كيف تُدير نظامك الغذائي لتعزيز صحة القلب؟

باحثون أميركيون حددوا 3 طرق

معرفة مكونات الأنظمة الغذائية لا تكفي لاتباعها (iStock)
معرفة مكونات الأنظمة الغذائية لا تكفي لاتباعها (iStock)
TT

كيف تُدير نظامك الغذائي لتعزيز صحة القلب؟

معرفة مكونات الأنظمة الغذائية لا تكفي لاتباعها (iStock)
معرفة مكونات الأنظمة الغذائية لا تكفي لاتباعها (iStock)

يمكن أن يؤثر نظامك الغذائي، أي الأطعمة والمشروبات التي تتناولها، على احتمالات الإصابة بأمراض القلب.
وتوصي إرشادات الممارسة السريرية لجمعية القلب والأوعية الدموية الكندية (CCS) بثلاثة أنماط غذائية رئيسية لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وهي حمية البحر الأبيض المتوسط، والنهج الغذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم (نظام داش)، ونظام «بورتفوليو» الغذائي.
وإذا كانت معرفة أنظمة الأكل الصحي أمراً أساسياً؛ فإن كيفية إدارة هذه النظم الغذائية مطلوبة معرفتها أيضاً، وهو البعد الجديد الذي حرص باحثون أميركيون من جامعة هارفارد على توضيحه، في مقال تم نشره في 19 مارس الجاري، بموقع «ذا كونفرسيشن»، بمناسبة «شهر التغذية الوطني» بأميركا.
واستعرض الباحثون في مقالهم تفاصيل الأنظمة الغذائية الثلاثة قبل الانتقال لكيفية إدارة تناولها؛ حيث ذكروا أن حمية البحر الأبيض المتوسط غنية بالخضراوات والفواكه الملونة والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات وزيت الزيتون والمأكولات البحرية، وأشاروا إلى أن الدراسات أظهرت أن هذا النظام الغذائي يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، حتى لو كنت تعاني بالفعل أمراض القلب، ويوفر كثيراً من الفوائد الصحية الأخرى.
أما نظام «داش» الغذائي، فيركز على تناول كثير من الخضراوات والفواكه ومنتجات الألبان قليلة الدسم والحبوب الكاملة والمكسرات، مع الحد من اللحوم الحمراء والمعالجة والأطعمة التي تحتوي على سكر مضاف وصوديوم. وتم تطوير هذا النظام الغذائي في الأصل لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ويمكنه أيضاً خفض كولسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، وهو النوع غير الصحي من الكولسترول.
وتم تطوير نظام «بورتفوليو» الغذائي في الأصل بكندا لعلاج ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، ويركز على البروتينات النباتية (على سبيل المثال: فول الصويا والبقوليات الأخرى)؛ والمكسرات، ومصادر الألياف اللزجة مثل الشوفان والشعير والسيليوم، والزيوت الصحية مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا والأفوكادو، وأظهر كثير من الدراسات البحثية أن هذا النظام الغذائي يمكن أن يخفض الكولسترول الضار، ويوفر كثيراً من الفوائد الصحية الأخرى.
ولفت الباحثون إلى أن الشيء المشترك بين هذه الأساليب الثلاثة لتناول الطعام، هو أنها تعتبر جميعها نباتية، ولكن لا تكفي معرفة تفاصيلها حتى تستطيع الالتزام بها، وهي الرسالة المهمة التي شدد عليها الباحثون في مقالهم، وقالوا إن معرفة مناهج الأكل الصحي أمر أساسي؛ لكن السلوكيات تطلق العنان لقوة الغذاء، وأشاروا في هذا الإطار إلى 3 استراتيجيات لاستخدامها في تطويع إمكانات الطعام لتعزيز صحة القلب، وهي:
1- هدف الـ90 في المائة:
اختر هدفاً أنت متأكد بنسبة 90 في المائة من أنه يمكنك النجاح فيه، مع وضع خطة لتحقيق أهداف أكبر وأصعب في المستقبل. سيساعدك هذا النهج على بناء الثقة في مهاراتك، ويمنحك معلومات قيمة حول ما ينفعك وما لا يصلح لك.
وتظهر الأبحاث أن البدء في أهداف بنسبة 90 في المائة يزيد من احتمالية تحقيقنا للأهداف المستقبلية، ويمكن أن يكون الهدف بنسبة 90 في المائة هو تناول البروتين النباتي بدلاً من الحيواني، مثل التوفو أو الفاصوليا في الغداء يوم الاثنين (من دون لحوم أيام الاثنين). مثال آخر هو استخدام خدمة توصيل الوجبات التي توفر مكونات مُقاسة بوصفات نباتية يوم الاثنين والأربعاء والجمعة، حتى تتمكن من الحصول على بعض الأفكار الجديدة حول كيفية دمج مزيد من النباتات في وجباتك.
2- لماذا التقييد عندما يمكنك الاستبدال؟
اختر طعاماً تستطيع أن تستبدل به طعاماً صحياً، بدلاً من سياسة التقييد، فيمكن أن يتضمن نهج الاستبدال أشياء مثل اختيار حساء منخفض الملح، أو شراء خضراوات مقطعة مسبقاً بهدف تقليل نسبة النشا في الوجبات إلى النصف. ويوصي دليل الغذاء الكندي بأن يكون نصف طبقك من الخضراوات.
3- تحديد أهداف قائمة على القيمة:
اربط هدفك بشيء يهمك بشدة. ففي حين أن النتائج طويلة المدى (مثل الوقاية من أمراض القلب) قد تكون الدافع للتغيير، تظهر الأبحاث أن الأشياء التي تهمنا في الوقت الحالي تحفزنا أكثر. وسيساعد اختيار الأسباب الشخصية والهادفة على تحقيق التغيير المستمر. وعلى سبيل المثال، اختر طهي وجبة واحدة تحتوي على خضراوات مع صديق مقرب أو أحد أفراد الأسرة، حتى تتمكن من مشاركته التجربة وقضاء الوقت معه.
ومن جانبه، يثني هاني عبد ربه، استشاري التغذية بوزارة الصحة المصرية، على ما ذهب إليه الباحثون، كونه يؤكد حقيقة أن النظم الغذائية واحدة، ولكن آلية الالتزام بها تختلف من شخص لآخر.
ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «نحن يوجد بيننا اختلافات في القدرات والتفضيلات والعادات والتقاليد، والثلاثة عناصر التي أشار إليها الباحثون، لإدارة النظم الغذائية، تؤكد على هذه الحقيقة».
وينصح عبد ربه بضرورة التواصل مع اختصاصي التغذية، ليقوم بموائمة النظم الغذائية الثلاثة وفق متطلباتك واحتياجاتك.


مقالات ذات صلة

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«إثراء» تكرّس مؤتمر الفن الإسلامي بالظهران «في مديح الفنان الحِرفي»

الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
TT

«إثراء» تكرّس مؤتمر الفن الإسلامي بالظهران «في مديح الفنان الحِرفي»

الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)

افتتح الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، اليوم الأحد، أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية، بحضور الأمير سلطان بن سلمان، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس الأمناء لجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد.

وينظم المؤتمر مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» بالظهران، بالتعاون مع جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، ويستمر حتى 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تحت شعار «في مديح الفنان الحِرفي».

ويحضر المؤتمر باحثون في الفن والتاريخ الإسلامي، ومثقفون وضيوف من مختلف دول العالم،

ويهدف إلى دعم وإحياء التقاليد الفنية الإسلامية بتسليط الضوء على أعمال الحِرفيين المعاصرين الذين يُبقون هذه التقاليد الفنية والحِرفية على قيد الحياة.

الحرف رحلة تعلّم

وفي كلمته، ثمن المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، جهود «أرامكو» في مجال الإرث والحضارة ودعم المشاريع التراثية في المنطقة الشرقية، مستعرضاً الأهمية التاريخية للحِرف بوصفها مليئة بالتراث الحضاري للمناطق، وذلك عطفاً على إنجازات المملكة في المحافل الدولية والعالمية بمشاركات متنوعة، سواء من مؤسسات ومعارض ومؤتمرات ذات بُعد تاريخي واجتماعي تصبّ في المنفعة المجتمعية.

وأكد «الأهمية التاريخية للحرف على أنها رحلة تعلم وليست إنجازات»، لافتاً، في الوقت نفسه، إلى «دور المتاحف في تعزيز التاريخ بوصفها وجهة رئيسية لكل دولة». وأشار إلى جهود المملكة في تسجيل واحة الأحساء بصفتها موقعاً تراثياً عالمياً في منظمة اليونسكو.

الحرفي شاعر صامت

وفي كلمته ذكر مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» عبد الله الراشد أن مدرسة الفنون الإسلامية يكاد يغيب عنها الصانع، قائلاً: «القطع الإسلامية لا تعرف من صنعها، أما القطع المعاصرة فيُحتفى بالصانع، وكأن الحرفي في الفنون الإسلامية يود أن يبقى في الظل والخفاء»، مشيراً إلى أن «الحرفي شاعر صامت»، فمن هذا المنطلق حرص «إثراء» على إقامة هذا المؤتمر «في مديح الفنان الحرفي»، والذي «يحوي أوراقاً بحثية وجلسات حوارية ومعارض مصاحبة من أنحاء العالم؛ لنستكشف جمال الحرف الإسلامية وتأثيرها العميق على الثقافة الإنسانية، ولنعبر بتقدير عالٍ لمن يبدعون بأيديهم تراثنا وهويتنا ويصنعونها في زمن جل ما يلمس ويستخدم يصنع بالآلة، لذا أتينا بهذه المعارض لنحتفي باليد البشرية».

ولفت الراشد إلى إطلاق ثلاثة معارض متزامنة مع أعمال المؤتمر في القطع الأثرية والفنون الإسلامية والأزياء التراثية من حول العالم، في حين يتزامن إطلاق المؤتمر مع تسمية عام 2025 عام الحرف اليدوية الذي أطلقته وزارة الثقافة، مما يضيف بعداً خاصاً لهذه المناسبة.

وأضاف: «جهودنا في (إثراء) للعام المقبل تتضمن تقديم عشرات البرامج الكبرى والمعارض والورش؛ كلها حول الحرف اليدوية نستهدف فيها آلاف الزوار».

كود المساجد

بدوره، أعلن رئيس مجلس أمناء الفوزان لخدمة المجتمع عبد الله بن عبد اللطيف الفوزان، اعتماد كود المساجد في المملكة، والذي عملت عليه الجائزة بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية واللجنة الوطنية لكود البناء، مشيراً إلى أنه سيجري تدشينه في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأشار إلى أن المؤتمر ملهم لإحياء الإرث الحضاري والتاريخي للأجيال القادمة، منوهاً، في الوقت نفسه، بالمكانة التي يتمتع بها الفنان الحرفي عبر العصور، لذا جاءت الجائزة بوصفها مرجعاً ثقافياً وفكرياً ومظلة حاضنة للمبادرات، والتي تحافظ على الموروث بوصفه رؤية مستقبلية.