رئيسة «الفيدرالي الروسي» تبحث في الجزائر زيارة تبون إلى روسيا

مسؤول أوروبي يتعهد بالمساعدة على استرداد الأموال المهربة

رئيس «وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون القضائي في المجال الجنائي» (يسار) مع الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية (الخارجية الجزائرية)
رئيس «وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون القضائي في المجال الجنائي» (يسار) مع الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية (الخارجية الجزائرية)
TT
20

رئيسة «الفيدرالي الروسي» تبحث في الجزائر زيارة تبون إلى روسيا

رئيس «وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون القضائي في المجال الجنائي» (يسار) مع الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية (الخارجية الجزائرية)
رئيس «وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون القضائي في المجال الجنائي» (يسار) مع الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية (الخارجية الجزائرية)

تبحث رئيسة «المجلس الفيدرالي الروسي»، فالنتينا ماتفينكو، في الجزائر منذ صباح الخميس ملفات عدة مع مسؤوليها، أهمها الزيارة المقررة من الرئيس عبد المجيد تبون إلى موسكو في مايو (أيار) المقبل.
في غضون ذلك، تعهد رئيس «وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون القضائي في المجال الجنائي»، لاديسلاف همران، بمساعدة الجزائر في مسعى سلطاتها لاستعادة أموال وأرصدة هربها إلى الخارج مسؤولون حكوميون أدانهم القضاء بالسجن بناء على تهم فساد.
وتلتقي ماتفينكو؛ المصنفة الشخصية الثالثة في الدولة الروسية، رئيسي غرفتي البرلمان الجزائري؛ صالح قوجيل الرجل الثاني في الدولة (الجزائرية) وفق الدستور، وإبراهيم بوغالي. كما ستلتقي الرئيس عبد المجيد تبون. وتتناول الزيارة التعاون في المجالات البرلمانية والاقتصادية والعسكرية بين الجزائر و«فيدرالية روسيا»، والحرب في أوكرانيا، وتطورات القضية الفلسطينية، والأزمة الأمنية والسياسية في ليبيا، ونزاع الصحراء، وفق ما أفاد به مصدر برلماني جزائري على صلة بالزيارة التي تستغرق 3 أيام.
كما تبحث المسؤولة الروسية، وفق المصدر نفسه، زيارة تبون المرتقبة إلى روسيا بعد شهرين، التي ينتظر أن تنتهي بالتوقيع على اتفاقات مهمة في الاقتصاد والتجارة والصناعة الحربية.
ونهاية الشهر الماضي، زار سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، الجزائر، وبحث مع رئيس أركان الجيش، الفريق أول سعيد شنقريحة، وقادة القوات البرية والبحرية والجوية وقائد سلاح الدرك، «التعاون العسكري بين البلدين»، كما بحث الجانبان السبل والوسائل الكفيلة بتعزيزه أكثر فأكثر، وفق ما جاء في بيان من وزارة الدفاع الجزائرية.
يذكر أن 27 عضواً من الكونغرس رفعوا في سبتمبر (أيلول) الماضي، رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، طالبوا خلالها بإنزال عقوبات على الجزائر بسبب صفقات الأسلحة مع روسيا. بينما تقول تقارير دولية إن الجزائر ثالث مستورد للسلاح الروسي في العالم، علماً بأن موسكو تعدّ أول مموّل للجيش الجزائري بالأسلحة والأنظمة الحربية. كما أن الجزائر ثاني شريك تجاري لروسيا في القارة الأفريقية، بحجم مبادلات بلغ نحو 3 مليارات دولار عام 2021.
إلى ذلك؛ وعد رئيس «وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون القضائي في المجال الجنائي»، لاديسلاف همران، خلال لقاء جمعه في الجزائر بالأمين العام لوزارة الخارجية، عمار بلاني، أمس، بـ«تقديم جميع أشكال الدعم والمساعدة الفنية الضرورية للجهات القضائية الجزائرية في مجال التحريات، وتسهيل التواصل مع نظيراتها الأوروبية، بهدف معالجة الملفات ذات الصلة باسترداد الأموال والأصول المنهوبة من الجزائر»، وفق ما أورده بيان من وزارة الخارجية شدد على أن رئيس البلاد «تعهد بمكافحة الفساد وتبييض الأموال، واسترداد الأصول المهربة إلى الخارج بطريقة غير شرعية»، بعد وصوله إلى الحكم نهاية 2019. كما نقل البيان عن بلاني أن السلطات الجزائرية تريد «إطلاق تعاون وثيق مع (وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون القضائي في المجال الجنائي)، بهدف الاستفادة من خبراتها الواسعة، وتجاربها المميزة في مجال تجميد ومصادرة واسترداد الأموال، والأصول المحولة إلى الخارج بطرق غير شرعية، فضلاً عن تعزيز علاقات التعاون بين الجهات القضائية في الجزائر، والبلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».
وأول من أمس؛ صرح الممثل السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في ختام زيارة إلى الجزائر، بأن مكافحة الفساد وتبييض الأموال «يشكلان أولوية مهمة؛ سواء بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي أو للجزائر». وقال إنه تباحث مع الرئيس تبون حول موضوعات «الأموال المكتسبة بطرق غير مشروعة، والتحويلات المالية غير المشروعة»، لافتاً إلى أن دول الاتحاد «على قناعة تامة بضرورة تعزيز تعاوننا في هذه المجالات مع الحكومة الجزائرية».


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

«الصحة العالمية» تخفض موازنتها 20 % بعد انسحاب واشنطن

المدير العام لمنظّمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (أ.ف.ب)
المدير العام لمنظّمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (أ.ف.ب)
TT
20

«الصحة العالمية» تخفض موازنتها 20 % بعد انسحاب واشنطن

المدير العام لمنظّمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (أ.ف.ب)
المدير العام لمنظّمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (أ.ف.ب)

اقترحت منظمة الصحة العالمية خفض موازنتها بنسبة 20 في المائة إثر قرار الولايات المتحدة، أكبر مساهم فيها، الانسحاب، الأمر الذي يستدعي تقليص مهماتها وأفراد طاقمها، وفق ما أعلن مديرها في رسالة إلكترونية داخلية اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في رسالة وجهها إلى العاملين في المنظمة التابعة للأمم المتحدة، يوم الجمعة، أن الهيئة تواجه عجزاً يناهز 600 مليون دولار في 2025 و«لا خيار آخر أمامها» سوى البدء باقتطاعات.

وفضلاً عن إعلان بدء انسحاب بلاده بعد عودته إلى البيت الأبيض، قرر الرئيس دونالد ترمب تجميداً عملياً لكامل المساعدات الأميركية الخارجية، بما يشمل برامج مهمة تهدف إلى تحسين الصحة في مختلف أنحاء العالم.

وكانت الولايات المتحدة باشرت خلال ولاية ترمب الأولى في 2020 اتخاذ خطوات للخروج من «منظمة الصحة العالمية».

وحذر تيدروس نهاية يناير (كانون الثاني) من أن المنظمة ستتخذ إجراءات للاقتصاد في نفقاتها.

وتعتبر الولايات المتحدة المساهم الأكبر في منظمة الصحة وبفارق كبير. ففي آخر دورة مالية لعامي 2022 و2023، أمنت واشنطن 16.3 في المائة من 7.89 مليارات دولار شكلت مجموع موازنة المنظمة.

وأضاف تيدروس في رسالته أن «اقتطاعات كبيرة في المساعدات الحكومية للتنمية قامت بها الولايات المتحدة ودول أخرى، تتسبب باضطرابات هائلة بالنسبة إلى دول ومنظمات غير حكومية ووكالات أممية، بينها منظمة الصحة العالمية».

وحتى قبل بدء الانسحاب الأميركي، واجهت المنظمة صعوبات مالية وبدأت، قبل تسعة أشهر، العمل على إجراءات لتحسين فاعليتها، بحسب المصدر نفسه.

وقال تيدروس إن «إعلان الولايات المتحدة، مقروناً باقتطاعات أخيرة في المساعدة العامة للتنمية من بعض الدول بهدف زيادة نفقات الدفاع (لديها)، جعلت وضعنا حرجاً أكثر».

وتابع: «رغم أننا اقتصدنا في النفقات الحيوية، فإن الظروف الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة تزيد من صعوبة تعبئة الموارد».

في فبراير (شباط)، خفض المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة الموازنة المقترحة لعامي 2026 و2027 من 5.3 إلى 4.9 مليارات دولار.

وقال تيدروس: «من وقتها، تدهورت إمكانات المساعدة في التنمية واقترحنا تالياً على الدول الأعضاء موازنة أقل، تناهز 4.2 مليارات دولار، أي بخفض نسبته 21 في المائة مقارنة بالموازنة التي طرحت في البداية».

وخلص مدير المنظمة إلى أنه «رغم كل جهودنا (...) لا خيار آخر لدينا سوى تقليص مساحة عملنا وطاقمنا»، لافتاً النظر إلى أن «هذه التدابير ستطبق أولاً على مستوى مقر (الوكالة) عبر البدء بالمسؤولين الكبار. لكن تأثيرها سيطال كل المستويات وكل المناطق».