إسرائيل تحذر مواطنيها من موجة اعتداءات إيرانية تستهدفهم في الخارج

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنياميتن نتنياهو مترئساً جلسة للحكومة (أرشيفية - أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنياميتن نتنياهو مترئساً جلسة للحكومة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

إسرائيل تحذر مواطنيها من موجة اعتداءات إيرانية تستهدفهم في الخارج

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنياميتن نتنياهو مترئساً جلسة للحكومة (أرشيفية - أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنياميتن نتنياهو مترئساً جلسة للحكومة (أرشيفية - أ.ف.ب)

أصدر مجلس الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية، تحذيراً جديداً للمواطنين والمؤسسات الإسرائيلية، من «موجة إرهاب جديدة تعدها إيران وتستهدف بها المواطنين والمؤسسات الإسرائيلية واليهودية في مختلف دول العالم».
وجاء في التحذير الذي أصدرته شعبة مكافحة الإرهاب في المجلس المذكور (الاثنين)، وتم توجيهه للمواطنين المسافرين للخارج بشكل خاص في فترة أعياد الربيع اليهودية، أن «هناك هجمات إرهابية محتملة ضدهم من طرف إيران، أو تنظيمات الجهاد العالمي والإسلام الراديكالي. ولذلك يجب الحذر».
وقال بيان إن الأنشطة الإيرانية لاستهداف إسرائيليين مستمرة، وإيران ستعزز العمل على ضرب أهداف إسرائيلية حول العالم. وأشارت إلى تزامن شهر رمضان مع إجازات الأعياد اليهودية في الربيع وغيرها من «الأيام الحساسة الأخرى»، مضيفاً أن «الأحداث الأمنية غير المعتادة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) والقدس وإسرائيل، على غرار الماضي، قد تؤثر على الدافع المتزايد لتنفيذ هجمات ضد الإسرائيليين في الخارج من قبل مجموعات إرهابية مختلفة».
وجاء في التحذيرات الإسرائيلية أن الساحات التي يُرجح فيها حدوث مثل هذه «الأنشطة العدائية» التي قد تستهدف الإسرائيليين بدرجة أكبر، هي الدول القريبة من إيران، أو في أفريقيا والشرق الأوسط، بما في ذلك المنطقة الكردية في العراق. وقال إنه «في العام الماضي، استمرت محاولات عناصر إرهابية إيرانية إقامة اتصال (تحت ستار أنشطة تجارية) مع مواطنين إسرائيليين، في إسرائيل وخارجها، من خلال استخدام شبكات التواصل الاجتماعي أو المراسلات عبر البريد الإلكتروني».
وإلى جانب إيران، حذر البيان من قيام تنظيم «داعش»، وكذلك الجماعات الإرهابية الأخرى، على غرار تنظيم «القاعدة» وتنظيم «الشباب»، بالإضافة إلى «مجموعات مختلفة في العالم»، بتنفيذ هجمات إرهابية ضد الإسرائيليين المسافرين. وقال إن هذه المنظمات «تركز أنشطتها حالياً في أفريقيا (مع التركيز على القرن الأفريقي والساحل وبعض دول وسط أفريقيا)، وفي الشرق الأوسط (مع التركيز على شمال سيناء)، وفي آسيا (مع التركيز على أفغانستان، جنوب الفلبين وباكستان وبنغلاديش ومنطقة كشمير في الهند وأجزاء من إندونيسيا)».
وبالنسبة للإسرائيليين المقيمين في سيناء، أوصى مجلس الأمن القومي، الإسرائيليين، بـ«البقاء فقط في المواقع السياحية المعروفة (الشريط الساحلي الآمن وشرم الشيخ)، حيث توجد قوات الأمن المصرية». وأوصت بـ«تجنب الرحلات في عمق سيناء، أو البقاء في مواقع منعزلة وغير مألوفة». ودعا «الجمهور الإسرائيلي إلى مواصلة السفر إلى الخارج مع توخي اليقظة والتصرف بمسؤولية وفقاً لمستوى الخطر في البلد الذي يزورنه والالتزام بالتوصيات»، وقال إن التحذيرات «تعكس تهديداً ملموساً وحقيقياً».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

هل أصبحت الحرائق سلاحاً في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني؟

جانب من حريقٍ اندلع في منطقة اللطرون بوسط إسرائيل بين القدس وتل أبيب في 1 مايو 2025 (إ.ب.أ)
جانب من حريقٍ اندلع في منطقة اللطرون بوسط إسرائيل بين القدس وتل أبيب في 1 مايو 2025 (إ.ب.أ)
TT
20

هل أصبحت الحرائق سلاحاً في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني؟

جانب من حريقٍ اندلع في منطقة اللطرون بوسط إسرائيل بين القدس وتل أبيب في 1 مايو 2025 (إ.ب.أ)
جانب من حريقٍ اندلع في منطقة اللطرون بوسط إسرائيل بين القدس وتل أبيب في 1 مايو 2025 (إ.ب.أ)

في الوقت الذي كانت فيه قوات الجيش الإسرائيلي تحرق الأراضي الزراعية في شمال قطاع غزة، اشتعلت حرائق مهولة في منطقة القدس، تمكنت من إبادة 20 ألف دونم من الأحراش، مما جعل الكثيرين يتساءلون إن كان الإسرائيليون والفلسطينيون يتخذون من الحرائق سلاحاً في الصراع.

والحريق في القدس هو الثاني في غضون أقل من أسبوع في المنطقة نفسها. وقالت الشرطة إن المخابرات انضمت إلى التحقيق بعدما أجمع الخبراء على أن هناك احتمالاً قوياً أن تكون الحرائق بفعل فاعل. وامتدت النيران بفعل الرياح الشديدة الحرارة والمنخفضات الجوية القادمة من الجزائر وتونس والعراق.

وقال البروفسور علي صغير، وهو خبير في شؤون الأرض من فلسطينيي 48، إنه واثق تماماً من أن الحرائق في القدس اشتعلت بفعل فاعل. وأضاف: «قد يكون هذا فعل إنسان مهمل، يقذف سيجارة مشتعلة أو يشوي اللحم ويترك الجمر مشتعلاً، أو قد يكون من آثار الحريق في الأسبوع الماضي، حيث تم ترك الجمر من دون إطفائه. وأيضاً قد يكون هذا عملاً تخريبياً مقصوداً».

واعتقلت الشرطة ثلاثة فلسطينيين من القدس العربية المحتلة للاشتباه بأن لهم ضلعاً في إشعال الحرائق، واستغربت تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي ادعى فيها بأن الشرطة اعتقلت 18 مشبوهاً، أحدهم ضُبط متلبساً. وقالت الشرطة إن الشخص الذي ضُبط كان يحاول إشعال حريق في مكان آخر، لا علاقة له بالحرائق الكبيرة.

حرائق في شمال غزة

صورة أرشيفية لمزارعين فلسطينيين خلال موسم الحصاد في قطاع غزة قبل بداية الحرب بشهرين (أ.ب)
صورة أرشيفية لمزارعين فلسطينيين خلال موسم الحصاد في قطاع غزة قبل بداية الحرب بشهرين (أ.ب)

وكان الجيش الإسرائيلي قد أضرم النار في الأراضي الزراعية بشمال قطاع غزة، بادعاء أنه بذلك يكشف مخارج أنفاق وألغام وكذلك وجود مقاتلين فلسطينيين في الأراضي القريبة من السياج الحدودي. وتمتد المنطقة التي يحرقها الجيش الإسرائيلي، في الأيام الأخيرة، على آلاف الدونمات، ويقوم بمسحها بواسطة طائرات مسيرة صغيرة، حسبما ذكرت القناة «12» الإسرائيلية. ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه كشف مخارج لعدة أنفاق، وعثر في أحدها على أسلحة متنوعة ومواد استخباراتية.

ونقلت القناة عن ضابط إسرائيلي قوله إن أحد أهداف إحراق الحقول هو «ضمان أمن سكان غلاف غزة داخل الأراضي الإسرائيلية. وتطهير هذه المنطقة يسمح لنا بأن نرى المخربين وأسلحة العدو بشكل أفضل بكثير، بواسطة طائرات مسيرة صغيرة ووسائل أخرى». وبدأ الجيش الإسرائيلي في إحراق الحقول الزراعية بعد اشتباكات مسلحة بين قواته والمقاتلين الفلسطينيين في الأيام الماضية، ومقتل جنديين إسرائيليين خلالها في الشجاعية. وحسب الجيش الإسرائيلي، فإن المقاتلين الفلسطينيين ينصبون كمائن لقواته، ويخرجون من الأنفاق ويختبئون بين الأعشاب الشائكة ويطلقون النار باتجاه القوات الإسرائيلية.

ولقيت الحرائق في إسرائيل ترحيباً واسعاً في صفوف الفلسطينيين، إذ كتب عدد منهم في منصات التواصل الاجتماعي قائلين: «أحرقوا غزة فأحرقهم الله. إسرائيل تحترق. الله انتقم لنا»، و«اللهم يا ميسر الريح والنار اجعل نارك عليهم جحيماً». ومن جانبها، دعت حركة «حماس» شباب الضفة الغربية إلى إحراق مزيد من الأحراش في إسرائيل، مذكرة بأن قوات الجيش الإسرائيلي كانت تحتل البيوت في غزة، وعندما تغادر تحرقها على ما فيها.

إهمال وتلبك

طائرات هليكوبتر تساهم في إطفاء حريق فوق متحف «ياد لا شيريون للدبابات» على بعد 30 كيلومتراً غرب القدس في 1 مايو 2025 (أ.ف.ب)
طائرات هليكوبتر تساهم في إطفاء حريق فوق متحف «ياد لا شيريون للدبابات» على بعد 30 كيلومتراً غرب القدس في 1 مايو 2025 (أ.ف.ب)

وفي هذه الأثناء، كشفت وسائل إعلام أن عمليات الإطفاء الإسرائيلية لم تكن سليمة، وانطوت على إهمال وتلبك وقصور شديد. فمصلحة الإطفائية لم تتوجه إلى الجيش لطلب مساعدته إلا في ساعات متأخرة. وأضافت أن وزارة الأمن الداخلي بقيادة الوزير بن غفير لم تقم بتفعيل عشر طائرات إطفاء موجودة في منطقة القدس، طيلة 24 ساعة من اندلاع الحريق، وخلال الإطفاء امتدت الحرائق إلى أماكن حساسة، مما اضطر الشرطة إلى إغلاق شوارع أساسية، مما دفع سلطات الإطفاء والطوارئ إلى استدعاء 12 طائرة إطفاء ونحو 50 طاقم إخماد.

وفي ظل تصاعد الخطر، بدأت السلطات بإخلاء سكان قرية نفيه شالوم ومنطقة اللطرون، وتم نقلهم إلى بلدة تل شاحر. كما تم إصدار تعليمات لسكان كيبوتسات، مع التأكيد على إبقاء النوافذ مغلقة للحد من دخول الدخان.

من جهتها، أعلنت سلطة الطبيعة والحدائق عن إخلاء عدد من المتنزهين والزوار من المحميات الطبيعية ومناطق التنزه القريبة من موقع الحريق. وأعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن ثلاث طائرات إطفاء ستصل من إيطاليا وكرواتيا واليونان «في أقرب وقت ممكن» للمشاركة في جهود إخماد الحرائق، بالإضافة إلى طائرة مروحية قبرصية.