أثارت خسارة الاتحاد صدارة الدوري السعودي لصالح غريمه الهلال الكثير من التساؤلات بين أنصاره، وسط مخاوف من أن يكون التعثر الأخير بالتعادل أمام الفيحاء نقطة تحول سلبية قد تؤثر على ما تبقى من مسيرة الفريق هذا الموسم، في ظل التطلعات الكبيرة للخروج ببطولة على أقل تقدير.
وفقد الاتحاد الصدارة بعد تعثره بالتعادل 1-1 أمام الفيحاء، مما جعل الهلال في صدارة الترتيب بالنقاط ذاتها 37 لكل فريق مع أفضلية زرقاء بفارق الأهداف.
وشهدت مواجهة الاتحاد والفيحاء إضاعة ركلتي جزاء من كريم بنزيمة وحسام عوار قبل أن يتقدم الفيحاء في الوقت الضائع بهدف ساكالا ليسجل بعد ذلك فواز الصقور هدف التعادل للفريق الاتحادي.
ولم يستغل كريم بنزيمة، قائد الفريق، الجزائية الأولى حيث وضعها سهلة على يسار الحارس، وكانت طريقة التسديدة مألوفةً لحراس المرمى، ولم يخف النجم الفرنسي قراره بوضع الكرة يسار الحارس الذي قرأ هيئة اللاعب قبل التسديد.
وفي الركلة الثانية قرر بنزيمة إعطاء الفرصة للجزائري حسام عوار الذي أضاعها بالطريقة الغريبة ذاتها، ووضعها يسار الحارس مما جعل موسكيرا لا يتردد في الذهاب إليها والتقاطها.
إضاعة ركلات الجزاء باتت عادة اتحادية منذ الموسم الماضي، تحديداً مع كون كريم بنزيمة المنفذ الأول حيث أضاع النجم الفرنسي العديد من الركلات الحاسمة، وعلى صعيد دوري المحترفين صوّب بنزيمة 5 ركلات جزاء منذ قدومه، أضاع ثلاث ركلات وسجل اثنتين، أما في مختلف المسابقات فأضاع بنزيمة ركلة جزاء في البطولة العربية في الموسم الماضي أمام الهلال، التي ساهمت بخسارة الاتحاد حينها، ومغادرته البطولة العربية، ثم تبع ذلك إضاعة ركلة الجزاء أمام الأهلي المصري في دور ربع النهائي من بطولة كأس العالم للأندية في جدة غادر حينها الفريق البطولة.
وتصاعدت أصوات الاتحاديين مُطالبة بمنح الهولندي بيرغوين فرصة تسديد ركلات الجزاء، حيث عُرف اللاعب بدقة تصويباته وإجادته في هذا النوع من الفرص.
وفي الموسم الذي حقق فيه الاتحاد بطولة الدوري، حصل الفريق على 13 ركلة جزاء سجلها كاملة ما منح الفريق الاستمرار في صدارة الترتيب آنذاك، وحقق من خلالها لقب الدوري مما يعكس أهمية التفاصيل الفنية، وأهمية تحويل ضربات الجزاء إلى أهداف تساعد الفريق في الاستمرار بالمنافسة.
من جهة ثانية، لم يجد اللاعب أحمد الغامدي، الذي قام النادي باستثمارات كبيرة من أجل التعاقد معه قادماً من الاتفاق، فرصة اللعب أساسياً في الكتيبة الصفراء تحت قيادة بلان.
وكان للغامدي دور مركزي داخل الفريق في الموسم الماضي عند قدومه على سبيل الإعارة ما دعا النادي لشراء عقده.
وقدم اللاعب الشاب نصف موسم رائعاً إبان تولي الأرجنتيني غاياردو إدارة الفريق فنياً، لكنه لم يجد الفرصة ذاتها مع الفرنسي لوران بلان، وبالرغم من الجودة الفنية المذهلة للشاب السعودي فإن بلان يضعه خياراً سادساً أو سابعاً في بعض المرات، وأكدت كافة المصادر الاتحادية أن عدم حصول اللاعب على دقائق لعب تعود لقناعات بلان مدرب الفريق.
وأمام الفيحاء لم يبدأ لوران بلان المواجهة بالطريقة الأمثل، إذ وضع الثنائي عوض الناشري وفابينهو في وسط الملعب، والثنائي متشابه الأدوار لم يقدم الإضافة المطلوبة، ولم يعوض الناشري غياب نغولو كانتي الذي عانى من إصابة طفيفة تعرض لها في تدريبات الفريق التحضيرية للمواجهة.
وكان مفهوماً ألا يعطي الناشري الإضافة المطلوبة كونه لا يملك الإمكانات اللازمة للعب دور المحور المزدوج رفقة فابينهو، بالإضافة إلى أنه لا يمكنه لعب أدوار كانتي والركض من الصندوق للصندوق، حيث ظهر بوضوح في المواجهة عدم وجود إمداد حقيقي للثلث الأخير بالكرات، وساهم تراجع أداء حسام عوار في زيادة المشاكل الفنية داخل الفريق.
لوران بلان الذي يبدو أنه سَئِم من أسئلة الصحافة حول تغيير مراكز اللعب لعدد من اللاعبين مثل عبد الاله هوساوي الذي لعب في مركز الجناح بدلاً من مركزه الأساسي في وسط الملعب، بالإضافة إلى حديث بلان في المؤتمر الصحافي بأنه يرى إشراك العبود في عمق الملعب مهاجماً هو الخيار الأمثل لإمكانات اللاعب، مبيناً أن اللاعب قوي في المساحات، ووجوده في الهجوم يشكل خطورة أكبر من الجناح. هذه التغييرات من بلان دون إعطاء نتائج فنية تثير التساؤلات حول ما إذا كان قارئاً جيداً لإمكانات لاعبيه الفردية وتوظيفها في الملعب بالشكل الصحيح.
وكان عبد العزيز البيشي، لاعب الفريق، تعرض لإصابة غادر على أثرها الملعب في الدقيقة 12 من المواجهة.
وتعرض البيشي للإصابة دون احتكاك قوي ما أدى إلى خروجه من الملعب، ومشاركة عبد الإله هوساوي بدلاً عنه.
وإصابة البيشي هي نتيجة لسلسة من الإصابات التي يعاني منها الفريق مؤخراً، إذ غاب الثنائي الفرنسي موسى ديابي ونغولو كانتي بسبب الإصابة، بالإضافة إلى الإصابات السابقة التي تعرض لها عدد كبير من اللاعبين يتقدمهم كريم بنزيمة وحسام عوار وبيرغوين ودانيلو بيريرا وصالح الشهري وعبد الإله العمري، ما يهدد الفريق في سبيل تحقيق أهدافه في بطولتي الدوري والكأس.