تنافس بين إبراهيم بودربالة وعبد السلام الدحماني على رئاسة البرلمان التونسي

جلسة برلمانية
جلسة برلمانية
TT

تنافس بين إبراهيم بودربالة وعبد السلام الدحماني على رئاسة البرلمان التونسي

جلسة برلمانية
جلسة برلمانية

عقد البرلمان التونسي الجديد أولى جلساته ونظّم انتخابات داخلية لاختيار رئيس للبرلمان ونائبين له، وأفضت هذه العملية إلى فوز إبراهيم بودربالة عميد المحامين التونسيين السابق، بنحو 48 صوتاً، بينما حصل عبد السلام الدحماني على المرتبة الثانية بحصوله على 37 صوتاً، وهو مرشح عن دائرة انتخابية في ولاية -محافظة- قابس (جنوب شرقي تونس)، وهذه النتيجة تعني عدم فوز أي مترشح بالأغلبية المطلقة من الأصوات ليقرر البرلمان إجراء دور ثانٍ للفصل بين الحاصلين الأولين على أعلى عدد من الأصوات، ووفق عدد من المتابعين تميل الكفة لانتخاب إبراهيم بودربالة رئيس جديد للبرلمان خلفاً لراشد الغنوشي رئيس البرلمان المنحل، وهو ما سيؤدي إلى طي صفحة منظومة الحكم السابقة.
وقدم ثمانية نواب ترشحهم لرئاسة البرلمان الجديد المنبثق عن الانتخابات البرلمانية التي صوّت فيها الناخبون على الأفراد وليست القوائم الانتخابية، وهم: إبراهيم بودربالة، ويسري البواب، وهشام حسني، وماهر القطاري، وشفيق الزعفوري، وفوزي الدعاس، وعبد السلام الدحماني، وبدر الدين القمودي. كما قدم 16 نائباً برلمانياً ترشحهم لخطة نائب أول ونائب ثانٍ لرئيس البرلمان.
ووقع التصويت على رئيس البرلمان ونائبيه بالتصويت السرّي، ولا يفوز أيٌّ منهم إلا بحصوله على الأغلبية المطلقة لأعضائه، وينص القانون المنظِّم للانتخابات على أنه في حال عدم حصول أي مترشح على أغلبية الأصوات في الدورة الأولى لانتخاب رئيس البرلمان، تنظم دورة ثانية يتقدم إليها المترشحان المتحصلان على أكثر عدد من الأصوات، ويعد فائزاً المترشح المتحصل على أكثر الأصوات. وفي حال التساوي يرجَّح المترشح الأكبر سناً، وفي حالة استمرار التساوي يتم اللجوء إلى القرعة لتحديد الفائز.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

«العمولة على الراتب»... استنزاف جديد يرهق الليبيين

 ليبي ينهي معاملة في أحد المصارف الليبية (أرشيفية - رويترز)
ليبي ينهي معاملة في أحد المصارف الليبية (أرشيفية - رويترز)
TT

«العمولة على الراتب»... استنزاف جديد يرهق الليبيين

 ليبي ينهي معاملة في أحد المصارف الليبية (أرشيفية - رويترز)
ليبي ينهي معاملة في أحد المصارف الليبية (أرشيفية - رويترز)

في كل شهر، يجد لؤي محمد، الموظف في إحدى المؤسسات الحكومية الليبية، نفسه مضطراً لمواجهة معاناة متكررة لتسلم راتب «تلتهمه العمولات المصرفية المتفاوتة، تارة بين البنوك، وأخرى بين مكاتب الصرافة»، وسط نقص السيولة النقدية وارتفاع الأسعار.

ويروي لؤي (35 عاماً) تجربته، قائلاً: «يُودَع مرتبي في الحساب المصرفي بعد تأخير، لكن لا أستطيع سحبه إلا على دفعات من المصرف بعمولات متعددة، أو عن طريق مكتب صرافة بعمولة مكلفة». وأضاف: «في النهاية، أحصل على أقل من 80 في المائة من الراتب».

شهادة الموظف توجز جانباً من معاناة متصاعدة لقطاعات من الليبيين الذين يعيشون أزمة سيولة مزمنة، وما يعتبرونه «اقتطاعاً مقنناً من رواتبهم»، وهو ما تنقله أيضاً صفحات التواصل الاجتماعي.

وبحسب تعليمات رسمية صادرة عن مصرف ليبيا المركزي، تحددت العمولة على السحب النقدي عبر أجهزة الصراف الآلي في المصارف بـ0.5 دينار عن كل 100 دينار مسحوب، وهو ما تقرر تحديداً في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار في السوق الرسمية يساوي 5.45 دينار، وفي الموازية 7.77 دينار).

لكن الواقع على الأرض يبدو مغايراً، إذ تقول مها، الموظفة في بنغازي، إن بعض المصارف تفرض رسوماً «تصل في بعض الأحيان إلى 10 دنانير عن كل عملية سحب»، مشيرة إلى أن المواطنين «يفقدون عشرات الدنانير شهرياً مقابل خدمة كانت مجانية».

«معاناة حقيقية»

وتقر «لجنة المالية والتخطيط» بالبرلمان الليبي بـ«معاناة حقيقية يعيشها المواطنون بسبب الخصومات والعمولات على سحب المرتبات»، وفق ما قاله نائب رئيسها، المهدي الأعور الذي تحدث عن عزم «اللجنة» عقد اجتماع مع «المصرف المركزي» وإدارات البنوك لمناقشة هذه الإشكالية ووضع حلول لتخفيف الأعباء عن المواطنين.

ويبدو أن الشكاوى من العمولة على الرواتب مستمرة منذ الشهر الماضي، إذ سبق أن عبّر مواطنون في تصريحات لـ«وكالة الأنباء الليبية» عن استيائهم من ارتفاع رسوم السحب عبر الصراف الآلي إلى 5 دنانير لكل عملية، ما يعني أن مَن يسحب ألف دينار على 3 دفعات يخسر 15 ديناراً شهرياً.

اجتماع سابق لمحافظ مصرف ليبيا المركزي ناجي عيسى مع عدد من المسؤولين بمصرف الجمهورية الليبي (المصرف المركزي)

وقال الأعور إن بعض المصارف لم تلتزم بتعليمات «المركزي» بشأن تقليص العمولات، منوهاً بـ«مساعي المصرف المركزي لضبط النظام المصرفي وفرض عقوبات على الإدارات المخالفة بهدف توحيد الإجراءات وتقليل الاستقطاعات إلى أدنى حد ممكن».

وشهادات وشكاوى الليبيين المستمرة بشأن تلك العمولات تعيد التذكير بطلبات وجهها «المركزي» إلى 4 بنوك حكومية وخاصة بإعادة نحو 85 مليون دينار لمواطنين بعد أن جرى سحبها في صورة رسوم عبر نقاط البيع، وفق وسائل إعلام محلية في صيف العام الحالي.

«قطاع موازٍ»

الخبير الاقتصادي، علي الصلح، قال إن مصرف ليبيا المركزي هو الجهة الوحيدة المخولة بتحديد العمولات المصرفية وفق السياسة النقدية، لكن بعض المصارف «استغلت العمولة لزيادة أرباحها على حساب المواطنين». وأضاف أن نسبة التعامل النقدي إلى الإيداعات ارتفعت إلى نحو 48 درهماً لكل دينار، وهو ما يعكس «أزمة ثقة حقيقية بالجهاز المصرفي».

ولا تتوقف العمولات عند حدود ماكينات البنوك ومكاتبها، فنقص السيولة النقدية والطوابير المستمرة أمام المصارف دفعا كثيرين إلى التعامل مع بعض مكاتب الصرافة التي توفر السيولة نقداً مقابل اقتطاع بين 15 و25 في المائة من قيمة الراتب.

وشن الإعلامي الليبي خليل الحاسي حملة انتقادات حادة على هذه الممارسات، وقال: «الموظف الذي يبلغ مرتبه ألف دينار يضطر لدفع 180 ديناراً لمكتب صرافة حتى يحصل على أمواله»، واصفاً ما يحدث بأنه «استسلام لعصابات مالية تستحوذ على ربع رواتب الليبيين كل شهر».

مواطن ليبي عند ماكينة صراف آلي (مصرف الوحدة)

وحتى يوليو (تموز) الماضي، منح «المصرف المركزي» تراخيص لـ187 شركة ومكتب صرافة لتغطية مختلف المناطق، لكن خبراء يرون أن كثيراً منها تحول إلى قطاع موازٍ أشبه بسوق سوداء.

وفي رأي الصلح، فإن بعض هذه المكاتب «تعمل خارج الإطار المصرفي الرسمي، وتحقق أرباحاً عبر فساد بعض الإدارات المصرفية»، مشدداً على أن الاقتصاد السليم يتطلب أن تكون التعاملات عبر القنوات التي تضمن سلامة الأموال وشفافيتها.

وتستحوذ المرتبات على نحو 60 في المائة من إجمالي النفقات العامة للدولة الليبية، مسجلة 51 مليار دينار منذ بداية العام الحالي وحتى سبتمبر (أيلول)، وفق أحدث بيانات لمصرف ليبيا المركزي.

لكن متابعين لاحظوا أن المواطن العادي لا يشعر بانعكاس هذه الأرقام على حياته اليومية، خصوصاً مع راتب تستنزفه عمولات يتآكل أمامها.


مصر تطرح تطوير المواني البحرية السودانية

رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع خلال استقباله المدير العام لهيئة المواني البحرية السودانية جيلاني محمد جيلاني (هيئة قناة السويس)
رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع خلال استقباله المدير العام لهيئة المواني البحرية السودانية جيلاني محمد جيلاني (هيئة قناة السويس)
TT

مصر تطرح تطوير المواني البحرية السودانية

رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع خلال استقباله المدير العام لهيئة المواني البحرية السودانية جيلاني محمد جيلاني (هيئة قناة السويس)
رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع خلال استقباله المدير العام لهيئة المواني البحرية السودانية جيلاني محمد جيلاني (هيئة قناة السويس)

طرحت مصر المشاركة في تطوير المواني البحرية السودانية، وأبدى رئيس «هيئة قناة السويس» الفريق أسامة ربيع استعداد بلاده لتقديم كافة أوجه الدعم اللازمة والتعاون الشامل مع هيئة المواني البحرية السودانية، وتبادل الخبرات المعرفية والتقنية في المجالات البحرية المختلفة، علاوة على توفير التدريب الفني اللازم لرفع كفاءة الكوادر الفنية.

وخلال استقباله المدير العام لهيئة المواني البحرية السودانية، جيلاني محمد جيلاني، الأربعاء، بمقر الهيئة المصرية، ناقش ربيع سبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات المرتبطة بالتدريب الفني، وتقديم الخدمات اللوجيستية والبحرية، وأعمال المواني والتكريك.

ويمتلك السودان عدداً من المواني البحرية، أبرزها بورتسودان الذي يُعدّ الميناء الرئيسي وبوابة السودان التجارية على البحر الأحمر، بالإضافة إلى مواني أخرى مثل الميناء الأخضر.

وأوضح ربيع أن «قناة السويس تمتلك منظومة متكاملة للأعمال البحرية واللوجيستية من خلال 6 شركات تابعة و3 ترسانات متخصصة في أعمال بناء وصيانة السفن»، مؤكداً «امتلاك (الهيئة) سابقة أعمال متميزة من خلال مشاركتها في تطوير عدد من المواني العربية، منها تطوير ميناء سرت الليبي وافتتاحه بعد 14 عاماً من الإغلاق، علاوة على تجهيز التصميمات وإعداد الدراسة الخاصة برفع الكفاءة التشغيلية لميناء رأس الخير».

تمتلك مصر خبرات كبيرة في تطوير المواني البحرية (هيئة قناة السويس)

ونقل بيان لهيئة قناة السويس، عن جيلاني، تطلع بلاده لـ«التعاون مع هيئة قناة السويس والاستفادة مما تمتلكه الهيئة العريقة من خبرات متراكمة في مختلف المجالات البحرية»، مؤكداً «اهتمام هيئة المواني البحرية السودانية بتطوير المواني التابعة لها ورفع كفاءتها الفنية من خلال تنفيذ أعمال التكريك، علاوة على تأهيل وتدريب الكوادر الفنية ورفع كفاءتها».

وتشكل المواني البحرية السودانية أهمية استراتيجية بسبب موقعها على البحر الأحمر كممر عالمي، إلى جانب أهميتها الاقتصادية كمحور رئيسي لحركة التجارة الإقليمية. ويمكن اعتبارها، وفق خبراء، نقطة وصل رئيسية في حركة التجارة العالمية.

ويرى أستاذ النقل والهندسة بـ«جامعة الأزهر»، الدكتور إبراهيم مبروك، أن تطوير المواني البحرية السودانية يمكنه أن يشكل «نقلة نوعية» لحركة التجارة العالمية والأفريقية»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المواني السودانية تشكل مدخلاً لحركة التجارة داخل أفريقيا، كما أن موقعها الاستراتيجي يجعل لها أهمية كبرى في حركة النقل والتجارة العالمية، فضلاً عما يمتلكه السودان من ثروة حيوانية وسلع زراعية يمكنها أن تحقق فائضاً كبيراً للدول الأفريقية».

وبحسب مبروك، فإن «النقل البحري والنهري أقل تكلفة من البري أو النقل عبر السكك الحديدية، ما يقلل سعر السلع التي يتم نقلها عن طريق تقليل تكلفة النقل، ويناسب أكثر الحمولات الثقيلة التي يصعب نقلها براً في حافلات، أو عبر السكك الحديدية».

وأكّد مبروك أن «لمصر خبرة كبيرة في تطوير المواني البحرية، كما تمتلك قناة السويس إمكانات فنية وتكنولوجية كبيرة تؤهلها للقيام بذلك».

وخلال استقباله المسؤول السوداني، أكد رئيس هيئة قناة السويس «عمق الروابط والعلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين على المستويين الشعبي والدبلوماسي وما يجمعهما من روابط أخوية ومصالح مشتركة».

وبحسب بيان «هيئة قناة السويس»، اتفق الجانبان على «تحديد أوجه التعاون وتشكيل فريق عمل متخصص من (الهيئة) للتنسيق مع الجانب السوداني لبدء العمل الفعلي على أرض الواقع».


انتخابات «النواب» المصري... نتائج أولية تنبئ بـ«إعادة ساخنة» في «الفردي»

مرشحة حزب «مستقبل وطن» عقب إعلان فوزها وفق إحصائيات مبدئية في مدينة دمنهور بدلتا مصر (الصفحة الرسمية للمرشحة سناء برغش)
مرشحة حزب «مستقبل وطن» عقب إعلان فوزها وفق إحصائيات مبدئية في مدينة دمنهور بدلتا مصر (الصفحة الرسمية للمرشحة سناء برغش)
TT

انتخابات «النواب» المصري... نتائج أولية تنبئ بـ«إعادة ساخنة» في «الفردي»

مرشحة حزب «مستقبل وطن» عقب إعلان فوزها وفق إحصائيات مبدئية في مدينة دمنهور بدلتا مصر (الصفحة الرسمية للمرشحة سناء برغش)
مرشحة حزب «مستقبل وطن» عقب إعلان فوزها وفق إحصائيات مبدئية في مدينة دمنهور بدلتا مصر (الصفحة الرسمية للمرشحة سناء برغش)

وأظهرت نتائج أولية للمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب المصري (البرلمان) تفوق مرشحي أحزاب الموالاة، وعلى رأسها حزب «مستقبل وطن»، في عدد من الدوائر، مع بروز بعض المرشحين المستقلين خصوصاً في محافظات الصعيد ومطروح، فيما تتجه أغلب الدوائر إلى جولة إعادة يتوقع أن تشهد منافسة محتدمة.

وقالت «الهيئة الوطنية العليا للانتخابات»، إنها أبطلت صناديق اقتراع في إحدى لجان الإسكندرية بعد التحقق من مقطع فيديو أظهر «تلاعباً بالأصوات»، في أول قرار من نوعه خلال المرحلة الحالية، بعد تظلم أحد المرشحين.

مصرية تدلي بصوتها في الانتخابات البرلمانية (المجلس القومي للمرأة)

وأجريت المرحلة الأولى في 14 محافظة، تنافس فيها 1281 مرشحاً على النظام الفردي، إلى جانب قائمة واحدة هي «القائمة الوطنية من أجل مصر»، التي تضم أحزاباً موالية للحكومة من بينها «مستقبل وطن»، و«الجبهة الديمقراطية»، و«حماة الوطن». وتحتاج القائمة إلى 5 في المائة فقط من مجموع الأصوات المقيدة للفوز.

وبحسب المؤشرات المبدئية، حُسم عدد محدود من المقاعد من الجولة الأولى بعد حصول مرشحين على الأغلبية المطلقة داخل دوائرهم، فيما ستُجري جولة الإعادة في الداخل يومي 3 و4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وفي الخارج يومي 1 و2 من الشهر نفسه. وتُعلن النتائج النهائية للمرحلة الأولى في 11 ديسمبر.

وقال محمد سعفان، أمين حزب «مستقبل وطن»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الحزب «حقق تقدماً ملحوظاً»، وحسم ثلاثة مقاعد في الجولة الأولى، مضيفاً أن «المنافسة في الإعادة ستكون قوية، وسط إقبال لافت من الناخبين».

وسجل حزب ذو مرجعية دينية حضوره في الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية؛ إذ أظهرت النتائج الأولية تقدماً محدوداً لحزب «النور» (السلفي)، وأعلن متحدث الحزب محمود تركي، فوز أربعة مرشحين في الجولة الأولى وخوض اثنين آخرين جولة الإعادة في محافظات الإسكندرية، وبني سويف، والبحيرة، والفيوم.

قيادي في حزب «النور» السلفي يدلي بصوته في الانتخابات البرلمانية بمحافظة الإسكندرية (الصفحة الرسمية للحزب)

ومنذ ساعات الصباح الأولى، حرص نشطاء وصفحات تواصل مصرية، على نقل تسجيلات مصورة للحظات إعلان اللجنة العامة نتيجة الحصر العددي للناخبين، ومظاهر الفرحة التي أحاطت بالمرشحين الفائزين وأنصارهم.

وتشمل محافظات المرحلة الأولى، الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والوادي الجديد والإسكندرية والبحيرة ومطروح، علماً بأنه يحق لأكثر من 35 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم في هذه المرحلة.

وتلقت «الهيئة الوطنية للانتخابات»، نتائج المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، وذلك تمهيداً لمراجعتها والفصل في الطعون المقدمة عليها وضم أصوات المصريين بالخارج إليها، على أن يجري إعلان النتيجة رسمياً يوم 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، وفق ما قال القاضي أحمد بنداري، مدير الجهاز التنفيذي لـ«الهيئة الوطنية للانتخابات»، لـ«الشرق الأوسط».

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يُظهر عملية فرز مبكر للأصوات داخل لجنة فرعية بدائرة المتنزه. وقال مرشح محلي إنه وثّقها بنفسه. فيما أكد المستشار بنداري أن اللجنة العامة «تحققت من صحة الواقعة، وقررت استبعاد الصندوق محل الطعن».

جاء ذلك تزامناً، مع شكاوى أحزاب محسوبة على المعارضة مثل «المحافظين» و«العدل» و«الوعي» بشأن «منع مندوبيها من دخول بعض اللجان»، و«قيام مرشحين بالدعاية داخل محيط التصويت»، إلى جانب «تباطؤ العملية الانتخابية في عدد من الدوائر».

وطالب حزب «المحافظين»، في بيان، الأربعاء، «الهيئة الوطنية للانتخابات»، بـ«التدخل الفوري» لتصحيح المخالفات، مؤكداً أنه «يرفض أي تجاوزات تمس نزاهة العملية الانتخابية».

مواطنون أمام لجان التصويت في محافظة قنا بصعيد مصر (تنسيقية شباب الأحزاب)

ويقول دكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس «مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تقدم الأحزاب الموالية للسلطة واكتساحها كان أمراً منطقياً في ضوء خفوت دور المعارضة، وعدم اختلاف الظروف الموضوعية عن انتخابات مجلس الشيوخ التي شهدت النتيجة نفسها».

ويستمر زخم الدعاية الانتخابية للمرحلة الثانية من الاقتراع البرلماني الذي من المقرر أن يبدأ في الخارج يومي 21 و22 نوفمبر، وفي الداخل يومي 24 و25 من الشهر نفسه، ويشمل 13 محافظة، لتكتمل خريطة البرلمان الجديد قبل نهاية العام.