مصر تأسف لتشجيع «مجلس الأمن» مبادرة «تقوّض الشرعية الليبية»

عسكريون وأمنيون يتفقون على «توحيد الصف» تمهيداً لإجراء الانتخابات

لقاء سابق يجمع حفتر وباتيلي بمقر القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» شرق ليبيا (القيادة العامة)
لقاء سابق يجمع حفتر وباتيلي بمقر القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» شرق ليبيا (القيادة العامة)
TT

مصر تأسف لتشجيع «مجلس الأمن» مبادرة «تقوّض الشرعية الليبية»

لقاء سابق يجمع حفتر وباتيلي بمقر القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» شرق ليبيا (القيادة العامة)
لقاء سابق يجمع حفتر وباتيلي بمقر القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» شرق ليبيا (القيادة العامة)

عبّرت مصر، على لسان وزارة خارجيتها، عن «أسفها» لتشجيع مجلس الأمن الدولي مبادرة تستهدف تشكيل فريق ليبي رفيع المستوى للإعداد للعملية الانتخابية بالبلاد، معتبرة أن ذلك يعد «تقويضاً وافتئاتاً واضحاً على دور المؤسسات الشرعية والمنتخبة الليبية».
وكان المبعوث الأممي لدى ليبيا، عبد الله باتيلي، قدم إحاطته أمام مجلس الأمن بنيويورك في 27 فبراير (شباط)، تضمنت مبادرة تهدف إلى «تمكين إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية خلال العام الحالي». وتنصّ المبادرة على إنشاء لجنة رفيعة المستوى لتنظيم الانتخابات، واعتماد إطار قانوني وجدول زمني لإجرائها، وجمع ممثلين عن القوى السياسية، وزعماء القبائل، والأطراف الأمنية الفاعلة، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني، وبعض الشخصيات النسائية والشبابية، بهدف التوصل إلى توافق بشأن الانتخابات.
واستبقت الخارجية المصرية بياناً مزمعاً إصداره غداً (الجمعة) عن مجلس الأمن، بعد نشر مسودة، اليوم (الخميس)، وقال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسمها، إن مصر «أخذت علماً بصدور البيان الرئاسي الخاص بليبيا عن مجلس الأمن، وإنه على الرغم مما احتواه من ترحيب بالتقدم المُحرز على مستوى الإطار الدستوري والتعديل الثالث عشر للإعلان الدستوري، والإقرار باستمرار الدور الذي يضطلع به مجلسا النواب و(الدولة)، فإنها تأسف أن يشجع مجلس الأمن هذه المبادرة».
وأبدى أبو زيد، في تصريح نقلته «وكالة الأنباء المصرية الرسمية»، «اندهاشه الشديد من دعم مجلس الأمن لمبادرات»، وصفها بـ«المبهمة وغير المحددة المعايير والأهداف»، وقال إن ذلك يعد «محاولة لإضفاء الشرعية على عملها؛ باستخدام صياغات غير محكمة، مثل (الجهات الفاعلة الأمنية)، ما يفتح المجال للتأويل والتناقض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
وتابع أبو زيد: «كل هذا من شأنه أن يزيد من حالة الانقسام والتناحر على الساحة الليبية، ويقوّض من فرص إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أسرع وقت، في إطار توافق وطني ليبي».
في شأن آخر، قالت البعثة الأممية لدى ليبيا إنها نظمت اجتماعاً (الأربعاء) بحضور باتيلي، شاركت فيه اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) وعدد من قادة الوحدات العسكرية والأمنية في المنطقتين الغربية والشرقية بالبلاد.
وأشارت البعثة، في بيان، مساء (الأربعاء)، إلى أن الاجتماع استهدف «إرساء بيئة آمنة ومواتية للدفع بالعملية السياسية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال العام الحالي». لافتة إلى أن المجتمعين أكدوا أن «مصالح ليبيا وشعبها تأتي في المرتبة الأولى، وأنها تتجاوز كل المصالح الشخصية للأطراف كافة».
واتفق المشاركون، وفقاً للبعثة، على «توحيد الصف، والمضي قدماً باتجاه تنظيم انتخابات حرة ونزيهة»، مؤكدين على ضرورة تواصلهم، والاستمرار في عقد اجتماعات داخل ليبيا بطرابلس وبنغازي. الأمر الذي من شأنه أن يعطي رسائل إيجابية، ويبعث روح الأمل لدى المواطنين الليبيين.
وأكد قادة الوحدات العسكرية والأمنية على «ضرورة الامتناع عن استخدام القوة وأعمال العنف، والاعتقال أو التهديد، للحصول على مكاسب سياسية، أو مادية، أو لمصالح جهوية أو فئوية، ورفض التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي».
كما اتفق المشاركون بالاجتماع «على معايير بناء الثقة التالية لدعم المصالحة الوطنية»، وتتمثل في «تجريم أعمال العنف، التي تضر بالسلم الأهلي، وتهدد العملية السياسية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة»، بالإضافة إلى «نبذ خطاب الكراهية، الذي يؤجج مشاعر المواطنين، ويؤثر سلباً على أعمال اللجنة العسكرية المشتركة وعلى جهود المصالحة الوطنية».
كما شددوا على «تجريم أعمال العنف والهجمات، وعمليات الخطف، والترويع الموجهة ضد المدنيين»، بجانب «منع الأعمال التي من شأنها إعاقة أو تأخير إيصال المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين»، و«عدم تقييد حركة الأشخاص والبضائع بين كل المناطق الليبية، وعلى جميع وسائل المواصلات والنقل».
وخلص الحضور إلى ضرورة «التواصل بين قادة الوحدات الأمنية والعسكرية من أجل العمل الأمني المشترك لضمان تأمين العملية الانتخابية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.