بري: الرئاسة مفتاح حل أزمات لبنان

اتهم المصارف بتهريب أموال إلى الخارج

رئيس مجلس النواب مع السفير السعودي لدى لبنان (مجلس النواب)
رئيس مجلس النواب مع السفير السعودي لدى لبنان (مجلس النواب)
TT

بري: الرئاسة مفتاح حل أزمات لبنان

رئيس مجلس النواب مع السفير السعودي لدى لبنان (مجلس النواب)
رئيس مجلس النواب مع السفير السعودي لدى لبنان (مجلس النواب)

أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري استمراره بالتمسك بترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، معتبراً أن الحل السياسي في لبنان هو المدخل الأساسي لحل الأزمات المالية والاقتصادية وغيرها. وشدد بري خلال لقاء جمعه، أمس، بمجلسي نقابتي الصحافة والمحررين، برئاسة النقيبين عوني الكعكي وجوزف القصيفي، على أن الانتخابات الرئاسية هي «افتح يا سمسم» أي مفتاح الحل، محذراً من أن لبنان «سوف يبقى يعاني طالما لم تقم فيه دولة مدنية».
وفي الملف الاقتصادي والمالي، يمتلك بري مقاربة مفادها أن «الحل السياسي هو بداية لحل كل الأزمات». وهو بري مصارف لبنانية بـ«تهريب أموالها إلى الخارج حتى بات من المتعذر حالياً تأمين أرصدة الحسابات التي تقل عن مائة ألف دولار»، معتبراً أن هذه الخطوة كان من شأنها أن تمنع الانهيار المالي الكبير الحاصل، ومؤكداً أن مسؤولية الأزمة المالية تتحملها الدولة اللبنانية ومصرف لبنان والمصارف، وليس من المقبول أن يتحملها المودعون.
وفي الملف السياسي، يشدد بري على أن «الضرورات تبيح المحظورات»، ومن هذا المنطلق، يرى بري أن من المنطقي أن يجتمع البرلمان، وأن تجتمع الحكومة كلما كان ذلك ضرورياً رغم الفراغ الرئاسي، مشبهاً الوضع القائم في لبنان بمصنع لديه 3 مولدات، خرب أحدها، فيقرر أصحابه تخريب المصنع كله بدلاً من تشغيل المولدين الآخرين. ويقول: «نعم كان يجب أن ننتخب رئيساً أمس، ويجب أن ننتخبه اليوم قبل الغد، وغداً قبل بعده. لكن هل نسهم في شلل البلاد في انتظار نجاحنا في انتخاب رئيس؟ وهل من المعقول أننا نعاني ما نعانيه من أزمات ويعمل البعض إلى تعطيل وتخريب كل شيء؟».
وذكر بري بما أعلنه سابقاً أن المطلوب رئيس وطني يجمع ولا يفرق، رئيس له حيثية مسيحية وإسلامية، وقبل أي شيء حيثية وطنية، رئيس يجمع ولا يطرح، رئيس يؤمن بعلاقات لبنان مع محيطه العربي، رئيس يؤمن باتفاق الطائف، سائلاً: كيف لهذه العناوين أن تتلاقى مع الأصوات الداعية إلى التقسيم والفدرلة المغلفة بعناوين اللامركزية الإدارية المالية الموسعة؟ معتبراً أن لبنان «كالذرة إذا ما جزئت انفجرت».
وقال بري: «بعد 11 جلسة انتخابية، أخذوا علينا (تصويتنا) بالورقة البيضاء بياضها، وقالوا لماذا لا يكون هناك مرشح؟ وبعد مضي 5 أشهر على الفراغ وأمام الانهيار المالي والاقتصادي وبعد رفض الدعوات التي وجهتها وما زالت للحوار، والتي تجاوب معها معظم الكتل باستثناء الكتلتين الأساسيتين، لم يعد مقبولاً الاستمرار بذلك، ولم يكن هناك خيار إلا خيار الإقدام على ترشيح اسم يتمتع بالصفات التي ذكرتها». وأضاف بري: «أريد أن أسأل هنا من هو سليمان فرنجية؟ ألم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس إميل لحود؟ ألم يرشحه السفير (الأميركي السابق) ديفيد هيل؟ ألم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحاً؟».
وتابع مستدلاً على أحقية فرنجية بأن يكون مرشحاً أساسياً، مشيراً إلى أن البطريرك الماروني بشارة الراعي جمع في الانتخابات (الرئاسية) السابقة القيادات المسيحية والمارونية في بكركي، ويومها تم التوافق على 4 أسماء، وأن من ينتخب من بين هؤلاء الأربعة يكون ممثلاً للمسيحيين واللبنانيين، ألم يكن سليمان فرنجية أحد هؤلاء الأربعة؟ وأضاف: «نحن ماذا نريد من رئيس الجمهورية؟ أنا بحاجة إلى رئيس يتحدث مع سوريا بموضوع ترسيم الحدود وحل أزمة النازحين، لأننا إذا كنا سنعتمد على الأوروبيين والأميركيين فهم غير مكترثين لهذا الموضوع، نريد رئيساً قادراً على مقاربة الاستراتيجية الدفاعية، رئيساً يؤمن باتفاق الطائف، وانطلاقاً من كل ذلك رشحنا الأستاذ سليمان فرنجية».
وختم بري قائلاً إن «الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية، وسليمان فرنجية مد يده للجميع وصالح كل الناس، فإذا كان سليمان فرنجية لا يجمع، فمن الذي يجمع؟»، مؤكداً أن لا خلاص للبنان إلا بالدولة المدنية.
وكان بري استقبل سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وقال بيا لمكتب بري، إن بخاري «شدد خلال لقائه رئيس المجلس، مستشهداً بما يردده الرئيس بري، على الدعوة إلى الكلمة السواء، وأن إرادة الخير لا بد منتصرة»، لافتاً إلى أن «المرحلة الراهنة تستوجب الاحتكام أكثر من أي وقت مضى إلى الكلمة الطيبة والرهان دائماً على الإرادات الخيرة».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«الخوذ البيضاء» تطالب بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي السورية المحتلة

علم إسرائيلي يلوح على قمة تل بالقرب ممّا يسمى «خط ألفا» الذي يفصل مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل عن سوريا (أ.ب)
علم إسرائيلي يلوح على قمة تل بالقرب ممّا يسمى «خط ألفا» الذي يفصل مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل عن سوريا (أ.ب)
TT

«الخوذ البيضاء» تطالب بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي السورية المحتلة

علم إسرائيلي يلوح على قمة تل بالقرب ممّا يسمى «خط ألفا» الذي يفصل مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل عن سوريا (أ.ب)
علم إسرائيلي يلوح على قمة تل بالقرب ممّا يسمى «خط ألفا» الذي يفصل مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل عن سوريا (أ.ب)

طالب الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، اليوم (السبت)، بـ«انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي السورية المحتلة».

وقال الدفاع المدني، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني اليوم: «في الوقت الذي يتوق فيه السوريون إلى السلام والأمان، وكانوا ينتظرون بفارغ الصبر هذه اللحظات التاريخية منذ نحو 14 عاماً، تشن إسرائيل هجمات تضرب حلمهم في بناء دولة حرة آمنة مستقرة، وتتوغل داخل المنطقة العازلة مع سوريا، وفي سلسلة من المواقع المجاورة لها في محافظتي القنيطرة وريف دمشق».

وأضاف: «ما تقوم به إسرائيل من غارات جوية تستهدف البنية التحتية وتروع المدنيين واحتلال قواتها لأرض سورية، يمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، وتعدياً على سيادة سوريا وحق شعبها في العيش بأمن وسلام».

ومضى قائلاً: «وإذ يدين الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) هذه الهجمات والاعتداءات على الأراضي السورية، فإنه يطالب أيضاً بوقفها وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي السورية المحتلة».

وحذر «من غياب موقف دولي حازم تجاه هذه الهجمات والاعتداءات غير المبررة على الأراضي السورية التي تؤدي إلى مزيد من التوتر في المنطقة ومنع عودة الاستقرار في سوريا».

وحث الدفاع المدني السوري، مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، على اتخاذ ما يلزم لضمان الوقف الفوري لهذه الاعتداءات التي تهدد سلام المنطقة وتعمق جراحها، داعياً «أصدقاء الشعب السوري إلى الوقوف بجانب السوريين أمام هذا التصعيد، والعمل على إيجاد آلية فاعلة تضمن حماية الشعب السوري ومساعدته لإعادة الاستقرار والإعمار».

بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «الضربات الإسرائيلية دمرت معهداً علمياً ومعملاً لسكب المعادن بالبحوث العلمية في برزة بريف دمشق».

وقال المرصد الذي يوثق الأحداث في سوريا: «استهدف الطيران الإسرائيلي مطار الناصرية العسكري 17 كيلومتراً شرق مدينة النبك في ريف دمشق الشمالي»، مشيراً إلى أن الطيران الإسرائيلي دمر مستودعات صواريخ «سكود» الباليستية وراجمات حديثة قرب القسطل في منطقة القلمون بريف دمشق.