«طالبان باكستان» تخشى غارات الطائرات المسيّرة

استهدفت من قبل تنظيم «القاعدة» وشبكة «حقاني»

جنود ومتطوعون من القوات شبه العسكرية يعملون في موقع تفجير انتحاري بمنطقة سيبي في مقاطعة بلوشستان الباكستانية الاثنين (أ.ب)
جنود ومتطوعون من القوات شبه العسكرية يعملون في موقع تفجير انتحاري بمنطقة سيبي في مقاطعة بلوشستان الباكستانية الاثنين (أ.ب)
TT

«طالبان باكستان» تخشى غارات الطائرات المسيّرة

جنود ومتطوعون من القوات شبه العسكرية يعملون في موقع تفجير انتحاري بمنطقة سيبي في مقاطعة بلوشستان الباكستانية الاثنين (أ.ب)
جنود ومتطوعون من القوات شبه العسكرية يعملون في موقع تفجير انتحاري بمنطقة سيبي في مقاطعة بلوشستان الباكستانية الاثنين (أ.ب)

قال خبراء باكستانيون إن مؤشرات واضحة ظهرت بأن حركة «طالبان» الباكستانية تخشى من استئناف الضربات الأميركية بالطائرات المسيّرة في المنطقة الحدودية الباكستانية - الأفغانية، وأن قيادة «طالبان» الباكستانية مستعدة للذهاب إلى أي حد حتى لا تحتك بواشنطن على الجانب الخطأ. ويقول الخبراء إن هناك مؤشرات أخرى تفيد بأن حركة «طالبان» الباكستانية وجدت خبيراً استراتيجياً في زعيمها الجديد نور والي محسود، وهو يحاول سحب الحركة من أي التزام تجاه عالم الإرهاب الدولي. وتُشير تقارير إعلامية إلى أن الخبراء يتفقون على أن نور والي يريد تركيز اهتمامه على الحملة المناهضة للحكومة الباكستانية وعلى الحملة العسكرية، ويريد الخروج بحركته من أي وضع يتعين عليها فيه مواجهة حملة الطائرات المسيّرة التي تقودها الاستخبارات الأميركية في المناطق القبلية. ففي الماضي، كانت حملات الطائرات المسيّرة قد كلفت حركة «طالبان» الباكستانية تكلفة باهظة، والآن لا يريد نور والي محسود استفزاز الإدارة الأميركية في الجانب الخطأ. وعلى مدار حرب الطائرات المسيّرة في باكستان، بدأت أهداف الضربات تتغير.
وفي حين أن أكثر من ثلث ضربات إدارة بوش استهدفت تنظيم «القاعدة»، فإن هذه النسبة انخفضت بشكل كبير إبان إدارة أوباما، واستبدل بها نسبة أكبر من الضربات التي استهدفت «طالبان» وشبكة «حقاني». ويعود سبب خوف قيادة «طالبان» الباكستانية من هجمات الطائرات المسيّرة الأميركية إلى نجاح الطائرات المسيّرة منذ عام 2008 في مقتل 3 من زعماء الحركة المتعاقبين، بمن في ذلك بيت الله محسيد، وحكيم الله محسود، والملا فضل الله. إضافة إلى ذلك، فقد فقدت حركة «طالبان» الباكستانية عدداً كبيراً من قيادات الصف الثاني إثر غارات الطائرات المسيّرة. ويوضح الخبراء أن قيادة الحركة ترسل إشارات إلى أنها ليست جزءاً من أي تحالف من الجماعات الإرهابية مناهض للولايات المتحدة. وترتبط حركة «طالبان» الباكستانية بعلاقات قوية مع تنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش - خراسان» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية الإقليمية، غير أن قيادة الحركة تحفظت عن أي هجوم عابر للحدود الوطنية. وتريد حركة «طالبان» الباكستانية التركيز على الحكومة الباكستانية والنشاط العسكري المعادي لباكستان. وهذا في المقام الأول نتيجة لاستراتيجية تريد قيادة حركة «طالبان» الباكستانية من خلالها تجنب الضربات الأميركية بالطائرات المسيّرة في المناطق الحدودية الباكستانية - الأفغانية، وهي المنطقة التي تريد الحركة بسط سيطرتها عليها. ويقول الخبراء إن هجمات الطائرات المسيّرة يمكنها العصف بأحلام حركة «طالبان» الباكستانية بالسيطرة على المناطق الحدودية الباكستانية - الأفغانية.


مقالات ذات صلة

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

العالم غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، أن الوضع في أفغانستان هو أكبر كارثة إنسانية في العالم اليوم، مؤكداً أن المنظمة الدولية ستبقى في أفغانستان لتقديم المساعدة لملايين الأفغان الذين في أمّس الحاجة إليها رغم القيود التي تفرضها «طالبان» على عمل النساء في المنظمة الدولية، محذراً في الوقت نفسه من أن التمويل ينضب. وكان غوتيريش بدأ أمس يوماً ثانياً من المحادثات مع مبعوثين دوليين حول كيفية التعامل مع سلطات «طالبان» التي حذّرت من استبعادها عن اجتماع قد يأتي بـ«نتائج عكسيّة». ودعا غوتيريش إلى المحادثات التي تستمرّ يومين، في وقت تجري الأمم المتحدة عملية مراجعة لأدائها في أفغانستان م

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
العالم «طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

«طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

رفضت حركة «طالبان»، الأحد، تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي زعم أن جماعات مسلحة في أفغانستان تهدد الأمن الإقليمي. وقال شويغو خلال اجتماع وزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون يوم الجمعة في نيودلهي: «تشكل الجماعات المسلحة من أفغانستان تهديداً كبيراً لأمن دول آسيا الوسطى». وذكر ذبيح الله مجاهد كبير المتحدثين باسم «طالبان» في بيان أن بعض الهجمات الأخيرة في أفغانستان نفذها مواطنون من دول أخرى في المنطقة». وجاء في البيان: «من المهم أن تفي الحكومات المعنية بمسؤولياتها». ومنذ عودة «طالبان» إلى السلطة، نفذت هجمات صاروخية عدة من الأراضي الأفغانية استهدفت طاجيكستان وأوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

قبل أن تتغير بلادها وحياتها بصورة مفاجئة في عام 2021، كانت مهناز أكبري قائدة بارزة في «الوحدة التكتيكية النسائية» بالجيش الوطني الأفغاني، وهي فرقة نسائية رافقت قوات العمليات الخاصة النخبوية الأميركية في أثناء تنفيذها مهام جبلية جريئة، ومطاردة مقاتلي «داعش»، وتحرير الأسرى من سجون «طالبان». نفذت أكبري (37 عاماً) وجنودها تلك المهام رغم مخاطر شخصية هائلة؛ فقد أصيبت امرأة برصاصة في عنقها، وعانت من كسر في الجمجمة. فيما قُتلت أخرى قبل وقت قصير من سقوط كابل.

العالم أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من عشرين امرأة لفترة وجيزة في كابل، أمس، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وسارت نحو 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، وردّدن «الاعتراف بـ(طالبان) انتهاك لحقوق المرأة!»، و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!».

«الشرق الأوسط» (كابل)
العالم مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من 20 امرأة لفترة وجيزة في كابل، السبت، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة. وسارت حوالي 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، ورددن «الاعتراف بطالبان انتهاك لحقوق المرأة!» و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!». وتنظم الأمم المتحدة اجتماعاً دولياً حول أفغانستان يومَي 1 و2 مايو (أيار) في الدوحة من أجل «توضيح التوقّعات» في عدد من الملفات. وأشارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، خلال اجتماع في جامعة برينستون 17 أبريل (نيسان)، إلى احتمال إجراء مناقشات واتخاذ «خطوات صغيرة» نحو «اعتراف مبدئي» محتمل بـ«طالبان» عب

«الشرق الأوسط» (كابل)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».