أبو الراغب: عبد الله الثاني حذّر بوش من فتح أبواب جهنم... والبديل سيكون الفوضى

رئيس الوزراء الأردني الأسبق لـ«الشرق الأوسط»: حسين كامل نقل للأميركيين معلومات «مبالغاً بها» عن أسلحة صدام

أبو الراغب (الشرق الأوسط)
أبو الراغب (الشرق الأوسط)
TT

أبو الراغب: عبد الله الثاني حذّر بوش من فتح أبواب جهنم... والبديل سيكون الفوضى

أبو الراغب (الشرق الأوسط)
أبو الراغب (الشرق الأوسط)

سلّة من المعلومات يكشف عنها رئيس الوزراء الأردني الأسبق علي أبو الراغب، للمرة الأولى، في حديث صريح يتعلق بكواليس الحصار على العراق والذي انتهى بالغزو الذي قاده الأميركيون في مارس (آذار) من عام 2003، لتبدأ بعد ذلك الفوضى التي حذّر منها الأردن في أكثر من مناسبة، وأمام دول «صناعة القرار» في الغرب. تسلّم أبو الراغب منصبه لنحو 40 شهراً، في مطلع عهد الملك الأردني الجديد وقتها الملك عبد الله الثاني، بعد انتقال سلس لولاية العهد من عمّه الأمير الحسن بن طلال له. وهو حظي بصحبة الملك الجديد في العديد من زياراته. كانت فترة عمل رئيس الوزراء الأردني السابق والممتدة من مطلع عام 2000 وحتى خريف عام 2003، كافية ليكون عارفاً بكواليس ثلاث قضايا؛ واحدة أثّرت على الداخل الأردني وهي الانتفاضة الثانية، والثانية تركت أثراً على العالم مع بدء «الحرب على الإرهاب» بعد إسقاط برجي مركز التجارة في نيويورك بطائرتين مخطوفتين، والثالثة كانت غزو العراق. وتتضمن رواية أبو الراغب لهذا الحدث الأخير محاضر اجتماعات سرية ومعلنة مع الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وقياداته في تواريخ متفرقة. يروي أبو الراغب، عبر «الشرق الأوسط»، إرهاصات غزو العراق ومنطلقات شرره، تزامناً مع الذكرى العشرين لحرب لم تدمر العراق وحسب، بل استدعت تاريخاً بعيداً من الثأر والانتقام لنظام أحكم سيطرته، وكان سيف غضبه مسلطاً على أعناق خصومه؛ دولاً وتنظيمات، ومعارضة وأفراداً.
لا تغيب اللحظات العصيبة التي رافقت الغزو الأميركي للعراق بدءاً من ليلة 19 مارس 2003، عن ذاكرة رئيس الوزراء الأردني الأسبق علي أبو الراغب، بما حملته من مقدمات مصحوبة بالفوضى بعد سقوط نظام صدام حسين. وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يسعى أبو الراغب إلى تفكيك بعض ألغاز تلك الحرب التي أحدثت تغييرات دراماتيكية على مستوى العراق ودول الجوار والمنطقة في شكل أشمل.

قوات بريطانية تعتقل عراقيين عقب قتال عنيف في البصرة يوم 30 مارس 2003 (إ.ب.أ)

أبو الراغب الذي كان رئيساً للوزراء في تلك الفترة، شهد لقاءات سياسية حاسمة قبل وإبّان وقوع هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، التي دفعت الولايات المتحدة لاستحضار خرائطها مهددة بتغيير وجه المنطقة، وبات الحديث عن الحرب أقرب من أي حديث آخر، وصار مفهوم الحرب على الإرهاب يتصدّر الأجندة الأميركية، على أن يكون إسقاط نظام صدام حسين عنواناً رئيسياً للمرحلة، وسط اتهامات أميركية للعراق بامتلاك أسلحة دمار شامل.
تلك الاتهامات لم تستند إلى معلومات دقيقة في حينه، وفق ما يؤكد أبو الراغب لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن صوت الحرب تقدّم على صوت المنطق، ولم تنجح بلاده في تخفيف حدة الاندفاع الأميركي صوب غزو جاء بكارثة انسحبت على أكثر من جبهة، ووضعت خصوم واشنطن في مواجهة معها في شوارع العراق ومناطقه المختلفة.

جانب من لقاءات الرئيس العراقي الراحل مع رئيس الوزراء الأردني السابق (من أرشيف علي أبو الراغب)

يقول أبو الراغب إن محاولات «الأردن الرسمي ثني الإدارة الأميركية عن إشعال الحرب في المنطقة لم تنجح»، مستشهداً بالاجتماع الملكي الذي حضره هو شخصياً وجمع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش الابن، حيث قال الأخير صراحة: «لن نقبل الحياد؛ من ليس معنا فهو ضدنا». ويعلّق أبو الراغب قائلاً: «عندها أدركت بأن نوايا الحرب أقوى من نوايا التهدئة، وأن غزارة التقارير ضد أسلحة العراق أشد فتكاً من أسلحة العراق نفسها».
ويضيف أبو الراغب: «لقد حاول الملك (الأردني) تحذير بوش من فتح أبواب جهنم إذا وقع غزو العراق، وأن بديل النظام سيكون الفوضى والتطرف والتناحر المذهبي». ويقول إن هذا ما حصل بالفعل، بل الأكثر من ذلك سمح الغزو بـ«مد أيادي الجوار، بثأره النائم، للانتقام من جدار العراق الفاصل في وجه مطامع إيران في المنطقة ومساعي بث القلق وعدم الاستقرار».

وعن دقة المعلومات المتوافرة لدى الإدارة الأميركية عن أسلحة الدمار الشامل التي يملكها العراق، يتذكر علي أبو الراغب اجتماعات حسين كامل، صهر صدام، الذي لجأ إلى عمّان عام 1996، مشيراً إلى أنه نقل وقتها لمسؤولين أميركيين معلومات «مبالغاً بها» عما يمتلكه الرئيس العراقي. ويضيف أن حسين كامل قبل برعاية الـ«سي آي إيه» لمشروعه الانقلابي على صدام، لكنه رفض عرضهم فتح قنوات اتصال مع «الموساد». وبعد تبدد حلمه في خلافة صدام، عاد حسين كامل لبغداد حيث قُتل برصاص أقاربه. وبالنسبة لأبي الراغب، بدأت خطة «إسقاط العراق» على امتداد عقد التسعينات من القرن الماضي، لكن اللمسات الأخيرة جاءت في مطلع ألفية مشبعة بالحروب والكوارث.
يقول أبو الراغب في هذا الإطار: «لقد كان البنتاغون مليئاً بالمعلومات المغلوطة عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، والتي كان مصدرها (السياسي العراقي الراحل) أحمد الجلبي. والأهم من ذلك، كان صدر نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني معبأ بكره صدام، وكان يبعث برسائل ضاغطة تجاه جورج بوش الابن الذي يناصب صدام الكره أيضاً، هذا علاوة عن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الذي شكّل مع تشيني ثنائية الموقف المتطرف من صدام (...). كذلك لم يبعث صدام برسائل جادة عبر وسطاء لتخفيف حدة الاحتقان الأميركي المشبع بالتضليل، على الرغم من مبادرات غربية فرنسية، وعربية أيضاً، على هذا الصعيد».

تعنت صدام في مواجهة جدية الحرب

لم يأبه صدام حسين بكل الرسائل التي وصلته على مدى سنوات الأزمة منذ غزو الكويت، وظل متمسكاً بمواقفه التي كان من الواجب أن تحظى بالمرونة التي تجنّبه والعراق ويلات الحرب والدمار وتداعيات الخطر والحصار، بحسب أبو الراغب. يقول: «صدام حسين ظل وكأنه قادم للتو من مدرسة البعث التي تسعى بعقيدتها إلى تحدي أميركا واجتثاث إسرائيل، وتريد للعرب كلمة ودوراً مؤثراً رغم استحالة التوافق على أكثر من ملف وقضية». ويتابع: «السياسة تغيّرت أدواتها (...). رجال صدام لم يكونوا واقعيين في طرحهم، وظلت الشعارات تتحكم بعواطفهم مغيّبةً صوت العقل والحكمة الذي جاءهم من أكثر من شقيق وصديق». ويؤكد أن «أسلحة الدمار الشامل في العراق ذريعة استخدمتها الولايات المتحدة الأميركية لإحكام الحصار على صدام. الأردن كسر هذا الحصار لصالح دعم الأشقاء العراقيين في كل شيء باستثناء السلاح». ومعلوم، في هذا الإطار، أن أبو الراغب شخصية تُعتبر أصلاً قريبة من صدام حسين، وساهم في أكثر من مناسبة خلال عقد التسعينات من القرن الماضي في تسهيل شروط التفاوض مع العراق اقتصادياً، ورفع حجم المنحة النفطية العراقية لبلاده. كما أنه خفف من حدة الخلافات السياسية بين حكومات البلدين في أكثر من مناسبة.

زيارة سرية في مرحلة انتقالية

على الرغم من أن أبو الراغب كان قريباً من صدام ورجاله، فإنه لم يُعجب بهرولتهم نحو «التصريحات الشعبوية»، وأراد في أكثر من مناسبة أن يحثهم على تقديم تنازلات معقولة «تجنب العراق الحرب التي صارت قريبة، وبذرائع كثيرة». في هذا الإطار، يكشف أبو الراغب، للمرة الأولى، أنه كان في زيارة سرية لبغداد قبل تكليفه بتشكيل الحكومة بأيام، وحمّله الملك عبد الله الثاني رسالة إلى صدام تستفسر عن أسباب بعض الخلافات في العلاقة بين البلدين، فرد عليها صدام مستعرضاً بعض التضييقات الأمنية على عراقيين رسميين، والرعاية الأمنية لبعض معارضيه، وهو أمر كان مصدر إزعاج كبير للرئيس العراقي. لكن أبو الراغب، كما يوضح، استطاع أن يخفف من غضب صدام واستعاد كسب وده، مشيراً إلى أنه كان يعرف من يقف وراء توتر العلاقات الأردنية - العراقية وقتها، مشيراً إلى مسؤول أمني تم إبعاده وحوكم لاحقاً على خلفية جرائم اقتصادية. وتلك الزيارة السرية ما زال يحتفظ أبو الراغب بمحاضرها.
في أولى زياراته الرسمية لبغداد وهو رئيس للوزراء، التقى أبو الراغب طه ياسين رمضان وتحدث له عن كلام أدلى به السفير البريطاني في عمّان الذي كان قد أبلغه بأن موافقة العراق على مشروع قرار مجلس الأمن رقم 1284 المتعلق بتفتيش المنشآت العراقية سيضمن رفع الحصار تدريجياً عنه خلال 3 - 6 شهور، لكن رد طه ياسين رمضان كان صادماً عندما أجاب: «نحن نرفض دخول جواسيس لمنازلنا وإهانتنا؛ والله لو قامت حرب عالمية ثالثة لن نقبل مثل هذا القرار». واستفاض رمضان في عرض حلوله لكسر الحصار بقوله: «افتحوا الحدود من جانبكم وسيلحق بكم كل العرب». ويقول أبو الراغب: «لما سمعت هذا الموقف غير العقلاني أجبته باختصار: نحن لسنا دولة عظمى». وعندها انتهى الحوار الذي وصفه أبو الراغب بـ«غير المجدي». لكن أبو الراغب يضيف: «في اليوم التالي للزيارة التقيت صدام حسين وتحدثت له عن مشروع القرار، فقلل من أهميته ولم يطل الحديث حوله، وكان خطئي أنني تركت طه ياسين رمضان يبلغه قبلي. كان يجب أن أفتح الموضوع أمامه، فمن الممكن التأثير عليه بمعزل عن مبالغات طه ياسين رمضان».

يتذكر أبو الراغب، هنا، سلسلة محاولات أردنية لإلغاء احتمالات حرب منتظرة، مشيراً إلى موقف طارق عزيز قبل يوم واحد من اجتماع قمة الملوك والزعماء العرب في عمّان نهاية مارس عام 2001، وهو موقف «كان فيه عزيز متشدداً بعكس مرونته الدبلوماسية التي عُرفت عنه في بدايات الأزمة... فلطالما شكّل موقفه دعماً لنا في مستويات الاعتدال».
ومن بين صفحاته وملفاته، قرأ أبو الراغب لـ«الشرق الأوسط» أن أعضاء الوفد الأردني والوفد السعودي والأمانة العامة للجامعة العربية بذلوا جهداً متميزاً بإعداد مسودة قرار يتعلق بالمصالحة بين العراق والكويت، ومن النقاط التي تمت الموافقة عليها مطالبة القمة العربية لمجلس الأمن والأمم المتحدة برفع الحصار عن العراق، كما تضمن القرار تسيير الطيران المدني بين الدول العربية والعراق. كذلك تضمن مشروع القرار بنداً يتعلق بألا يكرر العراق غزوه للكويت ويلتزم بحماية وسيادة الكويت، وهذا البند الأخير كان موضع خلاف في المؤتمر لمعارضة الوفد العراقي له.
ويضيف رئيس الوزراء الأردني أنه «في البداية بدت الأجواء السائدة في المؤتمر متفائلة لجهة تحقيق المصالحة بين الأشقاء في العراق والكويت، ويعود العراق إلى موقعه في العالم العربي والدولي». وفي هذا السياق، قدّم أبو الراغب شهادة إنصاف بحق الراحل الشيخ صباح الجابر الصباح، وزير خارجية الكويت آنذاك وأمير الكويت لاحقاً، لموافقته على مشروع القرار، لافتاً إلى أنه امتلك «سعة صدر»، وكان لديه «موقف متقدم في المصالحة» مع العراق. ويضيف: «للأسف، جاء خبر رفض الوفد العراقي للبند المتعلق بالكويت في مشروع القرار، وهذا الموقف الغريب أثار حينئذ الاستغراب الشديد، وعلمنا للأسف أن صاحب القرار كان الراحل نائب رئيس الوزراء طارق عزيز».

لم تتوقف محاولات الأردن عند ذلك الحد، كما يقول أبو الراغب. يوضح قائلاً: «أذكر جيداً في مساء ذلك اليوم أن الملك عبد الله الثاني حاول أن يستدرك الأمر ويُقنع الوفد العراقي بالقرار. وتم عقد اجتماع برئاسة الملك وحضوري وكذلك وزير الخارجية عبد الإله الخطيب، وحضر من الجانب العراقي عزت إبراهيم وطارق عزيز والصحاف. تم التداول بالأمر واحتدم النقاش بيني وبين الراحل طارق عزيز، وأبديت استغرابنا من الموقف العراقي. أبدينا لهم أن هذه الفرصة تاريخية وتشكل اختراقاً للوضع القائم بإنهاء المعاناة التي قاسى ويقاسي منها الشعب العراقي، ولكن للأسف تمسّك طارق عزيز بموقفه. وفي آخر محاولة في صباح اليوم التالي، أصر الملك على منح الوفد العراقي فرصة أخيرة للحصول على توافق حول مشروع القرار، وللأسف لم تنجح».
يقول أبو الراغب: «كنت على يقين في ذلك الوقت أن العراق فقد فرصة ذهبية لإخراجه من فك الحصار، وكذلك تفادي احتلال العراق الذي تم 2003». ويضيف: «لم أستوعب حينها موقف الراحل طارق عزيز، وحتى الآن لا أعلم ولا أستطيع أن أتفهم هذا الموقف».

هل يعتقد أن القرار العراقي كان قراراً مستعجلاً دون العودة إلى القيادة في بغداد؟ يجيب أبو الراغب: «أنا على يقين بأن قرار الوفد العراقي كان من دون الرجوع إلى القيادة في بغداد، حيث لاحظت أن العديد من أعضاء الوفد العراقي كانوا يؤيدون مشروع القرار كما قُدم في البداية». ويتابع: «للتاريخ، الجانب الأميركي كان يتابع باهتمام مخرجات مؤتمر القمة العربية في عمّان، وخاصة بما يتعلق بالعراق... لقد ضاعت الفرصة لصالح المزيد من الأوراق في يد أميركا».
ويُقر أبو الراغب بأنه لم يكن صعباً الإدراك مع نهاية عام 2002 ومطلع عام 2003، أن الحرب أصبحت «مسألة وقت»، وأن العد التنازلي للمعركة التي غيّرت وجه المنطقة بدأ فعلاً، وسيكون ما قبل الحرب ليس كما بعدها. ومع ذلك، بدأ الضغط الأميركي يزداد و«أصبح الجميع على يقين بأن الولايات المتحدة ماضية في قرار الحرب ولا رجعة عنه، ولن تنجح كل التحذيرات التي انطلقت من أكثر من اتجاه (...). بالنسبة لي، كنت منشغلاً بالوضع المحلي وسط مزاج عام مضطرب، وتتقاسمه واقعية المشهد وأمنيات السلامة للعراق»، وسط دعوات إلى أن يتبنى الأردن موقفاً مشابهاً لموقفه في عام 1990 «في رفض التدخل الأجنبي والحرب على الأشقاء العراقيين».
في تلك الأيام، كان الأردن مقتنعاً بوجود نقاط ضعف في الجيش العراقي، وعدم جاهزيته للحرب، خصوصاً أن أسلحته كانت متهالكة، ولم يملك العراق القدرة على صيانتها. ويشرح أبو الراغب أن قوى العراق العسكرية كانت منهارة، و«المزاعم عن ترسانات أسلحة تحت الأرض كانت مجرد دعايات عسكرية من جانب العراقيين، وأمنيات في قلوب كل من كان في صف العراق».
يؤكد أبو الراغب أن بلاده لم تسمح للقوات البرية الأميركية بالوجود على الأراضي الأردنية، و«لكن بعد ضغط أميركي شديد وافق الأردن على إنشاء قاعدة جوية غير ثابتة لطائرات الهليكوبتر التي يريدون استخدامها لغايات غير عسكرية في منطقة الأزرق شرق البلاد... ولقد بالغت نخب سياسية أردنية في تضخيم ذلك، واعتبروا أن الأردن شريك في الغزو، وهذا ظلم كبير للموقف الأردني الذي التزم بالواقعية وابتعد عن العاطفة غير المجدية. لكن، في المقابل، كنا نُلح على أميركا ودول شقيقة بتأمين احتياجات المملكة الأردنية من النفط من مصادر أخرى، خصوصاً أمام حقيقة قطع إمدادات النفط العراقي عن الأردن إذا بدأت الحرب التي ستدمر ما تبقى من البنى التحتية في العراق».

ساعة الصفر ولقاءات اللحظة الأخيرة

قبل الحرب بفترة قصيرة، زار عمّان نائب الرئيس العراقي عزت الدوري، حاملاً رسالة شفوية من صدام حسين إلى الملك عبد الله الثاني، في طياتها طلب من عمّان ببدء وساطة لدى واشنطن. يقول أبو الراغب: «طلبت منه يومها أن يقول ماذا لدى العراق ليقدمه لتقريب وجهات النظر مع الولايات المتحدة الأميركية». ويضيف: «في تلك اللحظات، بقي الدوري يناور ولا يريد تقديم بنود واضحة، ويقول: نحن نقبل أن يتحدث جلالة الملك باسم العراق، ونحن موافقون على ما يرضى به. لكنني رفضت هذا الكلام، واعتبرت أن هذا ليس موقفاً واضحاً يمكن الاستناد إليه لوقف حرب تكاد أن تنشب. لم يمل الدوري من تكرار هذا الكلام عليّ، وكنت مستغرباً من كلماته التي لا تحمل أي مضمون يشي بتقريب مواقف الخصمين».

أعضاء في حزب البعث بعد توزيع أسلحة عليهم للتصدي للغزو الأميركي المرتقب في بغداد يوم 2 مارس 2003 (إ.ب.أ)

ويتابع أبو الراغب متذكراً تفاصيل ما حصل: «بعد كلام طويل سألته بحزم: ماذا لديكم؟ قلت للدوري وقتها إن الملك يريد رسالة واضحة، فأجاب: نتركها للملك. فتابعت الحديث: هل تقبلون بفكرة السلام مع إسرائيل مثلاً لكبح جماح التطرف الأميركي ضدكم؟ انتفض من موقعه وقال: عجوز في شوارع العراق لو قابلتني وأنا أتحدث عن السلام مع إسرائيل لبصقت عليّ. فقلت: ماذا نفعل برسالة منكم غير موقعة بكلام محدد وواضح، عليكم أن تكونوا عمليين في ممارسة الفكرة، ونحن جاهزون لحمل الرسالة وقتها. أنا لا أريد منكم سلاماً مع إسرائيل. أنا أريد أوراقاً تفاوضية تماطل فكرة الحرب وتبعدها. في اليوم التالي، التقى الدوري الملك عبد الله الثاني وأعاد طرح موقفه من فكرة الوساطة الأردنية خلال زيارة الملك لواشنطن، لكن الملك لم يجد في كلام الدوري أي موقف يمكن الارتكاز عليه كمنطلق للبحث في فكرة وقف سباق الحرب المنتظرة».
ويقول أبو الراغب: «قبل الحرب بأيام كنا في زيارة لدول خليجية منها الإمارات وقطر. علمنا من الإماراتيين عن ساعة الصفر في انطلاق الحرب، وهو ما كان معلوماً أصلاً، فقد كانت الحشود متأهبة والترسانة العسكرية الأميركية موجّهة (لبدء الغزو). عدنا محبطين. وكنت قد بادرت، قبل أشهر، بتخزين أكبر كمية من النفط، وفعلاً خزنّا 800 ألف طن. ولما سمعت ما أكده الإماراتيون عن ساعة الحرب، تذكّرت أن باخرة لا تزال في ميناء البصرة تتزود بالنفط، فطلبت أن تتم تعبئتها بالسرعة القصوى».
ويزيد رئيس الوزراء الأردني قائلاً: «إسناداً للفضل لأصحابه، حصلنا خلال شهور الأزمة على وعود خليجية، وكانت صادقة، بتزويد المملكة الأردنية بـ50 ألف برميل نفط من المملكة العربية السعودية، و50 ألف برميل تزودنا بها الكويت والإمارات. وهذا وحده كان كفيلاً بتأمين ملف الطاقة لبضعة أشهر، وهو الملف الذي كان سيضغط علينا لولا الدعم العربي، والمساعدات الأميركية التي وصلت دعماً لاقتصاد الأردن الذي ظل متمسكاً بموقفه من دعم معاناة الأشقاء في العراق، وطبقنا برنامج (النفط مقابل الغذاء)، وساهمنا مساهمة كبيرة في تخفيف وطأة الجوع الذي تسبب به الحصار الأميركي».

المشهد المحلي واضطرابات النخب

ويتابع أبو الراغب روايته: «أتذكر مع بدء أيام الغزو الأميركي أن السفير الأميركي في عمّان إدوارد غنيم زارني، فطلبت منه من باب التخفيف من الضغط الشعبي أن يعلن في تصريحات صحافية أن الأردن حمّله رسالة لإدارته تطالب بحماية المدنيين وضمان تزويد العراقيين بحاجتهم من الغذاء والدواء، لعل الشارع يرحم الموقف الرسمي الأردني الذي كان مثل (بالع السكين)... ففي كل الاحتمالات، كلفة الحرب سندفعها نحن من استقرارنا ومن اقتصادنا».
ويوضح: «استجاب السفير الأميركي، وقد أبلغنا الصحافيين بأن هناك زيارة للسفير الأميركي وتستطيعون سؤاله عن موقف الحكومة من الحرب. وقدّم السفير تصريحاته عندها». ويتابع: «في واحد من الاجتماعات مع وفد من وزارة الدفاع الأميركية في رئاسة الوزراء في عمّان، وكان بحضور (السفير) غنيم، انتقدت التعنت الأميركي وهاجمت ذريعتهم في الحرب بسبب امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وأنها خدعة ستجر الولايات المتحدة لحرب طويلة الأمد، والتزمت بموقف الملك عبد الله الثاني عندما تحدث عن فتح أبواب جهنم أمام الاقتتال المذهبي والحرب الشاملة وميلاد حركات الإرهاب التي تعيش في مستنقعات الفوضى».
ويقول رئيس الوزراء السابق إن «الضغط الشعبي بدأ يزداد في الأردن في تلك الأيام، وضاعف ذلك ما ذهب إليه رؤساء حكومات سابقون، خلال الأيام الأولى لبدء العملية العسكرية ضد العراق، في كتابة بيان مع شخصيات وطنية من مشارب سياسية مختلفة، يتضمن رفضاً لأن تُستخدم أراضي الأردن لضرب العراق. اتهموا الحكومة بأنها سمحت لقوات برية أميركية بالوجود على الأراضي الأردنية، لإسناد الحرب المتوقعة والغزو المنتظر». ويضيف أن الأسماء الموقعة على البيان لشخصيات ذات وزن شعبي، و«كان لا بد من الحديث معها بصراحة ومن قبل الملك حتى يتم توضيح الموقف الرسمي».

من لقاءات صدام مع أبو الراغب (من أرشيف رئيس الوزراء الأردني السابق)

في اجتماع نادي رؤساء الحكومات الأردنية مع الملك عبد الله الثاني في القصر، انقسمت الآراء بين متفهم للموقف الرسمي الأردني ومَنْ عارضه بشدة، و«كنت متفهماً لجميع الآراء»، كما يقول أبو الراغب الذي يوضح أن «زيد الرفاعي وعبد الكريم الكباريتي وفايز الطراونة دعموا الموقف الرسمي، في وقت انتقد بشدة موقف الحكومة الجنرال مضر بدران والجنرال أحمد عبيدات وطاهر المصري وعبد الرؤوف الروابدة. وعندما اشتد النقاش، حاولت التدخل لتوضيح موقفنا، لكن الملك أنهى الاجتماع وهو غير مرتاح. وبعدها بثلاثة أيام، وصلت القوات الأميركية واحتلت بغداد».
ويشير أبو الراغب إلى أن ما زاد من حدة الموقف الشعبي في الأيام الأولى للغزو «ما جاء على لسان طه ياسين رمضان بأن الأردن يمنع مرور المساعدات للعراق بذريعة التفتيش الأميركي والأوامر الأميركية... عندها اتصلت بالسفير العراقي في عمّان صباح الياسين، وأبلغته بضرورة تصويب التصريحات العراقية. وبالفعل بادر هو بالخروج للإعلام الأردني ونفى ما قاله رمضان».
لا يريد أبو الراغب الخوض حالياً في تفاصيل المشهد المحلي، وتعامل الحكومة مع قضية الحدود الأردنية - العراقية التي بدأت تنشط فيها عمليات التسلل والتهريب، وبدأ «الخوف الحقيقي من تسلل عناصر إرهابية تُضمر الشر والسوء لنا». يقول إن الأرقام المتعلقة بتلك المرحلة لا تحضره اليوم، لكنها موضوعة في واحد من ملفاته.
ويوضح أبو الراغب كيف أنه اختبر الفصل بين موقفه السياسي وموقعه السياسي في الفترة الصعبة التي تولى فيها رئاسة الوزراء، قائلاً: «لو لم أكن في موقع المسؤولية لكنت انحزت للموقف الشعبي، مع التمسك بموقفي بأن العراق أخطأ عند غزو الكويت. لكنني كنت على اطلاع واسع بطبيعة الضغوط التي مورست على الملك عبد الله الثاني، وكان الخيار إما الاعتدال بحذر وإما التضحية باستقرار الأردن سياسياً واقتصادياً. فالتحالف مع الولايات المتحدة له كلفة، كما الانقلاب على التحالف له كلفة». ويضيف: «لقد كانت لحظة الغزو بمثابة ضربة لنا جميعاً وللجهود التي بذلناها من أجل منعه، لكن العراقيين أنهوا كل ذلك وأعطوا المبررات لأميركا».

العلاقة مع صدام... توافق وتنافر

ويسلّط أبو الراغب، في الحوار معه، الضوء على تاريخ علاقته بصدام حسين، قائلاً: «تعود معرفتي بصدام إلى مطلع تسعينات القرن الماضي. زرته عضواً في التجمع الديمقراطي عام 1990، وزرته نائباً ووزيراً بعدها. ولقد ذهبت إليه في زيارات متعددة لطلب المساعدة للحكومة، عندما كنت وزيراً للصناعة والتجارة والطاقة والثروة المعدنية في حكومتين مختلفتين. وفي يناير (كانون الثاني) من العام 1997، زرته وأنا وزير صناعة وتجارة، ومعي الوزير هاشم الدباس وزير الطاقة حينها، حاملين رسالة شفوية من الراحل الملك الحسين. استطعنا ترطيب الأجواء وإعادة توقيع بروتوكول المنحة النفطية بعد لقاء صدام الذي كان غاضباً وقتها من رئيس وزرائنا عبد الكريم الكباريتي. لقد كان دائماً إيجابياً في مواقفه معي». ويتابع: «لقد عرفت صدام ومن حوله، وكانت تربطني علاقات قوية بهم، ولا تزال علاقتي جيدة ببعضهم وهم أصدقاء حقيقيون. لا تتعارض مواقفي الإنسانية تجاه النظام العراقي السابق وموقفي السياسي من بعض سياساته المتعنتة والمتشددة في أزمة حرب ضربت أنحاء المنطقة وصدّرت الإرهاب في أكثر من اسم واتجاه. إن حرب الخليج الثانية شكلت منعطفاً خطيراً في منطقتنا، وهي التي أوصلت العراق لحرب استنزاف استخدمت فيها جميع الأضداد العراقية، وتسببت في حالة عدم استقرار لجواره العربي، خصوصاً بعد الانتقام الإيراني المزدوج من صدام ومن الولايات المتحدة، حيث استطاعت (إيران) أن تحظى بنفوذ على حساب ضعف العراق أمنياً واقتصادياً وسياسياً».
ويتوقف أبو الراغب في روايته عند تلك اللحظات التي وصله فيها خبر وصول القوات الأميركية إلى بغداد. فقد كان في منزله وقتها مدير المخابرات سعد خير ورئيس الديوان الملكي فيصل الفايز، و«كان النقاش حاداً في جوانب متعددة تتعلق بطبيعة الموقف الحكومي من التعامل مع الحرب الدائرة، وضرورة بناء سردية تستعرض بعقل وتوازن جهود الأردن في دعم العراق وتجنيبه الحرب. وفوراً طلبت إبلاغ الملك بهذا التطور، وكان مسار الأحداث متوقعاً، لكن ما أضر الجميع وقتها كانت خطة بول بريمر في حل الجيش العراقي لتصدق نبوءة الأردن، ويدخل العراق في حرب أهلية مذهبية طائفية عرقية لا يزال يسعى للاستشفاء منها».
ويكرر المسؤول الأردني السابق دفاعه عن نفسه في معركة التعارض بين موقفين: دعمه العراق في تسعينات القرن الماضي، واستسلامه للضغوط لاحقاً. يقول: «الظروف متنوعة ومختلفة. في عام 1990، وبعد دخول العراق الكويت، وتشكل التحالف الدولي والعربي ضد العراق، أخذنا كأردن موقفاً واضحاً فيه بُعد عروبي قومي، ودفعنا ثمن ذلك الموقف، ثمناً كبيراً. وبصراحة، لولا حكمة الراحل الملك حسين وقدراته بعد تلك المرحلة لما استطعنا مواجهة الضغوط الدولية والعربية الكبيرة. كنا محاصرين بصورة كبيرة، وكان لالتفاف الشعب الأردني حول الملك الأثر الرئيسي في مواجهة تلك الضغوط والآثار الصعبة على الأردن». ويزيد موضحاً: «أصلاً الموقف الأردني في عام 1990 لم يكن مع احتلال العراق للكويت، بل كان ضده على طول الخط. لكننا كنا ضد تدويل الأزمة والتدخل الأجنبي والحرب التي كنا نرى فيها شراً كبيراً على العراق والكويت والمنطقة، وأنها ستجر كوارث كثيرة، وهو ما حصل في الواقع بعد تدويل الأزمة واللجوء إلى الحل العسكري. لقد حاولنا شرح موقفنا الرسمي والشعبي برفض احتلال بلد عربي بلداً آخر، لكن صوت القصف الأميركي كان أقوى من صوتنا».
ويقول: «بعد ذلك، تعاملنا، كأردن، مع العراق ليس فقط مع حكم أو نظام، بل مع شعب عراقي شقيق، تربطنا به علاقات قوية وتاريخية. لا أنكر على صدام مواقفه معنا، فقد كان وزراء عراقيون يقولون لي إنه في اجتماعات الحكومة العراقية، يحمل بعض الوزراء والمسؤولين على الأردن وحكومته، ويوجهون بعض الانتقادات لنا، لكن الرئيس صدام، وبعد أن يستمع لكل ذلك، كان يسأل حكومته: ما الذي يطلبه الأردن منا؟ أعطوه ما يريد... ومشّوا كل ما يريد الأردن».
وفي حديثه عن مواقف صدام حسين «الإيجابية» تجاه الأردن، ينقل أبو الراغب عن الرئيس العراقي قوله عند لقائه به في زيارته لبغداد عام 2000: «قلتها للملك حسين الله يرحمه، وأقولها لك الآن: (لو) يرفعون الحصار عن العراق فوالله نفط الأردن سيكون مجاناً من العراق».

ويشير رئيس الوزراء الأردني السابق إلى أنه بحلول عام 2003 كانت الأمور قد انتهت، و«كان واضحاً بصورة جلية أن الحرب قادمة وصعبة. كانت الأوضاع داخل العراق، وفي جبهته الداخلية، صعبة بعد حصار 14 سنة، ولا يمكن مقارنة التفوق العسكري لأميركا مع العراق المنهك. كما كان الوضع دولياً وعربياً واضحاً في تلك المرحلة. كانت كل المؤشرات والرسائل الأميركية واضحة بالتوجه إلى الحرب. لم يستمع الأميركيون لنصائح الملك عبد الله الثاني والأردن من أن الحرب ستجر كوارث كبيرة على الشعب العراقي وعلى شعوب المنطقة، وأن الحرب والاحتلال سيفجران حرباً أهلية وعنفاً في العراق يصعب لجمه. كما أن الحرب ستقدم العراق على طبق من ذهب لإيران وتزيد نفوذها».
ويشدد أبو الراغب على أن «الإدارة الأميركية والمحافظين الجدد كانوا مصرين على الحرب والاحتلال... لم تكن لهم أجندة سوى ضرب العراق واحتلاله والاستيلاء على نفط المنطقة». لكنه يضيف: «لم نكن نستطيع هذه المرة السماح لعواطفنا بالتأثير علينا، وأن تحمّلنا موقفاً ندفع ثمنه كبيراً، كما في عام 1990. فقد كنا نأخذ مساعدات في عام 2003 من الولايات المتحدة ومن بعض الدول الشقيقة. وطبعاً كل ذلك يُضاف له أن الوضع الداخلي في العراق كان واضحاً أنه لن يصمد أمام القادم. كان واضحاً أنه ثمة تعنتاً سياسياً وعدم تقدير للمستقبل. وبالمناسبة، كنا نصارح العراقيين بأن القادم هذه المرة صعب، وأن نذر الحرب قادمة، وأنها ستختلف هذه المرة بتصعيدها أميركياً إلى احتلال العراق وإسقاط النظام».
يؤمن أبو الراغب بأن على المسؤول تحمل مسؤولياته، وعدم التهرب منها، و«الواقع يختلف أحياناً عن الرغبات والعواطف. وقد حصل ذلك معي أيضاً في موضوع تأجيل الانتخابات النيابية، فإنا مع الديمقراطية والحياة النيابية وتواصلها، ومع الانتخابات، ولكن عندما كان هناك ظرف يمنع إجراء الانتخابات لم أتهرب من مسؤولياتي وأجلتها».
وعن يوم 9 أبريل (نيسان) 2003، يوم سقوط بغداد، يقول أبو الراغب، النقابي وأحد عرّابي التجمع الديمقراطي الذي نشأ على أكتاف قوى قومية ويسارية في عام 1990، إنه «لم يفاجأ» بسيطرة القوات الأميركية على العاصمة العراقية. ويزيد: «إن المؤشرات والوقائع على الأرض كانت تشير إلى هذه النتيجة. كانت لحظة قاسية على الجميع، لكنها كانت متوقعة. لم نستغربها. لقد حاولنا الوقوف إلى جانب الشعب العراقي في معاناته، فنحن نعرف حجم الفقر والجوع الذي تسببت به سنوات الحصار، وبعدها الحرب، على العراقيين، لكن جميع مواقفنا ودعواتنا كانت تتكسر أمام مؤامرة إسقاط العراق في وحل الدمار. ولقد خفف من معاناتنا في تلك السنوات الصعبة من مطلع القرن العشرين، أن مواقف الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تفهمت مخاوفنا، ودعمت مواقفنا بعد أن سعينا جاهدين لبيان حجتنا وسلامة نوايانا، فعادت العلاقات متوازنةً، والتعاون فيما بيننا وثيقاً».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

أربيل تتهم برلمان بغداد بـ«الانقلاب» على الاتفاق السياسي

السوداني وبارزاني يرعيان توقيع الاتفاق في بغداد أمس (رويترز)
السوداني وبارزاني يرعيان توقيع الاتفاق في بغداد أمس (رويترز)
TT

أربيل تتهم برلمان بغداد بـ«الانقلاب» على الاتفاق السياسي

السوداني وبارزاني يرعيان توقيع الاتفاق في بغداد أمس (رويترز)
السوداني وبارزاني يرعيان توقيع الاتفاق في بغداد أمس (رويترز)

اتهمت قوى كردستانية، برلمان العراق بـ«الانقلاب» على الاتفاق السياسي الذي جرى بين بغداد وأربيل حول الموازنة العامة التي أجرت عليها لجنة المالية في البرلمان العراقي تعديلات رفضتها حكومة أربيل. ويقول أعضاء في «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني، إنهم تعرضوا لـ«الغدر» بعد تعديل فقرات في الموازنة، فيما يحاول تحالف «إدارة الدولة»، التوصل إلى تسوية مرضية، رغم تلويح كردي بمقاطعة جلسة التصويت على القانون.

وأجرت اللجنة المالية في البرلمان، الأسبوع الماضي، تعديلات مفاجئة على مشروع الموازنة ركزت على 3 بنود تتعلق بحصة إقليم كردستان وآلية تصدير النفط من أراضيه.

وكان البرلمان يستعد لعقد جلسة التصويت على الموازنة، السبت الماضي، وفقاً لرئيسه محمد الحلبوسي، لكن تعديلات اللجنة المالية قلبت الموازين، وأعادت مشروع القانون إلى طاولة المفاوضات السياسية.

وقال قيادي في «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، لـ«الشرق الأوسط»، إن واحداً من التعديلات الجديدة أشار إلى «وقف صرف المخصصات لإقليم كردستان، في حال اعترضت أي محافظة في الإقليم على سياسة توزيع الموارد»، ما دفع «الحزب الديمقراطي» إلى التشكيك بدوافع التعديلات، في إشارة إلى تحرك مضاد ومتوازٍ من مدينة السليمانية، وحزبها «الاتحاد الوطني» بزعامة بافل طالباني.

لكن الخلاف الكبير يتركز على تعديل ينص على تسليم أربيل ما لا يقل عن 400 ألف برميل نفط يومياً، وحصر وارداتها المالية بحساب عام تابع للوزارة الاتحادية، بينما يطالب الكرد بإنشاء حساب مصرفي خاص بحكومة الإقليم، تمنح فيه صلاحية الصرف لرئيس حكومة الإقليم بإشراف ديوان الرقابة المالية.

وبحث رئيس مجلس القضاء فائق زيدان، مع وزير الثروات الطبيعية في إقليم كردستان «معالجة الإشكاليات القانونية الخاصة بالشركات النفطية التي تعمل في الإقليم».

وقبل جلسة مساء أمس (الاثنين)، انطلقت مفاوضات أولية بين هادي العامري، عن الإطار التنسيقي، ووزير الخارجية فؤاد حسين ممثلاً عن حكومة الإقليم، فيما تفيد مصادر متقاطعة بأن «التفاهمات الأولية حتى الآن غير كافية لحسم الخلاف».


السيسي وإردوغان يقرران البدء الفوري لترفيع العلاقات الدبلوماسية

مصافحة إردوغان والسيسي بحضور أمير قطر على هامش افتتاح المونديال (إ.ب.أ)
مصافحة إردوغان والسيسي بحضور أمير قطر على هامش افتتاح المونديال (إ.ب.أ)
TT

السيسي وإردوغان يقرران البدء الفوري لترفيع العلاقات الدبلوماسية

مصافحة إردوغان والسيسي بحضور أمير قطر على هامش افتتاح المونديال (إ.ب.أ)
مصافحة إردوغان والسيسي بحضور أمير قطر على هامش افتتاح المونديال (إ.ب.أ)

قالت الرئاسة المصرية، اليوم (الاثنين)، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب إردوغان قررا البدء الفوري لترفيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتبادل السفراء.

وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في بيان، أن السيسي وإردوغان أكدا، خلال اتصال هاتفي، «عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي، واتفقا على تدعيم أواصر العلاقات والتعاون بين الجانبين»، وفقا لوكالة أنباء العالم العربي.

وأشار البيان إلى أن السيسي هنأ إردوغان خلال الاتصال بفوزه في الانتخابات الرئاسية وإعادة انتخابه رئيساً لتركيا لفترة رئاسية جديدة.

يأتي التقارب بين القاهرة وأنقرة بعد 10 سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية. وتسارعت وتيرة تطبيع العلاقات بين البلدين بعد مصافحة بين السيسي وإردوغان في الدوحة في أثناء حضورهما افتتاح كأس العالم لكرة القدم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقال الرئيس التركي حينذاك إنه «تحدث مع السيسي لنحو 30 إلى 45 دقيقة». واكتسب هذا المسار دفعاً قوياً في إطار ما بات يُعرف بـ«دبلوماسية الزلزال»، حين أعلنت مصر تضامنها مع تركيا عقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في فبراير (شباط) الماضي.

 

 

 

 

 


مستوطنون يعتدون على مسيحيين في القدس خلال صلوات العنصرة

مستوطنون يعتدون على مسيحيين في القدس خلال صلوات العنصرة
TT

مستوطنون يعتدون على مسيحيين في القدس خلال صلوات العنصرة

مستوطنون يعتدون على مسيحيين في القدس خلال صلوات العنصرة

نفذ عدد من المستوطنين اليهود اعتداءات على المصلين الفلسطينيين المسيحيين في كنيسة «رقاد العذراء» في القدس القديمة، خلال قداس عيد أحد العنصرة واثنين العنصرة، موجهين الشتائم والألفاظ النابية للسيد المسيح والمسيحيين.

وقد كشف عن هذه الاعتداءات، مستشار رؤساء الكنائس في الأرض المقدسة وديع أبو نصار؛ إذ كتب على صفحته على «فيسبوك»: «إهانات جديدة للمسيح والمسيحيين»، بتوجيه الشتائم والألفاظ النابية للسيد المسيح «أقبح الشتائم». ولفت إلى أنه أرسل الفيديو «توثيق الشتائم» للشرطة. وقد تم تكرار الاعتداءات أيضاً في اليوم الثاني (اثنين العنصرة).

المعروف أنه ومنذ بداية العام الجاري، سجلت اعتداءات عدة على المقدسات المسيحية والمسيحيين، دون رادع من الشرطة الإسرائيلية، أبرزها قبل نحو أسبوعين «يوم مسيرة الأعلام»، حيث اقتحم 4 مستوطنين دير «راهبات المحبة» بالقرب من الباب الجديد في القدس، وتمكن الحارس من إبعاد المقتحمين عن المكان، علماً بأن النزلاء في الدير هم من الأطفال ومن ذوي الاحتياجات الخاصة.

وفي أبريل (نيسان) الماضي، وخلال احتفالات عيد الفصح المجيد، سجلت اعتداءات على المسيحيين ورجال الدين خلال حملهم الصليب وسيرهم في «درب الآلام»، بالبصق والشتائم، بالإضافة إلى ضرب باب بطريركية الأرمن الأرثوذكس في القدس القديمة، والبصق باتجاهه.

وفي شهر مارس (آذار) الماضي، اقتحم مستوطنان، كنيسة «ستنا مريم» في مدينة القدس، واعتديا على رجال الدين والمصلين بأدوات حادة ووجها الشتائم لهم، وأصيب أحد رجال الدين بجرح بالرأس.

وفي فبراير (شباط)، اقتحم مستوطن كنيسة «حبس المسيح» في القدس القديمة، وحطم أحد التماثيل للسيد المسيح الموجود داخلها.

ومنذ بداية العام الجاري، حطم المستوطنون شواهد قبور وصلبان أكثر من 30 قبراً في المقبرة البروتستانتية، وخطوا شعارات عنصرية على جدران البطريركية الأرمنية في البلدة القديمة، وعبارات «الموت للأرمن»، و«الموت للمسيحيين». وفي حادثة أخرى حاول البعض منهم اقتحام البطريركية الأرمنية في البلدة القديمة وإزالة علمي البطريركية وجمهورية أرمينيا، إضافة إلى اعتداءات على الموجودين في المكان.

وكان رجال الدين في جميع الكنائس قد شكوا من اعتداءات أخرى يومية على الراهبات والرهبان المسيحيين في أزقة البلدة القديمة. في بعض الأحيان يكتفون بالشتائم والبصق وفي أحيان أخرى يدفعون بهم أرضاً ويهربون. وينفذ مثل هذه الاعتداءات شبان صغار من المستوطنين اليهود، ويتصرفون بها كما لو أنها تسلية لهم.


القطاع العام في سوريا مهدد باستقالات وتقاعد مبكر

موظفون وموظفات سوريون (اتحاد عمال دمشق)
موظفون وموظفات سوريون (اتحاد عمال دمشق)
TT

القطاع العام في سوريا مهدد باستقالات وتقاعد مبكر

موظفون وموظفات سوريون (اتحاد عمال دمشق)
موظفون وموظفات سوريون (اتحاد عمال دمشق)

حذر رئيس اتحاد عمال السويداء جنوب سوريا من خطر تفريغ القطاع العام من عمالته في حال تواصل تقديم موظفي القطاع العام استقالاتهم أو طلبات تقاعد حسب سنوات الخدمة وليس العمر الوظيفي.

وكشف هاني أيوب، رئيس اتحاد عمال السويداء، في تصريحات لجريدة (الوطن) المحلية، يوم الاثنين، عن تسرب نحو 400 عامل من المؤسسات الخدمية في المحافظة عن طريق الاستقالات أو التقاعد، منذ بداية العام الحالي حتى نهاية الشهر الرابع، منهم أكثر من 111 عاملاً في قطاع الصحة وحده، بمعدل 100 موظف كل شهر.

ولفت إلى أن هذه الأرقام لا تشمل الاستقالات في القطاع التربوي التي توازي القطاع الصحي أو تزيد عليه، مؤكداً خطورة تلك الأرقام والمعطيات إذا لم تُتخذ إجراءات سريعة وقرارات جريئة من الحكومة، تضمن تأمين العمالة، خاصة العمالة الشابة، للقطاعات الإنتاجية. وإلا «فإننا ذاهبون إلى إفراغ القطاع العام وإفراغ البلد من العمالة، وبجميع الفئات، خاصة الشبابية منها».

يشار إلى أن أبرز أزمة حصلت نتيجة التسرب من العمل في القطاع الصحي الحكومي، هي خسارة أكثر من 30 في المائة من أطباء التخدير، حيث تضطر بعض المشافي إلى تأجيل العمليات الجراحية لعدم وجود طبيب تخدير، والسبب تدني أجور أطباء التخدير التي تتراوح بين 150 و200 ألف شهرياً، ما أدى إلى هجرة المختصين إلى خارج البلاد أو إلى القطاع الخاص، مع العزوف عن دراسة هذا الاختصاص.

ومع التدهور الحاد في قيمة الليرة منذ نهاية العام الماضي، زادت ظاهرة الاستقالة من العمل في القطاع العام، بعد أن قفز سعر صرف الدولار من معدل 4000 ليرة قبل 6 أشهر إلى 8900 مع حلول شهر يونيو (حزيران).

مدير عام سابق لعدد من المؤسسات الحكومية، من عام 1970 حتى 1998، يتقاضى اليوم 40 ألف ليرة سورية راتباً تقاعدياً، أي ما قيمته 300 غرام لحوم أو وجبة طعام لشخص واحد. وينصح ابنته الموظفة بإحدى المؤسسات التي سبق وأدارها، بتقديم طلب تقاعد لإتمامها 25 عاماً في الوظيفة ويحق لها التقاعد قبل بلوغها السن الوظيفية. وعلق: «راتبها لا يكفي ثمن بنزين للسيارة، فإذا وفرت جهدها لعمل آخر خاص، وأخذت راتباً تقاعدياً يبدو الأمر أكثر جدوى».

وتشير أرقام متداولة إلى تراجع قوة العمل في القطاع الحكومي في سوريا من 3.5 مليون عام 2011 إلى أقل من 1.8 مليون عامل عام 2023.

وتواجه الحكومة السورية تحدياً معقداً إزاء تحسين الرواتب والأجور، لأن أي زيادة مهما بلغت، يلتهمها التضخم في ظل وضع اقتصادي منهار. وبحسب مصادر اقتصادية مطلعة، فإن طلبات الاستقالة والتقاعد المبكر، تتراكم في الوزارات، ولو تمت الموافقة عليها ستفرغ معظم مؤسسات القطاع العام.

ولفتت المصادر إلى أن ارتفاع تكاليف المعيشة يدفع السوريين إلى ممارسة أعمال عدة، قد تصل إلى ثلاثة أعمال معاً بمعدل 18 ساعة يومياً، وكثير من الآباء يدفعون بأولادهم إلى سوق العمل، بعد المدرسة.

صلاح، موظف حكومي (55 عاماً) يعمل بعد الوظيفة محاسباً في محل تجاري فترة المساء، وليلاً يعمل سائق تاكسي، لديه ثلاثة أولاد في مرحلة التعليم الأساسي يعملون في المطاعم، بالإضافة لعمل خياطة لزوجته في البيت. ويقول: «حصيلة دخل الأسرة كاملاً، نحو مليون ليرة، وبالكاد تغطي تكاليف المعيشة». وقد قدم طلباً للتقاعد فلم تتم الموافقة على الطلب.

وكانت الحكومة السورية قد أصدرت، العام الماضي، قراراً بمنع تقديم الاستقالات وتشديد العقوبة على مَن يترك العمل، تحت طائلة المقاضاة والسجن أو التغريم المالي، مع الحرمان من مستحقات نهاية الخدمة في حال تغيب 16 يوماً عن العمل. والاستقالات التي يمكن النظر فيها هي لمن تجاوزت خدمته 30 عاماً وبقي على سنّ التقاعد سنوات قليلة.

يشار إلى أن من تجاوز عمرهم الخمسين، يشكلون نحو 30 في المائة من قوة العمل في القطاع الحكومي، بحسب الأرقام المتداولة.

وأكدت المصادر الاقتصادية المطلعة أنه ورغم قرارات الحكومة والتهديد بالملاحقة القضائية في حال التغيّب عن العمل، ما زال التسرب مستمراً بشكل تصاعدي، بعدما بات العمل في القطاع العام «عبئاً منهكاً»، حيث يلتزم العامل بالحضور في مكان وظيفته لساعات محددة، معظمها دون إنتاجية تذكر ودون عائد مادي، في الوقت الذي يدفع فيه العامل أو الموظف ما بين 3000 و6000 أجور نقل عام من وإلى مكان العمل، بقيمة إجمالية تقضم ثلث المرتب الشهري.

وتعد رواتب العاملين في القطاع العام السوري، الأدنى عالمياً، بعد تراجع قيمة الراتب من متوسط 100 دولار قبل 20 عاماً إلى أقل من 20 دولاراً شهرياً في الوقت الراهن.


يوم دامٍ في الضفة... مقتل ضابط فلسطيني وهدم منازل وتثبيت بؤرة استيطانية

مستوطنون أمام مبانٍ أقيمت لمدرسة دينية يهودية جديدة في بؤرة حومش الاثنين (رويترز)
مستوطنون أمام مبانٍ أقيمت لمدرسة دينية يهودية جديدة في بؤرة حومش الاثنين (رويترز)
TT

يوم دامٍ في الضفة... مقتل ضابط فلسطيني وهدم منازل وتثبيت بؤرة استيطانية

مستوطنون أمام مبانٍ أقيمت لمدرسة دينية يهودية جديدة في بؤرة حومش الاثنين (رويترز)
مستوطنون أمام مبانٍ أقيمت لمدرسة دينية يهودية جديدة في بؤرة حومش الاثنين (رويترز)

اعتبر مسؤول فلسطيني أنه لا توجد طريقة لمواجهة «الحرب المفتوحة» التي تخوضها الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني أفضل من إنهاء الانقسام والتوحد في مواجهة الاحتلال ومستوطنيه.

وقال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لـ«الشرق الأوسط»، إن «الإسرائيليين يخوضون حرباً مفتوحة ضد الشعب الفلسطيني. وما حدث اليوم جزء من هذه الحرب، قتلوا الضابط في جنين (شمال الضفة الغربية) وأقاموا بؤرة حومش من جديد. جزء من حرب يومية مفتوحة قائمة على سياسة القتل والإعدامات والاعتقال واقتحام الأقصى والاستعمار والاعتداءات والتطهير العرقي وتهويد القدس».

القوات الإسرائيلية تهدم منزلاً في منطقة المطار شرق أريحا (وفا)

وأضاف: «لمواجهة ذلك يجب إنهاء الانقسام، وتفعيل كل أشكال المقاومة ضد المشروع الاحتلالي وكل قطعان المستوطنين».

ويرى أبو يوسف أن ذلك يجب أن يترافق مع تغيير في الموقف العربي ضد إسرائيل، بحيث تفهم إسرائيل أن سياستها ستعرضها لعزلة ومقاطعة عربية، وهذا يتوجب تغيير المواقف والقرارات العربية، ومن جهة ثانية الاستمرار والضغط على المجتمع الدولي يوقف سياسة الكيل بمكيالين، وتزويد محكمة الجنايات الدولية بكل ما يلزم لمحاكمة إسرائيل فوراً.

وتابع: «مللنا القرارات على ورق وبيانات الشجب والإدانة... كل ذلك لا يساوي شيئاً أمام الدعم اللا محدود من قبل الولايات المتحدة لإسرائيل».

تشييع جثمان الضابط الفلسطيني أشرف إبراهيم في جنين (وفا)

وكان أبو يوسف يعقب على قتل إسرائيل ضابطاً في جهاز المخابرات العامة وجرح آخرين، في اقتحام جنين شمال الضفة الغربية، يوم الاثنين، وإعادة بناء بؤرة حومش الاستيطانية في الضفة، في يوم تخللته أيضاً اعتقالات وهدم منازل وحرق أراضٍ واقتحام للمسجد الأقصى.

وقتلت إسرائيل الضابط في المخابرات أشرف إبراهيم، وهو أسير محرر، خلال اقتحام مدينة جنين، وأصابت 8 آخرين بالرصاص الحي، فيما هدمت منزلين في أريحا وبيت لحم.

جاء ذلك فيما أعاد مستوطنون، بناء مدرسة دينية على بعد أمتار من موقع مستوطنة «حومش» المخلاة، المقامة على أرض فلسطينية خصوصاً في شمال الضفة، على الطريق الواصلة بين محافظتي نابلس وجنين.

خيمة للمستوطنين في بؤرة حومش الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إنه في عملية ليلية سرّية تم نقل المدرسة الدينية في حومش لموقع جديد سيكون على الأغلب موقع المستوطنة الجديد التي دب حولها خلاف مع الولايات المتحدة.

وحاول المستوطنون منذ سنوات، إضفاء الشرعية على «حومش» كمستوطنة معترف بها من قبل الحكومة، وهو أمر أكدت حكومة بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أنها لن تفعله، لكنها كانت تخطط للتحايل على تعهدها هذا بنقل البؤرة إلى موقع مجاور تعدّه «أرضاً عامة» وليست خاصة، وهو ما حدث فعلاً.

قرار نقل البؤرة الاستيطانية جاء بعد جدل كبير أعقب توقيع قائد القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي، يهودا فوكس، على أمر عسكري الأسبوع الماضي، يلغي الحظر المفروض على دخول الإسرائيليين إلى «حومش»، وهي واحدة من 4 بؤر استيطانية أخلتها إسرائيل في عام 2005 كجزء من انسحابها من قطاع غزة.

وجاء القرار من فوكس بعدما صادق «الكنيست الإسرائيلي»، في مارس (آذار) الماضي، على إلغاء تشريع ينص على إخلاء 4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية، بالتزامن مع انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في عام 2005.

وألغى القانون الجديد بنوداً من «قانون فك الارتباط» من عام 2005، الذي منع الإسرائيليين من دخول المنطقة التي ضمّت مستوطنات حومش، وغنيم، وكاديم، وسانور، وهو قانون أجج غضب الولايات المتحدة التي رفضته بشدة.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الخطوة (نقل المستوطنة)، جاءت بقرار من وزير الدفاع يوآف غالانت الذي ضغط عليه وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الوزير في وزارة الدفاع كذلك، بعكس إرادة المستوى الأمني الإسرائيلي، وعلى خلفية انتقادات حادة من الولايات المتحدة الأميركية.

وقال مسؤولون في الجيش الإسرائيلي إن «القرار أحرج الجيش الإسرائيلي، لأن الخطوة غير قانونية على الرغم من نقل المستوطنة لأراضي دولة. الخطوة تجاوزت منسق الحكومة الإسرائيلية في المناطق، والحاجة لمصادقات هندسية مسبقة وفق متطلبات القانون، إضافة إلى أنها تهدد حالة الاستقرار، وستقود المنطقة لمزيد من الاحتكاكات والعمليات».

مصدر أمني قال إنه بغض النظر عن الطريقة التي جرت من خلالها الأحداث، فإنهم يواجهون عائقاً مهماً يتمثل في المحكمة العليا الإسرائيلية التي كان قضاتها شككوا سابقاً في أن نقل المستوطنة إلى أراضٍ عامة سيمنحها الشرعية.

وكان الفلسطينيون قد أدانوا إعادة بناء المستوطنة، لكنهم قالوا إن مشكلتهم مع كل المستوطنات وليست مستوطنات على أرض خاصة أو بؤر استيطانية.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: «جميع المستوطنات المقامة على أرض دولة فلسطين، بما فيها مستوطنة (حومش) غير شرعية».

ووصف أبو ردينة ما يجري بأنه «تحدٍ للمجتمع الدولي»، خصوصاً الإدارة الأميركية في تصريحاتها الأخيرة حول العودة إلى مستوطنة «حومش»، مؤكداً أن استمرار الاعتداءات لن يحقق الأمن أو السلام لأحد.


«يونيفيل»: الاستقرار هش عند حدود لبنان الجنوبية لكننا استطعنا منع التصعيد

جانب من الاحتفال (الوكالة الوطنية)
جانب من الاحتفال (الوكالة الوطنية)
TT

«يونيفيل»: الاستقرار هش عند حدود لبنان الجنوبية لكننا استطعنا منع التصعيد

جانب من الاحتفال (الوكالة الوطنية)
جانب من الاحتفال (الوكالة الوطنية)

قال قائد قوة حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل) الجنرال أرولدو لازارو، إن الاستقرار عند الحدود الجنوبية «لا يزال هشاً؛ لكننا استطعنا المساعدة في منع التصعيد».

وجاءت مواقف لازارو خلال إحياء قوات الطوارئ الدولية اليوم العالمي لجنود حفظ السلام، باحتفال في المقر العام بالناقورة، بحضوره والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وممثلين للقيادات العسكرية والأمنية في لبنان.

وقال لازارو: «على مدى 75 عاماً، أكثر من مليوني شخص خدموا تحت راية الأمم المتحدة. وخلال 45 عاماً على تأسيس (يونيفيل)، وصل مئات الآلاف من الرجال والنساء، من العسكريين والمدنيين، إلى المقر العام أو مواقعنا العسكرية في جنوب لبنان، ومنهم 11 ألف موظف، هم الموجودون حالياً. والجميع التزم حسب طريقتهم من أجل تحقيق السلام. كل عام في هذا اليوم، نعترف بمساهماتهم وإنجازاتهم، والأهم من ذلك كله: تضحياتهم».

وأضاف: «منذ الاحتفال الأخير باليوم الدولي لجنود حفظ السلام، وفي حادثة غير متوقعة وعنيفة ولا معنى لها، فقدنا الجندي شون روني. نواصل العمل من أجل تحقيق العدالة لروني وزملائه المصابين، وأشكر السلطات اللبنانية على دعمها لهذا الأمر».

وقال: «لقد فقدنا أيضاً العريف بيدرو سيرانو أرجونا من إسبانيا، والرقيب جون نارتي أنجمور من غانا، خلال تأديتهما واجبهما من أجل قضية السلام. اليوم، نتذكر تضحياتهم وتضحيات أولئك الذين قضوا من قبل. كل واحد منهم مهم، كل واحد منهم أحدث فرقاً، اليوم نرثيهم، ولكننا نحتفل بمساهماتهم، ولن ننساهم أبداً».

وتابع: «بصفتنا جنوداً لحفظ السلام، يتمثل دورنا في خلق مساحة لإيجاد سبيل للحل السياسي بين الأطراف، والحد من التوترات ومنع الصراع الذي قد يتعارض مع الحلول السياسية للنزاعات. نعتمد على شركائنا في الحكومة والمجتمع المدني والمرجعيات الدينية والسكان لدعمنا في هذا الأمر، وعلى علاقتنا القوية مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي نعمل معها يومياً، للحفاظ على الهدوء والاستقرار اللازمين لنجاح ولايتنا».

وتحدث عن الأحداث الأخيرة التي سُجلت عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، قائلاً: «كما أظهرت لنا أحداث الشهر الماضي، لا يزال هذا الاستقرار هشاً. ولكن بفضل عمل جنود حفظ السلام، المدنيين والعسكريين، استطعنا كسب ثقة الأطراف والتزامهم، ما سهَّل عملية التنسيق والاتصال خلال عملية إطلاق الصواريخ والرد عليها، والمساعدة في منع تصعيد الأمور وتطورها».


طهران تسعى لتعزيز الدفاع الجوي السوري

مسؤول الشؤون الدولية في وزارة الدفاع حمزة قلندري (مواقع)
مسؤول الشؤون الدولية في وزارة الدفاع حمزة قلندري (مواقع)
TT

طهران تسعى لتعزيز الدفاع الجوي السوري

مسؤول الشؤون الدولية في وزارة الدفاع حمزة قلندري (مواقع)
مسؤول الشؤون الدولية في وزارة الدفاع حمزة قلندري (مواقع)

نقلت وكالة «فارس» الإيرانية، (الاثنين)، عن مسؤول في وزارة الدفاع، قوله إن طهران تسعى لتعزيز الدفاع الجوي السوري بمنظومات متوسطة وبعيدة المدى «لتمكينه من مواجهة التهديدات».

وقال مسؤول الشؤون الدولية بوزارة الدفاع حمزة قلندري، في تصريحات للوكالة، إن «الحكومة السورية تمتلك قدرات دفاع صاروخي ودفاع جوي، لكننا نشهد اتساع نطاق التهديدات ضدها بشدة، وقد أعلنّا صراحةً وعلانية أننا إلى جانب أشقائنا السوريين، نسعى لتقوية الدفاع الجوي السوري بمختلف الطرق».

وأوضح أن التعاون والدعم يمكن أن يكون في صورة تحديث بعض المعدات والتغييرات التكتيكية وكذلك تغييرات المعدات والأسلحة. وأكد أنه في ضوء طبيعة «التهديدات» الجوية ضد سوريا، فإن المساعي جارية لتقوية قدرات دفاعها الجوي باستخدام مختلف المنظومات ومنها متوسطة وبعيدة المدى، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن نوعية المنظومات في الوقت المناسب.

وذكرت وسائل إعلام سورية، (الاثنين)، أن الدفاع الجوي السوري تصدى «لعدوان إسرائيلي».

وتسبَّب قصف إسرائيلي استهدف، ليل (الأحد)، مواقع في محيط دمشق، حيث يتمركز مقاتلون من «حزب الله» اللبناني في أحدها، بإصابة 5 مقاتلين بجروح، من دون أن تتضح جنسياتهم، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، صباح (الاثنين).

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» قد نقلت عن مصدر عسكري، أنه في حوالى الساعة 23:45 (21:45 ت غ)، من مساء أمس، «نفَّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتلّ، مستهدفاً بعض النقاط في محيط دمشق». وأضاف المصدر: «تصدّت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان، وأسقطت بعضها، واقتصرت الخسائر على الماديات».

ووفقاً للمرصد، استهدفت الصواريخ الإسرائيلية قاعدة للدفاع الجوي، يتمركز فيها مقاتلون تابعون لـ«حزب الله» في ريف دمشق، ما أسفر عن إصابة 5 مقاتلين بجروح، لم يتمكن المرصد من تحديد هوياتهم أو جنسياتهم. وتقع القاعدة على بُعد نحو 10 كيلومترات من الحدود اللبنانية. واستهدف القصف الإسرائيلي كذلك موقعاً في بلدة عقربا، في ريف دمشق، وآخَر قرب مطار دمشق الدولي.

ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل التصدّي لما تصفها بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.


مجموعة ضغط برلمانية لفرض الوجود اليهودي في باحات الأقصى

نواب إسرائيليون من الليكود اقتحموا «الأقصى» فيما يسمى يوم القدس (مواقع تواصل)
نواب إسرائيليون من الليكود اقتحموا «الأقصى» فيما يسمى يوم القدس (مواقع تواصل)
TT

مجموعة ضغط برلمانية لفرض الوجود اليهودي في باحات الأقصى

نواب إسرائيليون من الليكود اقتحموا «الأقصى» فيما يسمى يوم القدس (مواقع تواصل)
نواب إسرائيليون من الليكود اقتحموا «الأقصى» فيما يسمى يوم القدس (مواقع تواصل)

شكل ثلاثة من نواب حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، (الاثنين)، مجموعة ضغط برلمانية، تعمل لأجل ما أسموه «حرية الوجود اليهودي في جبل الهيكل»، أي في باحات المسجد الأقصى المبارك.

ويضم هذا اللوبي النواب نسيم فاتوري وآرئيل كلنر ودان إيلوز، وجميعهم من الجناح اليميني المتطرف في حزب الليكود، الذي يقوده رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.

وقام كل من فاتوري وكلنر بدخول باحات الأقصى، في مطلع الشهر، ضمن ما يسمى «يوم القدس» الذي يحتفل فيه الإسرائيليون بذكرى احتلال القدس الشرقية. وقال النائب إيلوز إن «هناك أهمية قومية كبرى للعمل على منح اليهود حقوقاً في جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف)، ودعم جماعات الهيكل التي تساعد في الصعود إليه».

ومع أن إيلوز أكد أنه يدعو إلى الصعود للحرم وفقاً للأمر الواقع الذي تحترمه إسرائيل، فإنه عاد وأوضح أن المكان هو «أقدس أقداس اليهود في القدس، وتجب تقوية الوجود اليهودي فيه». وقال كلنر إن «الهدف هو فرض السيادة الإسرائيلية على المكان بشكل فعلي».

في المقابل، حذر عضو الكنيست جلعاد كريف، الذي ينتمي لحزب العمل الإسرائيلي، من تداعيات هذه الخطوة التي تجسد فقدان كوابح حكومة اليمين المتطرف، وما يترتب عليها من سفك دماء، باعتبار المسجد الأقصى صاعق انفجار يشعل المنطقة بأسرها. وأضاف: «من يسيطر على الجبل يسيطر على القدس. ومن يسيطر على القدس يسيطر على البلاد».

وقال فاتوري إنه شخصياً يريد أن يقيم جسماً يتحدث من الكنيست باسم الهيكل، ويعرف كيف يشكر ألوف أولئك اليهود، الذين من خلال وظائفهم في الحكومة وفي البلدية، «يقدمون عطاء سخياً لحماية السيادة اليهودية في باحات الأقصى، ويعملون على إقامة مقر يهودي دائم هناك لتثبيت الحضور اليهودي».

أنصار «حماس» في خان يونس في مسيرة 26 مايو ضد زيارات الفصائل اليمينية الإسرائيلية للأقصى (رويترز)

من جهة ثانية، أكد الناطق باسم حركة «حماس» في القدس، محمد حمادة، أن «المدينة المقدسة، والمسجد الأقصى منها على وجه الخصوص، مستهدفان وفي عين عاصفة مساعي التهويد الخبيثة من المحتل». وقال إن تهديدات الاحتلال للمسجد الأقصى معنوياً بمواصلة اقتحاماته وتدنيسه، ومادياً باستمرار محاولات السيطرة على أجزاء منه أو تهديد أساسه باستمرار الحفريات أسفله، لن تثني الفلسطينيين عن دورهم في الرباط بالمسجد الأقصى.


بري لـ«الشرق الأوسط»: لا جديد رئاسياً... ولا جلسة انتخاب قريباً

بري لـ«الشرق الأوسط»: لا جديد رئاسياً... ولا جلسة انتخاب قريباً
TT

بري لـ«الشرق الأوسط»: لا جديد رئاسياً... ولا جلسة انتخاب قريباً

بري لـ«الشرق الأوسط»: لا جديد رئاسياً... ولا جلسة انتخاب قريباً

لا يبدو رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في وارد الدعوة إلى جلسة جديدة للبرلمان لانتخاب رئيس جديد للبلاد في ضوء غياب «التنافس الحقيقي» الذي يضمن الوصول إلى نتيجة من الجلسة خلافاً للجلسات الـ11 الفاشلة التي عقدها البرلمان قبل وبعد الفراغ الرئاسي في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في وقت يبدو فيه أن «عدم الممانعة» الإقليمية والدولية لانتخاب الوزير السابق سليمان فرنجية ليس من دون «تاريخ انتهاء صلاحية»، كما أسرّ مصدر دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط».

وقال المصدر إن التفاهم الذي تم إبلاغ المسؤولين به، ومفاده أن لا ممانعة عربية ودولية لانتخاب أي شخصية، بمن في ذلك فرنجية «ليس مفتوح الصلاحية». وأشار إلى أن ثمة ضرورة ماسة لانتخاب رئيس للبلاد في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، وحالة عدم الاستقرار الدولية الواضحة، التي قد تجعل من الملف اللبناني في آخر الاهتمامات إذا لم يتدارك الساسة اللبنانيون الأمر ويتوصلوا إلى اتفاق يسمح بانتخاب رئيس للبلاد وإعادة الانتظام إلى المؤسسات الدستورية في البلاد كشرط أساسي لأي عملية إصلاح وأي خريطة طريق للخروج من الأزمة.

ويشير المصدر إلى أن التوصل إلى اتفاق ينهي الشغور الرئاسي «له أولوية»، لكن ثمة أولوية لدى الدول الصديقة للبنان والممثلة في اللجنة الخماسية تقضي بضرورة انطلاق إصلاح حقيقي يعطي الثقة للمجتمعين العربي والدولي بجدية القوى السياسية اللبنانية في النهوض ببلدهم. ويوضح أن عدم الممانعة هذا قد ينقض في حال التباطؤ والتعثر في عملية الانتخاب، خصوصاً أن ثمة «فيتوات طائفية» متبادلة على المرشحين المطروحين على الساحة حالياً، وهما الوزير السابق فرنجية، والوزير السابق جهاد أزعور. وبالتالي سيكون من المناسب تذليل هذه الفيتوات والخروج بسرعة من نفق التعطيل، أو التفكير بخيار ثالث قد يلاقي قبولاً من الطرفين.

وقال المصدر إن التاريخ الذي حدده بري (15 يونيو/ حزيران) المقبل، قد يكون السقف الزمني، خصوصاً أن بري وضعه منطلقاً من ضرورة إنهاء الفراغ، قبل مواجهة لبنان لاستحقاقات داهمة، منها حاكمية مصرف لبنان التي ستشغر مع نهاية شهر يوليو (تموز) المقبل، وما يعنيه من خطر داهم على الاستقرار النقدي في البلاد.

لكن بري أكد لـ«الشرق الأوسط»، أنه لم يتبلغ بأي «تاريخ صلاحية»، مشيراً في المقابل، إلى أنه لن يدعو إلى جلسة فلكلورية تنتهي كسابقاتها. وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنه انطلق في تحديده موعد منتصف الشهر المقبل، من وضع حاكمية مصرف لبنان، ومن المخاطر الأخرى المترتبة على البلاد. وإذ أكد ضرورة انتخاب رئيس للبلاد «الأمس قبل اليوم أو غداً»، جزم بأنه لن يدعو إلى جلسة لا تنافس حقيقياً فيها، موضحاً أن المعطيات الموجودة لديه الآن لا تسمح بالدعوة إلى جلسة منتجة.

واستكمل «حزب الله» الهجوم على المعارضة وإمكانية اتفاقها على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. وبعدما شنّ رئيس كتلته النيابية محمد رعد هجوماً عليهما، كتب نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على «تويتر»: «منذ البداية انطلق ترشيح رئيس تيار (المردة) سليمان فرنجية من عدد وازن، وهو إلى زيادة. ويحاول المعترضون على البرامج والسياسات الاتفاق لمواجهة فرنجية، وبالكاد يجتمعون على واحد من لائحة فيها 16 مرشحاً». وأضاف: «معيار الرئيس المسيحي الوطني الجامع أفضل للبنان من رئيسٍ للمواجهة بخلفية طائفية. حرِّروا انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيِّقة وتعالوا ننتخب رئيساً حُرَّاَ ينقذُ البلد ولا يكون أسيرَ من انتخبه».

ورد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل على قاسم، عبر «تويتر» أيضاً: «يعني إما التوافق على مرشح التحدي الخاص بكم وإما الرضوخ الدائم لإملاءاتكم؟ لم يعد في قاموسكم إمكانية لخيارات أخرى غير خياراتكم المدمرة؟ تخبطكم يجعل منطقكم مضحكاً مبكياً».

من جهته، رد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية» الوزير السابق ريشار قيومجيان عبر حسابه على «تويتر» على نواب «حزب الله»، قائلاً: «موقف حزب الله العنيف من بوادر اتفاق بين المعارضة والتيار على مرشح للرئاسة، يؤكد حقيقة واحدة؛ هي أن الثنائي (الحزب وأمل) يريد وضع يده على الدولة والبلد»، إضافة إلى أنه «يعتمد الترهيب والتخوين مع الرافضين والترغيب والتهويل مع المترددين»، مؤكداً: «إسقاط مرشحه خيار استراتيجي وليس سياسياً فحسب».


لقاء ماكرون - الراعي محطة لتصويب مقاربة باريس لانتخابات الرئاسة اللبنانية

البطريرك الراعي التقى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين ويتوجه الثلاثاء إلى باريس (البطريركية المارونية)
البطريرك الراعي التقى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين ويتوجه الثلاثاء إلى باريس (البطريركية المارونية)
TT

لقاء ماكرون - الراعي محطة لتصويب مقاربة باريس لانتخابات الرئاسة اللبنانية

البطريرك الراعي التقى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين ويتوجه الثلاثاء إلى باريس (البطريركية المارونية)
البطريرك الراعي التقى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين ويتوجه الثلاثاء إلى باريس (البطريركية المارونية)

يأتي اللقاء المرتقب بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والبطريرك الماروني بشارة الراعي، في باريس (الثلاثاء)، في سياق الجهود المبذولة لوقف تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية.

ويتزامن اللقاء مع توجّه قوى رئيسية في المعارضة إلى دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، ما يتيح للقاء إدراج اسمه على طاولة المحادثات بين ماكرون والراعي، إنما ليس من باب تأييد بكركي له، بل من زاوية أن ترشيحه يسقط الذرائع التي ما زالت تُبقي على أبواب البرلمان مقفلة أمام انتخاب الرئيس، بحجة عدم وجود مرشح يخوض المنافسة في وجه مرشح الثنائي الشيعي ومحور الممانعة زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية.

فحضور اسم أزعور على طاولة المحادثات بين ماكرون والراعي، لا يعني أن بكركي حسمت أمرها بدعم ترشيحه، خصوصاً أن الراعي كان واضحاً بمباركته لاتفاق قوى المعارضة على ترشيحه حتى دون أن يتطرق إلى تحديد موقف من أزعور، بمقدار ما يقصد بأن هذه الخطوة أقفلت الباب أمام الاستمرار بتعطيل جلسات الانتخاب.

وبكلام آخر، فإن الراعي ليس في وارد إيداعه لدى ماكرون لائحة بأسماء المرشحين وصولاً إلى تفضيله مرشحاً على آخر، كما أخذ يشيعه البعض، وأن ما يتطلع إليه يكمن في إقناعه بأن يعيد النظر في مقاربته للملف الرئاسي على خلفية أن دعم باريس لترشيح فرنجية لم يعد من مبرر له في ظل وجود من ينافسه، بخلاف ما تذرّعت به في السابق لجهة كونه الأسهل والأقرب لإنهاء الشغور الرئاسي.

ويبقى السؤال: هل يبادر ماكرون في ضوء ما سيقوله له الراعي إلى التموضع على مسافة واحدة من المرشحين بعد أن اتخذت قوى المعارضة قرارها بعدم إخلاء الساحة لفرنجية بترشيحها لأزعور طالما أن تذرعه بعدم وجود من ينافسه أصبح من الماضي، وبالتالي هناك ضرورة لانضمامه إلى زملاء فرنسا في اللجنة الخماسية بإلحاحهم على ضرورة انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد بدعوة البرلمان اللبناني لانتخابه الذي يعيد الانتظام للمؤسسات الدستورية؟

فبمبادرة ماكرون لإعادة النظر في مقاربته للملف الرئاسي تفتح الباب أمام وقف تصدّع العلاقات بين القوى الرئيسة في الشارع المسيحي وباريس باتهامها بالانحياز لفرنجية الذي لا يحظى بتأييدها ولم يتمكن من اختراقها.

لذلك فإن العلاقات المسيحية - الفرنسية ستكون حاضرة بامتياز على طاولة المحادثات في لقائهما، وهذا ما يريح سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو التي تتحاشى منذ فترة طويلة الاجتماع بالمعارضة المسيحية التي لم تنقطع عن توجيه انتقاداتها لموقف باريس بانحيازها لمصلحة فرنجية وسعيها لمقايضة انتخابه بتكليف السفير السابق نواف سلام برئاسة الحكومة.

أما الاتفاق المرتقب بين قوى رئيسة في المعارضة وبين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بتأييد ترشيح أزعور، فيفترض أن يرى النور قبيل اللقاء المقرر بين ماكرون والراعي، لأن مجرد حضوره إلى طاولة المحادثات سيدفع باتجاه تحرير باريس من دعمها لترشيح فرنجية، برغم أنها أخذت تتعامل معه على أنه مجرد اختبار يراد منه الضغط لوقف تعطيل انتخاب الرئيس.

لكن محور الممانعة بقوته الضاربة بالمفهوم السياسي للكلمة المؤلفة من الثنائي الشيعي استبق الإعلان عن توصل قوى المعارضة إلى اتفاق مع باسيل بدعم ترشيح أزعور بفتح النار على المشاركين فيه، وهذا ما برز جلياً في موقفين للمعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل ولرئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية أن باسيل هو المقصود الأول والأخير من هجومهما على الاتفاق في محاولة أخيرة لثنيه عن المضي فيه، واعتقاداً منهما بأنه سيبادر تحت الضغط إلى مراجعة حساباته بعدم الالتحاق به.

ويبقى السؤال: هل يرضخ باسيل للضغط الذي يمارسه الثنائي الشيعي؟ وكيف سيكون رده في إذا قرر حليفه اللدود «حزب الله» سلوك الخيار الآخر بتفكيك تكتل «لبنان القوي» من الداخل، ما يحول دون تأمينه الغطاء السياسي المؤيد لاتفاقه مع المعارضة على ترشيح أزعور؟ هذا في حال أنه، أي باسيل، ترجم انفتاحه عليها بالإعلان رسمياً عن الانضمام للذين يخططون لإسقاط فرنجية، فيما تسعى المعارضة إلى توسيع مروحة المؤيدين لمرشحها بفتح حوار مع «قوى التغيير» المنقسمة على نفسها.