وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

سطع نجمه في دراما رمضان 2023

قدم في «سفر برلك» شخصية فايز ابن البيك (خاص فارس)
قدم في «سفر برلك» شخصية فايز ابن البيك (خاص فارس)
TT

وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

قدم في «سفر برلك» شخصية فايز ابن البيك (خاص فارس)
قدم في «سفر برلك» شخصية فايز ابن البيك (خاص فارس)

حقق الممثل وسام فارس حضوراً مميزاً في دراما رمضان 2023 المشتركة، وكاد أن يكون النجم اللبناني الوحيد الذي سطع في سمائها.
وسام الذي تابعه المشاهد العربي قبيل موسم رمضان في مسلسل «الثمن» كان له حضوره المميز في العملين الدراميين الرمضانيين «سفر برلك» و«وأخيراً».
وجاء اختياره في دور بطولي في «سفر برلك» بمثابة فرصة سانحة، ليطل على الساحة العربية مرة جديدة، ولكن من باب عمل تاريخي ضخم.
هذا العمل يصنّفه فارس بالمتكامل الذي برز فيه مستوى عال في التصوير والإخراج بميزانية عالية رصدتها له الـ«إم بي سي».
بدأ الاتصال بوسام فارس من أجل المشاركة في «سفر برلك» منذ عام 2018. عندها عُرِضَ عليه دوران مختلفان، لكنه اختار شخصية فايز التي تمر في مراحل حياتية مختلفة تتطلب منه الجهد التمثيلي. «حصل ذلك قبل انتشار الجائحة، ولكن تأجل تصويره لأسباب مختلفة بينها رحيل المخرج حاتم علي الذي كان يتولى تنفيذه. ولكنني منذ تسلمت النص انكببت على دراسته بدقة. فالدور بطولي ويستلزم مسؤولية كبيرة. بحثت عن تلك الحقبة ووقفت على أهم محطاتها وعشت خطوط الشخصية كما يجب».

مع قصي خولي ووسام صباغ في «وأخيراً» (خاص فارس)

بعد تأجيل تنفيذ المسلسل لأكثر من مرة تراجعت شهية فارس للمشاركة. فأعتقد أن هذه الفرصة لن يحصل عليها. ولكن منتجي العمل كانوا مصرين على ولادته فصُوّر في عام 2020 تحت إدارة المخرج الليث حجو. «صراحة أفرحني الخبر يومها، فالدور شكل لي فرصة ونقلة نوعية بمشواري. كما أن العمل مع الليث حجو كان رائعاً، لأنه من المخرجين العرب الرائدين». ويكمل حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «بعد الانتهاء من تصويره لم يُحدّد موعد نهائي لعرضه. وجاء موسم رمضان للسنة الحالية ليستضيفه على شاشاته، ويجد فيه الناس عملاً تاريخياً يستحق المتابعة».
غالبية مشاهد وسام فارس صورها في مصر «هناك بُنيت ديكورات ضخمة للمسلسل في مدينة الإنتاج المصرية. فكل قوام العمل المتقن كان حاضراً في بلد عرف بإبداعه وبراعته في الدراما ككل. بُنيت استوديوهات تشبه تماماً مدينة إسطنبول في عام 1914. كذلك العمارات والمساجد وسكة القطار، مما يشعرك بأنك تعيش بالفعل في تلك الحقبة. فالسير في شوارع المدينة المنورة ودخول بوابتها الواسعة والوقوف في أسواقها وأزقتها طبعتنا جميعاً. الديكورات التي بنيت لتخدم هذا العمل كانت شبه حقيقية فعشنا تلك الفترة بحذافيرها».
عندما اختار وسام فارس شخصية فايز لتجسيدها لأنها لا تشبهه بحياته الطبيعية. وجد فيها تطوراً لأدائه وعلامة فارقة في مسيرته. يعلق: «فايز هو ابن بيك وتخرج في الجامعة ومن ثم يولد عنده طموح سياسي يضعه في مواجهات خطرة. ونتفاجأ بعدها بأن الشخصية مبنية على الاحتيال والنفاق من أجل تحقيق أهدافها بأي ثمن. هذه التخبطات التي تمر بها الشخصية شكلت لي تحدياً استمتعت به».
ترتكز قصة مسلسل «سفر برلك» على أربعة أبطال شباب وهم: عبد الرحمن اليماني، وأنس طيارة، ومؤيد الثقفي، وكان وسام فارس اللبناني الأبرز فيها. هذا النبض الشبابي الذي حضر في القصة زودها بجرعة مشاهدات من قبل الشباب. فتعرفوا معها إلى حقبة تاريخية كانوا يجهلون خفاياها والمعاناة التي واجهها الشباب خلالها.

لمع اسم وسام فارس في دراما رمضان 2023 (خاص فارس)

ويعلق وسام فارس لـ«الشرق الأوسط»: «هذا النبض الشبابي في القصة ذكرنا بواقع نعيشه اليوم. نراهم يفكرون بالهجرة أو المقاومة للتخلص من حكم فاسد وظالم في تلك الفترة. فعندهم طموحاتهم ومشاريعهم التي حلموا بها. وجاءت حقبة (سفر برلك) لتنتزعها منهم». ويعتقد فارس أن القصة بحد نفسها وبأحداثها السياسية والتاريخية قد لا تجذب الشباب عامة. فموضوعها ليس سهلاً. ولكن التفاعل مع العمل كان لافتاً بنظره، لأن عنصر الشباب يعني الغد، وهو عنصر رُكّز عليه في المسلسل.
ويرى فارس أن أسلوب كتابة العمل كان شيقاً ومزوداً بوجهات نظر مختلفة تغني القصة. «حتى خطوط شخصية فايز التي أجسدها دفعتني إلى تبرير تصرفاتها مع أنها لا تشبهني بتاتاً. فأنا لا أحب السلطة ولا مفهوم الوسائط والطبقية. ولكن الشخصية استفزتني بتحولاتها. فكل ذلك يدفعك إلى التفكير بغير طريقة وتقبّل الاختلاف. وهذا العمل ولّد عندي وعياً بأمور عدة لم أكن أتنبه لها من قبل».
مسلسل رمضاني آخر شهد مشاركة وسام فارس، هو «وأخيراً» مع نادين نسيب نجيم وقصي خولي. وهو يصفه بالصعب كما غيره من المسلسلات الرمضانية. تطلب السرعة في إنجازه كي يعرض في الشهر الفضيل. «كنا كمن يتسابق مع الوقت، وندرك تماماً كطاقم عمل بأنه سيعرض في وقت تتكثف فيه العروض الدرامية. كما أن أحداث العمل بحد ذاتها كانت صعبة، فيها الأكشن وتدور في أحياء شعبية ضمن ساعات تصوير طويلة. ولكن هذا الإيقاع الضاغط في العمل يزود الممثل بتجربة حلوة تزيد من تمكينه وحرفيته. فيعتاد على تحمل أي ظروف عمل قد يوجد فيها. وكانت النتيجة ممتازة، إذ إن العمل حقق نجاحاً واسعاً».
توفر الأعمال الدرامية المشتركة للممثلين فرصة التعرف إلى ثقافات وعادات مختلفة يحملونها معهم من بلدانهم الأم. فماذا تركت عند وسام فارس؟ «في بدايات هذه الظاهرة كان الأمر جديداً علينا. ففتحت أمامنا نحن الممثلين فرص تعارف عن قرب طالت السوري واللبناني والمصري والخليجي وغيره. أما اليوم وبعد أن صارت حاضرة بكثافة اعتدنا عليها، وانصهرنا معاً لنشكل كتلة فنية متراصة ومختلفة الأوجه. فهذا التواصل مع الاختلاف يولد عند الممثل التجدد بعيداً عن روتين عمل ممل».
ورغم اجتيازه محطات لامعة في مشواره التمثيلي فإنه يقول إن الأدوار التي يفضلها عن غيرها لا تتوفر دائماً على الساحة. «أحب الكركترات الصعبة، وغالباً ما يتاح لي تمثيلها في مجال السينما. ففيها يكتب النص ببساطة وبأسلوب واقعي من دون بهرجة أو استعراضات. مؤخراً، صرت أحبذ القصص الخيالية. وأعتقد أنه حان الوقت للخروج من قمقم الكتابات التقليدية. فهناك موضوعات عديدة تتكرّر من دون تلوينها بوجهات نظر جديدة. ينقصنا هذا النفس الجديد في الكتابة فيسنح للممثل والمشاهد معاً فرصة للتطور والتحليل أكثر».
لا يرفض وسام فارس كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» المشاركة في دراما محلية بحتة. «لم لا، إذا تكاملت في العمل جميع العناصر الفنية؟ فأي عمل أتحمس له يمكن أن أشارك فيه سواء كان سورياً أو لبنانياً، ومن أي بلاد أخرى. في إحدى المرات عرض علي عمل فرنسي، ورفضته لأنه لم يعجبني، فأي عمل لا أجده إضافة لي أبتعد عنه».
ويختم وسام فارس عن رأيه بموسم رمضان للسنة الحالية: «كان موسماً متنوعاً وغنياً بموضوعات مختلفة لا تشبه بعضها، وترضي جميع الأذواق». وعن أعماله المستقبلية يقول: «أنا حالياً في إجازة بعد أيام طويلة من العمل. وأحاول ألّا أحرق خطواتي فأصل إلى ما أصبو إليه».


مقالات ذات صلة

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

يوميات الشرق مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

دافع المخرج المصري خالد يوسف عن مسلسله الأخير «سره الباتع» الذي عُرض في رمضان، قائلاً إنَّه تعرَّض لحملة هجوم ممنهجة. وربط يوسف في «سره الباتع» بين زمن الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801)، وحكم «الإخوان المسلمين» قبل ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، ورصد التشابه بينهما في سعيهما لتغيير «هوية مصر». ورأى يوسف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المصريين لديهم كما يبدو «قرون استشعار» لمسألة الهوية، و«هذا ما شعرت به من قراءاتي للتاريخ، وهو ما يفسّر لماذا ثاروا على الحملة الفرنسية، وعلى حكم (الإخوان) بهذه السرعة». وواجه المسلسل انتقادات عدة، بعضها يرتبط بالملابس وشكل جنود الحملة الفرنسية، لكن يوسف رد على

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق «سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

«سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

تعود العراقية سهير القيسي إلى «إم بي سي» بعد غياب. تُجدّد في الاتجاه، فيصبح حواراً في الفن بعد قراءة لنشرات الأخبار ولقاءات في السياسة. ضيف الحلقة الأولى من برنامجها «سهير شو من أربيل» الفنان السوري معتصم النهار. طفت محاولات نفضها الصورة «الجدّية» وإذعانها لبداية جديدة. تزامُن عرض الحلقة مع العيد برّر غلبة «الإنترتيمنت»؛ دبكة و«بوش آب» و«راب»، دفعها للتعليل الآتي لشخصيتها التي عهدها الناس وللحوارات العميقة. لعلّها مع تقدّم الحلقات لن تحتاج لجهد ساطع يثبت العفوية ويؤكد للآخرين أنها في موقعها. ستفسح المجال للانسياب فيعبّر عن نفسه وعنها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يتمتع الممثل يامن الحجلي، صاحب لقب «فارس الدراما السورية»، بخلفية درامية غنية، فإضافة إلى كونه كتب مسلسلات عدّة، فقد حقق نجاحات واسعة في عالم التمثيل، إذ قدّم، في 10 سنوات، أكثر من 30 مسلسلاً؛ بينها «الصندوق الأسود»، و«أرواح عارية»، و«أيام الدراسة»، و«طوق البنات»، و«هوا أصفر»، و«باب الحارة 7»، وغيرها... وهو يطلّ حالياً في مسلسل «للموت 3»، مجسداً شخصية «جواد»، الذي يُغرَم بإحدى بطلات العمل «سحر» (ماغي بوغصن). يؤدي الحجلي المشاهد بلغة جسد يتقنها، خصوصاً أنّ دوره تطلّب منه بدايةً المكوث على كرسي متحرك لإصابته بالشلل.

يوميات الشرق «بينالي الفنون الإسلامية»  يمدّد إقامته في جدة شهراً

«بينالي الفنون الإسلامية» يمدّد إقامته في جدة شهراً

مدّدت مؤسسة «بينالي الدرعية» فترة إقامة النسخة الافتتاحية من معرض «بينالي الفنون الإسلامية» شهراً إضافياً، حتى يوم 23 مايو (أيار) المقبل؛ استجابة للإقبال الجماهيري الكبير على زيارته في صالة الحجاج الغربية، بمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، تحت عنوان «أول بيت»؛ في إشارة إلى الكعبة المشرفة بمكة المكرمة، علماً بأنه كان من المفترض أن تُختتم هذه النسخة من البينالي، يوم 23 أبريل (نيسان) الحالي.

«الشرق الأوسط» (جدة)

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.