعدني كثيراً فلو لم أثبت نفسي في مجال التمثيل لما كان طلبني بالاسم كل من حجو والراحل حاتم علي للمشاركة في هذا العمل».
وعن مي، التي تجسد شخصيتها في المسلسل تقول: «شخصية مي تتسم بالرومانسية وبكمية كبيرة من العاطفة، ولم تتعبني بتاتاً، لكنها ستتبدل في منتصف العمل لتأخذ منحى مغايراً، فتتحدى عائلتها وتغيب عن حلقاته النهائية».
قطعت ريان الحركة مشواراً لا يستهان به في عالم الدراما بدأته في عام 2019. فشكلت بأدوارها محوراً أساسياً لمسلسلات مختلفة كـ«بروفا» و«أولاد آدم» و«عهد الدم» وصولاً إلى «للموت».
وفي هذا الأخير تطورت الشخصية التي تلعبها بحيث اتخذت في كل جزء من المسلسل منحى مختلفاً. «في (للموت) كان العمل أكثر تعباً وتطلب مني جهداً كبيراً، ولكنني كنت أنتظر مواعيد تصويره بحماس. وفي (للموت 3) كسبت كاتبته نادين جابر الرهان منذ عرض حلقاته الأولى. فالجميع كان يتساءل عم يمكنها أن تدرجه بعد من أحداث كي يحظى باهتمام المشاهد مرة جديدة كما في الجزأين السابقين. أبدعت في خلق خطوط مختلفة، وكأنها حولته إلى مسلسل آخر، وأدخلت عليه 15 شخصية جديدة مما زوده بالغنى. حتى أننا كفريق يشارك فيه كنا تواقين لمعرفة أحداث الحلقات المتتالية منه كأي مشاهد عادي».
وتؤكد ريان أن دخول ورد الخال على العمل أحدث نكهة خاصة به. فـ«الكراكتير»، الذي تقدمه ضمن شخصية كارما لم يكن يليق إلا بها. «لقد جسدته على طريقتها المبدعة بهدوء وبراعة».
دور لميس في «للموت 3» يتبدل بشكل تصاعدي ولذلك نراها فيه اليوم محامية تثبت جدارتها. وكذلك نشاهدها زوجة تعاني من غيرة زوجها، الذي بات لا يعرف كيف يلحق بتطور شريكته وتقدمها في حياتها فيشعر بالنقص. وتعلق لـ«الشرق الأوسط»: «لقد مر نحو ثلاث سنوات منذ بداياتي في هذا العمل حتى اليوم. وكان من البديهي أن نشهد تبدلاً في خطوط شخصية لميس. فأي شخص في الحياة الطبيعية تترك عليه مرور السنوات اختلافاً في شخصيته. وهو ما حصل معي في شخصية لميس، التي نراها اليوم أكثر صلابة وقوة».
وتتوجه ريان إلى جمهور «للموت 3»: «أعرف تماماً أن أحداث العمل سرقت انتباهكم منذ حلقاته الأولى. ولكني أقول لكم (بعد ما شفتوا شي) فما تحمله الحلقات المقبلة غير متوقع، وهناك قصص جديدة ستولد».
عندما انتهى فريق مسلسل «للموت» من تصوير الجزء الثاني منه لم يكونوا على علم بأنه سيتبعه ثالث. والأمر نفسه لا يتوقعونه عن إمكانية وجود جزء رابع له. «هذا القرار تحدده شركة الإنتاج مع الكاتبة والمخرج، ولذلك ليس عندي أدنى فكرة عنه».
وتصف ريان نفسها بأن شخصيتها اختلفت كثيراً عما كانت في الماضي. «لقد صرت أكثر نضوجاً وعندي ثقة بنفسي وبأدائي، وهو ما طال شخصيتي في حياتي اليومية. حتى في منزلي وبين أفراد عائلتي ما عدت ريان الصغيرة التي يعرفونها. فأنا اليوم أنهيت شهادتي الماجستير والناس باتت تتعرف إلي من بعيد. فعندما دخلت هذا المجال كنت في الـ19 من عمري وعلى مقاعد الجامعة. كما توقعت الوصول إلى ما أنا عليه اليوم لأني أعمل بجهد».
تقول ريان إنها وبعد انتهاء شهر رمضان وتوقف التصوير تبدأ مرحلة الملل عندها. «التمثيل يسكنني ويغمرني بالسعادة. ومهما تعبت واجتهدت فعطشي للعمل لا يتوقف».
حالياً تتابع ريان مسلسل «الزند» لتيم حسن. فهي معجبة بزميليها المشاركين فيه أنس طيارة ونانسي خوري. «المسلسل جميل جداً، سيما وأن تيم حسن يقدم فيه دوراً يؤثر فينا كمشاهدين. وكذلك كاميرا مخرجه سامر البرقاوي التي تبهرنا. كما أتابع (وأخيراً) لنادين نسيب نجيم. ومؤخراً أشاهد (مربى العز) للمخرجة رشا شربتجي التي سبق وتعاونت معها في (بروفا)».
وتختم ريان لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أني محظوظة كوني عملت مع كل هذه الأسماء الكبيرة من مخرجين وممثلين. وأطمح إلى تقديم الأفضل لأني أجتهد كثيراً وأطور نفسي بشكل دائم. صحيح أنني لم أدرس التمثيل ولكن كثيرين ككارول عبود والمدرب عروة العربي وغيرهما رأوا أني لست بحاجة لذلك. فالأعمال التي أشارك بها هي بمثابة ورش عمل تعليمية تضاهي بأهميتها الدروس الجامعية. وقد أقوم بذلك في حال تطلب مني دور صعب صقله بالعلم».