صلاح عبد الله: تمردت على «الشخصية الصعيدية» بأدوار الشر

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه لم يشعر بالإرهاق لمشاركته في 3 أعمال في نفس الوقت

من كواليس مسلسل «حضرة العمدة» (حساب الفنان على «فيسبوك»)
من كواليس مسلسل «حضرة العمدة» (حساب الفنان على «فيسبوك»)
TT

صلاح عبد الله: تمردت على «الشخصية الصعيدية» بأدوار الشر

من كواليس مسلسل «حضرة العمدة» (حساب الفنان على «فيسبوك»)
من كواليس مسلسل «حضرة العمدة» (حساب الفنان على «فيسبوك»)

يشارك الفنان المصري صلاح عبد الله في ثلاثة مسلسلات ضمن السباق الرمضاني الحالي، وهي «سره الباتع» و«حضرة العمدة» و«رشيد»، تنوعت أدواره ما بين «الجد الريفي الحكيم» ذي الحس الفطري الوطني، و«رجل الأعمال الثري» ذي الحس الأبوي الحنون وشيخ البلد المسن، فأي هذه الأدوار أقرب إلى قلبه؟
طرحنا السؤال عليه فأوضح أنه ما دام قبل الدور فهذا يعني أنه مقتنع به، بل متحمس أيضاً، ما دام الدور يحمل فكرة وإضافة إلى مشواره، علماً بأنه يعتبر دوره في مسلسل «رشيد» ضيف شرف، وإن كان هذا لا يمنع أنه سعيد به فهو يهتم أولاً بمضمون العمل، ولا يقف كثيراً عند حجم الدور.
وقال الفنان المخضرم لـ«الشرق الأوسط»، إنه «يعي جيداً أن كل مرحلة عمرية ربما تحصر الفنان في نوعية معينة من الأدوار، لكن الوجود في حد ذاته يظل أمراً مهماً بالنسبة لي، خصوصاً حين يكون مصحوباً بمخرج واعٍ، وفريق تمثيل جيد».

صلاح عبد الله (حساب الفنان على «فيسبوك»)

وأضاف: «أعرف قدراتي جيداً، ولا أضع نفسي في مواقف محرجة ولم أشعر بالإرهاق بسبب مشاركتي في ثلاثة أعمال دفعة واحدة، وإن كان الأمر لا يمنع عمل بعض الترتيبات الخاصة، بالاتفاق مع المخرج بحيث نختصر مدة التصوير بالنسبة لي، وننتهي من مشاهدي في أقرب وقت ممكن».
وعن فكرة البطولة الجماعية وهذا الحشد من النجوم في مسلسل «سره الباتع»، علق قائلاً: «البطولات الجماعية ظاهرة ليست جديدة، وقد استمتع بها الجمهور في عدد من الأعمال التي صارت من عيون الدراما المصرية، وكان لي شرف المشاركة في بعضها مثل (ذئاب الجبل) و(ليالي الحلمية) و(زيزينيا) و(ريا وسكينة)، وأنا سعيد بعودة هذه الظاهرة في رمضان هذا العام حيث يتفاعل الجمهور معها بقوة».
وعن تعاونه لأول مرة مع المخرج خالد يوسف في هذا المسلسل، أوضح أنه كان من المفترض أن يتعاون معه عبر العديد من الأفلام السينمائية في الماضي، لكن في كل مرة كان الأمر لا يتم بسبب انشغاله في العديد من الأعمال في توقيت واحد، حتى أن خالد يوسف عندما هاتفه ليعرض عليه الدور هذه المرة مازحه قائلاً: «عشرون عاما وأنا أريد أن نعمل معاً، ألم يحن الأوان بعد؟».
وأوضح أن «دوره في (سره الباتع) لا يحظى بمساحة كبيرة، لكنه دور مفصلي في الأحداث حيث تتم من خلاله سرد القصة العصرية الموازية للقصة التاريخية ضمن أحداث العمل».
وحول معايير اختيار أدواره، يشير إلى أن «الإخراج الجيد حتى لو كان لمخرج يظهر لأول مرة يأتي على رأس تلك المعايير، فضلاً عن بساطة القصة ومدى تفاعل المتفرج معها».
وفيما يتعلق بثنائية الكم والكيف في مشواره التمثيلي وكيف يتعامل معها، أوضح أن «الفترة من عام 2000 إلى عام 2010 تمثل ذروة عطائه، حيث كان يقدم في العام الواحد من 4 إلى 5 مسلسلات كبيرة، ومثلهم من الأفلام السينمائية حيث كان اسمه يتصدر التترات بعد اسمي البطل والبطلة مباشرة»، مشدداً على أن «الأمر يحتاج إلى موهبة خاصة من الممثل حتى يستطيع الخروج من شخصية إلى أخرى بسرعة وسلاسة، كما حدث معه حين كان يخرج من شخصية الصعيدي في مسلسل (حدائق الشيطان) إلى شخصية تاريخية في مسلسل (الملك فاروق) على سبيل المثال».
وأضاف: «في السنوات الأخيرة، لم أعد أتلقى عروضاً بالسينما، وهذا هو السبب في تركيزي على الدراما التلفزيونية مؤخراً، لكن يظل عشقي الأول هو المسرح الذي شهد نشاطاً مكثفاً لي في بداياتي الأولى وأعتبره الجامعة الفنية التي تخرجت فيها».
وأوضح أنه «يتحفظ على حالة الحنين المبالغ فيه للزمن الماضي وحالة الحسرة التي يبديها كثيرون على واقع الفن حالياً متصورين أننا خسرنا ما يسمى بزمن الفن الجميل إلى الأبد، في حين أن الماضي أيضاً شهد العديد من الأعمال الفنية الركيكة والسيئة ولم يكن كله زمن الروائع». على حد تعبيره.
وبشأن أحب الأدوار إلى قلبه، أكد أنه «لا يستطيع تحديد دور بعينه لأن الأدوار القريبة إلى قلبه كثيرة بالفعل، ففي كل مرة كان يجيب عن هذا السؤال في الماضي، كان سرعان ما يشعر بالندم، لإغفاله بعض الأدوار أو الشخصيات، لا سيما أنه نال العديد من الجوائز عن أدواره في السينما والمسلسلات».
وعن تجربته في أدوار الشر، أكد «أنه يعتز بها جميعاً، لا سيما في أفلام (كلاشينكوف)، و(المصلحة) و(الشبح)، ومسلسل (سوق الخضار) وهي كانت فرصة لتغيير جلده فنياً، والتنويع في أعماله، فهو تمرد على (الشخصية الصعيدية) من خلال أدوار الشر، لا سيما بعد أن حاول المخرجون حصره في شخصية الصعيدي، مما اضطره إلى حلق شاربه وخلع الجلباب الصعيدي فنياً والبحث عن نوعية جديدة». على حد تعبيره.


مقالات ذات صلة

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

يوميات الشرق مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

دافع المخرج المصري خالد يوسف عن مسلسله الأخير «سره الباتع» الذي عُرض في رمضان، قائلاً إنَّه تعرَّض لحملة هجوم ممنهجة. وربط يوسف في «سره الباتع» بين زمن الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801)، وحكم «الإخوان المسلمين» قبل ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، ورصد التشابه بينهما في سعيهما لتغيير «هوية مصر». ورأى يوسف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المصريين لديهم كما يبدو «قرون استشعار» لمسألة الهوية، و«هذا ما شعرت به من قراءاتي للتاريخ، وهو ما يفسّر لماذا ثاروا على الحملة الفرنسية، وعلى حكم (الإخوان) بهذه السرعة». وواجه المسلسل انتقادات عدة، بعضها يرتبط بالملابس وشكل جنود الحملة الفرنسية، لكن يوسف رد على

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق «سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

«سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

تعود العراقية سهير القيسي إلى «إم بي سي» بعد غياب. تُجدّد في الاتجاه، فيصبح حواراً في الفن بعد قراءة لنشرات الأخبار ولقاءات في السياسة. ضيف الحلقة الأولى من برنامجها «سهير شو من أربيل» الفنان السوري معتصم النهار. طفت محاولات نفضها الصورة «الجدّية» وإذعانها لبداية جديدة. تزامُن عرض الحلقة مع العيد برّر غلبة «الإنترتيمنت»؛ دبكة و«بوش آب» و«راب»، دفعها للتعليل الآتي لشخصيتها التي عهدها الناس وللحوارات العميقة. لعلّها مع تقدّم الحلقات لن تحتاج لجهد ساطع يثبت العفوية ويؤكد للآخرين أنها في موقعها. ستفسح المجال للانسياب فيعبّر عن نفسه وعنها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

حقق الممثل وسام فارس حضوراً مميزاً في دراما رمضان 2023 المشتركة، وكاد أن يكون النجم اللبناني الوحيد الذي سطع في سمائها. وسام الذي تابعه المشاهد العربي قبيل موسم رمضان في مسلسل «الثمن» كان له حضوره المميز في العملين الدراميين الرمضانيين «سفر برلك» و«وأخيراً». وجاء اختياره في دور بطولي في «سفر برلك» بمثابة فرصة سانحة، ليطل على الساحة العربية مرة جديدة، ولكن من باب عمل تاريخي ضخم. هذا العمل يصنّفه فارس بالمتكامل الذي برز فيه مستوى عال في التصوير والإخراج بميزانية عالية رصدتها له الـ«إم بي سي». بدأ الاتصال بوسام فارس من أجل المشاركة في «سفر برلك» منذ عام 2018.

يوميات الشرق يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يتمتع الممثل يامن الحجلي، صاحب لقب «فارس الدراما السورية»، بخلفية درامية غنية، فإضافة إلى كونه كتب مسلسلات عدّة، فقد حقق نجاحات واسعة في عالم التمثيل، إذ قدّم، في 10 سنوات، أكثر من 30 مسلسلاً؛ بينها «الصندوق الأسود»، و«أرواح عارية»، و«أيام الدراسة»، و«طوق البنات»، و«هوا أصفر»، و«باب الحارة 7»، وغيرها... وهو يطلّ حالياً في مسلسل «للموت 3»، مجسداً شخصية «جواد»، الذي يُغرَم بإحدى بطلات العمل «سحر» (ماغي بوغصن). يؤدي الحجلي المشاهد بلغة جسد يتقنها، خصوصاً أنّ دوره تطلّب منه بدايةً المكوث على كرسي متحرك لإصابته بالشلل.


«دولة التلاوة» يخطف الأنظار ويعيد برامج المسابقات للواجهة في مصر

صورة جماعية من برنامج «دولة التلاوة» (فيسبوك)
صورة جماعية من برنامج «دولة التلاوة» (فيسبوك)
TT

«دولة التلاوة» يخطف الأنظار ويعيد برامج المسابقات للواجهة في مصر

صورة جماعية من برنامج «دولة التلاوة» (فيسبوك)
صورة جماعية من برنامج «دولة التلاوة» (فيسبوك)

خطفت الحلقة الأولى من برنامج «دولة التلاوة»، والتي ضمت تلاوات قرآنية لعدد من المتنافسين على جوائز مليونية، وعرضت على منصات مصرية، الجمعة، الأنظار، ونالت إشادات لافتة، وحصدت مشاركات وتعليقات «سوشيالية»، خصوصاً على موقع «إكس»، حيث تصدر اسم البرنامج «الترند»، في مصر، السبت.

ودونت حسابات على «إكس» منشورات تشيد بالبرنامج، وتصفه بأنه «جميل»، وأن «اختيار مصطفى حسني موفق»، كما أشادت بديكور الاستوديو، واسم البرنامج.

وبجانب تصدر الحلقة الأولى «الترند»، على «إكس»، شارك عدد كبير من المتابعين مقتطفات من البرنامج على موقع «فيسبوك»، وأشادوا بالأصوات المشاركة في التصفيات؛ إذ أكدوا أن البرنامج أعاد برامج المسابقات، والتي قدمتها قنوات وإذاعات مصرية من قبل، للواجهة مجدداً.

وتفاعل متابعون مع أداء المتسابقين، ولجنة التحكيم، وضيوف الشرف في الحلقة التي شارك بها نخبة من القامات الدينية والعلمية، مثل الشيخ حسن عبد النبي وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، والدكتور طه عبد الوهاب خبير الأصوات والمقامات، والداعية مصطفى حسني، والشيخ طه النعماني.

من جانبه، أكد خبير الأصوات والمقامات، وعضو لجنة التحكيم الدكتور طه عبد الوهاب، أنه انتظر هذا النوع من البرامج في مصر كثيراً، خصوصاً بعد مشاركته في مسابقات دولية دينية عدة، وتمنى أن يقام مثلها في مصر.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الجائزة المالية المليونية ستذهب في الحلقة النهائية، والتي ستذاع ليلة رؤية شهر رمضان المقبل عبر بث مباشر، لاثنين من المتسابقين، أحدهما في (الترتيل)، والآخر في (التحقيق)، من بين 32 متسابقاً، تم اختيارهم بعد تصفيات شهدت تقدم أكثر من 14 ألف متسابق».

لقطة من برنامج «دولة التلاوة» (صفحة البرنامج على إكس)

وكشف عبد الوهاب عن أن مقولة «تم سحب البساط من مصر في التلاوة»، كانت تزعجه، «برغم تصدر أبنائها في المسابقات الدولية، وقد آن الأوان أن ينالوها في وطنهم»، لافتاً إلى أن البرنامج مليء بالمفاجآت التي ستنال رضا الناس خلال حلقاته الممتدة لشهر رمضان.

وكتب حساب باسم رانيا عزت، «البرنامج ولد كبيراً، وفكرته راقية، وهيبته واضحة».

وبجانب أعضاء لجنة التحكيم الرئيسيين، يشارك في لجنة تقييم المتسابقين عدد بارز من ضيوف الشرف في مقدمتهم، الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف المصري، والأستاذ الدكتور نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية، والدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والقارئ الشيخ أحمد نعينع، والقارئ الشيخ عبد الفتاح الطاروطي، والشيخ جابر البغدادي، بالإضافة إلى القارئ البريطاني محمد أيوب عاصف، والقارئ المغربي عمر القزابري إمام مسجد الحسن الثاني.

وينتظر جمهور البرنامج عرض الحلقة الثانية، السبت، بمنافسة وظهور مواهب جديدة تستكمل رحلة «دولة التلاوة» نحو اكتشاف أجمل الأصوات.

وحسب بيان الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فإن «اختبارات البرنامج والمقامة بالتعاون مع وزارة الأوقاف، استقبلت أكثر من 14 ألف متسابق من مختلف المحافظات، مما يعكس حجم الشغف الكبير بالمشاركة في التجربة التي تعنى بإحياء مدرسة التلاوة المصرية وتقديم أصوات جديدة للعالم الإسلامي».

وزير الأوقاف حضر الحلقة الأولى من البرنامج (صفحة البرنامج على إكس)

ويقدم البرنامج جوائز مليونية، يحصل فيها الفائزان بالمركز الأول في فرعي «الترتيل»، و«التجويد»، على مليون جنيه لكل منهما، إلى جانب تسجيل المصحف الشريف كاملاً، وبثه على إحدى القنوات المصرية، وإمامة المصلين خلال صلاة التراويح بمسجد «الإمام الحسين»، خلال شهر رمضان المقبل، حسب بيان إعلامي رسمي.

وبدورها، روجت صفحة وزارة الأوقاف على «فيسبوك» للبرنامج، ودعت الناس لمتابعته، مؤكدة «أنه أحد أهم مشاريعها لاكتشاف المواهب ورعايتها، وإبراز أصالة المدرسة المصرية وتفردها في تلاوة القرآن الكريم».

متسابقون من أعمار مختلفة يشاركون في البرنامج (صفحة البرنامج على إكس)

وفي السياق، كتب وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، «مسابقة (دولة التلاوة) فجر جديد للمواهب المصرية، وحناجر ذهبية، من أرض الكنانة تحت شعار اسم الله (الودود)».

وأشاد الداعية الحبيب علي الجفري على حساباته «السوشيالية» بالبرنامج، مؤكداً «أن الحلقة الأولى من ‫(دولة التلاوة)، هي مسابقة نورانية لتلاوة القرآن الكريم، يتنافس فيها قراء من بلد علّم العالم تلاوة القرآن، وتجويده وترتيله وتذوقه».


اكتشاف نبات يُنتج 17 معدناً أرضياً نادراً

منجم معادن بطاريات مدعوم من الصين في بلدة بيكون بولاية شان شرق ميانمار (أ.ف.ب)
منجم معادن بطاريات مدعوم من الصين في بلدة بيكون بولاية شان شرق ميانمار (أ.ف.ب)
TT

اكتشاف نبات يُنتج 17 معدناً أرضياً نادراً

منجم معادن بطاريات مدعوم من الصين في بلدة بيكون بولاية شان شرق ميانمار (أ.ف.ب)
منجم معادن بطاريات مدعوم من الصين في بلدة بيكون بولاية شان شرق ميانمار (أ.ف.ب)

اكتشف علماء نباتاً ينمو في جنوب الصين يُكوِّن بشكل طبيعي بلورات صغيرة تحتوي على عناصر أرضية نادرة، ما يفتح الباب أمام طريقة جديدة واعدة لما يعرف بـ«التعدين الأخضر» لهذه المعادن.

ووفقاً لدراستهم المنشورة في «مجلة العلوم والتكنولوجيا البيئية»، درس الباحثون نبات سرخس بليشنوم أورينتال، الذي جُمع من مناطق غنية بالعناصر الأرضية النادرة في جنوب الصين.

ويُعرف عن هذا النبات أنه قادر على النمو في التربة والمياه ذات التركيزات العالية من المعادن، وأنه يمتصها ويراكمها عبر جذوره. لكن ما لم يُعرَف هو الشكل الكيميائي الذي تتخذه العناصر الأرضية النادرة داخل النبات.

وكتب الباحثون في بيان نُشر الخميس: «تظهر نتائجنا مساراً جديداً غير مُكتشف سابقاً، يعتمد على النباتات، لتكوين معادن أساسية».

وأضافوا: «لا يُلقي هذا الاكتشاف الضوء على إثراء العناصر الأرضية النادرة وعزلها في أثناء التجوية الكيميائية والبيولوجية (عملية تحلل الصخور وتغيير تركيبها المعدني من خلال تفاعلات كيميائية تحدث بسبب عوامل مثل الماء والأكسجين وثاني أكسيد الكربون والأحماض) فحسب، بل يفتح أيضاً آفاقاً جديدة للاستعادة المباشرة لمواد العناصر الأرضية النادرة الوظيفية».

نبات سرخس بليشنوم أورينتال (مجلة العلوم والتكنولوجيا البيئية)

والعناصر الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 عنصراً معدنياً، وجميعها معادن ذات خصائص متشابهة، وهي أساسية في كل شيء في الصناعات العصرية الحديثة، بدءاً من توربينات الرياح، وبطاريات السيارات الكهربائية، إلى الهواتف الذكية، والماسحات الضوئية الطبية. وكما يوحي اسمها، فهي نادرة، وعادةً ما توجد بتركيزات منخفضة في قشرة الأرض.

ووفق الباحثين يُعد استخراجها مكلفاً، وعادةً ما يتضمَّن عمليات تعدين تقليدية واسعة النطاق تعتمد على مواد كيميائية قاسية، وتُسبب تلوثاً كبيراً وضرراً كبيراً للأراضي.

لهذا السبب، يستكشف الباحثون بدائل نباتية أنظف وأكثر استدامة لجمع العناصر الأرضية النادرة، وهو ما يُعرف أيضاً بـ«التعدين النباتي».

باستخدام تقنية التصوير عالية الدقة والتحليل الكيميائي، اكتشف الفريق البحثي أن السرخس يُكوّن بلورات نانوية من معدن المونازيت الغني بالعناصر الأرضية النادرة داخل أنسجته، خصوصاً في جدران الخلايا والفراغات بينها. ويُعد المونازيت أحد المصادر الرئيسية للعناصر الأرضية النادرة في رواسب الخام الجيولوجية حول العالم.

كما لاحظ باحثو الدراسة الشكل البلوري، مشيرين إلى أنه ينمو في نمط مُعقد للغاية من الفروع الصغيرة ذاتية التنظيم، مُشبّهين إياه بـ«حديقة كيميائية» مجهرية. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها العلماء نباتاً حياً يُكوّن بلورة عنصر أرضي نادر.

وقال باحثو الدراسة إنه على الرغم من أنهم قد لا يلجأون إلى البستنة لاستخراج العناصر الأرضية النادرة في المستقبل القريب، فإن هذا البحث يُمثل دليلاً إضافياً على إمكانية التعدين النباتي.


وداعاً لنصيحة «اعمل ما تحب»... الجانب المُظلم لـ«التعلّق الوظيفي»

يمكن أن تفقد الوظيفة التي أحببتها في وقت ما جاذبيتها (رويترز)
يمكن أن تفقد الوظيفة التي أحببتها في وقت ما جاذبيتها (رويترز)
TT

وداعاً لنصيحة «اعمل ما تحب»... الجانب المُظلم لـ«التعلّق الوظيفي»

يمكن أن تفقد الوظيفة التي أحببتها في وقت ما جاذبيتها (رويترز)
يمكن أن تفقد الوظيفة التي أحببتها في وقت ما جاذبيتها (رويترز)

لا يزال مخترع «الآيفون»، ستيف جوبز، أحد أكثر قادة الأعمال احتراماً، حتى بعد سنوات من وفاته. ومن أشهر أقواله، التي أُلقيت في حفل تخرج بجامعة ستانفورد الأميركية، قوله: «الطريقة الوحيدة للقيام بعمل عظيم هي أن تحب ما تفعله. إن لم تجده بعد، فاستمر في البحث. لا ترضَ بالقليل».

ووفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية، فقد امتد تأثير هذه الرسالة إلى ما هو أبعد من مجرد الخريجين الجالسين أمامه.

فمنذ ذلك الخطاب قبل أكثر من عقدين، أصبح من المقبول على نطاق واسع أن القيام بالعمل الذي نحبه ليس أمراً جيداً فحسب، بل هو الصواب أيضاً.

لكن، آخر الأبحاث أوضح أن المجتمع الحديث قد انحرف بمفهوم المُتعة في العمل. وبينما قد تكون هناك فوائد للسعي وراء وظيفة تحبها، فإن الهوس المتزايد بها بوصفها أفضل طريق للنجاح أمرٌ مضلل. وبالنسبة للبعض، يؤدي اتباع شغفهم إلى تحقيق الذات. وبالنسبة لآخرين، يؤدي إلى تحديات غير متوقعة وخيبة أمل.

وهناك تفسيران قد يساعدان على تفسير خيبة الأمل، وهما:

الجانب المظلم لحب العمل

بالنسبة لمَن يُحبّون عملهم، ليس الأمر كله سعادةً وابتسامات. هناك جانب مظلم حقيقي للسعي وراء وظيفة تُحبّها. على سبيل المثال، أجرى باحثان مقابلات مع حرّاس حدائق الحيوانات، وهي فئةٌ غالباً ما تصف عملها بأنه رسالة. وبينما وجد هؤلاء الحرّاس معنى عميقاً فيما يقومون به، كانوا أيضاً يُرهقون أنفسهم بالعمل. ضحّى الكثيرون بوقتهم الشخصي، وتقبّلوا أجوراً زهيدة، وتحمّلوا ظروفاً غير مريحة أو مُرهقة؛ بسبب إخلاصهم للحيوانات ورسالتهم.

لا تقتصر هذه المشكلة على حرّاس حدائق الحيوانات. فقد خلصت مراجعة لأبحاث ذات صلة في كثير من الوظائف والقطاعات إلى أن أصحاب العمل قد يكونون أقل ميلاً لتقديم حوافز أو مكافآت أخرى لمَن يبدو أنهم يُحبّون عملهم. في الوقت نفسه، غالباً ما يُقدّم هؤلاء المُحبّون للعمل تضحياتٍ شخصية كبيرة من أجل تكريس أنفسهم بالكامل لوظائفهم.

ومن عيوب حب العمل أيضاً تكوين افتراضات سلبية حول الأشخاص الذين تحفزهم دوافع غير الشغف. فالتركيز على مبدأ «افعل ما تحب» دفع الكثيرين، بمَن فيهم مديرو التوظيف، إلى اعتبار الدوافع البديلة، مثل العمل من أجل الحاجة إلى الراتب، أقل شرعية.

ما نحبه يتغير

غالباً ما نفترض أن ما نحبه اليوم هو ما سنستمر في حبه في المستقبل. ومع ذلك، تُظهر الأبحاث أن تصورنا للسعادة يتغير مع تغير حياتنا. على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات البحثية أن الشباب يشعرون بدفعة سعادة كبيرة من التجارب الاستثنائية. ومع تقدمنا ​​في العمر، يمكن للتجارب العادية أن تُولّد دفعة السعادة نفسها التي تُولّدها التجارب الاستثنائية، كما يمكن أن تفقد الوظيفة التي أحببتها في وقت ما جاذبيتها.

أيضاً أظهرت إحدى الدراسات أنه قد يكون من الصعب الحفاظ على الشغف بالعمل، لأن استخدام شغفنا يوماً بعد يوم، والاتكال عليه في مواجهة ظروف العمل الصعبة أو غير المقبولة قد يُشعرنا في لحظة ما بالإرهاق العاطفي.

وإذا كانت السعادة قد تأتي من العمل الذي نُحبّه، فإنها أيضاً قد تأتي من عمل أقل بهجة لكنه يُتيح فرصاً للنمو والتطور، ويوفر الاستقرار والموارد المالية التي نحتاج إليها لأنفسنا ولعائلاتنا، ويشعرنا بالرضا، ويُمكِّننا من القيام بأمور مهمة.