«المركزي} الأوروبي: الأزمة المصرفية قد تؤدي لتراجع النمو والتضخم

إجراءات تأديبية لمديري «كريدي سويس»

مقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت بألمانيا (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت بألمانيا (رويترز)
TT

«المركزي} الأوروبي: الأزمة المصرفية قد تؤدي لتراجع النمو والتضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت بألمانيا (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت بألمانيا (رويترز)

قال نائب رئيسة البنك المركزي الأوروبي، لويس دي جويندوس، إن البنك لديه «تصور» بأن الأزمة الأخيرة في القطاع المصرفي قد تؤدي إلى تراجع معدلات النمو والتضخم.
وأوضح في مقابلة مع صحيفة «بيزنس بوست» نشرها الموقع الإلكتروني للمركزي الأوروبي: «تصورنا هو أنها ستؤدي إلى تشديد إضافي لمعايير الائتمان في منطقة اليورو. وربما سيجد هذا طريقه للاقتصاد ويؤدي إلى تراجع النمو وانخفاض التضخم».
وأضاف أن القطاع المصرفي «يواجه فترة من عدم اليقين الشديد»، حيث يتحدد النهج الخاص بسياسة أسعار الفائدة في كل اجتماع على حدة، دون التزام مسبق بإجراء محدد.
ووافق بنك «يو بي إس» الأسبوع الماضي على شراء بنك «كريدي سويس» مقابل ثلاثة مليارات فرنك سويسري (3.26 مليار دولار) من الأسهم، وربما يتحمل ما يصل إلى خمسة مليارات فرنك من الخسائر في عملية اندماج صممتها السلطات السويسرية خلال فترة شهدت اضطرابا في سوق الخدمات المصرفية العالمية.
وقال المصرفي الإسباني: «إننا منفتحون فيما يتعلق بالمستقبل... السؤال الآن هو كيف أن الأحداث في النظام المصرفي الأميركي وبنك كريدي سويس ستؤثر على اقتصاد منطقة اليورو».
وتابع: «خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، نحتاج لتقييم ما إذا كانت (الأحداث) ستؤدي إلى تشديد إضافي لشروط التمويل». وأضاف أنه يريد عودة «في الوقت المناسب» لهدف التضخم للبنك وهو 2 في المائة. نعرف أنه لا يمكن أن يكون غدا، لكن يتعين أن يكون داخل أفق التوقع لدينا، وهو فترة عامين».
وقالت هيئة الإشراف على السوق المالية في سويسرا إنها تدرس اتخاذ إجراء تأديبي ضد مديري بنك «كريدي سويس»، بعد الاضطرار إلى تدخل بنك «يو بي إس» لإنقاذ ثاني أكبر بنك في سويسرا الأسبوع الماضي.
وأضافت مارلين أمستاد، رئيسة الهيئة، لصحيفة «إن.زد.زد ام زونتاج» السويسرية أمس، أن مسألة البدء في اتخاذ إجراءات جديدة «لا تزال مطروحة»، لكن التركيز الرئيسي للهيئة التنظيمية ينصب الآن على «المرحلة الانتقالية لعملية الدمج والحفاظ على الاستقرار المالي».
وردا على سؤال عما إذا كانت الهيئة تدرس مساءلة مديري «كريدي سويس» الحاليين عن انهيار ثاني أكبر بنك في سويسرا، قالت أمستاد إنها «تدرس الخيارات». ونقلت صحيفة «إن.زد.زد» عن أمستاد قولها: «كان لدى كريدي سويس مشكلة ثقافة أدت إلى إهمال للمسؤوليات»، مضيفة أنه «تم ارتكاب العديد من الأخطاء على مدى عدة سنوات».
وقالت إن الهيئة اتخذت 6 «إجراءات إنفاذ» عامة ضد بنك «كريدي سويس» في السنوات الماضية. وعن تلك الإجراءات، قالت «تدخلنا واستخدمنا أقوى أدواتنا».
ويرغب أكثر من 80 في المائة من السويسريين في أن تفصل مجموعة «يو بي إس» البنك المحلي لـ«كريدي سويس»، لضمان المنافسة السليمة في الأعمال المصرفية المحدودة بسويسرا، بحسب ما ورد في استطلاع أجرته صحيفة محلية مؤخرا.
وأفادت وكالة «بلومبرغ» أمس الأحد، بأن 62 في المائة من بين ما يقرب من 7400 شخص سويسري شاركوا في الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «زونتاجسبليك» السويسرية، يعتقدون تماما أنه ينبغي أن يحدث فصل، بينما ربما يقبل 19 في المائة بذلك.
ومع ذلك، واجه عرض «يو بي إس» لشراء «كريدي سويس»، وهو الذي توسطت فيه الحكومة السويسرية والبنك المركزي الأحد الماضي، لتجنب إثارة أزمة مالية أوسع، انتقادات على نطاق واسع، حيث اعتبر أنه سيسفر عن هيمنة كبيرة لـ«يو بي إس» في البلاد.
ومن جانبه، قال رئيس البنك الوطني السويسري توماس جوردان، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إن الفصل ليس مطروحا على الطاولة في الوقت الحالي.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
TT

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولاً غنية أخرى، خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035. وفق وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر مطلعة.

وكان من المقرر اختتام القمة الجمعة، لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد المقبل. ولا بد من حدوث توافق بين المفاوضين من أجل اعتماد أي اتفاق.

جاء هذا التحول في المواقف بعد أن رفضت الدول النامية يوم الجمعة اقتراحاً صاغته أذربيجان التي تستضيف المؤتمر لاتفاق ينص على تمويل قيمته 250 مليار دولار، ووصفته تلك الدول بأنه قليل بشكل مهين.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الدول النامية في مؤتمر (كوب29) قد أُبلغت بالموقف الجديد للدول الغنية، ولم يتضح كذلك ما إذا كان الموقف كافياً للفوز بدعم الدول النامية.

وقالت خمسة مصادر مطلعة على المناقشات المغلقة إن الاتحاد الأوروبي أبدى موافقته على قبول المبلغ الأعلى. وذكر مصدران أن الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وافقت أيضاً.

وأحجم المتحدثان باسم المفوضية الأوروبية والحكومة الأسترالية عن التعليق على المفاوضات. ولم يرد وفد الولايات المتحدة في المؤتمر أو وزارة الطاقة البريطانية بعد على طلب للتعليق.

وتترقب الوفود المشاركة في (كوب29) في باكو بأذربيجان مسودة جديدة لاتفاق عالمي بشأن تمويل المناخ يوم السبت، بعد أن واصل المفاوضون العمل خلال ساعات الليل.

وكشفت محادثات (كوب29) عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية التي تعاني من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتطورة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.