تنديد بنشيد للمستوطنين يمجد إحراق حوارة

فلسطيني يسير بين سيارات محترقة ببلدة حوارة صبيحة الحريق الكبير للقرية يوم 27 فبراير الماضي (أ.ب)
فلسطيني يسير بين سيارات محترقة ببلدة حوارة صبيحة الحريق الكبير للقرية يوم 27 فبراير الماضي (أ.ب)
TT

تنديد بنشيد للمستوطنين يمجد إحراق حوارة

فلسطيني يسير بين سيارات محترقة ببلدة حوارة صبيحة الحريق الكبير للقرية يوم 27 فبراير الماضي (أ.ب)
فلسطيني يسير بين سيارات محترقة ببلدة حوارة صبيحة الحريق الكبير للقرية يوم 27 فبراير الماضي (أ.ب)

كشف النقاب في تل أبيب عن أغنية يجري تداولها وإنشادها في صفوف شبيبة وميليشيات المستوطنين اليهود بالضفة الغربية، وفيها يمجدون ويهللون للهجوم الشرس على بلدة حوارة الذي جرى خلاله إحراق عشرات البيوت والسيارات.
ويجري تداول هذه الأغنية بشكل واسع جداً في مجموعات «واتساب» و«تلغرام»، خصوصاً بين منظمة «شبيبة التلال» التي تمارس العنف بشكل شديد ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والذي بلغ أوجه ليلة الأحد ما قبل الماضي، وركز على حوارة وبورقين وعصيرة القبلية وزعترة، جنوب نابلس.
وقد وصف كثير من المسؤولين الإسرائيليين السياسيين والعسكريين والإعلاميين ذلك الهجوم بـ«المحرقة»، وقارنوا بينه وبين الهجوم الذي تعرض له اليهود من قبل النازيين الألمان عام 1938 وعرف بـ«ليل البلور»، بسبب كثرة تكسير زجاج البيوت والسيارات اليهودية، وأصبح رمزاً لبشاعة النازية في التاريخ، ومهد لحرب الإبادة لليهود.
وقد أثار الهجوم على حوارة وجنباتها موجة استنكار شديد في إسرائيل والعالم، خصوصاً بعدما امتدحه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وقال إن على الجيش الإسرائيلي أن يمحو حوارة عن وجه البسيطة. ومع أنه تراجع لاحقاً وادعى أنه تفوه بهذه الكلمات من خلال عواصف عاطفية، فإن الولايات المتحدة أبلغته بأنه شخص غير مرغوب فيه وقررت عدم التقاء أي مسؤول أميركي به إذا دخل أراضيها. وطالب قادة يهود الولايات المتحدة بمنعه من دخول أراضيها بتاتاً.
لكن الهجوم على البلدات الفلسطينية ظل يحظى بتأييد وتمجيد أوساط واسعة من المستوطنين واليمين المتطرف. وكشفت وسائل الإعلام العبرية عن نص الأغنية التي يجري تداولها، وجاء فيها: «من يحترق الآن؟ حوارة. بيوت وسيارات أيضاً؛ حوارة. يُخرجون من هناك جميع المسنات؛ حوارة. والحملان والغسالات؛ حوارة. مثلما سيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء. إنها حوارة. حوارة. حوارة».
ونددت منظمة «جنود لنكسر الصمت»، بهذه الأغنية وعدّتها فاشية. وقالت المنظمة؛ التي تضم مجموعة من الجنود في الجيش الإسرائيلي الذين خدموا في المناطق الفلسطينية وراحوا يكشفون عن عمليات التنكيل الشديد التي تمارس ضد الفلسطينيين ويعدّونها كارثة أخلاقية للشعب اليهودي، إن «أحداث عنف المستوطنين والإرهاب اليهودي في حوارة لا تجري في فراغ. فهذه نتيجة مباشرة لتشجيع من المستوى السياسي وحراسة قوات الجيش لهم. وعندما يدعو الوزير الثاني في وزارة الدفاع (سموتريتش) إلى محو حوارة، فواضح أن هناك من يسمع وينفذ ويرقص فرحاً وطرباً».
كما أدانت الأغنية أيضاً منظمةُ «تدفيع منير»، وهي حركة سلمية أخرى في إسرائيل تأسست نقيضاً لمنظمة اليمين المتطرف «تدفيع الثمن» التي تمارس الإرهاب ضد الفلسطينيين. وجاء في بيان لها: «إذا كان وزير رفيع في إسرائيل يؤيد محو حوارة، فكيف نستغرب أن جوقة سموتريتش تغني (من يحترق الآن؟ حوارة)».
يذكر أن منفذي الهجوم على حوارة، الذين تجاوز عددهم 400 مستوطن، لم يحاسبوا حتى الآن رغم مرور نحو 10 أيام على جريمتهم، فقد اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 16 شخصاً منهم أطلقت سراح 14 شخصاً منهم، وأبقت تحت الاعتقال الإداري شخصين، يشتبه في أنهم خططوا لهجمات أخرى شبيهة على بلدات فلسطينية أخرى.
وجدد المستوطنون الهجوم على حوارة ليلة الثلاثاء - الأربعاء، تحت حماية الجنود الإسرائيليين، وهذه المرة تسببوا في إصابة 31 فلسطينياً بجراح، وفق الهلال الأحمر في نابلس، بينهم 6 أطفال أصيبوا بحجارة المستوطنين.
وقد وثقت الكاميرات الفلسطينية مشاهد ظهر فيها بعض الجنود وهم يرقصون مع المستوطنين المعتدين. ومع نشرها في الشبكات الاجتماعية على نطاق واسع، وعرضها على شاشات التلفزة في العالم، أعلن الجيش أنه «فتح تحقيقاً في الأمر».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«وحدة الساحات» في العراق... التباس بين الحكومة والفصائل

رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع قادة الجيش (إعلام حكومي)
رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع قادة الجيش (إعلام حكومي)
TT

«وحدة الساحات» في العراق... التباس بين الحكومة والفصائل

رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع قادة الجيش (إعلام حكومي)
رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع قادة الجيش (إعلام حكومي)

تسير الحكومة العراقية منذ أشهر في خط متقاطع مع الفصائل المسلحة المنخرطة في «محور المقاومة»، لجهة الموقف من الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة، فالموقف الرسمي الحكومي يرفض بشكل علني ومكرر تورط البلاد في الحرب، في حين يجري شعار «وحدة الساحات» على ألسن قادة الفصائل ليل نهار.

مع ذلك، لا يبدو التقاطع حاداً وحاسماً بين الجانبين، وفقاً لمراقبين، ذلك أن فصائل منخرطة في الحرب لها نفوذ واسع داخل حكومة السوداني وهي من أوصلته إلى السلطة، وقد وردت منظمتا؛ «بدر» التي يقودها هادي العامري، و«عصائب أهل الحق» التي يقودها قيس الخزعلي، ضمن لائحة الجماعات المتهمة بمهاجمة إسرائيل بعد الشكوى التي وجهتها الأخيرة إلى مجلس الأمن قبل أيام.

عناصر من «كتائب حزب الله العراقي» خلال مشاركتهم في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

التباس بين الحكومة والفصائل

غير أن «الالتباس» في الصلة بين الحكومة والفصائل، سواء على مستوى الموقف من الحرب الدائرة، وعلى مستوى شراكتهم في إدارة السلطة، لم يمنع حكومة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، من تأكيد «حيادها» النسبي وتأكيدها الدائم على احتكار الدولة، وليس الفصائل، قرار الحرب والسلم.

ويميل مراقبون إلى أن حكومة السوداني تستند في مسعاها نحو النأي بالبلاد عن شرور الحرب، إلى حلفاء وشخصيات أساسية داخل «الإطار التنسيقي» ترفض توريط البلاد في الحرب، في مقابل قوى أخرى داخل «الإطار» تدفع باتجاه تكريس العراق جزءاً من معادلة الحرب، وحشره في «وحدة الساحات».

وقبل نحو أسبوعين، قدم رئيس «تيار الحكمة» القيادي في «الإطار التنسيقي»، عمار الحكيم، دعماً واضحاً لحكومة السوداني في إطار سعيها لتجنب الحرب ضمن شعار «وحدة الساحات»، حين قال إن «بلاده غير مهيّأة لخوض حربٍ إقليمية شاملة».

واكتفى بالإشارة إلى أن «العراق قادر على تقديم الدعم والإسناد للقضية الفلسطينية واللبنانية عبر 3 اتجاهات: الدعم السياسي، والإدانة والاستنكار، والوساطات». وفي ذلك إشارة صريحة وواضحة إلى عدم القبول بانخراط «العراق الرسمي» ضمن شعار «وحدة الساحات».

وأول من أمس، شدد رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي، على عدم توريط العراق في الحرب، مما يمثل دعماً «إطارياً» آخر لموقف البلاد الرسمي، حين شدد، في تدوينه عبر منصة «إكس»، على عدم «السماح للمغامرين بقيادة السياسات والقرارات الوطنية».

وفهم بعض المراقبين أن المقصود بهذه الإشارة هي الفصائل المسلحة التي لطالما وجّه لها العبادي انتقادات لاذعة في مناسبات سابقة.

وحذر العبادي، أيضاً، من «الانحياز الجبهوي في السياسات والقرارات الوطنية لمصلحة أحد المحاور المتصارعة بالضد من المصلحة الوطنية العراقية».

الموقف الحكومي

تؤكد مصادر مقربة من الحكومة أن «لدى الحكومة موقفاً ثابتاً ضد شعار (وحدة الساحات) رغم الضغوط الكثيرة التي تعرضت لها من جانب بعض الفصائل والراعي الإيراني».

ويستبعد المصدر، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، بقاء شعار «وحدة الساحات» قائماً في حال توصلت إسرائيل و«حزب الله» إلى اتفاق لوقف الحرب.

وتوقع أن تلجأ «الفصائل العراقية إلى فك الارتباط بجبهة غزة في حال وافق (حزب الله) على الهدنة، لكن الأمر المثير للقلق هو أن إمكانية استهداف إسرائيل إيران قد تؤدي إلى استعادة الفصائل شعارها».

وفي الأسبوع الماضي، تحدث الأمين العام لـ«كتائب حزب الله» بصراحة عن أن «حزب الله» اللبناني بيده قرار الالتزام بشعار «وحدة الساحات».

وقال نزار الحيدر، وهو باحث وأكاديمي عراقي، إن «(وحدة الساحات) هو شعار طهران الحصري لحماية نفسها، لذا؛ فهي تتحكم فيه، فترجئه متى أرادت، وتعيد تنشيطه متى ما رغبت، وفق مصالح أمنها القومي».

وأوضح الحيدر أن «الفصائل المسلحة في العراق التي ترى نفسها جزءاً من هذه النظرية لا تشذ عن هذه القاعدة».

رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في بغداد (أرشيفية - إعلام حكومي)

ضغوط أميركية

وإلى جانب ذلك، يعتقد مراقبون محليون أن الضغوط الأميركية، والتهديدات الإسرائيلية باستهداف العراق، بجانب إمكانية وقف الحرب في لبنان، عوامل مهمة «قد تساهم في تراجع الفصائل عن شعارها، وربما تمنحها بطاقة عبور لتمرير موقفها المهادن لاحقاً، أمام جمهورها».

وقالت السفيرة الأميركية لدى العراق، ألينا رومانوسكي، الاثنين، خلال طاولة مستديرة لعدد من وسائل الإعلام: «أود أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، في أن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، والتي تعتدي على إسرائيل».

وأضافت أن «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذروا حكومة العراق بأن يوقفوا هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل».

وتابعت أن «رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. وإسرائيل أمة لها سيادتها، وهم سيردون على أي اعتداء من أي مكان ضدهم».

وكانت مصادر تحدثت عن رسائل بعثت بها إسرائيل إلى بغداد عبر السفير الأذربيجاني، لكن مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي نفى ذلك.