باشاغا يطالب باتيلي بوقف «التدخلات الخارجية السلبية» في ليبيا

وسط تحركات أميركية لدعم «الخطة الأممية» لدى دول الجوار

فتحي باشاغا رئيس الحكومة الليبية الموازية ملتقياً باتيلي المبعوث الأممي (مكتب باشاغا)
فتحي باشاغا رئيس الحكومة الليبية الموازية ملتقياً باتيلي المبعوث الأممي (مكتب باشاغا)
TT

باشاغا يطالب باتيلي بوقف «التدخلات الخارجية السلبية» في ليبيا

فتحي باشاغا رئيس الحكومة الليبية الموازية ملتقياً باتيلي المبعوث الأممي (مكتب باشاغا)
فتحي باشاغا رئيس الحكومة الليبية الموازية ملتقياً باتيلي المبعوث الأممي (مكتب باشاغا)

طالب فتحي باشاغا رئيس الحكومة الليبية الموازية، عبد الله باتيلي المبعوث الأممي لدى البلاد، بممارسة دوره، ووقف «التدخلات الخارجية السلبية» في ليبيا، بينما تمضي واشنطن في طريق حشد «دول الجوار» لجهة دعم الطرح الأممي بشأن إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في ليبيا، قبل نهاية العام الجاري.
وقال مصدر ليبي مقرب من السفارة الأميركية في ليبيا لـ«الشرق الأوسط» (الاثنين) إن مبعوث الولايات المتحدة ريتشارد نورلاند الذي أنهى زيارة إلى الجزائر-استهدفت مشاركتها في تحفيز الليبيين على إتمام الانتخابات العامة- «من المتوقع أن يجري زيارات إلى عواصم عربية أخرى، قد تشمل مصر وتونس، لحشدها وراء الخطة الأممية».
وأضاف المصدر السياسي أن الولايات المتحدة «أظهرت عبر مبعوثها في ليبيا نشاطاً ملحوظاً خلال الأسابيع الماضية، للمسارعة في عقد الانتخابات العامة، على عكس فترات سابقة»؛ لكنه لفت إلى أن «بعض الليبيين يتوجسون خيفة من مثل هكذا تحركات، ويعتبرونها تدخلاً في شؤون بلادهم».
والتقى نورلاند، خلال زيارة إلى الجزائر (الأحد) عدداً من المسؤولين بالبلاد؛ مشيراً إلى أنه أجرى معهم مشاورات وصفها بـ«القيمة للغاية»، حول «كيف يمكن لجيران ليبيا دعم العملية السياسية في البلاد».
وقال نورلاند، عبر حساب سفارته على «تويتر»، إنه يتطلع إلى استمرار المشاورات مع الجزائر بشأن العملية السياسية في ليبيا، باعتبارها محل اهتمام مشترك، لافتاً إلى «الحاجة لإنشاء تحفيز جديد لتنظيم الانتخابات، وإيجاد حل سياسي دائم».
كما ناقش نورلاند مع السفير الليبي لدى الجزائر صالح بكدة «الدور الإيجابي الذي تلعبه الجزائر في دعم الاستقرار في ليبيا».
ويسعى المبعوث الأممي، منذ حديثه عن تفاصيل خطته السبت الماضي، لتجميع الليبيين كافة حول خطته الرامية لعقد الانتخابات الرئاسية والنيابية قبيل نهاية العام الجاري. ففي مدينة بنغازي التقى باتيلي عدداً من الشخصيات السياسية، من بينهم فتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية، ورؤساء أحزاب، لإطلاعهم على تفاصيل خطته للأيام المقبلة.
وفي إطار إزالة حالة الغضب بعد تجنب ذكر اسم حكومته في إحاطة الأخير أمام مجلس الأمن الدولي مؤخراً، التقى باتيلي، باشاغا، (الاثنين) الذي رحب بمساعي البعثة الأممية والأسرة الدولية الداعمة لتحقيق تطلعات قرابة 3 ملايين ليبي، بالتوجه نحو صناديق الاقتراع قبل نهاية عام 2023.
وشدد باشاغا خلال لقائه باتيلي «على الملكية الليبية لحل أزمة بلاده، من خلال بذل مزيد من الجهود الدولية لتسهيل التقارب بين مجلسي (النواب) و(الدولة)، بغية التسريع من وتيرة التوافقات التشريعية لقوانين الانتخابات».
وأضاف المكتب الإعلامي لحكومة «الاستقرار»، أن باشاغا ناقش أيضاً مع المبعوث الأممي مبادرته لتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال هذا العام؛ لكنه طالبه «بممارسة دوره لإيقاف التدخلات الخارجية السلبية في الشأن الليبي».
وأكد باشاغا دعم حكومته لمسار اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، وتوحيد المؤسسة العسكرية، وصون السيادة الليبية بإخراج القوات الأجنبية بشكل تدريجي ومتوازن.
وكان باتيلي قد التقى خلال زيارته بنغازي، بممثلي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني ببنغازي، في سياق مشاوراته في جميع أنحاء ليبيا. وأوضح عبر حسابه على «تويتر»: «استمعت لمخاوف هذه الأحزاب بشأن الانسداد السياسي، وتقييمهم للتحديات التي تواجه بلدهم، ومقترحاتهم بشأن التصدي لها، بهدف الوصول إلى ليبيا مستقرة تنعم بالرخاء، وذلك عبر إجراء انتخابات شاملة».
وأضاف باتيلي أنه «من الضروري الاستماع للأحزاب السياسية، والمجتمع المدني، والنساء، والشباب، بشأن الخروج بخريطة طريق قابلة للتنفيذ، للانتخابات»، وانتهى إلى أن مبادرته بشأن اللجنة المزمع الإعلان عنها، تستهدف «توسيع إطار المناقشات لإشراك هؤلاء الفاعلين في رسم مسار يفضي إلى الانتخابات هذا العام».
وكان المبعوث الأممي قد بحث أيضاً مع إبراهيم بوشناف مستشار الأمن القومي الليبي، بمقر البعثة في بنغازي (الأحد) عدداً من الملفات المهمة، من بينها الدفع باتجاه إنجاز الانتخابات.
وقال بوشناف إنه اتفق مع المبعوث الأممي على «ضرورة المضي قدماً في العمل على تقريب وجهات النظر، لضمان نجاح هذه الانتخابات، مما يضمن إنهاء المرحلة الانتقالية الممتدة في ليبيا على مدى السنوات الماضية».
وفي شأن آخر، التقى محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي (الاثنين) الأمين التنفيذي لهيئة حوض بحيرة تشاد مامان نوحو، وتناول اللقاء عدداً من الملفات التي تمثل اهتماماً مشتركاً بين الدول الأعضاء بالهيئة.
وقال مكتب المنفي، إن اللقاء الذي تم بمقر المجلس وحضره نائب رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، وزير الزراعة المكلف حسين عطية، تناول الملفين الأمني والمائي.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

حكومة شرق ليبيا تحظر احتفالات «رأس السنة»

أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
TT

حكومة شرق ليبيا تحظر احتفالات «رأس السنة»

أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)

حظرت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، بقيادة أسامة حمّاد، رسمياً، مظاهر الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية كافة، وأمرت «بعدم السماح ببيع السلع المرتبطة بالاحتفال، أو إدخالها إلى البلاد، من بينها شجرة الميلاد وتمثال بابا نويل والصلبان»، في قرار أثار ردود فعل غاضبة.

وقال جهاز البحث الجنائي، بشرق ليبيا، الأحد، إنه «تنفيذاً لتعليمات وزير الداخلية بالحكومة الليبية اللواء عصام أبوزريبة، يتم منع الاحتفال بما يسمي عيد رأس السنة»، وأوضح أنه بناء على ذلك كُلف رئيس جهاز البحث الجنائي اللواء حسن الجحاوي، إدارة فروع: الظواهر السلبية والتحري والاستدلال والدوريات والتمركزات الأمنية ومكافحة التزييف والتزوير والآداب العامة بعدم السماح بدخول وبيع جميع السلع المرتبطة بالاحتفال برأس السنة».

وفي منتصف الأسبوع الماضي، شنّ جهاز الحرس البلدي بمدينة بنغازي، شرق ليبيا، حملة على المحال التجارية المخصصة لبيع الألعاب وأدوات الزينة والأغراض المتعلقة باحتفالات رأس السنة، وصادرها وأمر بعدم بيعها، بداعي أنها «مخالفة للدين».

ويأتي قرار الحكومة التي يترأسها حمّاد، بعد أزمة أخرى أثارها حديث حكومة عبد الحميد الدبيبة، في طرابلس، عن تفعيل شرطة الآداب، بداعي «انتشار الظواهر المنافية لقيم المجتمع الليبي في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي».

وتعاني ليبيا من انقسام حكومي حاد، ولديها حكومتان؛ الأولى في شرق ليبيا برئاسة حمّاد، وتحظى بدعم البرلمان و«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، والثانية في غربها بقيادة الدبيبة.